أحمد مصطفى: مستقبل إندونيسيا ومصر فى ضوء المتغيرات الدولية والإقليمية حصري

تحليلات 14:35 25.09.2018

بدعوة من سفارة دولة إندونيسيا ممثلة فى سفير إندونيسيا فوق العادة لدى مصر السيد/ حلمي فوزي، وبتنسيق من الصديقين السيد/ حكمت الله والسيدة/ فوزية، فقد قمت أنا السيد/ أحمد مصطفى، وبصفتى رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة، بإلقاء محاضرة عن مستقبل مصر وإندونيسيا بمقر السفارة الكائن فى منطقة جاردن سيتى فى القاهرة، وذلك يوم الخميس الموافق ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ فى تمام الثانية بعد الظهر.

فى البداية قام سيادة السفير بالتحدث عن العلاقات المصرية الإندونيسية وتاريخها منذ عام 1945 منذ استقلال اندونيسيا كذلك الوثيقة الثنائية الأولى التى وقعتها إندونيسيا مع دولة أجنبية كانت معاهدة الصداقة مع مصر فى عام 1947 - وتحدث قليلا عن ان اندونيسيا ترحب بالمفكرين والمثقفين والكتاب لطرح هذه الرؤى الإستراتيجية - ثم قامت السيدة/ فوزية بتقديمي، واعطت أفكار عن سير المحاضرة. 

البداية:-

قمت بالتعريف عن مركز آسيا للدراسات والترجمة وأهدافه، وكيف أنه فى وقت قصير منذ افتتاحه، قام بمشروعات هامة، ولماذا آسيا على وجه التحديد كانت إختياري المفضل، لأنها هى القوة الجديدة التى فرضت نفسها على العالم والتى تتصدى للعولمة والحمائية الشديدة والحرب التجارية.

تاريخ العلاقات بين إندونيسيا ومصر:-

شعار إندونيسيا الوطني هو: "الوحدة في التنوع" - الوثيقة الثنائية الأولى التى وقعتها إندونيسيا مع دولة أجنبية كانت معاهدة الصداقة مع مصر فى عام 1947 - 5 الاف طالب اندونيسي يدرسون بمصر – اتفاق الشراكة مع اسيان فى لاوس 2016 – الاستمارات لا زالت ضعيفة فى حدود 52 مليون دولار وتاتى فى مرتبة 47 – إلا ان التبادل التجاري وصل الى 1.5 مليار دولار - استخدام ورد النيل Eichhornia  فى صناعة الأساس - أين السياحة الاندونيسية من إجمالى 260 مليون مواطن – وجود لجان وزارية واستثمارية مشتركة والأزهر، ولكن؟؟

وضع مصر فى الشرق الأوسط وإفريقيا ووضع إندونيسيا فى جنوب شرق آسيا وتأثيراتها:-

ربما مصر وإندونيسيا الأكبر فى منطقتيهما، ولكن حاليا ليستا مؤثرتين، ولكن الأسباب لا تتعلق فقط بالقوى العسكرية، ولكن بالدور الثقافي والتنويري والعلمي – غياب التحالفات وأهمها حركة عدم الإنحياز والتى تضم حوالى 140 دولة، والتى تمثل 70% من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، ولذا لا بد من الاستفادة من رئاسة آذربيجان لهذه الدورة ومحاولة تفعيل دور لشباب عدم الإنحياز من خلال عقد مؤتمر شباب عدم الإنحياز. 

مشاكل ونقاط ضعف تصيب إندونيسيا ومصر:-

مشاكل اقتصادية ومستقبل غامض لضغوط داخلية وخارجية:

أوبك وضغوطات خفض الإنتاج لزيادة سعر النفط الى فوق 70 دولار للبرميل كان الخفض يؤثر سلبا على كل من مصر واندونيسيا - لم تفلح أية حكومة في إعادة توزيع الدخول بشكل يقلص جوهريا من فساد وامتيازات كبار التجار والاغنياء والمتحالفين معهم من أصحاب السلطة في أجهزة الدولة والجيش والأمن وإداراتها.

