تنافس إقليمي ودولي على حكومة بغداد الجديدة وإيران الأوفر حظاً تحليل

التدخلات لا تقتصر على الولايات المتحدة وإيران؛ إنما تتعدى ذلك إلى لاعبين إقليميين بدرجاتٍ متفاوتة.

تحليلات 09:00 09.09.2018

تلعب التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية الدور الأهم في رسم صورة المشهد السياسي العراقي. 

ولا تقتصر تلك التدخلات على الدولتين الأشد تنافساً في العراق، الولايات المتحدة وإيران؛ إنما تتعدى ذلك إلى لاعبين إقليميين بدرجاتٍ متفاوتة.

لمْ يتم الإعلان رسمياً عن تشكيل الكتلة النيابية الأكبر على الرغم من لقاء قادة قوائم قريبة من الولايات المتحدة، "سائرون"، "الحكمة"، "النصر"، و"ائتلاف الوطنية"، في مقابل لقاءاتٍ مكثفةٍ لتحالف قائمتي "الفتح"، و"دولة القانون" مع القوائم الأخرى لتشكيل تكتل سياسي قريب من إيران.

وعقدت قوائم عدة في 19 أغسطس/آب لقاءً موسعاً في بغداد كان مقررٌ له أن يعلن عن تشكيل الكتلة النيابية الأكبر بأكثر من 180 مقعدًا، من أصل 329.

واقتصر حضور اللقاء على زعيم قائمة "سائرون" مقتدى الصدر (54 مقعداً) ورئيس قائمة النصر حيدر العبادي (42 مقعداً) وبعض قيادات ائتلاف العراقية (25 مقعداً) وعمار الحكيم رئيس قائمة الحكمة (20 مقعداً).

وتغيب من المدعوين الذين سبق أن وافقوا على اللقاء قيادات المحور الوطني (نحو 35 مقعداً) وممثلي الحزبين الكرديين (نحو 40 مقعداً).

وأدى غياب المدعوين من ممثلي القوائم الكردية والمحور الوطني (سُنّي) إلى فشل الإعلان عن الكتلة النيابية الأكبر.

وعزّزت تحركات قاسم سليماني في أربيل وبغداد احتمالات دخول كتلة المحور الوطني (نواب سُنّة) والحزبين الكرديين الرئيسيين في الكتلة النيابية بقيادة قائمة الفتح وائتلاف دولة القانون.

وتبذل إيران ما يكفي من الجهود لجمع الفريقين الشيعيين في ائتلاف شيعي موسع على غرار الائتلاف الوطني الذي ساهمت إيران في تشكيله بعد ضمّ الكتل الشيعية الأساسية عام 2009 ضمن هذا الائتلاف الذي أنتج حكومة نوري المالكي بدورتها الثانية (2010 إلى 2014).

لكنّ الخلافات العميقة بين رئيسي قائمة "سائرون" مقتدى الصدر، و"ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي بدت أكثر تعقيداً من محاولات قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، لجمع الطرفين ضمن تحالفٍ واحدٍ يشمل القوائم الشيعية الخمس الرئيسية إلى جانب قائمتين إحداهما سُنيّة والأخرى كردية لإبعاد الصبغة الطائفية المطلقة عن التحالف الشيعي في تشكيل الكتلة النيابية الأكبر.

ويرجح أنّ التحالف الذي سبق أنْ أعلنه مقتدى الصدر مع هادي العامري، زعيم قائمة "الفتح"، قبل أنْ يتنصل منه الطرفان، كان بضغط مباشر من قاسم سليماني بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات في أيار/مايو 2018.

يتلخص المشهد السياسي ومجمل حراك القوائم الشيعية الفائزة لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر في أجواء انقسام سياسي حادٍ بين فريقين.

فريقٌ يحاول تشكيل حكومة جديدة بعيدة عن التأثير والنفوذ الإيراني، خلافاً لكلّ الحكومات السابقة بعد غزو العراق عام 2003، وفريقٌ آخر يحاول إنشاء ائتلاف شيعي واسع حليف لإيران.

من المهم للعراق الخروج بعيداً عن دائرة التنافس الإيراني الأمريكي في العراق وتشكيل حكومة قوية بعيدة عن الصراع بين الطرفين للخروج من محاولات الوكلاء المحليين لجذب باقي القوائم واستقطابها لتكون أداة من أدوات النفوذ الخارجي في العراق.

