عقدة إدلب.. آخر حلقات الحرب الداخلية في سوريا تحليل

من أبرز الدوافع التي تدعو للقلق إزاء هجوم محتمل للنظام على المدينة، هي إشعالها فتيل موجة لجوء كبرى من جهة، وتحولها إلى ساحة يتعرض فيها المدنيون للضرر الأكبر نتيجة زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص إدلب

تحليلات 11:00 09.09.2018

مع حشد قوات النظام السوري لتعزيزاته العسكرية حول إدلب، أخذ القلق يسود لدى المدنيين في المدينة السورية الأخيرة الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة.

ومن أبرز الدوافع التي تدعو للقلق إزاء هجوم محتمل للنظام على المدينة، هي إشعالها فتيل موجة لجوء كبرى من جهة، وتحولها إلى ساحة يتعرض فيها المدنيون للضرر الأكبر نتيجة زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص إدلب.

يواصل النظام السوري، خلال آخر شهرين، تعزيز قواته على خطوط الجبهة حول إدلب، حيث يعتبر مصير المدنيين البالغ عددهم حوالي 4 ملايين نسمة، مصدر تخوف كبير.

وتقع إدلب، التي تعتبر مركز التحركات الدبلوماسية المكثفة بين الأطراف الضامنة لاتفاق أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، في شمال غربي سوريا مقابل ولاية هطاي جنوبي تركيا.

ويحد إدلب من الشمال الغربي ولاية هطاي، ومن الشرق محافظة حلب، ومن الشمال الشرقي مدينة عفرين، ومن الجنوب محافظة حماة، ومن الجنوب الغربي محافظة اللاذقية.

وتأتي محافظة إدلب في مقدمة المدن السورية التي تعرضت لأقسى هجمات النظام السوري، حيث شهدت غارات جوية مكثفة مع دخول الجيش الروسي إلى جانب النظام إلى ساحة الصراع في البلاد اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وكان عدد سكان إدلب قبيل الثورة يبلغ حوالي مليوني نسمة، إلا أن عدد سكان المدينة البالغ مساحتها نحو 6 آلاف كلم مربع تناقص إلى 1.2 مليون نسمة، بسبب استهداف النظام لها بشدة منذ انطلاق الاحتجاجات في مارس/ آذار 2011.

وتعتبر إدلب من أهم قلاع قوات المعارضة السورية، عقب إحكامها السيطرة على المدينة اعتبارا من مارس 2015.

- ملجأ لنحو 4 ملايين مدني

بسبب موقعها القريب من الحدود التركية، استقبلت إدلب موجات نزوح كبيرة من باقي المناطق السورية اعتبارا من انطلاق شرارة الثورة في البلاد.

ونتيجة للحصار والهجمات التي شنها النظام وحلفاؤه على معظم المناطق السورية، تحولت إدلب إلى مدينة مكتظة بملايين المدنيين خلال السنوات الأخيرة.

ويقيم حوالي مليون مواطن من أهالي المدينة في 200 مخيم بالقرب من الحدود التركية.

وحسب أرقام مجالس الإدارة المحلية في المدينة، تتضمن إدلب اليوم حوالي 3.7 مليون شخص، حوالي 1.3 منهم من المدنيين النازحين من المدن السورية الأخرى.

- أهمية استراتيجية

تحتل مدينة إدلب أهمية استراتيجية كبرى، تتمثل في موقعها على الطريق الدولي الواصل بين تركيا وسوريا والأردن، كما تمتلك أهمية خاصة على الصعيد المحلي حيث تعتبر بمثابة بوابة تنفتح على البحر الأبيض المتوسط.

وتزداد الأهمية الاستراتيجية للمدينة، من موقعها المجاور لمدينة اللاذقية، التي تعد من أهم معاقل النظام، والتي تتضمن أيضا على قاعدة حميم التابعة للحكومة الروسية.

وبسبب موقعها المحاذي للجمهورية التركية، تعد المدينة من أهم بوابات دخول المساعدات الإنسانية للبلاد، عبر معبر باب الهوى الحدودي، إذ يدخل منه شهريا حوالي ألف و500 شاحنة من المواد الإغاثية، إلى جانب نحو 4 آلاف و500 شاحنة تجارية شهريا.

- آخر قلاع المعارضة

تم الإعلان عن مدينة إدلب كواحدة من مناطق خفض التصعيد، بموجب جلسة اتفاق أستانة في 4-5 مايو/أيار 2017، بضمانة كل من تركيا، وروسيا، وإيران.

وأقامت تركيا بموجب الاتفاق 12 نقطة مراقبة في منطقة إدلب خلال أكتوبر 2017، حيث أصبح حوالي 4 ملايين مدني يقيمون تحت الحماية التركية.

وفي الجهة الأخرى، سيطر النظام السوري وحلفاؤه على مناطق خفض التصعيد الأخرى، وعددها 3، في كل من حمص، والغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة في الجبهة الجنوبية.

تحيط قوات النظام السوري من الجهتين الشرقية، والجنوبية من مدينة إدلب التي تعتبر آخر قلاع القوات المعارضة السورية حاليا.

- موجة نزوح كبرى محتملة

تسود حالة من القلق، خشية أن تسفر الهجمة المحتملة على إدلب عن موجة نزوح مئات الآلاف من المدنيين، تجاه تركيا وأوروبا.

وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، على ضرورة حماية المدنيين في إدلب، منوهاً إلى أن كافة الأطراف مسؤولة عن حماية المدنيين بموجب القوانيين الدولية.

في حين دعا المبعوث الدولي الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى إعطاء الدول الضامنة المزيد من الوقت للحيلولة دون وقوع الهجوم على إدلب.

- أهمية إدلب بالنسبة للحدود التركية.

تشترك إدلب مع تركيا بـ 130 كم من الحدود البرية، ويعد موضوع قدوم موجة نزوح جديدة باتجاه الحدود مع مدينة هطاي موضع قلق تركي كبير، حيث تستقبل بالوقت الحالي، 3.5 مليون سوري على أراضيها، ولذلك تشدد على ضرورة حماية اتفاقية وقف إطلاق النار في إدلب.

من جهة أخرى، أدى إنشاء الجيش التركي لنقاط مراقبة في إدلب إلى زيادة أهمية المدينة بالنسبة لها، حيث يحمل احتمال وقوع هجمة عسكرية على المدينة، احتمالية تسرب مئات المقاتلين من المجموعات المعارضة إلى تركيا.

وتدعم تركيا بموجب اتفاق استانة، تحييد العناصر الإرهابية في مدينة إدلب، إلى جانب استمرار مساعي التوصل إلى حل سياسي بين النظام السوري، والمعارضة المعتدلة.

- المجموعات المسيطرة في إدلب

تنقسم إدلب إلى قسمين، يسيطر على الأول مجموعات المعارضة، والثاني تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام".

اتحد 14 فصيل معارض معاً، وشكلوا "الجبهة الوطنية للتحرير" خلال مايو الماضي، أبرزها: فيلق الشام، وجيش النصر، وجيش إدلب الحرة، وقوام الجيش يقدر بـ 70 ألف مقاتل، ما يجعله أكبر قوة معارضة للنظام السوري.

في حين يبلغ تعداد "هيئة تحرير الشام" التي أدرجتها الأمم المتحدة ضمن لائحة الإرهاب، حوالي 25 ألف مقاتل، وهم من يسيطرون على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

- صراع أمريكي روسي في إدلب.

انتشرت عدد من الادعاءات المتبادلة في الأسابيع الأخيرة، بين الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا من جهة أخرى.

وأصدرت الدول الثلاث، في 21 أغسطس/آب الماضي، بيانً مشتركا أعربوا من خلاله عن قلقهم إزاء تحضيرات النظام للعملية العسكرية على إدلب، مؤكدين على أنهم سيردون على النظام في حال استخدم السلاح الكيماوي.

وردا على ذلك، ادعى الجانب الروسي، وجود تعاون بين القوات المعارضة وقوات الدفاع المدني، مع القوات الغربية، وتحضيراتهما لشن هجوم بالأسلحة الكيماوية.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في هذا الصدد، أن الولايات المتحدة تهدف لحماية "جبهة النصرة"، واستمرار الوضع المتوتر في إدلب.

وحذّرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخروفا، الجمعة الماضي، من شن الولايات المتحدة وحلفائها لهجوم على الأراضي السورية، خلال 24 ساعة.

وبهدف زيادة مستوى الردع، قامت الحكومة الروسية بتعزيز وجودها في البحر الأبيض المتوسط، من خلال إرسالها سفنها الحربية إلى الموانئ في كل من مدينتي اللاذقية وطرطوس.

وأعلن الجانب الروسي بأن المناورات العسكرية في البحر الأبيض المتوسط، ستكون الأكبر من نوعها في التاريخ الحديث، الأمر الذي وصفه المحللون بأنه تهديد للمحور الأمريكي.

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
حزب الله يدخل ثالث منظومات الصواريخ الثقيلة إلى المعركة ضد إسرائيل
10:30 13.05.2024
تساؤلات بشأن اهتمام طائفة البهرة بتطوير مساجد آل البيت في مصر
10:15 13.05.2024
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن الغذاء
10:00 13.05.2024
القاهرة تصعد تدريجياً ضد تل أبيب
09:45 13.05.2024
الأونروا ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة
09:30 13.05.2024
الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرجي شويجو
09:15 13.05.2024
أردوغان نتنياهو تخطى هتلر في أساليب الإبادة الجماعية
09:00 13.05.2024
روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
جميع الأخبار