أرنو خيديربيجيشفيلي، العالم الجورجي في مجال العلوم السياسية ورئيس تحرير "جورجينفورم"، حصرياً ليوميات أوراسيا
لا شك في أن المواجهات بين الشرطة والسكان من الأصول الأرمينية لقرية كوموردو في منطقة أخالكالاكي في مقاطعة سامتسخه - جافاخيتي في جورجيا استفزاز من جانب الانفصاليين الأرمن من يريفان.
ومن غير المستبعد أن يكون الانفصاليون على اتصال مع حزب "الحركة الوطنية المتحدة" الحاكم السابق لساكاشفيلي الذي يأمل في الأخذ بالثأر وتمكين من عودة ساكاشفيلي وفوزه في الانتخابات المحلية في المناطق المؤهلة بالأرمن في 21 أكتوبر، أو بعد أقل من 3 أسابيع.
لدى "الحركة الوطنية" لساكاشفيلي دائما جذور عميقة في مقاطعة سامتسخه -جافاخيتي ورؤساء جهات إنفاذ القانون المعينين من قبل وزير الداخلية لعهد ساكاشفيلي فانو ميرابيشفيلي الذي مولود في تلك الأماكن في قرية أودي لإقليم أديجيني. لا يزال هؤلاء المسئولون في المناصب، وحتى يأملون في الترقي في مناصب السلطات المحلية ويكون أحدهم عمدة نتيجة للانتخابات القادمة.
وهذا ما يستخدمه الانفصاليون من أرمينيا.
في الحقيقة أن جورجيا ترفض منح الموافقة على سرجي ميناسيان المعروف بهجماته الانفصالية ضد جورجيا. لم يتمكن حتى رئيس الجمعية الوطنية الأرمينية آرا بابلويان من التوصل إلى الاتفاق في هذه المسألة أثناء لقائه في الأسبوع الماضي مع وزير خارجية جورجيا ميخاييل جانيدزي وخلال زيارته لتبليسي التقى آرا بابلويان أيضاً الكاثوليكوس وبطريرك عموم جورجيا إيليا الثاني ورئيس الوزراء كفيركاشفيلي ورئيس البرلمان كوباخيدزي ورئيس الجمهورية مارقيلاشفيلي. ولكن لم يتمكن الطرفان من تسوية القضايا الثلاث المندرجة على جدول الأعمال مثل إعادة "الكنائس المتنازع عليها" من أبرشية جورجيا إلى الكنيسة الرسولية الأرمينية، وتوفير المدارس الأرمنية في جورجيا بالكتب المدرسية من يريفان؛ ومنح الجنسيتين للأرمن المقيمين في سامتسخه -جافاخيتي والذين حرموا من جنسيتهم الجورجية بسبب حصولهم على الجنسية الأرمنية بغية زيارة روسيا للعمل دون عوائق.
وبالاضافة الى ذلك، تزعج مؤتمرات القمة على مستوى وزراء الخارجية ووزراء الدفاع لكل من جورجيا واذربيجان وتركيا يريفان الرسمى حيث أكد وزير الدفاع التركي مؤخراً ان "رغبة الشعب الاذربيجانى فى اعادة قاراباغ هى قانون للشعب التركى".
لذلك، بعد كل هذه الأحداث في المنطقة، والتي كانت كالعادة مدارة من يريفان أكثر من تبيليسي، وردت تعليمات لاتخاذ التدابير الوقائية للعصيان لعرض القوة.
أصبحت رفات الإنسان التي عثرت عليها في ساحة الكنيسة قضية مثيرة للجدل حيث يدعي الأرمن أنها رفات أسلافهم، بما في ذلك للكهنة الأوئل من الكنيسة الأرمينية في العصور الوسطى، ويعتقد المؤرخون الجورجيون أنها رفات ضحايا القمع عند إقامة الحكم السوفيتي في جورجيا، في العشرينات من القرن الماضي. كما عثر بالقرب من الجماجم على أظرف المسدس الدوار ومسدس "ماوزر".
في جميع الحالات، تمت إعادة ترميم المعبد للجميع من قبل الدولة، إلى جانب عدة مئات من المعابد على أراضي جورجيا، وكما تم بناء العديد منها من جديد، بأموال المحسنين من بينهم بيدزينا إيفانيشفيلي. ولم يتمكن أي من السكان المحليين من بناء قبة جديدة تماما. هذا ما يقوم ببنائه اليوم المهندسون المعماريون من أعلى الدرجة.
غير أن الهدف كان أخر وليس هو إلا بإثارة العداوة بين الأرمن والجورجيين، حيث حاولوا قبل عامين أن يزرعوا العداوة بين الأذربيجانيين والجورجيين خلال الانتخابات البرلمانية في جورجيا.
ويصبح كل ذلك ممكنا لأنه لا يمثل الأقليات في برلمان جورجيا، إلا عدد قليل جداً من الأذربيجانيين والأرمن وهم الفاسدون وغير المتعلمين، ولا يتمتعون بالشعبية الكبيرة في سامتسخه - جافاخيتي وكفيمو كارتلي ووصلوا البرلمان بصرف المزيد من المال أو بالوساطة.
وانهم منقطعون عن المجتمع الجورجي، ولم يندمجوا فيه، ويواصل الانفصال في زيادة كل يوم، وكما يزيد اندماجهم في وطنهم التاريخي، في المناطق المتاخمة لهذه المناطق كما يحدث كل يوم.
يريد البعض ظهور الحكم الذاتي الجديد في جورجيا في "جافاخك"، وبعد ذلك يمكن أن يطلب الأذربيجانيون منطقيا بإقامة الحكم الذاتي في "بورشالي". وهذا يعني التفكك وانهيار النهائي لجورجيا وفناؤها، حيث ثلث سكانها من الأرمن والأذربيجانيين.
وأخيرا، تثار مثل هذه الحوادث الاستفزازية بشكل متواصل من الجمهورية المجاورة من قبل الشخصيات الاجتماعيين ومدراء مختلف المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي تتمتع بالدعم المالي القوي من الخارج، وتلقي المنحات المستهدفة لإثارة مثل هذه "الاضطرابات المدنية"، كما هو الحال في جورجيا وأرمينيا وأذربيجان. بالمناسبة، كان أفغاني مختارلي متورطاً في نفسه العمل في أراضي جورجيا، ويقومون المخربون من أراضي أرمينيا بنفس العمل. الحمد لله، تم تاقضاء على محاولات مماثلة لإثارة "الشغب الشعبي" في أذربيجان من قبل يد قوية للرئيس إلهام علييف.