75 سنة من العلاقات المصرية - الروسية... أصدقاء الأوقات الحرجة

تحليلات 08:00 27.08.2018

رغم أن العلاقات المصرية الروسية، ليست الأقدم في تاريخ الدبلوماسية المصرية، لكن خلال تلك الفترة يمكن اعتبار روسيا هي "صديقة الأوقات الحرجة" لمصر.

القاهرة — سبوتنيك. "تجد الحكومة السوفيتية نفسها مضطرة إلى لفت نظركم إلى الحرب العدوانية التي تشنها بريطانيا وفرنسا ضد مصر، والتي لها أوخم العواقب على قضية السلام. ترى كيف كانت بريطانيا تجد نفسها إذا ما هاجمتها دولة أكثر قوة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الحديثة؟ هناك دولة الآن لا يلزمها إرسال أسطول أو قوة جوية إلى سواحل بريطانيا بل يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ. إننا مصممون على سحق المعتدين، وإعادة السلام إلى نصابه في الشرق الأوسط، عن طريق استخدام القوة. إننا نأمل في هذه اللحظة الحاسمة أن تأخذوا حذركم، وتفكروا في العواقب المترتبة على ذلك"، كان هذا نص الإنذار الذي وجهه الاتحاد السوفيتي لدول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

الإنذار السوفيتي الذي اشتهر باسم "إنذار بولغانين" صدر في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، وكان تثيره كالسحر، إذ أعلنت كلا من بريطانيا وفرنسا وقف الحرب في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، أي قبل انقضاء 48 ساعة على الإنذار، بينما لم تتوقف موسكو عن تهديدها وتأكيد موقفها فنشرت وكالة تاس الرسمية بيانها الشهير الذي أكد أن قيادة الاتحاد السوفيتي "تؤكد أنه في حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضي المصرية فإن الهيئات السوفيتية لن تتردد في السماح بالسفر للمتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلى جانب الشعب المصري ودعمه في نضاله من أجل الاستقلال"، الموقف السوفيتي بالنسبة لدولة حديثة الاستقلال تواجه قوتيين عظميين كان بمثابة طوق نجاة من أزمة كانت لتعيد مصر إلى ما قبل الاستقلال.
الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي
وحصل هذا فيما كانت العلاقات بين القاهرة وموسكو والتي بدأت رسميا في 26 آب/ أغسطس 1943، حديثة للغاية فلم يكن مر عليها 15 عام، ولكن هذا الموقف جعلها أمتن من علاقات أخرى ضاربة في القدم.

وربما كان موقف موسكو إلى جانب مصر هو الأقوى لكنه لم يكن الموقف الوحيد الذي ساندت موسكو فيه القاهرة في ظل أزماتها، ففي كل مرة كانت تواجه مصر تعنت وضغوط من الغرب، كان يأتي الدعم من الشرق، سواء بقول موسكو توريد السلاح لمصر مقابل القطن عام 1955، أو بتوجيه قيادة موسكو الأوامر لسفن القمح للتوجه إلى ميناء الإسكندرية لمواجهة منع القمح الأمريكي عن مصر عام 1964.

ولكن إعادة تسليح وبناء الجيش المصري في أعقاب حرب 1967 كان الأبرز في تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو، فعلى مدار ست سنوات تمكن الجيش المصري من استعادة قدراته القتالية وإتمام استعداده لخوض حرب تحرير سيناء بدعم غير محدود من مخازن الجيش السوفيتي، حتى اعتبرت حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 حربا ليس فقط بين مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل من ناحية، بل بين السلاح الروسي والسلاح الأمريكي الذي حارب به الجيش الإسرائيلي، كانت الحرب علامة فارقة في دور وسائل الدفاع الجوي الروسي وخاصة صواريخ سام 6 وسام 7 في مواجهة طائرات الفانتوم الأمريكي وقتها.

شكلت العلاقات بين القاهرة وموسكو في خمسينات وستينات القرن العشرين تحالفا صلبا في مواجهة القوى الاستعمارية، واعتبرت موسكو ملاذا للقاهرة ضد ضغوط واعتداءات الغرب. ورغم فتور تلك العلاقات برحيل عبد الناصر عام 1970 وصعود السادات بخيارات سياسية تختلف عن خيارات عبد الناصر، إلا أن المكانة التي شغلتها موسكو لدى المصريين كصديق داعم لمصر لم تتغير.

وفي عهد مبارك زال الجليد نسبيا عن العلاقات المصرية الروسية وعادت العلاقات تدريجيا بين القاهرة وموسكو، حيث التقى مبارك في زيارات متبادلة قادة روسيا منذ عام 1990، غورباتشوف ويلتسين وبوتين ومدفيديف.

ولكن عام 2013 عادت السمة الرئيسية للعلاقات بين القاهرة وموسكو، كصديق وقت المحن، فبينما واجه النظام المصري ضغوطا شديدة من قبل الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو ما اعتبر من قبل واشنطن وبروكسل انقلابا، دعمت موسكو النظام المصري سياسيا في مواجهة الضغوط.
وشهدت زيارات السيسي منذ كان وزيرا للدفاع ترحيبا روسياً خفف الضغوط عن القاهرة، واستمرت تلك الزيارات بعد توليه الرئاسة، ولكن مع المزيد من التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري، والذي انتقل إلى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة بمصر، وإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الاستراتيجي.
 
مصر وروسيا وتوقيع اتفاق المحطة النووية في الضبعة
وزير الخارجية المصري الأسبق النائب في البرلمان محمد العرابي يرى أن أن العلاقات المصرية الروسية تعبر بالفعل حاليا عن تحالف استراتيجي، ويؤكد في حديثه لوكالة سبوتنيك "يمكن بالفعل اعتبار العلاقات المصرية الروسية حاليا تحالف استراتيجي، فحجم التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري يرتقي بالفعل لهذا المستوى، كذلك تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المركزية يعبر عن مستوى راقي من التحالف، كذلك تقدير مصر لمكانة روسيا في الشرق الأوسط".

ويضيف العرابي "أعتقد أن آفاق العلاقات المصرية الروسية حاليا أرحب حتى من فترة الستينات، فبداية العلاقات المصرية الروسية كانت في ظل الاتحاد السوفياتي، والذي كانت تتحكم في علاقاته الخارجية الاعتبارات العقائدية والإيديولوجية، أما الآن فروسيا أكثر مرونة في العلاقات الخارجية بعد أن تحررت من الاعتبارات العقائدية، وأصبحت المصالح المشتركة والتعاون والشراكة أساس العلاقات والتحالفات، وهو ما يدعم العلاقات بين بلدين يحتاج كلا منهما للآخر".

ربما تغير الكثير منذ عام 1943، وبداية العلاقات بين القاهرة وموسكو، حتى أن مصر لم تعد هي نفسها الدولة حديثة الاستقلال، ولم تعد روسيا هي قلب الاتحاد السوفياتي بأيديولوجيته، ولكن جوهر العلاقة بين البلدين اللذان تغيرا لم تتغير.
 
 

 


ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار