لقاء بوتين- باشينيان: حديث بين ضابط الشرطة وبلطجي الشوارع

تحليلات 18:30 17.05.2018

أوليغ كوزنيتسوف، العالم السياسي والمؤرخ الروسي، حصرياً لـ Eurasia Diary

يوم 14 مايو، عقد الاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء المنتخب لأرمينيا نيكول باشينيان والذي يمكن وصفه كحوار ضابط المخابرات وزعيم الاحتجاجات الاجتماعية بسبب غموضه وغياب بلاغ واضح عن نتائجه. حمل هذا الاجتماع بوضوح، طابع التعارف الشخصي.  وانه عقد وجرى وراء الأبواب المغلقة. وهذا ليس بمستغرب، لأن كان اجتماعاً للعم، ولم تكن هذه الزيارة رسمية على مستوى الدولة، لذلك لم يعلن عنه مسبقاً. ولكن لا ينقص عدد التساؤلات حول إعداده وإجرائه من هذا.

وكان أولها من الذي بادر في عقده؟ التقارير الرسمية عن نتائجها من الجانبين الروسي والأرمني صامتة في هذا الشأن. ولكن ننظرنا عن كثب في جدول أعمال الرئيس الروسي، قد ندرك على الفور أن هذا الاجتماع كان منسقاً بزيارة العمل لفلاديمير بوتين في المناطق الجنوبية للبلاد. وبالطبع، هو الذي دعا باشينيان للمعرفة الشخصية والحوار الأول.

يقود الدولة الروسية  ضابط المخابرات السابق الذي انطلاقاً من ميزات مهنهه، لم يكوِّن رأيه في باشينيان على أساس تقارير المخابرات عن أنشطته في أرمينيا، لفهم ما إذا كان بإمكانه العمل مع هذا الرجل أم لا. إن الرغبة معقولة وصحيحة من الناحية الاستراتيجية، لأن في تاريخ حديث تماماً، بالمناسبة ، قد عانت روسيا من رئيس غير متوازن عقلياً في دولة مجاورة، أعني ميخائيل ساكاشفيلي الذي لم يتمكن بوتين من إجراء الحوار معه.

كان من المهم أن يفهم بوتين ما إذا كان باشينيان هو ساكاشفيلي الثاني أم لا. ولم تكمن القضية في أن الأمريكيين سيأتون إلى أرمينيا، وأنهم كانوا هناك منذ فترة طويلة. يبلغ عدد العاملين لسفارة الولايات المتحدة في يريفان 1500 شخص وهي ثاني أكبر سفارة أمريكية في العالم بعد بغداد. كان الشيء الأساسي الذي كان على بوتين أن يكتشفه لنفسه خلال هذا الاجتماع هو أن يفهم، أو على الأقل يشعر، ما إذا كان باشينيان سيتبع نفس السياسة في بلاده كما فعل ساكاشفيلي أم لا؟

لقد ضربت موسكو على الساحة الدولية مرتين بالفعل نفس المصيدة الجيوسياسية التي أقامتها الولايات المتحدة لها - في جورجيا وأوكرانيا ، في الحالة الأولى - مع نجاح أقل ، في الحالة الثانية - بأكثر من ذلك بكثير. الآن تم القيام بشيء مماثل في أرمينيا، وتنتظر واشنطن بفارغ الصبر أن تقع موسكو في الخطّاف للمرة الثالثة.

يبدو جوهر خطة واشنطن بالنسبة لروسيا كبدائي وواضح للغاية ، ومن هذا المنطلق، تبدو هذه الخطة أكثر فعالية. الهدف الرئيسي هو عزل روسيا عن اقتصادات العالم المتقدم، أو على الأقل جعل علاقاتها الاقتصادية الخارجية أقل فائدة. بالمناسبة، فإن سياسة العقوبات الأمريكية برمتها ضد روسيا تهدف بالضبط إلى هذه الغاية. يجب أن تجد روسيا نفسها في عزلة عن الحضارة الغربية وتتعفن تدريجياً، وتأكل مواردها الطبيعية. كما تريد الولايات المتحدة إحاطة روسيا بأنظمة مناهضة لها من الدول حديثة الاستقلال في الساحة السوفيتية السابقة. ووقع أول تجربة لتنفيذ هذه السياسة في دول البلطيق التي تعيش الآن حصرياً على حساب دعم الاتحاد الأوروبي والذي يجب أن يتوقف في عام 2021. السيناريو السلمي لهذه الخطة تم اختباره في جمهورية مولدوفا، تم تطبيق السيناريو العسكري في جورجيا وأوكرانيا القائمتين فقط على حساب الاستثمارات الأجنبية، وجورجيا ممولة بصورة مباشرة من ميزانية الولايات المتحدة، والآن حان دور أرمينيا. جميع الدول في القوقاز الجنوبية، باستثناء أذربيجان، تتحول تدريجياً وبشكل مطرد إلى صحراء اقتصادية. وبالتالي، كان من المهم بالنسبة لبوتين أن يفهم ما إذا كان باشينيان سيقود بلده على نفس الطريق.

إذا انطلقنا مما جاء في الصحافة الروسية، يتضح لنا أن بوتين كان يأمل في الاستماع إلى باشينيان أكثر من التحادث. لهذا السبب بدأ حديثه بموضوع ثانوي حول زيادة تصدير المنتجات الزراعية الأرمنية إلى سوق الغذاء الروسية، حتى أشار إلى رقم نمو دقيق ب39%. أعتقد أن بداية الحديث بهذا الشكل بدا ساخراً لباشيان حيث الخدمة الاتحادية لمراقبة جودة السلع والخدمات للاتجاد الروسي  حذرت في 10 مايو الجانب الأرمني من حظر محتمل على استيراد الخضروات من البلاد بسبب وجود مسببات تعفن. يبدو أن باشينيان لم يتجاوب ولم يناقش أزمة "الطماطم". في الواقع، لماذا يناقش رئيس للدولة مثل القضايا غير مرتبطة به تماماً. وبعبارة أخرى، لم يفهم موقف بوتين أو تظاهر بأنه لا يفهمه، وموضوع الطماطم الأرمنية تلاشى بنفسه.

لكن باشينيان، كما يليق لسياسي ثوري،  جالس في كرسي رئيس الوزراء، قادماً من المتاريس في الشوارع، وبدأ على الفور في الحديث عن  الفضايا الجيوسياسية التي  يعرفها أكثر من القضايا الاقتصادية. لم يلعب الكوميديا، ووصف روسيا على الفور ك"حليف استراتيجي" ، وبالتالي طرح   للكرملين سؤالاً مباشراً: هل سيقوم بتمويله بنفس الطريقة التي مول نظام سيرج سركسيان؟ كان من الواضح أن فلاديمير بوتين قد فاجأ بمثل هذه الفظاظة الساخرة على حافة الوقاحة والرد عليها بشكل مراوغ. كان هذا نهاية الاجتماع.

 يمكن اجتماع زعيمي روسيا وأرمينيا في 14 مايو/أيار في سوتشي من التوصل إلى استنتاج تمهيدي واحد فقط.  وذلك بسبب تغطيته الإخبارية الضعيفة . واجه فلاديمير بوتين في شخص نيكول باشينيان بوضوح   شخصأً له، كما كان يقال في روسيا البلشفية في عام 1919، "ذا شعور قوي للنفعية الثورية،" رجلاً  متعصباً وحاد الذهن، الذي لا تعني سمعة الزعيم الروسي الشخصية، والمعترف بها في جميع أنحاء العالم، شيئاً له. لكن طموحاته الخاصة أهم من كل شيء . في هذا باشينيان قريب جداً من نفسية ساكاشفيلي. إنه لن يتحدث مع بوتين من موقف مبتدئ أو متساوٍ، إنه يتحدث بالفعل معه من موقف الشحض الأول. هذا هو السبب في قلة المعلومات عن الاجتماع الأول لرئيسي البلدين، حيث تحول التعارف الأولى إلى صراع الطموحات الشخصية.

وهكذا، إلى هذا الحين يتكون الانطباع بأن الدبلوماسيين الأمريكيين بحثوا لفترة طويلة في صفوف المعارضة الأرمنية لنظام سيرج سركسيان عن مثل هذا الشخص، وعندما وجدوه، وبدأوا  بتوجيه   باشينيان على طموح وبوتين، كما وجهوا في الماضي القريب طموحات ساكاشفيلي وبوروشينكو ضد روسيا.

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
المسجد الأقصي... أقدس المساجد الإسلامية الذي يضم 200 معلم و14 بابا
19:00 26.03.2024
جميع الأخبار