كما لم تفلح في تقليص تهربهم من الضرائب والرسوم اللازمة للاسثتمار والانفاق، كان لقرار تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي، المُوصى به من صندوق النقد الدولي، دورا رئيسيا في زيادة تكاليف الديون السيادية، إذ فقدت العملة المحلية بسبب هذه الخطوة أكثر من نصف قيمتها، وهو ما يمثل عاملا دافعا لزيادة تكاليف ديوننا الدولارية للعالم الخارجي عند تقويم تلك الديون بالجنيه المصري، لذا ليس غريبا أن نجد فوائد الدين الخارجي مرتفعة في موازنة 2017- 2018 بنحو 233% عن نفس البند في الموازنة السابقة وكل زيادات الدعم المقررة حتى فى الميزانيات جاءت لفارق سعر الصرف وليس زيادة رضائية من الحكومة.

ومن تبعات ذلك لجوء الدولة إلى القروض بشروط صعبة ونشوء احتكارات تجارية وغير تجارية تعيق وتمنع وتعرقل تأسيس وازهار الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقوم على الإبداع وتوفير فرص العمل – البنوك - لتركيز الأساسي على مشاريع ضخمة في مجال الطاقة يكلف الواحد منها عدة مليارات من الدولارات. بالمقابل فإن المخصصات الفعلية التي يتم صرفها لإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخاصة خارج المدن الكبرى تكاد لا تذكر مقارنة بمخصصات المشاريع الضخمة - من الواضح أن التكلفة الأكبر للإصلاح الاقتصادي الضروري وثماره يتحملها أصحاب الدخل المحدود، لاسيما الذين يتم اقتطاع الضرائب والرسوم من دخولهم بشكل مباشر.

السياسات النقدية وللاسف ربط العملات الوطنية بموجب القروض من صندوق النقد بالإحتياطي الفيدرالي الأمريكي – حيث دائما ما تقوم كارتلات المال فى أمريكا بالتلاعب بأسعار الفائدة أو ما يسمى الليبور، وكان لأمريكا فضيحة سابقة سواء فى التسعينيات أو فى 2009 أعقاب الركود المالى العالمى، بسبب هذه القصة من أجل اعادة انعاش الإقتصاد الأمريكي تلك القصة التى حدثت مع بنك باركليز الإنجليزى.

التحالفات:

ربما لدى الدولتين عدم وضوح رؤية فى تكوين تحالفات قوية وفعالة، يمكن ان تجنبهما تحالفات مع الولايات المتحدة والغرب، والذى لن يسمح لا لمصر ولا لإندونيسيا بالإستقلال فى القرار، وهذا وما نتابعه ان حتى أمريكا تحاول الإضرار بحلفائها الغربيين للهيمنة، فحاليا كل من الصين وروسيا والمانيا ربما هى الدول الأكثر تأثيرا فى العالم حاليا ودول يعتمد عليها.   

التطرف الديني:

ربما لوجودى كعضو فى مجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامي والتى من مؤسسيها مصر واندونيسيا كونهما عضوان اساسيان فى منظمة التعاون الإسلامي، فإن هدفا مهما جدا حملته المجموعة، ألا وهو مكافحة الإرهاب من خلال الإعلام والحوار ما بين المثقفين والكتاب والإعلاميين ورجال الدين من كافة دول العالم الإسلامي، واقتراح حلول عملية لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال ابتكار وسائل حديثة للوصول للشباب فى هذه الدول ومخاطبتهم بما يفهموه، وأيضا وجود جائزة يفجيني بريماكوف بقيمة 50 الف دولار تمنح سنويا لأفضل عمل يتكلم عن روسيا والعالم الإسلامي، وأيضا لدينا مشكلة الإرهابيين العائدين، حيث بموجب إحصائية للأمم المتحدة أن واحد من كل سبعة إرهابيين عائدين يرتكب حادث ارهابي داخل بلدهن وواحد من كل تسعة يرتكب حادث إرهابي خارج بلده.

