رعاة أستانا قالوا كلمتهم...وروسيا تحشر ترامب في زوايا شره

تحليلات 09:33 05.07.2017

وصل جميع أعضاء الوفود المشاركة في محادثات أستانا بخصوص الأزمة السورية، على الرغم من كل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية الخاضعة لها بهدف التأثير على هذه المحادثات ومنع عقدها في الموعد المحدد، أو إجبار الأطراف الراعية والحكومة السورية على تقديم تنازلات لصالح المجموعات الإرهابية التي تدعمها أمريكا.

فقد حاولت الولايات المتحدة أن تثير ملف السلاح الكيميائي، كما جرت العادة، قبل كل لقاء من اللقاءات التي جرت في جنيف المأسوف عليه، وفي أستانا المعقود الأمل عليه، فهاجت وماجت كل الأذرع الإرهابية بكافّة ساحاتها الميدانية والسياسية والإعلامية وحتى الشعبية الحاضنة لكي تتحدث عن هَول ما تقوم به الدولة السورية والجيش العربي السوري من عمل شائن ضد الأبرياء المدنيين، وبتأكيدات يعجز المعتوه عن تصديقها وهو في حالة نوبة من الصّرع أو السُّكر والهذيان.

وراحت تلوح في الأفق ملامح تصعيدٍ جديد سبقته التخمينات والتقديرات المرعبة تارةً، والتطمينات تارةً أخرى، نعم لقد لجم جماح الولايات الرد والموقف السوري الحازم المدعوم بتصريحات نارية للقيادة الروسية سبقتها الكثير من التحركات على الساحتين السياسية والميدانية، فصرّح مسؤولو أمريكا أنّ سورية أذعنت للتحذيرات الأمريكية بصورة تشبه مهازل "مستر بين"، أمّا في  سورية وكأنّ شيئاً لم يكن، فقد خرج الرئيس الأسد وهو المعني الأول برفع معنويات الشعب والجيش وحتى الحلفاء بما يظهره من قوّة وثبات وعزيمة فيجول في أخطر الأماكن التي تواجدت فيها قوى إرهابية مسلحة خرت هاربة أمام الجيش السوري وحلفائه إلى الجبال والمغاور في أرياف حماه وإدلب وماحولهما، وجال بسيارته العادية مع عائلته على أهالي الجرحى والشهداء، يلقي عليهم تحايا العيد ويخلع من قدميه نعليه وكأنه يريد أن يقول أن هذه الدور هي أماكن مقدسة تعمّد تراب الوطن بدماء أبناء هذا الشعب الكريم المعطاء الزكية،  ليقذف رسالة قوية واضحة إلى من يهدّد ويتوعد ويتحيّن الفرصة، رسالة تؤكد على أن روسيا سترد بشكل مناسب ومكافىء في حال قامت الولايات المتحدة بأي عمل متهور على أسُس واهية، فيصعد الرئيس الأسد على أحدث أنواع الطائرات الروسية في قاعدة حميميم ويجلس في قمرة قائد طائرة السوخوي الحديثة ليقطع الشك باليقين أنّ الدولة السورية وحلفاءها جاهزون للرد مهما كانت الأثمان ولايرهبهم فبركة جديدة بالسلاح الكيميائي الملوث بأيديهم الآثمة الملطخة بدماء الشعب السوري والعراقي وغيرهما من شعوب المنطقة في العراق واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وكل شبر من هذه المنطقة لسعته نار مايسمى بالربيع العربي.

هذا من جانب، ومن جانب آخر وعلى أبواب انعقاد لقاء "أستانا 5"  رأينا الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ومعهم تركيا بشكل غير مباشر وما تبقى من هيبة دول الخليج التي كادت أو قد تذهب إلى بحر من الجنون والدماء إن لم يحتكم العقل ويعود بعضهم إلى رشده وعن أخطائه في حق سورية والمنطقة ككل، الولايات المتحدة وحلفاؤها كانوا يعملون على قدم وساق ويجهزون للانتحار على محور طهران بغداد دمشق بيروت، لكن الواقع أثبت لهم أنهم لن يتحملوا التدفق الهائل لقوى المقاومة التي ستخرج من تحت الأرض وتنزل من السماء وتأتيهم من الشرق والغرب والشمال والجنوب كالطوفان وتسحقهم وتسحق في طريقها إرهابييهم الذين يلفظون الرمق الأخير على طريق الموصل حلب دير الزور تدمر التنف مروراً بدرعا وصولاً إلى الجولان العربي السوري المحتل العنوان المقدس للشعب السوري بكافة أطيافه ومشاربه وإنتماءاته ماعدا أولئك الذين ربتهم إسرائيل على ماهم له خاسرون، وفهمت الولايات المتحدة ومن يسوق سوقها أن العدوان الثلاثي المحتمل لن يكون 56 ثانية وانما بركان يلتهم كل استراتيجياتهم وعتادهم وجنودهم وإرهابييهم ومن معهم ، فهل يعقلون…!!!

