اثناء تواجدي في الولايات المتحدة، كنت أراقب عن كثب أجندة وسائل الإعلام، وكذلك أتعرف على مكونات الأخبار في وسائل الإعلام لهذا البلد. وأود أن أشاركم في بعض ملاحظاتي. أبدأ بإن موضوع العلاقات مع روسيا في الولايات المتحدة لم تناقش مثلما في الوقت الحاضر. وذلك على الرغم من مرورعام تقريباً من تولي ترامب رئاسة للولايات المتحدة.
خاصة بعد الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثارت كلمات ترامب عن رغبته في إقامة العلاقات مع روسيا السخط. ومهما كان الأمر تصف الوسائل الإعلامية الأمريكية هذا اللقاء بهذه الطريقة. يتبين الجانب المضحك لهذه المسألة في أنه بعد هذا الاجتماع مع بوتين، غير ترامب بعض تعليقاته. في البداية قال إنه تلقى رداً سلبياً لبوتين على السؤال حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال ترامب انه يثق ببوتين في هذا. وفي الوقت نفسه، لاحظت أن ترامب تحير عندما أكد المسؤولون أمريكيون رسمياً أن روسيا تدخلت في الانتخابات.
لا تزال القنوات تثير قضية مايكل فلين، مستشار أول لشؤون الأمن القومي لترامب مع التركيز الانتباه على نجله. كما يجري حالياً بحث علاقاته مع الشركات الروسية. وبشكل عام، تنقسم وسائل الإعلام الأمريكية الآن إلى قسمين. من جهة - القنوات مثل Fox News الداعمة للجمهوريين وترامب. من جهة أخرى - قنوات مثل CNN الداعمة للديمقراطيين والمنتقدة لترامب.
على الرغم من هذا، في شوارع واشنطن شاهدت اعلاناً مثيراً للاهتمام حيث كان يقدم مذيع القناة التلفيزيونية الرائدة CNN لاري كينغ وبعض الخبراء في مجال القانون كانهم مذيع أو خبير من قناة "الروسية اليوم-RT" التي هي من الموارد الرئيسية الإعلامية في الحرب المعلوماتية.
في الواقع، يعمل هؤلاء الناس منذ فترة طويلة في القناة الروسية. ولكي نكون صادقين، فاجأني نشر إعلانات القناة الروسية في العاصمة الأمريكية، لأنه هو الذي ينتقد كل يوم تقريباً السياسة الأمريكية.
لا أعرف ماذا سيحدث مع "روسيا اليوم"، ولكن مصير مكتب واشنطن لا يزال مجهولاً.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموعد النهائي للتسجيل، وفقا لقانون تسجيل وكلاء أجانب (FARA)، انتهى يوم أمس.
ويتطلب هذا القانون من الوكلاء الأجانب الذين يمثلون حكومات أجنبية في السياسة الأمريكية، وكذلك الأفراد والأشخاص الاعتباريون الأجانب أن يسجلوا لدى وزارة العدل لعضوية "أجنبية أو سياسية".
وقد صدر هذا القانون في عام 1938 لمنع انتشار الدعايات النازية والتمييز في الولايات المتحدة.
وصرحت إدارة القناة أن مسألة التسجيل يمكن أن تؤدي إلى تعليق أنشطة القناة في الولايات المتحدة بصورة عامة. في هذه الحالة ورداً على ذلك حذرت روسيا من أنه إذا تعرضت وسائل الإعلام الروسية في الولايات المتحدة للتمييز فسيتم اتخاذ إجراءات مماثلة ضد وسائل الإعلام الأمريكية في روسيا. تعتبر قناة CNN و"راديو الحرية" و"صوت أمريكا" من أوائل الأهداف المحتملة. وكما ترون، فإن الوضع على شيء من التعقيد.
وفي الوقت نفسه شاهدت نهجاً مثيراً للاهتمام في سير الحوار السخري شيئاً ما بين زعيم كوريا الشمالية والرئيس ترامب على القنوات الأمريكية.
سمى العديد من القنوات هذا الحوار حدث الأسبوع الأكثر سخرياً.
من الجدير بالذكرأنه بعد ما أطلقت وزارة الخارجية الكورية الشمالية اسم "الرجل العجوز" عليه كتب الرئيس الأمريكي على صفحته على تويتر أنه لم يسم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون "قزماً سميكاً" أبداً.
كما أفادت للقنوات، ألمح ترامب أنه في حالة الإهانات المتكررة، سيكون قادراً على القيام بذلك. وقد قبل هذا الأمر بشكل مضحك من قبل الجمهور الأمريكي.
في تواصل الموضوع المتعلق بزعيم كوريا الشمالية أريد أن أشارككم الصورة التي أخذتها في أحد محلات الولايات المتحدة. أنتجت شركات الملابس المحلية القمصان مع صورة كيم جونغ أون، حيث يتحدى العالم بمساعدة الصواريخ النووية. وعليه مكتوب "Rocket Man " أي "رجل صاروخ".
أياز ميرزويف، يوميات أوراسيا ، سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الأمريكية