وقد منحت جائزة نوبل للسلام ل131 حائز على جائزة من جميع أنحاء العالم منذ منحها لأول مرة في عام 1901.
ولكن القليل من الناس يعرف أن هذه الجائزة الدولية التى ستقدم فى 10 ديسمبر فى السويد لها علاقة غير عادية بصناعة النفط فى اذربيجان منذ فترة طويلة.
أطلق اسم ألفريد نوبل، الكيميائي السويدي المعروف كصاحب مئات البراءات ومخترع الديناميت على هذه الجائزة.
قبل وفاته في عام 1896 خصص نوبل مبلغ 265 مليون دولار لتمويل الجائزة كما يقول رئيس مؤسسة باكو لتراث نوبل توغرول باقروف إن حصة كبيرة من تلك الأموال من إيرادات صناعة النفط الأذربيجانية.
موطن النار
تعرف اذربيجان الواقعة على سواحل بحر قزوين فى منطقة جنوب القوقاز لأنها "موطن للنار" بسبب احتياطياتها الغنية من النفط والغاز تقدر الحكومة احتياطيات الغاز اليوم بما يقارب من ثلاثة تريليونات متر مكعب.
قدم الشقيق الأكبر لألفريد نوبل روبرت لأول مرة إلى أذربيجان في عام 1873. وكما جاء في تقرير نيويورك تايمز كان شقيقهما الآخر لودفيغ أرسل روبرت إلى روسيا للعثور على أشجار الجوز التي يمكن استخدامها لصنع البنادق التي كانت عائلة نوبل تقوم بها لتسليح جيش القيصر الروسي في ذلك الوقت.
ونقل والدهم ايمانويل نوبل عائلته إلى سان بطرسبرج وبدأ بإنتاج معدات عسكرية مستحدمة في حرب القرم 1853 - 1856.
وبعد انتهاء الحرب واجهت العائلة مشاكل مالية وأفلست.
وعاد إيمانويل وزوجته وكارولينا وألفريد إلى السويد. وشرع ألفريد مع أبيه بإنشاء مصنع النتروغليسرين. وبعد ذلك بقليل أخترع الديناميت.
وأما روبرت نوبل فأنه شاهد الإمكانات الكبيرة في قطاع النفط في أذربيجان.
فيلا بتروليا
في عام 1879 اشترى روبرت مصفاة صغيرة بدأ مع لودفيغ باستخراج النفط وأسسا شركة برانوبل للنفط بمقرها الأساسي في باكو.
وصرح توغرول باقروف ل"الجزيرة" أن الوثائق الأرشيفية أظهرت أن ما بين 20 و 22% من الأموال المستخدمة لتاسيس صندوق نوبل وردت من أسهم ألفريد في شركة النفط.
كما تفيد صحيفة “Times” أخوة نوبل بنوا مخازن النفط في جميع أنحاء روسيا. كما أنهم ساعدوا باكو على أن تصبح مصدراً رئيسياً للنفط والمنتجات النفطية المصدرة إلى الأسواق في أوروبا والصين والهند وإيران.
في الواقعة منحت الجائزة الأولى التي أسستها عائلة نوبل بعد وفاة لودفيغ في سان بطرسبرج في عام 1888.
تم تأسيس جائزة لودفيغ نوبل من قبل الجمعية التقنية الإمبراطورية الروسية تقديراً للتقدم في قطاع النفط والمعادن.
تم منح الجائزة ثلاث مرات قبل أن توقف بسبب اندلاع الثورة الروسية في أوائل 1900.
في باكو تم بناء مقر شركة برانوبل النفطية المعروف في العاصمة ب"فيلا بتروليا". وعاش الإخوة هناك حوالي 45 عاماً.
اليوم، بعد ترميم الفيلا من قبل صندوق باكو لتراث نوبل يفع فيها المتحف الذي يلقى الأضواء على حياة عائلة نوبل.
تحسين السمعة
أثار كون نوبل غي نفس الوقت مخترع الديناميت ومؤسس جائزة السلام اهتمام الكثيرين.
ويقول توغرول باقروف في هذا الصدد: "بالتأكيد كانت في خلفية الجائزة الدوافع الإنسانية: الرغبة في دعم العلوم والابتكارات ووكذلك السلام ". لكن السبب الآخر لخلق الجائزة هو رغبة ألفريد نوبل في "تحسين سمعته ودعم رجال العلم ".
ومن المتوقع أن تمنح جائزة نوبل للسلام في هذه السنة للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
آيسابا أومودلو، "الجزيرة" Ayseba Umudlu, Al Jazeera