يكاد أن نبدأ بالحوار استعذرت المساعدة وأخبرت عن وصول رسالة من الدكتورة شمشاد أختر، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ. تبين أن الموظفة الرسمية في الأمم المتحدة تريد نشر مقالتها في الموضوع الاقتصادي في بوابة Eurasia Diary (يوميات آورآسيا) المؤسسة من قبل الجليس والتي تنشر أخبارها بخمس لغات وموجهة أساساً إلى القراء خارج البلاد. ومن الجدير بالذكر أنه بين المؤسسة الأورآسيوية الدولية للصحافة والأمم المتحدة علاقات التعاون منذ عدة سنوات. وأن المؤسسة من بين 146 منظمة دولية ووحيدة من أذربيجان حصلت على أعلى الوضع القانوني في الأمم المتحدة. وبالمناسبة نبدأ حديثنا مع السيد أومود رحيم أغلو بموضوع الأمم المتحدة.
- أمود معلم، آخذاً بالاعتبار تمثيلكم في الأمم المتحدة وعلاقاتكم القريبة معها نريد أن نسأل عن قراراتها الباقية على الأوراق. ألا نتمكن من إيصال صوتنا كما هو مطلوب أو لا تريد هذه المنظمة أن تستمع إلينا؟
- لا شك في أهمية هذه القرارات في حين احتلال أراضينا. ويعود سبب عدم تنفيذها إلى الازدواجية السائدة على الصعيد الدولي. وتقع أذربيجان في المراكز الأولية بين الدول المعرضة للازدواجية. وأنا من المشردين وممثل عن الديار المخربة عبرت عن موقفي في منصات الأمم المتحدة مرات عديدة. أحياناً كان مدراء الجلسات يقطعون كلامي ويغلقون المذياع ولكن مع ذلك كانت في الصالات الأصوات المطالبة بإعادة المذياع. وهناك القوى العديدة لا تحبنا.
ولكن علينا أيضاً مهام عديدة يجب إنجازها. في الحقيقة لم نكن نتوقع الخيانة من جارتنا ولذلك لم نكن مستعدين للرد على الاعتداء، لم تكن لدينا خبرة التصرف في مثل هذه الحالات وكان الاعتداء علينا مفاجأة لنا. لم نكن مستعدين لإبلاغ المجتمع الدولي عن قضيتنا ونشر المعلومات عن مآسينا لأننا لم نعرف اللغات الأجنبية ولم تكن لدينا الجاليات المقيمة في الخارج ولا اللوبي يمثلنا. وكانت الدول الأعضاء في مجموعة منسك صاحبة الكلمة في قضية قاراباغ. ولكل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة موقف ومصلحة وأنها تنطلق منها. وهذه هي الحقيقة!
- إعلان منصة السلام في بلد معرض للاحتلال وقدوم الأرمن إلى باكو أثارا تساؤلات في المجتمع. أنت أحد مؤسسي المنصة. وأنت أحد متضرين شخصياً من الاحتلال الأرميني وقريتك محتلة. في الحين أن المجتمع عازم على الثأر كيف يمكن تبرير إعلان مثل هذه المنصة؟
"علينا الا ننسى أن عدو أول لمنصة السلام هو القيادة الأرمينية!"
- كان أقاربي من طرف أمي كلهم يقيمون في أرمينيا. وبين 270 ألف أذربيجاني مشرد من أرمينيا أقاربي من طرف أمي أيضاً. وقدم بعضهم إلى إقليم فضولي وسكنوا في بيتنا. ووالدي قاراباغي أصيل. وهذا يعني أنا من الذين عاشوا هذه المعانات تماماً. واعتباراً من 1989 حضرت خط المواجهة مع الأرمن وأخذت معي الصحافيين بأعداد مختلفة وحتى أحياناً 8 صحافيين إلى الجبهة. ما العمل لم يصبني أحد رصاصات لم أكن شهيداً.
ولكني استشهدت مرات عديدة في قلبي ويمكن أن أقول إن قلبي شهيد في صدري. ودفنت والدي المتوفي في العام الماضي في تلك الأراضي. ولكن نلاقي اليوم اللذين يتكلمون بحماس كأنهم متعصبون وحيدون لهذه الأراضي ولهذا الوطن دون أي علاقة بها، ودون أي علم بحقيقتها. تنتهي جميع الصراعات في النهاية بالحوار. لايمكن أن نطرد الأرمن الذين يقبلون الجنسية الأذربيجانية. وإننا قوم مناصر للسلام ونقيم الحوار مع الأرمن الذين يريدون الكشف عن أن الحكم في أرمينيا في يد الزمرة المجرمة.
- هل أنهم يطالبون إنهاء الاحتلال الأرميني؟
- دون أي شك. إنهم يطالبون إعادة الأراضي الأذربيجانية. وإنهم يفهمون أن سبب الوضع المتدهور في بلادهم هو الاحتلال. ويترك السكان أرمينيا. لم يكن في الإمكان طرح هذا الموضوع قبل 5-10 سنوات. هناك الاتهامات السخيفة على هذه المنصة وعليكم ألا تنسوا أن العدو الأول لمنصة السلام هم الرسميون الأرمن والقوميون المتعصبون الأرمن. أما نحن لا نريد إلا السلام!
- ولكن المجتمع الدولي كأنه لم ير هذه المنصة، وما سبب هذا؟
- لأنه حتي في داخلنا القوى الغيور لهذه المنصة.
- ولكن على المنظمات المناصرة للسلام، مهما كان، أن تدعم هذه المبادرة...
- هناك القوة المؤيدة للمبادرة لدرجة كافية. وإني أثق بمستقبل هذه المنصة. وفي الحقيقة أن هذه المبادرة خطوة سديدة. وإني لا أندم إطلاقاً على أنني أحد مؤسسي هذه الحركة.
- ذكرت أن دفنت والدك المرحوم في مقبرة قرية عبد الرحمنلي الأسفل التي هي تحت احتلال العدو. وبيتكم مدمر. من اليقين وجهت أنظارك نحو بيتكم في الأراضي التي زرتها.
-(بعد وقفة)، قريتنا قد تكون من أكثر القرى مدمرة ومخربة في العالم. هناك مقبرة فقط باقية. وفيها أكثر من 500 قبر محولة إلى أهداف الرماية وأطلق الرصاص إلى صور أصحاب القبور. هذه هي أكبر بربرية ووحشية. وبين المقبار التي استهدفت لإطلاق النار قبور أجدادي أيضاً. في رأيي علينا ترتيب زيارات الصحافيين الأجانب القادمين إلى أذربيجان لهذه الأراضي. إني أزور قريتنا على الأقل 7-8 مرات في السنة. أرتاح في هذه الزيارات ولكني أشاهد بيتنا المهدومة قرب مقبرة والدي. قد حفرنا القبر في مكان لا يراه قناص العدو. وشكراً للجنود والضباط الأبطال لجيشنا. مرة زرنا هذا المكان مع مراسل أحد قنوات التلفزيون ووقعنا تحت نيران قناص العدو واضطررنا إلى الانتظار لمدة 6 ساعات.
- أومود معلم، تحمل هذه الآلام في قلبك. ولكن أرمنياً من أصل باكو يأتي هنا بعد مرور 30 سنة ويتجاول بحرية في المدينة التي كبر فيها. ولكنك ومئات ألاف أمثالك لا يتمكنون من زيارة دياركم ليس في أذربيجان الغربية التي هي أرمينيا حالياً، بل في قاراباغ أيضاً. كذلك ألاف من عائلات الشهداء. وقد يكون من الطبيعي ردود الفعل المميز للمنصة. ما رأيك، هل تؤديك منصتكم للسلام إلى شوشا؟
-أضيف إلى ما ذكرت أعلاه أنه هناك لدى الأرمن أسيران أذربيجانيان وهما دلغام وشاهباز. ماذا كانا يريدان؟ ذهبا ليزورا مقابر أبائهما وأجدادهما. ولكننا لا نستطيع أن نساعدهما. لماذا؟ لأننا لسنا مصرين في قضيتنا. وإننا نفضل الكلام على المنصات الداخلية ونصدر البيانات فيها. والذين يصدرون مثل هذه البيانات لم يقوموا بأي عمل. والمشلكة في هذا. علينا أن نقيم بخطوات ملموسة ونقدم الطلبات إلى المنظمات الدولية. لم تكن أنشطتنا في هذا المجال بدرجة كافية ويبدو أن خبرتنا قليلة وأعمالنا غير منسقة.