وتوجد دائما مشاكل بيئية، ومشاكل تعليمية، وغياب وهجرة الكوادر العلمية ترتبط بأزمة هوية، ومشاكل اجتماعية مثل الفقر، وايضا مفهوم الديموقراطية

السياسة الخارجية:-

العلاقة بالصين:

منذ استئناف العلاقات سنة 1990 كان هناك جذب وشد وخصوصا فيما يتعلق ببحر الصين والتدخل الامريكي الكبير بسبب اتفاقية اسيا المحيط الهادى ولكن بعد خروج امريكا من آسيا والمحيط الهادي وكذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على منتجات زيت النخيل من اندونيسيا اصبحت الصين هى الملجأ لكل من الصين ومصر – فيمكن للبلدين ان تكون طرف خارجي فى موضوع الصناعات الصينية ردا على الحظر الأمريكي – أيضا بنك آسيا للبنى التحتية وكل من بنك بريكس وصندوق طريق الحرير، سيحلوا محل صندوق النقد الدولي فى حال الإقتراض – وايضا يمكن التحايل على موضوع حرب العملات وموضوع الليبور من خلال التعاطى بالعملات المحلية وهذا اتجاه جديد او بالمقايضة – لأنه بعد افلاس امريكا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج لن يصبح امامنا الا الصين فى مثل هذه الأمور ولكن كيف يمكن لنا ان نصيغ اتفاق جيد تلك هي المسألة يصون سيادة البلاد – الصين ايضا سوق عمالة جيد لأصحاب الخبرات من واقع خبرتي العملية هناك.

العلاقة بأمريكا:

اعتقد ان امريكا أثبتت للعالم انها طرف غير موثوق به من خلال رئيسها الحالي الذى يمثل الوجه الحقيقى لليبرالية المتصهينة المتطرفة – التى لا تسمح بالتعامل مع الغير الا بناءا على مبدا علاقة السيد بالعبد – ربما تحاول امريكا استمالة كل من مصر واندونيسيا ببعض الحوافز او التيسيرات – او رفع التصنيف الإئتماني حتى يكون لدى البلدين شهادة جودة من اجل الإستثمارات والإقتراض – ولكن الشعوب ستكون ضحايا لمثل هذا النوع من التحايل غير الشريف. 

العلاقة بالإتحاد الأوروبي:

الإتحاد الأوروبي هو المانيا فقط فى وجهة نظري، لأنها البوابة الرئيسية له واكبر اقتصاد فيه، وبالتالى فى حال ما كانت علاقتنا جيدة مع الألمان، فإن علاقتنا ستكون جيدة مع أوروبا، ولكن لكى تتحسن مع الألمان، فإن لديهم شروط أخرى خاصة بالمجتمع المدني، وبرامج التبادل الشبابي والثقافي وحرية التعبير، وعليه يجب التعاطي معهم باللغة التى يفهمومها، ولدي مقال مهم فى هذا الصدد، يرجى الرجوع إليه، جدير بالذكر ان علاقة المانيا تتطور وتزداد بشكل مرعب لأمريكا مع الصين، اكبر شريك تجاري لها وكذلك مع روسيا.

العلاقة بروسيا وأوراسيا

لدى روسيا مبادرة تابعة للخارجية الروسية وهى "رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى" وتشمل اندونيسيا، وبالفعل روسيا من أكبر الأسواق الواعدة والتى يمكن تطوير التجارة معها وهى مفتاح لمنطقة بحر قزوين، واوراسيا، وروسيا لديها الكثير لتقدمه لكل من الدولتين كونها شريك كبير لكل من الصين فى كل مبادراتها الكبرى، وبحجم تبادل تجاري ارتفع الى 100 مليار دولار، وهذا ما افصح عنه مؤخرا فى منتدى فلادوفستك، وهى دولة جاذبة للاستمار، وتمتلك قاعدة بحثية فى مجالات شديدة التفرد والتخصص، مثل الفضاء والطيران، وايضا فى الصناعة الثقيلة، والحربية، والبتروكيماويات، ويمكن ان تسهم فى تطوير العلاقات بين البلدين وبينها، كما انها مدخل لحوالى 12 دولة من الجمهوريات السابقة، ولا زالت روسيا هى شريان الحياة لهذه الدول.  

