كانت السنوات الأربع الماضية مدمرة لقطاع السياحة في مصر، بسبب الأحداث الواقعة جراء الاضطرابات السياسية والأهم من كل هذا، تحطم الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، مما أدى في نهاية المطاف إلى انخفاض عدد السياح الروس بصورة ماحوظة. ومع ذلك، وعلى الرغم من حظر الحوادث في الطيران، والتحذيرات الرسمية من مختلف السفارات وضعت وزارة السياحة المصرية البلاد في طريق انتعاش السياحة.
والهدف في هذا العام هو قدوم 12 مليون سائح إلى مصر، وكما أشار وزير السياحة السيد يحيى رشيد في عديد من تصريحاته، إلى جميع التحديات التي تواجها صناعة السياحة. ومن جانبها اعتمدت الوزارة خطة العمل المكونة من ست نقاط من شأنها ان تؤدى الى انتعاش السياحة، والتي تنوي العمل مع المستثمرين المحليين والأجانب، وكذلك تلبية الجودة العالمية عالية المستوى، والعمل على تحسين البنية التحتية، وأخيرا تحقيق حماية البيئة في قطاع السياحة.
وعلق المستشار محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان على الوضع في مجال السياحة بمصر حصريا ليوميات أورأسيا في المقابلة الجارئة على هامش "المؤتمر الدولي حول قضية القدس".
وأكد السيد عبد النعيم أنه هناك زيادة كبيرة في عدد السياح الأوكرانيين القادمين إلى مصر. وفي رأيه أن الأوكرانيين سيكونون قادرين على تغطية فقدان السياح الروس بنسبة تصل إلى 80٪. ومع ذلك، تدل الإحصاءات أيضا إلى أن عددا كبيرا من السياح الصينيين يفضلون مصر للسياحة، إلى جانب السياح من ألمانيا واليابان والدول الأخرى.
المستشار محمد عبد النعيم
تواصل رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان قائلاً: "إنه لدينا ما يكفي من الأدلة والمترجمين، إلى جانب الأشخاص الآخرين الذين لم يكملوا تعليمهم ولكن يتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة".
وأشار المستشارعبد النعيم في وقت لاحق إلى أن العديد من السفارات الغربية ما زالت تثير الخوف لدى الراغبين في زيارة مصر، من خلال وضع تحذيرات أمنية على مواقعها الرسمية، بالإضافة إلى أن بعض الوسائل الإعلامية تتمتع بارتياح بنشر بعض الأحداث التي وقعت في شرم الشيخ أو المناطق السياحية الأخرى وبهذا تشوه الأوضاع الواقعية في تلك المناطق وتجعلها كأنها غير آمنة، وذلك على الرغم من أن الأحداث المماثلة قد تقع في أي جزء من العالم.
من جانبها، تتفاوض وزارة السياحة على استئناف رحلاتها من روسيا إلى مصر. ولا تزال بريطانيا العظمى تظل دولة وحيدة تحظر رحلات إلى مصر، ولكن هذا لا يعني أنه يمنع للمواطنين البريطانيين من السفر إلى مصر.
وفي نهاية المقابلة، أوضح المستشار عبد النعيم أن مصر اعتمدت بعد الآن طريق التنويع الاقتصادي على أمل عدم الاستناد إلى السياحة فقط.
واضاف "اننا ندرس الخبرة الصينية ونضعها موضع التنفيذ: العمل للجميع ".
وكما أشار إلى أن المنظمة التي يترأسها أيضاً تعمل في هذا المجال، من خلال الجولات إلى الدول الأجنبية وفي تعليم الأطفال والشباب على الزراعة والمهارات التقنية الأخرى. "أشجع ربات البيت لطبخ الأصناف من الطعام في منازلهن والتي يمكن أن نعرض النماذج منها في المعارض ثم قد نبيعها". وقال: "إذا كانت مصر ضعيفة، فلن يأتي أي مستثمر أجنبي ويستثمرفيها".
أجرت المقابلة ياسمين عبد الحق