-طرح أحد صحافيينا سؤالاً للدبلوماسية الروسية حول رهينينا في شوشا وأنها أهانت الصحافة الأذربيجانية كلها. وأنت مسئول عن المؤسسة الصحفية. ما رأيك في هذا؟
-عبرت عن موقفي سريعاً في تصريحاتي الصادرة في يوميات أورآسيا وفي لغة هذه السيدة. وفي الحقيقة لم يكن هذا الموقف يناسب للدملوماسية. وتجاهلت زاخاروفا السؤال الذي كان يضيقها. ويعود السبب الرئيسي لبقاء دلغام وشاهباز في رهن الاعتقال إلى موقف أمثال هذه السيدة. وإذا طالبت روسيا من أرمينيا الإفراج عن هذين الرهينين ستجد المسألة حلها. في الحقيقة مشكلتنا ليست أرمينيا ومشكلتنا هي الدول العظمى. وفي هذه الحالة لا يعود الذنب إلى روسيا فقط. قد تحولت أرمينيا إلى أداة، فور انسحاب روسيا ستحتل مكانها دولة أخرى. وهذا الخطر قائم.
-يستعد المحتلون الأرمن للاحتفال بالذكرى ال25 لاحتلال شوشا. كيف يجب أن يكون موقف أربيجان في هذا وعلينا مشاهدة بهجة العدو في الهدوء؟
-إذا سألتني أين كنت قبل 25 سنة كنت أجيبك.
-أسأل
-كنت من أوائل مايو في شوشا مع الصحافيين من دول البلطيق وموسكو وغادرنها في 5 مايو. قد زرنا قلعة شوشا وصورنا هناك. اطلعت على قوتنا العسكرية في المدينة ولم أكن أتصور أنه من الممكن التغلب على هذه القوة العسكرية. وكنت مطمئن على شوشا ولذلك كنت متأثراً جداً بسبب احتلالها. شوشا عين قاراباغ ومعبد الفنون ليس لقاراباغ فقط، بل لأذربيجان كلها. لها مساهمة كبيرة في الأدب والفنون الأذربيجانية. وأتذكر تلك الأيام بآلام. ولايحق لنا أن ننسي شوشا وعلينا أن نذكرها دائماً وكل يوم.
-بل الأرمن يقيمون بالاحتفالات في شوشا وما هو موقفكم في هذا؟ هدوء أو غضب...؟
-لا أبداً قد يفشل الأرمن في عديد من المجالات في مواجهتنا وهناك تطورات حاسمة في القوات المسلحة وإدارة الدولة وفي فعاليات جالياتنا في الخارج. وينمو المجتمع المدني في أذربيجان يوماً بعد يوم. تتوسع علاقاتنا الخارجية. في الماضي القريب لم نلاق خبراً عن أذربيجان إلا قليلاً. والآن هناك مقالات وأنباء عن إنجازات أذربيجان. ولدينا المنصة لنرفع صوتنا ولنقول كلامنا. علينا زيادة دعاياتنا ثمرة. وبتاريخ 10 مارس الماضي قدمنا عرضاً في موضوع أطفال اللاجئين والحرب في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
كان عرضاً هاماً جداً. كان أكثر من 60 شخص حاضرين في الصالة وأنهم من الرسميين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة. وبعد انتهاء عرضنا لم يترك الناس الصالة كانوا يريدون مواصلة الحديث معنا. عرضنا فلماً وثائقياً. ألقى مواطن أوكراني ومواطن أذربيجاني من الأصول الروسية إلى جانب المندوبين من أفغانستان وبولاندا وسويسرا كلماتهم في هذا العرض. طبعاً تحدثنا هناك عن شوشا وعن خوجالي. في رأينا أنجزنا عمل نشر حقائق قاراباغ في العالم. وعلى المواطنين العاديين في أذربيجان أن يساهموا في الإسراع في حل قضية قاراباغ.
يكفى أن كل شخص يعمل في مكان عمله إن كان صحافياً أو كاتباً أو شغيلاً أومسئولاً رسمياً في مصلحة قاراباع التي هي جرح للوطن وللأمة . وعلى كلنا أن نعمل في مكاننا وعلينا الاعتماد على أنفسنا فقط.
الترجمة : د.ذاكر قاسموف
musavat.com