العلاقة بالشرق الأوسط

توجد علاقات جيدة مع مصر، وكذلك مع ايران حيث يوجد بعض التعاون الإيجابي بين البلدين في مجال العلوم والتعليم والسياحة، والأكثر من المتوقع هو مذكرة التفاهم بين البنك المركزي الإيراني، وهيئة الخدمات المالية في إندونيسيا، والتي ستسمح باستخدام العملة الإيرانية والإندونيسية التجارة بين البلدين، واندونيسيا لها نفس الموقف الذى تتخذه مصر تجاه القضية الفلسطينية، ولا توجد علاقات دبلوماسية طبيعية بين اسرائيل واندونيسيا، يمثل الاستثمار السعودي في إندونيسيا مصدراً بديلاً للأموال لدعم النمو الاقتصادي، وخلال الزيارة الأخيرة للملك، وقعت الحكومتان سلسلة من الاتفاقيات، أبرزها مشروع مشترك لمصفاة تكرير تكلفته 6 مليارات دولار في سيلاكاب في وسط جاوة بين شركتي النفط الحكوميتين المملوكتين للدولة، بيرتامينا وأرامكو السعودية.

مع الوعد بقيمة مليار دولار كتمويل سعودي للتنمية الاقتصادية في إندونيسيا. يمثل الاهتمام السعودي فرصة ضرورية للغاية لكلا البلدين لتنويع اقتصاداتهما وتقليل الاعتماد على الصين، كما يمكن أن تؤدي الشرعية الدينية القوية إلى فتح أبواب الاستثمار من دول أخرى ذات غالبية مسلمة في الشرق الأوسط، بعد القيادة السعودية، في الواقع.

وبعد هذه الكلمة المختصرة - قامت السيدة فوزية بالتعليق فيما يتعلق بـ مجال السياحة - لأننى كنت قد أشرت ان حجم السياحة بين مصر واندونيسيا لا يتناسب مع حجم البلدين - فليس من المعقول بلد بتعداد ٢٦٠ مليون نسمة متعددة الأعراق تحمل شعار "الوحدة فى التنوع" - ولا زال حجم السياحة ضعيف يصل إلى فقط ٥٠ ألف سائح من إجمالى ١٨ مليون سائح على حد قول سيادة السفير؟ أجابت بداية السيدة فوزية - ان ليس كل الإندونيسيين أغنياء لأن طبعا بعد المسافة عن مصر، يجعل الرحلة مكلفة - فبالتالى ليس كل هذا التعداد يقوم بالسياحة، ثم اكمل السيد السفير/ حلمى فوزى - مصر تحتاج للتنمية السياحية، والتواصل، والعلاقات العامة الدولية القوية، والتوافق ما بين ما تقدمه من خدمة سياحية، وتطلعات السائح الإندونيسي.

نفس الحال ينطبق على موضوع الإستثمار الإندونيسي فى مصر - كذلك موضوع استمرار فرض قانون الطوارىء يقلق بعض المستثمرين والسائحين سواء - موضوع الطيران المباشر - لماذا الغت مصر للطيران رحلتها الوحيدة اسبوعيا إلى جاكرتا؟ الإعلام والتوجهات المصرية للأسف لا زالت بعيدة عن آسيا، وتركز على الغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، هذه نقاط ايضا انا اتفق فيها مع الجانب الإندونيسي - ولكني ايضا تكلمت عن ان هيئة الإستثمار والمناطق الحرة وفروعها المنتشرة فى كل المحافظات، وكذلك هيئة التنمية الصناعية، توفر كل المعلومات المطلوبة عن الإستثمار وخصوصا بعد صدور القانون الجديد للإستثمار سنة ٢٠١٧ ولائحته التنفيذية.

