في هذه الأيام ، فهاج المجتمع الكازاخستاني كله بمسألة الانتقال إلى الأبجدية اللاتينية. من الجدير بالذكر أنه في 12 أبريل، 2017 نشرت الصحيفة الرسمية في البلاد "إجيمن كازاخستان" مقالاً لرئيس كازاخستان نور سلطان نظرباييف تحت عنوان "نظرة إلى المستقبل: تحديث الوعي العام". وردت الوسائل الإعلامية الروسية بشكل حاد على مقال الزعيم الكازاخستاني، وهو أمر مثير للدهشة تماما. لأنه في عام 2012 في استراتيجية "كازاخستان - 2050" وقد تم تثبيت النهج الرسمي الهادف إلى الانتقال إلى الأبجدية اللاتنية في الخط الكازاخستاني، ولم يلاحظ أي سخط من الجار الشمالي في ذلك الوقت.
التاريخ:
لتوضيح الوضع أود أن أقوم بجولة قصيرة في التاريخ. استخدم أجداد الشعب الكازاخستاني - الأتراك - الكتابة الرونية. مع بداية انتشار الإسلام، انتقلت الزمرة الحاكمة في المجتمع الكازاخستاني إلى الأبجدية العربية. وقد وضعت الأبجدية الكيريلية الأولى من قبل المستنير الكازاخستاني إبراي ألتنسارين في النصف الثاني من القرن ال 19. حتى عام 1940 تم استخدام ما يسمى "الأبجدية التركية الموحدة" (ياناليف) على أساس الأبجدية اللاتينية في الكتابة الكازاخستانية. في عام 1940 تم استبداله بالكيريلية.
مما بدأ
تعود بداية المناقشات حول انتقال اللغة الكازاخية إلى الأبجدية اللاتينية إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وفي عام 2006، أكد الرئيس في اجتماع دورة جمعية الشعب الكازاخستاني على رغبة في الانتقال إلى الأبجدية اللاتينية. وبعد ست سنوات، تم تثبيت هذه الفكرة رسميا في استراتيجية التنمية "كازاخستان -2050" وأصبحت نهجاً رسمياً للدولة في انتقال الكتابة الكازاخستانية إلى الأبجدية اللاتينية.
وقد وضع معهد علم اللغة في جمهورية كازاخستان إلى الوقت الحاضر، بحسب البيانات الرسمية خمسة أنواع للأبجدية الكازاخستانية الجديدة على أساس الأبجدية اللاتينية. وتم تشكيل فريق العمل في إطار وزارة التعليم والعلوم في جمهورية كازاخستان للاستعدادات للانتقال إلى الأبجدية اللاتينية. وابتداء من عام 2018، سيبدأ تدريب الكوادر الوطنية في تدريس الأبجدية الجديدة وإعداد الكتب المدرسية.
السبب:
يفسر السبب الجذري لإصلاح الخط الكازاخستاني رسمياً برغبة الاندماج إلى الساحة العلمية في العالم والانضمام إلى الثقافة التركية، التي تجسدها اليوم تركيا وأذربيجان.
كازاخستان وروسيا
على المستوى السياسي والإيديولوجي وعلى المدى الطويل يعني هذا الابتكار خطوة نحو خروج كازاخستان من المنطقة الثقافية والإعلامية الروسية. فإبداء هذه الفكرة في حد ذاتها أدى إلى نقاشات متعددة. في حين لم يلاحظ الرأي البديل من جماعات الخبراء، بسبب أنه ما يسمى بالمثقفين المبدعين في كازاخستان يعارضون مبادرات الرئيس نادرا جدا. إلا أنه قبل 4 سنوات وجه عدد من المثقفين نداءاً بطلب عدم القيام بالإصلاحات في الكتابة. الآن لم تلاحط مثل هذه المبادرات. نشأت النقاشات العنيفة والمقاومة في شبكات التواصل الاجتماعي ، في المقام الأول على المورد الأكثر تسييسا وهو الفيسبوك في كازاخستان.
النقد:
وتستند الخلافات والرأي النقدي بشأن إصلاح الخط الكازاخستاني أيضا عند مراقبة التجربة الغامضة لأوزبكستان. وفي ذلك البلد، بدأ الانتقال إلى الأبجدية اللاتينية في عام 1993. وقد تم تحديد تاريخ الانتقال الكامل إلى الأبجدية اللاتينية في عام 2005، ثم في عام 2010. وفي عام 2017، لم يتم بعد التأكد من اليقين في هذه المسألة.
ومن العوامل التي تهيج الكثير من المعارضين للإصلاح هو الوضع الاجتماعي والاقتصادي المعقد في البلاد والذي له اتجاه واضح نحو زيادة سوءاً بسبب تقلب أسعار النفط، وعجز مستمر في ميزانية الدولة، وعدم استقرار القطاع المصرفي، والعديد من المشاكل الاجتماعية التي لم تعالج.
النتيجة:
ومع ذلك، فإن إصلاح الكتابة هو مسألة داخلية بحتة لكازاخستان ذات السيادة، والاستياء الهستيري من الآليات الإعلامية الروسية غير مقبولة تماماً. ولا تتخلى كازاخستان عن علاقاتها المتحالفة مع روسيا، ولا تزال وفية بالتزاماتها وتدعم مسار الكرملين السياسي على الصعيد الدولي. إن مسألة العلاقات طويلة الأمد بين كازاخستان والاتحاد الروسي تكمن في المستوى الآخر وتعتمد على العديد من العوامل، ولا سيما على تنسيق العلاقات الاقتصادية بين الجيران في إطار الاتحاد الجمركي والاتحاد الأوروبي الآسيوي.
سلطان بيك سلطانغتاييف
المحلل السياسي الكازاخستاني، حصري ليوميات أوأسيا