آنار صديقوف، المحلل السياسي الروسي، الخبير في شئون القوقاز والشرق الأوسط ودكتور الفلسفة في التاريخ. حصرياً ليوميات أورآسيا.
ينهي لقاء الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي مرحلة إنشاء العلاقات بين الدولتين ويعيدها إلى وضعها الطبيعي. وصف فلاديمير بوتين تركيا كشريك هام وموثوق به. أشاد رجب طيب أردوغان بنقاشات بين البلدين في المجالات الاقتصادية وبعزم الجانب التركي على القضاء على جميع العراقل أمام العلاقات التجارية والاقتصادية.
التجارة:
اتفق الطرفان على فك القيود المفروضة على التجارة بين البلدين مشيداً بزيادة مستوى تصدير بعض المنتجات الزراعية التركية بمعدل 40% بعد رفع العقوبات.
كما أفاد وزير الاقتصاد التركي السيد نهاد زيبكتشي عن نية أنقرة في التوقيع على الاتفاق حول التجارة الحرة. وفي الوقت الحالي يبلغ قدر صندوق الاستثمارات 10 مليار دولار لكل من الجانبين، واتفقا على إنشاء صندوق الاستثمارات المشترك قدره 1 مليار دولار.
وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكتشي
التعاون العسكري والتقني
شملت المناقشات في هذا المجال موضوع صفقة المنظومة المضادة للصواريخ من طـراز С-400 وتصديرها إلى تركيا. كما أفاد السكرتير الإعلامي للرئيس الروسي دمتري بيسكوف أن النقاشات في هذا الموضوع جرت بصورة مفصلة وإيجابية حيث أن تركيا مستاءة من موقف حلفائها في الناتو ولاسيما الولايات المتحدة التي بدأت تصدر الأسلحة الثقيلة للأكراد ومنها الدبايات.
سوريا:
أولى الطرفان الاهتمام الخاص للأوضاع في سوريا حيث رحبا بفكرة إقامة المناطق الآمنة الأربع وهي محافظة إدلب وشمال مدينة حمص والغوطة الشرقية وجنوب سوريا مدينة درعا. ورحب الرئيس الأمريكي ترامب أيضاً بهذه الفكرة. يتوقع تحديد خطوط الآمان في حدود هذه المناطق لتجنب المواجهات بين القوات المتقاتلة ومرابطة العسكريين من الجزائر والإمارات ومصر ودول منظمة البريكس ومعاهدة الأمن الجماعي إلى جانب إقامة نقاط التفتيش والمراقبة لضمان توصيل المعونات الإنسانية ومراعاة الهدنة.
أكد رجب طيب أردوغان وحدة موقفي روسيا وتركيا في إقرار السلام والأمن في سوريا ووقف إراقة الدماء وضمان وحدة أراضيها وتحقيق الحل السلمي للقضية السورية.
المفاوضات في أستانا:
وحادث رمزي أن زيارة الرئيس التركي جرت في يوم 3 مايو، في يوم انطلاق المفاوضات في آستانا. ولأول مرة وافقت المعارضة السورية المسلحة المعتدلة على مشاركة في المفاوضات خلافاً للمرات السابقة ويعود الفضل قي هذا إلى تركيا بالدرجة الأولى إلى جانب مساهمة كل من قطر والعربية السعودية. وفضلاً عن ذلك احضر آستانا الممثلون عن جماعة أحرار الشام التي هي قوة عسكرية هامة مرابطة في إدليب ولها حوالي 10-15 ألف مقاتل. وتدل مشاركة القائم بأعمال مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة على دعم الإدارة الأمريكية للحل السلمي للأزمة السورية. كما صرح رئيس الخدمة الإعلامية للخارجية الأمريكية هايزر نوريت أن الولايات المتحدة تؤيد كافة الجهود الهادفة إلى تخفيف شدة التوتر في سوريا وضمان وصول المعونات الإنسانية والتركيز على القضاء على داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وخلق الظروف الملائمة للحل السياسي للصراع.
آستانا، كازاخستان
نتائج المفاوضات:
يمكن تقدير نتائج المفاوضات بالإيجابية حيث انه تم إعداد الأجراءات المتتالية لتعزيز الهدنة وخلق المناطقة الآمنة بإمكانية توسيعها فيما بعد والتقدم نحو إيجاد الحل السلمي للأزمة.
يجري التقارب في المواقف بين روسيا وتركيا في الاتجاهات المختلفة وخاصة على ضوء زيادة العلاقات مع بركسل سوءاً والاختلافات المتزايدة مع واشنطن. وهذا يمنح الفرصة لإقامة علاقات الشراكة القوية على المدى الطويل والتي تمكن من تحديد العديد من التطورات في الساحة الأورآسيوية.
الترجمة من تاروسية: د.ذاكر قاسموف