هذه القصة أيضا ترتبط بغياب الثقافة عن آسيا، وحركة الإعلام والترجمة، وكذلك البحث عن أسواق جديدة بديلة من قبل وزارة السياحة والآثار والخارجية، وايضا غرفة السياحة المصرية - بالرغم من قيمة الأزهر وعدد الطلاب الذين يوفدوا اليه سنويا.

ثم تلقيت العديد من الأسئلة من الحضور، من العيار الثقيل، كان أولها من السيد/ أحمد - والذى سأل عن فكرة التعاون بين مصر والصين، وكيف يمكن الا يؤثر على وجود مستثمرين آخرين من إندونيسيا؟ كذلك هناك رغبة لدى روسيا للإستثمار فى افريقيا فهل يمكن لروسيا ان تنافس الصين داخل افريقيا؟

بالنسبة للسؤال الأول - فأجبت عليه أعلاه أنه فى حال التعاون الإقتصادي بين الدول فلا بد من الإعداد للاجندة المناسبة وعمل دراسة استراتيجية تغطى نقاط القوة والضعف فى الشراكة فى ضوء ماذا يمكن أن أقدم إلى الشريك - وما سأحصل عليه من الشريك - وهل هذا سيؤثر على استقلالي وسيادة قراري كدولة.

والصين كما نعلم لا تتدخل سياسيا فى الشأن الداخلي للدول، وأيضا لم تسع إلى الحمائية وإغلاق الأسواق كما تقوم أمريكا - وهى أيضا شريك موثوق به ولها سابقة أعمال جيدة فى العالم العربي وإفريقيا ومن خلال مبادراتها، وخصوصا مبادرة الطريق والحزام والتى سيكون لمصر وإندونيسيا شأنا كبيرا فيها، وخصوصا بعد خروج أمريكا من إتفاقية آسيا باسيفيك.

بالنسبة للسؤال الثانى - ستدخل روسيا إلى إفريقيا أيضا فى حالة شراكة مع الصين، وبمظلة الصين، نظرا للشراكة الكبيرة بين الدولتين، ولتميز روسيا فى مجالات يمكن أن تستفيد منها وتفيد الآخرين، من خلال الأقمار الصناعية وإعطاء خرائط ثروات إفريقيا للدول الإفريقية، جدير بالذكر أن روسيا ستنظم فى شهر أكتوبر منتدى تعاون روسي إفريقي كبير فى موسكو.

ودخول الصين إلى افريقيا كان الأقدم، وبحجم استثمارات تقدر بحوالى ٣٠٠ مليار دولار فى ٢٠٢٠، وكذلك منتدى التعاون الصينى الإفريقي، ودعم مشروعات أساسية كبيرة بقيمة ٦٠ مليار دولار منذ ٢٠١٥ إلى الآن فكل هذا يعزز من التعاون. 

لا ننس أيضا، أن الصين وروسيا هما الدولتان التى قبلت شراء زيت النخيل وبسعر جيد من إندونيسيا عندما فرض مؤخرا الإتحاد الأوروبي قيودا على شراءه بسبب بعض الأضرار البيئية التى تصاحب زراعة وحصاد ثمار زيت النخيل، وهذا موقف يحسب لهما وخصوصا هذا العام.

سؤال آخر من السيدة/ نوفي - وسؤال دائما يسأل فى الإعلام الإقتصادي هل سيتصدى اليوان الصيني للدولار الأمريكي؟

كما قلنا سابقا، أنه بموجب المعايير الحقيقية للدخل، أن راتب قيمته 1000 دولار فى الصين، يوازى ما قيمته 4000 أو 5000 دولار فى الولايات المتحدة، لأن الصين دولة انتاج كبير صناعيا وزراعيا وخدماتيا، فبالتالى قيمة ما يتحصله المواطن فى الصين بموجب نفس الدخل، اعلى بكثير مما يتحصل عليه المواطن الأمريكي، والذي يشتكي حاليا من ارتفاع ثمن الوقود والخدمات، وانهيار منظومة الضمان الإجتماعي والصحي - وهذا ما أدى بحكومة الصين بتشجيع انجاب الطفل الثاني، بعد ارتفاع معدل رفاهية الشعب الصيني، بحيث يصبح أيضا هذا الطفل مشمولا بالرعاية، وهذا منذ 2015 لتصبح الدولة ذات اكبر يد عاملة فى العالم دون منافس.

الصين لا تتلاعب بقيمة الليبور، ولا تتلاعب بالبورصات، ولا بمؤسسات التصنيف الإئتمانى، ولديها أكبر معدل نمو فى العالم يقترب من 6.8% اى مرتين ونصف ضعف أمريكا، ولديها ايضا مؤسسات مالية موازية لصندوق النقد، الذى تسيطر عليه أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والصين تقرض ببنود أفضل، وتعمل بمبدأ "الربح المشترك" مع الشركاء، وخصوصا فى مبادرة طريق الحرير، وقد دخل اليوان سلة العملات الدولية منذ 2016، ويمكن للدول تحويل احتياطياتها النقدية إلى اليوان دون أى قلق، وكانت الصين قد حولت 18 مليار يوان إلى مصر فى 2016 كوديعة لدى البنك المركزي المصري، كنوع من الدعم للاقتصاد المصري.

جدير بالذكر أن أمريكا مدينة للصين بسندات فى الإحتياطي الفدرالي تقدر بحوالى تريلليون ونصف دولار، غير الميزان التجاري بين البلدين، والذى هو حوالى 4 مرات فى صالح الصين، وليس فى صالح امريكا، وبالتالى أصبح اليوان أحد عملات المستقبل الأكثر قبولا.    

وهذا أيضا أمر نقدي إستراتيجي يرتبط وتحالفات الدول، وكذلك الإعلام الذى تجعل منه أمريكا حربا تشنها على كل من يحاول الخروج عن هيمنتها المالية والنقدية، وبالتالى فإن إحياء دور منظمة حركة عدم الإنحياز، يمكن أن يكون ردا قويا على هذه الهيمنة الأمريكية.

ثم تلقيت سؤالا ذكيا من السيد عثمان - تناول فيه العلاقات المصرية القطرية ولماذا هى مجمدة؟

أنا شخصيا لي رأي يتفق وراي وزير الخارجية المصري السابق والسياسي القوي السيد/ نبيل فهمي والذى التقيته مرتين سابقا - لا بد من الإنفتاح والحوار مع جميع الدول عدا الكيان الصهيونى - أيضا لم تقم قطر بشيء أسوا مما قامت به جاراتها واعنى السعودية والإمارات فيما يتعلق بموضوع دعم الإرهاب بضغوطا أمريكية وبريطانية وإسرائيلية. وندلل على ذلك بموجب ترسيبات البريد الإلكتروني الشخصي لـ هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة والتى أكدت فيها ان قطر ضمن المتورطين وليست الوحيدة - وكذلك شهادة الرئيس الأمريكي الحالي ترامبي على الهواء مباشرة وفي حضور محمد بن سلمان أثناء زيارته المطولة للولايات المتحدة لشاشات فوكس نيوز وسي إن إن أن السعودية والإمارات وقطر قد تورطوا جميعا في دعم الإرهاب.

وعليه لماذا نأخذ موقف معين من قطر - اما فيما يخص موضوع علاقة قطر بالإخوان - فسألت بشكل تعجبي: أليس "عبد رب منصور هادي"؛ ما يسمى الرئيس الشرعي فى اليمن، المقيم فى الرياض العاصمة السعودية، وهذا كذب، لأنه ليس لديه اجماع من الشعب اليمني؛ عضوا فى جماعة الإخوان؟

وهذا بشهادة الرئيس اليمني الراحل "علي عبد الله صالح" فى برنامج "قصارى القول" الذى يبث على "قناة روسيا اليوم العربية"، تقديم الإعلامي "سلام مسافر" فى عام 2015، ولمدة ساعة متصلة.

اليست الجماعات المتطرفة بدئا من الوهابية التي حاربها محمد على باشا، مرورا بالإخوان لم تكن مدعومة سعوديا بشكل رسمي - الم يتم تكفير الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على الصفحة الأولى لجريدة عكاظ السعودية، فإذا كان لدينا خلاف مع دولة عربية شقيقة كقطر بسبب الإخوان - أولى بنا ان نحله دبلوماسيا ولا نجامل الآخرين على حساب المصالح المصرية - ولماذا الإرهاب السعودي والإماراتي مقبول في سوريا وفي دعم التيارات التكفيرية على مستوى العالم!! ولماذا لن نستفيد من حاجة قطر للاستثمارات الكبرى بسبب إستضافة كأس العالم فى 2022، كما ستستفيد كل من روسيا والصين وإيران؟!

أيضا كان هناك سؤال إقتصادى للسيد/ كمال اخوان عن أسباب ضعف حجم التجارة ما بين البلدين مصر واندونيسيا، وذلك لأن حجم التجارة لا يزال يمثل 2% من حجم تجارة إندونيسيا الخارجية، وهذا رقم متدنى جدا مع بلد بحجم مصر، وكيفية التغلب على حرب العملات؟

كما قلت سابقا للاسف عقلية رجال الأعمال وبعض الشخصيات، لا زالت ترى ان العالم هو الغرب ودول الخليج، ولا تضع آسيا فى الحسبان، وهذا ما وضع على اكتافنا كمجتمع مدني هذا الدور، لإعطاء معلومات موثوقة وجديدة عن هذه القارة الكبيرة، والتى ستصبح أكبر كيان اقتصادى فى العشرين سنة القادمة بفضل الصين واليابان وكوريا وروسيا، وكذلك ايران وباكستان والهند، ودول وسط وغرب اسيا ومنها أذربيجان وكازاخستان، وكونها تضم أكبر الأسواق الواعدة فى العالم.

وتعاون دول اسيا ومنها اندونيسيا مع مصر يفتح إفريقيا لهذه الدول، ولهذا تدرك الصين دور مصر فى العالم العربي وافريقيا وكانت مصر ضيفا فى منتدى التعاون العربي الصيني، وكذلك منتدى التعاون الصيني الإفريقي. وكما ذكرت عاليه موضوع الإعلام والعلاقات العامة حاليا امر مهم جدا - وليس عهذا فقط - الغرف التجارية جمعية رجال الأعمال - غرفة السياحة - إلى جانب الثقافة واقتصادياتها والأفلام الوثائقية وترجمتها والفنون المصرية وكيف تصل لدولة مثل اندونيسيا - ثم التطور للرقمنة وأهميتها فى حماية المبتكرات فى هذه الدول الواعدة كمصر واندونيسيا - كل هذه العوامل يجب أن تعمل عليها الدولتين لتوطيد التجارة بينهما لتضاعف على الأقل 10 مرات خلال السنتين المقبلتين من 52 مليون دولار استثمارات في مصر، الى 500 مليون دولار او مليار دولار. اما بالنسبة لموضوع السياسات النقدية وحرب العملات فقد اجبت عليه عاليه.

أما سؤال السيد/ بورمان اشتمل على أربعة أجزاء - علاقة مصر بليبيا وأن مصر تميل فى صالح حكومة طبرق أكثر من السراج حاليا، علاقة مصر بتركيا، علاقة مصر بإسرائيل، الإهتمام المصري بالتسلح الفرنسي أكثر من غيره.

