أكمل فوريو دي أنجيليس (Furio de Angelis) مهمته التي استغرقت عامين في أذربيجان كممثل للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أذربيجان.
كانت Eurasia Diary محظوظة بما فيه الكفاية للتحدث مع فوريو دي أنجيليس قبل يوم من نهاية خدمته في أذربيجان ومغادرته إلى إيطاليا.
في المقابلة، أنه لخص نتائج عمله في البلاد خلال عامين، وأخبر عن التعاون مع الوكالات الحكومية في العمل مع اللاجئين والنازحين والخطط المشتركة للمستقبل.
- حين تعيينك ممثلاً للمفوضية في أذربيجان عام 2016، كان لديك بالتأكيد بعض الأفكار حول وضع اللاجئين والمشردين داخلياً في البلاد. ما مدى توافق توقعاتك مع الواقع؟
- شكراً لك على إتاحة الفرصة لأقول كيف قضيت هذين العامين كممثل للمفوضية في أذربيجان.
بطبيعة الحال، قبل مجيئي إلى أذربيجان، أدركت خطورة الوضع المرتبط باللاجئين والمشردين بسبب نزاع قاره باغ الجبلية. وواجهت البلاد هذه المشكلة في بداية استقلالها.
لقد نفذت الحكومة الأذربيجانية الكثير من العمل في محاولة لتحسين الظروف المعيشية للنازحين. وشهدت في الآونة الأخيرة الانتهاء من تشييد المساكن لأكثر من ألف عائلة نازحة في منطقة قاره داغ في باكو.
من الطبيعي أنه بغية حل المشاكل مع اللاجئين والمهاجرين بشكل كامل، من الضروري حل الصراع بادئ ذي بدء. لكن المفوضية لا تشارك غي التسوية السياسية للنزاع، إن التسوية تعود إلى وسطاء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي هي مجرد آلية دولية. ومع ذلك، تدعم المفوضية بقوة الحكومة وتحذر المجتمع الدولي على الدوام حول ضرورة الإسراع في التسوية السلمية للنزاع قره باغ الجبلية. ويحق للنازحين العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن.
- كيف تقيم هذه الفترة لعمل المفوضية في أذربيجان تحت رئاستك والتي استغرقت عامين؟
- يمكنني وصف هذه الفترة بأنها فترة من التعاون الكبير والعمل الجاد مع حكومة أذربيجان. أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتناني لمختلف الإدارات الحكومية: مجلس الوزراء، ولجان الدولة، ومؤسسات أكاديمية مختلفة ... لن أسرد كل جهات تعاوننا معها، ومن الأكيد أن سأنسى أحدها. حاولنا معاً لتحسين وضع النازحين واللاجئين داخليا في البلاد.
- برأيك، كيف تمكنت أذربيجان من استقبال اللاجئين من دول أخرى، مع الاعتبار بأن هناك أكثر من مليون لاجئ ومشرد داخلياً بسبب نزاع قاره باغ الجبلية في البلاد؟
- طبعاً، لا يزال النزاع في قاره باغ الجبلية أهم قضية بالنسبة لأذربيجان. ومع ذلك، فتحت البلاد حدودها للاجئين من المنطقة وحتى البلدان البعيدة والهاربين من الصراعات في أوطانهم، ومنحت لهم حق اللجوء. وأنهم هنا في أمانة ومحمية بالكامل.
حاولت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالاشتراك مع دائرة الهجرة الحكومية وغيرها من الإدارات الحكومية تحسين نظام منح اللجوء القائم بالفعل في أذربيجان.
في التطرق للإحصائيات، يجب أن نقول أن يصل أكبر عدد من اللاجئين إلى أذربيجان من أفغانستان، وهي بلد يعاني من الصراع طويل الأمد. يأتي لاجئون آخرون من الشيشان وإيران وسريلانكا وباكستان. هناك أشخاص يأتون إلى أذربيجان لأسباب مختلفة. ليس كل من هذه العوامل تتوافق مع وضع اللاجئين، وبالتالي فإن العمل الذي نقوم به جنباً إلى جنب مع الدائرة الحكومية للهجرة، كما هو معروف نتعرف عن كثب على جميع الأجانب الذين يحتاجون حقا إلى الحماية.
ولكن الأهم من ذلك، أننا نحاول ضمان أن اللاجئين هم عناصر منتجة في المجتمع ولا يُنظر إليهم على أنهم عبء على البلد. في الواقع، إذا ما سمح لهم بالعمل، وسوف يساهمون أكثر في البلاد، وكلاجئين لديهم مهاراتهم المهنية، ولكن الأهم من ذلك، أنهم على استعداد للعيش في المجتمع الذي يناسبهم، وبالتالي يرغبون في تطويره. نحن بحاجة إلى تهيئة الظروف لهم للعمل بشكل منتج ويكونون قادرين على دعم أنفسهم وعائلاتهم.
أنا متأكد من أننا سنحقق ذلك من خلال الجهود المشتركة للمفوضية ودائرة الهجرة الحكومية!
- كما ذكرت من قبل، أن المفوضية تتعاون بنشاط مع الجهات الحكومية، وهل هناك تعاون مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني؟ أيضا ، ما مدى أهمية الدعم الدولي؟
- وهذه المسألة مهمة للغاية، لأنه لا يمكن إنجاز فعاليات المفوضية بمعزل عن غيرها. وبدون العلاقات والدعم من المجتمع المدني، لن يكون عمل الوكالة فعالا.
لدينا عدة مشاريع مع جامعة ADA وجامعة باكو الحكومية، تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الطلبة في أهمية دعم اللاجئين حول العالم.
كما تعرفون، اللاجئون ظاهرة عالمية. ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة في عام 2018 مؤتمراً دوليا للحكومات لاعتماد المعاهدة العالمية بشأن اللجوء. وستساعد هذه المعاهدة المجتمع الدولي في الاستجابة بشكل أفضل وأكثر تنسيقاً لتدفق اللاجئين، مع مراعاة مبادئ التضامن والمسؤولية المشتركة في حل مشاكل اللاجئين. وبدون أدنى شك، ستلعب أذربيجان دوراً كبيراً في هذه العملية، حيث أن أذربيجان بلد واجه نفسه هذه المشكلة في داخله، وتقبل اللاجئين، ولديه نظام ثابت لمنح اللجوء.
- بعد إنجاز عملك في أذربيجان بنجاح ، ما الذي تنوي القيام به في المستقبل؟
- يجب أن أعترف بأنني عملت مع المفوضية منذ 30 عاماً بالفعل، فأتقاعد بالفعل. سأعود إلى وطني روما، إيطاليا. بلا شك، سوف أظل نشطاً اجتماعياً. لدي بعض الأفكار التي أود تنفيذها. 30 عاماً من الخدمة الدولية الاجتماعية لن يكون من السهل نسيانها. آمل أن أجد طريقة للمشاركة في هذا المجال. ولكن أولاً أود الحصول على بعض الراحة وقضاء بعض الوقت مع عائلتي.
- أود أن أتمنى لك النجاح في المستقبل وأشكرك مرة أخرى على المقابلة.
- أعتقد أنني سأعود إلى أذربيجان. بعد أن عشت هنا لمدة سنتين، أعتبرها بلداً مثيراً للاهتمام. ومع ذلك ، فأنا أكثر دراية بأذربيجان من الجانب المهني، أود زيارتها كسائح.
أود أن أشير إلى أن أقدر شعب أذربيجان تقديراً وأنه شعب لطيف ومضياف وحار.
أجرت المقابلة الصحفية ناتالي كولييفا
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف
