مع تحول السعودية.. سلفيو مصر تحت تهديد الفرز

لمملكة تشهد تغييرات دينية واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متسارعة ضمن رؤية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان

تحليلات 10:00 02.08.2018

بترقب وحذر، يتعامل سلفيو مصر، لاسيما "التيار العلمي"، في الآونة الأخيرة، مع التغييرات المجتمعية والسياسية الواسعة في السعودية، التي تعد منذ عقود، وفق مراقبين، قبلة لهذا التيار في مصر.

عرفت مصر، منذ عقود، تمسك تيارات، وصفت بالسلفية، بالمظاهر الدينية كاللحى والنقاب، والامتناع عن حضور الحفلات الغنائية والسينمائية والمسرحية، وهو ما دعا تيارات علمانية إلى وصفها لسنوات بـ"الحركات المتشددة"، رغم نفي الأخيرة عادة.

وفي الآونة الأخيرة، تشهد المملكة تغييرات دينية واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متسارعة، ضمن رؤية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، ظهرت لاسيما في تبني إقامة الحفلات والعروض الفنية.

وفق مختصين، تحدثت معهم الأناضول، فإن التحولات السعودية الأخيرة "ستعيد رسم المشهد السلفي".

وقَصر المختصون تلك الانعكاسات على ما يعرف باسم "السلفية "العلمية" في مصر، التي عادة ما يعتبرها مراقبون قريبة من نهج المؤسسة الدينية التقليدية بالمملكة.

بينما لن يتأثر بها، بحسب المختصين، أصحاب السلفية الحركية والجهادية، الذين يعلنون بوضوح رفضهم لسياسات نظامي الحكم في مصر والمملكة.

وتمثل السلفية العلمية "الدعوة السلفية"، وهي كبرى الحركات السلفية بمصر، وذراعها السياسي "حزب النور"، الذي تم ترخيصه رسميًا في يونيو/ حزيران 2011.

وتواجه السلفية العلمية تراجعًا في مكتسبات سياسية واجتماعية حصلت عليها في أعقاب الثورة الشعبية، التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك ( 1981: 2011).

ومنذ بدء التغييرات في المملكة لم يعلق عليها ذلك التيار، وهو ما رآه المختصون "تعبيرًا عن نهج السلفية في الابتعاد عن أي رأي قد يكون له كلفة".

وعادة ما تؤكد السعودية رفضها التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن مراقبون كثيرون يعتبرون مركزيتها الإسلامية أحد أبرز أسباب الارتباط السلفي بمشايخها.

** قبلة التيار السلفي

عرفت مصر النهج السلفي في مظاهره الحالية عام 1926، حين تأسست جمعية أنصار السنة المحمدية (إسلامية/ غير حكومية).

وبدأ في سبعينيات القرن الماضي بتأسيس نواة "الدعوة السلفية"، التي اختلفت آنذاك تنظيميًا وفكريًا مع جماعة الإخوان المسلمين (تأسست عام 1928).

وتأثر هذا التيار السلفي، الذي يعرف بـ"العلمي"، كثيرًا بشيوخ سعوديين.

وبجانب التيار السابق، توجد "السلفية المدخلية"، وهي تؤيد السلطة وتؤصل لقراراتها شرعيًا، ويمثل ذلك التيار قطاعًا معتبرًا داخل الحركة السلفية بمصر.

والتيار السلفي المدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي المدخلي في المملكة، ولقب بـ"المدخلية"، نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي، أحد أبرز رموز هذا التيار في السعودية.

ويقف على النقيض من التيار السابق تيارا "السلفية الحركية" و"السلفية الجهادية"، إذ يعارضان سياسات الأنظمة العربية عامة، ويريان وجوب الإطاحة بالحاكم الذي لا يطبق شرع الله.

** انعكاسات التحول السعودي

وفق مختصين تحدثت إليهم الأناضول، فإن التحول الذي يجري داخل المملكة، في ظل توجهات الأمير محمد بن سلمان، سيكون له انعكاسات واضحة على شكل التصور السلفي في مصر.

ورأى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، أن "الحركة السلفية في مصر مؤهلة للانحسار على مستوى الدعم، لاسيما المعنوي من سعوديين، وسينعكس ذلك على التفاعلات داخل الحركة".

وفسَّر ذلك باعتبار أن "المركز وبؤرة الحركة السلفية (مشايخ) السعودية، وبالتالي كل التحولات التي تجري في القلب لابد أن يكون لها انعكاس على الأطراف".

وربط بين تجاوب المؤسسة الدينية السعودية مع حركة تجديدية تبتعد عن مرتكزاتها الأصلية، وانعكاس ذلك بوضوح على شكل السلفية المصرية.

واستشهد بـ"الجنوح إلى مساحات أوسع في الحريات الشخصية، ومحاولة تقليص دور هيئات الحسبة الدينية (وظيفة دينية معنية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ومباركة المؤسسة الدينية التقليدية لهذا التوجه بالمملكة".

ومفسرًا أسباب عدم تعليق السلفيين على انتقادات الأمير محمد بن سلمان للحركات السلفية في أكثر من مناسبة، قال "بان" إنه سلوك طبيعي للجماعات السلفية، فمن الصعب عليها الانخراط في أي رأي قد تكون له كلفة سياسية أو خصومة سياسية.

وأضاف: "هي (الحركة السلفية) لا تقترب دائما من هذه المساحات، وأتصور في معظم التوجهات الحركية الإسلامية الفعل يأتي قبل التنظير".

** تيار متنوع

الباحث السلفي في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد مولانا، رأى أن التيار السلفي بمصر "ليس تنظيما أو جماعة واحدة لها موقف موحد يعبر عنها، وإنما هو تيار متنوع".

وأضاف أنه "لا يوجد ما يمكن توصيفه بالموقف السلفي في مصر من سياسات السعودية سواء سابقا أو حاليا".

وتوقع "مولانا" أن من سيتأثر "سلبا" بتطورات المملكة الحالية هم "السلفيون المرتبطون بالنمط السعودي، وعلى رأسهم حزب النور".

وشدد على أن "الإطار السلفي أوسع من حزب النور، وقطاعات واسعة منه في خصومة مع النظام السعودي وسياساته، مثل الجبهة السلفية (رابطة معارضة بمصر)".

واعتبر الباحث السياسي أن "حزب النور فقد أهميته لدى السعودية مع تبنيها سياسات علمانية، فضلا عن تلاشي دور الحزب وتأثيره في الواقع المصري عموما".

** فرز سلفي

متفقا قليلا مع الطرح السابق، قال عباس محمد صالح، المحلل والباحث السياسي السوداني، إن التحولات في مرحلة ما بعد الربيع العربي أحدثت حراكا كبيرا في خريطة التيارات السلفية بمصر وخارجها،".

وأضاف صالح أن هذه التحولات "أسفرت عن فرز واضح بين التوجهات السلفية، وغدت التقسيمات المألوفة مجرد تاريخ إلى حد كبير".

وبشأن التوجهات الجديدة في المملكة، توقع الباحث السياسي أن "تحدث زلزالا في المشهد السلفي يقود إلى فرز كبير في الصفوف بين تيارين: سلفية السلطة والسلفية المعارضة للسلطة، وسيفرز ذلك تشظيات قد تعيد رسم المشهد السلفي".

وبشأن تأثر السلفية المصرية بالتوجهات الجديدة في المملكة، قال إن سيكون "بشكل كبير خاصة في مسألة التمويل وأشكال الدعم السياسي، فالتيار المدخلي ورموزه سيكونون هم التيار المفضل وسيمارسون دورا وظيفيا".

وتوقع صالح أن "التيار المدخلي وحزب النور سيكونان مجبرين على السكوت أو عدم اتخاذ مواقف من السياسات والتحولات الدينية في المملكة، وفى كلا الحالتين سيكون هناك تمرد ضد السلفية المدخلية".

وحاولت الأناضول الحصول على تعقيب من مصادر سلفية عدة، لكنها رفضت.

وعقب ثورة 2011 استثمرت الجماعات والحركات السلفية في مصر الزخم الثوري في المعترك السياسي، وتصدرت المشهد السياسي والديني.

لكن بعد نحو 5 سنوات من الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد، شهدت الساحة السلفية انقسامًا كبيرًا بين مؤيد ومعارض للإطاحة بمرسي، المنتمي لجماعة الإخوان.

واتخذ حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، موقفاً داعمًا للنظام الحاكم، فيما تراجعت مقاعده البرلمانية في المجلس النيابي الحالي عن نظيرتها في 2011.

 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار