تغريد شابة فلسطينية من سكان غزة، في السادسة والعشرين من العمر. كان يمكن أن يحد الصمم من إمكاناتها، ولكن إصرارها على العمل وعيش حياة منتجة قادها إلى مركز إرادة المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة.
تتلقى تغريد تدريبا، منذ ستة أشهر، على الحياكة بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل مهارات الحاسوب.
ولأننا للأسف لا نعرف لغة الإشارة، ساعدتنا شابة أخرى في المركز في الحوار مع تغريد التي قالت لنا إنها تتلقى التدريب في المركز منذ ستة أشهر.
وبكل فخر عرضت لنا نموذجا لما صنعته بيديها، زيا مدرسيا.
"نقوم في البرنامج على تدريب ذوي الإعاقة على أفضل التخصصات المطلوبة في السوق. تقوم فكرة البرنامج على الدمج بين حاجة السوق وإمكانيات ذوي الإعاقة. ويخرج البرنامج العديد من الأشخاص القادرين على الالتحاق بسوق العمل. ولم تعد الإعاقة مانعا أمام الشخص للالتحاق بسوق العمل."
الشاب محمد عزاز تحدث معنا عن التدريب الذي حصل عليه في مركز إرادة وكيف ساعده ذلك في تأمين فرصة عمل.
"أتعلم كهرباء دور عامة، وبالفعل استفدت كثيرا وكنت أصلح في منزلنا أي شيء يصيبه العطب وكنت أسأل أستاذي عندما أقابل مشكلة. وبدأت بالفعل العمل."
محمد أصيب برصاصة في ساقه بما أثر على قدرته على الالتحاق بسوق العمل، لكنه أكد لنا أن التدريب الذي حصل عليه في مركز إرادة غير هذا الواقع بشكل كبير.
إرادة هو أحد المراكز الرئيسية المتخصصة لذوي الإعاقة في غزة. عبر الشراكة بينهما، يعمل مركز إرادة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تعزيز المهارات العملية للمتدربين وخلق بيئة تمكين تشجعهم على الإنتاج وتوفر فرص العمل.
تحدثنا في مركز إرادة أيضا مع الشابة هالة، 26 عاما. وعبر مترجمة للغة الإشارة قالت لنا إنها تتعلم تصميم الصور وصنع الفناجين والنحت على الخشب، وإنها المرة الأولى التي تتلقى فيها مثل هذا التدريب. وأعربت عن الأمل في أن تتوفر لها فرصة عمل بعد التدريب.
وتحدث صلاح حماد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن التخصصات التي يوفر مركز إرادة التدريب عليها:
"هناك تخصص الطاقة الشمسية، وهو من المجالات المرتبط بواقع غزة. وتوفر الطاقة الشمسية حلول الطاقة النظيفة والمستدامة في غزة. هناك أيضا تدريب على الحواسب الإلكترونية وصيانتها وأيضا تدريب في المجالات الإنتاجية مثل حياكة الزي الجامعي الذي يحتاجه السوق المحلي."
ولا يتوقف الجهد مع انتهاء فترة التدريب، كما يقول صلاح حماد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بل تتبع ذلك فترة اندماج مع السوق بفرص للالتحاق بالسوق من خلال تقديم بعض المنح للمتفوقين في هذا المجال، بالإضافة إلى ما يوصف بالتشبيك مع السوق المحلي لإدماج ذوي الإعاقة في الشركات والمصانع.