وتخشى الولايات المتحدة من السيطرة الإيرانية الكاملة على الحكومة الجديدة مع مؤشراتٍ واضحة على تراجع القوائم التي ترغب الولايات المتحدة في أنْ تكون بديلاً متاحاً حتى وإنْ لم يكن موافقاً بشكلٍ تام لتوجهاتها.

لكنّه الخيار الأقل ضرراً على مصالحها من وصول تحالف قائمة "الفتح"، و"ائتلاف دولة القانون" إلى السلطة.

لا تعول الولايات المتحدة كثيراً على إمكانيات العرب السُنّة والأكراد في معادلة تشكيل الحكومة وإمكانيات التغيير بعيداً عن الارتماء الكامل في دائرة النفوذ الإيراني.

وتحاول الولايات المتحدة أن تجعل منهما أصواتاً داعمة لترجيح كفة التحالفات البعيدة عن إيران.

ويمكن القول إنّ الولايات المتحدة فشلت خلال السنوات الأربع الأخيرة من حكومة حيدر العبادي في بناء أسس متينة لتحالفاتٍ عميقة مع كتلٍ سياسيةٍ من مختلف مكونات المجتمع العراقي قادرة على حسم نتائج الانتخابات لصالحها في مواجهة القوائم الحليفة لإيران التي نجحت في الإعداد بشكلٍ جيد لمثل هذه المواجهة.

ويواصل مبعوث الرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي، بريت ماكغورك، مباحثاته مع الكتل السياسية لحشد الدعم لرئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي في لقاءاتٍ عقدها في بغداد وأربيل.

ويأمل المبعوث في تشكيل حكومة عراقية جديدة تلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران وتتمسك ببقاء القوات الأمريكية لمواجهة التصريحات التي يطلقها قياديون، حلفاء لإيران، من قادة فصائل الحشد الشعبي وتطالب بمغادرة القوات الأمريكية، وقيادات أخرى صرحت باستهداف تلك القوات. 

لكنّ التحالف الأقرب للواقع يشيرُ إلى احتمالات تشكيل كتلة نيابية حليفة لإيران هي الأكثر عدداً من المقاعد التي تؤهلها دستورياً لتسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة.

ومن المرجح أنْ تضم الكتلة النيابية المنتظر الإعلان عنها في أول جلسة لمجلس النواب الجديد، مقررٌ لها أن تعقد، اليوم الإثنين، قوائم الفتح (48 مقعداً) ودولة القانون (27 مقعداً)، وأكثر من 25 مقعداً من قائمة النصر سبق أنْ أعلنوا انسحابهم من القائمة التي يرأسها حيدر العبادي تضم نواب كتلة العطاء التي يرأسها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ونوابٌ آخرون من حزب الفضيلة والحزب الإسلامي العراقي (سُنّي) ومستقلون.

ومن المستبعد وصول أيّ كتلة سياسية أو ترشيح أيّ شخصية لرئاسة السلطة التنفيذية في العراق من دون موافقة إيرانية مسبقة نظراً لنفوذ طهران الطاغي في معظم مؤسسات القرار العراقي السياسي والأمني.

وتهتم إيران ببناء حكومة جديدة منسجمة مع سياساتها بشكلٍ أكبر بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها وحاجتها للدولار الأمريكي، ولممراتٍ برية عبر العراق لتسويق منتجاتها النفطية وباقي صادراتها، للتخفيف من وطأة العقوبات على الاقتصاد الإيراني الذي يشهد تراجعاً كبيراً أدى إلى احتجاجاتٍ شعبية مستمرة منذ الأسبوع الأخير من العام الماضي 2017.

قد تحاول إيران، في حال فشلت في وصول القوى المحلية الحليفة لها لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر في مجلس النواب، أنْ تكون أكثر انسجاماً على مضضٍ مع تحالف قائمة "سائرون" وتحقيق بعض أهدافها في الإفلات عن طريق العراق من العقوبات الأمريكية.

في كل الأحوال، لا يمكن القفز على واقع النفوذ الإيراني المتنامي في العراق منذ عام 2003.

وبعيداً عن التحالف الذي سيفوز بتشكيل الحكومة وقربه أو بعده عن التأثير الإيراني، فإن تأثير إيران في القرار العراقي السياسي والأمني سيظل قائماً طالما ظلت الكتل السياسية الحليفة أو القريبة من السياسات الإيرانية في مراكز صنع القرار العراقي، بما فيها قائمة "سائرون" التي تحاول الموازنة بين مصالح إيران والولايات المتحدة، والبقاء على مسافة واحدة من الدولتين دون إلحاق أيّ ضرر بمصالحهما في العراق.



 

تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف : الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
جميع الأخبار