ومن هنا ما هو المنتظر حقيقة من لقاءات أستانا بجولتها الخامسة؟

وهل ستتمكن الأطراف المشاركة من التغلب على كل المعوقات التي حاولت الولايات المتحدة خلقها أمام أي تطور إيجابي في ظل تقارب روسي تركي إيراني واضح المعالم قطع الطريق بشكل

حاد على الولايات المتحدة وأعاق خططها السياسية والميدانية وجعلها أمام واقع لا يمكن رفضه تجاه الموافقة على تطبيق ماتم الاتفاق عليه في الجولات الماضية لاستكمال تطبيق مقررات الجولة الحالية التي يتضح أن موقف الدولة السورية وحلفائها فيها أقوى من أي وقت مضى في ظل الانتصارات التي يتم تحقيقها في الميدان، زد على ذلك سحق تنظيم "داعش" في العراق بعد تحرير الموصل وفتح طريق إمداد إيراني عراقي سوري مباشر وصولاً إلى لبنان ليصل إلى مشارف الجولان العربي السوري المحتل ويدق ناقوس الخطر على الكيان الإسرائيلي كواقع لا يمكن إنكاره، ما يعطي محور المواجهة قوة دفع كبيرة نحو دحر التنظيمات الإرهابية ويقلل من فرص قدرتها وقدرة من يرعاها على المناورة السياسية، يواجهها صمود سوري خارق بدعم روسي واسع النطاق يحاصر الولايات المتحدة في كافة الاتجاهات يجعل صمودها صعب أمام هذ المتغيرات ويجبرها على الرضوخ للواقع الذي فرض نفسه بالقوة في هذه الفترة الصعبة من الحرب على سورية.

بغض النظر عن ما يجري في أستانا وبعيداً عن النتائج المحتملة أيّاً كانت، نستطيع أن نقول وبكل ثقة أنّ سورية وحلفاءها استطاعوا أن يحدّدوا مكان وتوقيت المعارك الحاسمة وجعلهم من أستانا ساحتها الحقيقية التي تنطلق منها الخطوات الأولى نحو الحل السياسي لأنه لم يترك أي مجال أمام الطرف الآخر للمناورة أو تحقيق أي تقدّم أمام الصمود الأسطوري والانتصارات التي حقّقها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، تلاقيها الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي على تنظيم "داعش" الإرهابي الذراع الحقيقية للتموضع الأمريكي المختل من أساسه بفعل ظروف وعوامل يطول شرحها الآن لكنها واضحة كعين الشمس وحتى النتائج على المدى المنظور والقريب جداً لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا تركيا ولا إسرائيل ومن معهم قادرون على تحريك ساكن بغض النظر عن أنهم يلتقون ميدانياً أو سياسياً حول الحرب على سورية، وبالرغم من كل التحركات والاستفزازات خاصة على الجبهة الشمالية والجنوبية ومهما أسقطوا من طائرات وجهزوا للتدخل في الأراضي السوري ومهما بنوا من قواعد عسكرية ثمنها باهظ جداً بفعل المتقلبات التي يمكن أن تحدث فيما بعد عندما لايقبل الواقع إلا الاعتراف بنصر سورية وحلفائها، وعندما تتخبط الولايات المتحدة في الشمال أمام عجزها عن احتواء التركي الذي سبقها إليه الروسي والإيراني ولو أنه لا يتم الاعتراف بذلك ظاهرياً من كلا الطرفين، هذا عدا عن الإنفلاج الذي سيصيب القوى الكردية التي حاولت الولايات المتحدة استخدامها كشماعة حارقة للضغط على التركي من جهة وعلى سورية وحلفائها من جهة أخرى كي تكسب الوقت في إرساء مشاريعها وتثبيتها لقواعدها الضعيفة في الشمال والشمال الشرقي السوري لتقول أنا هنا وأريد حصتي من كل شيء.

ها قد ظهرت كل الحقائق حول الحرب الدائرة من أمريكا وحلفائها لا تعدو سوى السيطرة على منابع النفط والغاز والثروات الباطنية في الأرض السورية وفي المنطقة ككل عن طريق الجيوش البديلة التي خذلتها وطمرتها برمال البادية السورية، تليها أهداف جيوسياسية واستراتيجية أخرى تظن الولايات المتحدة أنها تغيب عن سورية وحلفائها في مقدمتها تقسيم سورية إلى دويلات أو على الأقل أقامة كيان جديد في الشمال السوري يرهق كاهل المنطقة ككل بدءاً من تركيا مروراً بالعراق وصولاً إلى طهران ليقض مضجع محور المواجهة دون أن تخسر إلا القليل من المكاسب مقابل تحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية وأمنية جمة الرابح الأول منها الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، لكن هيهات فقد سقط المشروع الأمريكي وضاع كل مافعلته منذ عام 2003 عندما غزت العراق، والأمر الآخر الذي أرادته الولايات المتحدة هدفاً استراتيجياً لا يُفرَّط به هو إيقاف التمدّد والتواجد المتجدد القوي في المنطقة لروسيا كدولة عظمى تعود بقوة من البوابة السورية إلى الساحَتين الإقليمية والدولية ليعلن فيما بعد عصر جديد وانطلاق مئوية جديدة خسرت فيها الولايات المتحدة شر خسارة ولن يبقى أمامها سوى الانصياع لظهور عالم متجدد متعدد الأقطاب تكفل لها روسيا فيه المهبط الآمن الذي يحفظ لها ماء الوجه، لتعود سورية منارة الشرق معمّدة بدماء شهداء قدموا أرواحهم بلا حساب للدفاع عن الإنسانية أمام غوغاء دولة الخرافة التي ستموت رويداً رويداً في كل المنطقة بعد أن تقطعت أوصالها.

الولايات المتحدة بطبيعة الحال غير مستعدة لأي مغامرة مهما روّعت في جنونها وعروضها البهلوانية وستعود حاملة الطائرات جورج بوش إلى حيث أتت، وتبقى روسيا تراقص أزلامها على جبهة الجنوب ريثما يلتقي بوتين مع ترامب الذي قالت إداراته أنها تسلم مصير الرئيس الأسد لروسيا والعالم كله يعلم موقف روسيا من هذا الأمر باختصار الشعب السوري هو صاحب القرار الأول والأخير، ركعت أمريكا أمام صمود شعب أحب وطنه وقائده فما بخل عليهما بالدم والروح اللذان هزما الإرهاب العالمي بحلته القاعدية والداعشية وبأي حلة سبقتهما أو ستتبعهما لتعود الولايات المتحدة وتنكفىء لفترة من الزمن تغتسل بغيّها وحقدها وتبحث لها عن مسوّغ جديد بأدوات جديدة تغزو بها المنطقة والعالم كله أينما توضعت مصالحها غير آبهة بالقوانين والأعراف الإنسانية الدولية وسيادة الدول ليكون درس الحرب على سورية درساً يلبسها ثوب العار الذي لن يغسله التاريخ.

(المقال يعبر عن رأي صاحبه)

نواف إبراهيم

نواف إبراهيم

 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
حزب الله يدخل ثالث منظومات الصواريخ الثقيلة إلى المعركة ضد إسرائيل
10:30 13.05.2024
تساؤلات بشأن اهتمام طائفة البهرة بتطوير مساجد آل البيت في مصر
10:15 13.05.2024
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن الغذاء
10:00 13.05.2024
القاهرة تصعد تدريجياً ضد تل أبيب
09:45 13.05.2024
الأونروا ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة
09:30 13.05.2024
الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرجي شويجو
09:15 13.05.2024
أردوغان نتنياهو تخطى هتلر في أساليب الإبادة الجماعية
09:00 13.05.2024
روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
القبض على عصابة لتهريب السوريين إلى لبنان
12:00 11.05.2024
ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في اوزبكستان يحصل على وسام مئوية حيدر علييف
11:18 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي يتدرب لحرب محتملة مع حزب الله
11:00 11.05.2024
الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو حول دعوتها المشاركة في إدارة غزة
10:00 11.05.2024
حزب الله يعلن استهداف جنود إسرائيليين في المطلّة بشمال إسرائيل
09:16 11.05.2024
قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها وتتهمه بالخيانة العظمى
09:00 11.05.2024
جميع الأخبار