بالنسبة لعلاقتنا بليبيا - ولماذا نحن مع حكومة طبرق، لأن حكومة السراج مع الأسف الشديد تميل لإحتواء التيارات المتطرفة والتى تسببت فى استشهاد العديد من المصريين العاملين فى ليبيا على مرأى ومسمع منها، ولم تعر إهتماما لحادث القتل على الهوية، والذى صور بحرفية بتقنية ثري دي، فى 2014 - ولأن حكومة السراج للأسف أجندة في يد الغرب - ونعتقد ان مثل هذا التناقض بين الحكومتين سينتهي بترشيح رئيسا لكل الليبيين يتمتع بكامل السلطات.

بالنسبة لتركيا - وقلتها عدة مرات - هى حالة تتشابه مع قطر - وبالرغم من الإستثمارات التركية والمناطق التجارية الحرة الخاصة بهم موجودة وناجحة فى مصر - إلا انه سياسيا لا توجد الكوادر التى يمكن أن تحتوي وأن تقيم حوار مع تركيا، أو أن يتم استغلال حلفاء مثل روسيا والصين لهم تأثير قوي على تركيا، لتمهيد الطريق لمفاوضات مصالحة مع الجانب التركي لإستئناف العلاقات السياسية، بما يصون الإحترام والمصالح المتبادلة بين البلدين، وايضا بما لا يسمح بالتدخل فى الشئون الداخلية وفقا لقواعد القانون الدولي.

اما بالنسبة لإسرائيل - فربما الموقف الشعبي متشابه بين الشعبين المصري والإندونيسي، حيث أنه لا تطبيع مع العدو الصهيونى، وهذا موقف مشرف، وعلى المستوى الحكومي أيضا توجد مواقف متشابهة، سواء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك فى منظمة التعاون الإسلامي، بيد أنه بموجب معاهدة كامب ديفيد يوجد تعاون للاسف محدود بين الحكومة المصرية والحكومة الإسرائيلية، إلا أنه لا توجد علاقات طبيعية بين حكومة إندونيسيا وإسرائيل، وأيضا قد منعت إندونيسيا اى زيارات من جانب الإندونيسيين إلى أسرائيل والعكس منذ يونيو الماضي، ردا على الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولما يتعرض له إخواننا فى غزة من قهر وقتل وإزلال على يد السلطات الصهوينية.

اما بالنسبة للميل المصري للسلاح الفرنسي، ارى انه فى المصالح الإستراتيجية لا توجد مشاعر الحب والكره، لأنه فى حال ما كان لدى فرنسا أسلحة استراتيجية تقوى من الردع المصري، فلا مانع من الحصول عليها، وإذا أرتأت إندونيسيا مصلحة فى حصولها على سلاح امريكي أو بريطاني، فهذا حقها بما يقوي فكرة الدرع الإستراتيجي الخاص بها فى منطقة جنوب آسيا، بالرغم ان مصر تنوع مصادر تسليحها ونتعامل ايضا بشكل كبير جدا مع كل من روسيا والصين والمانيا والولايات المتحدة فى هذا الصدد.  

وقبل الختام، تكلم السيد السفير عن أن إندونيسيا تقوم سنويا بترتيب ثلاثة رحلات لإعلاميين وصحفيين من مصر، لزيارة إندونيسيا، كنوع من العلاقات العامة والتعرف على إندونيسيا من الداخل، ويوجد أيضا تبادل طلابي وقد قامت مدارس اندونيسيا باستضافة 20 من طلاب المدارس المصريين، من خلال برنامج ممول من الحكومة الإندونيسية لتوطيد العلاقات مع مصر. 

ملاحظات ختامية:

  • إمتد هذا اللقاء لمدة ثلاث ساعات، وكان المحدد له ساعتين فقط - وهذا لا لشيء إلا لقوة اللقاء، وعمق الأسئلة من الحضور من طاقم السفارة، وعلى رأسهم سيادة السفير السيد/ حلمي فوزي، والتفاعل الكبير فيما بيننا.
  • لم تناقش أمور سطحية، أو تاريخية، أو الأساليب النمطية لتطوير العلاقة ما بين مصر وآسيا على وجه العموم، ومصر وإندونيسيا على وجه الخصوص، إنما تكلمنا فى المعوقات الحقيقية، وسبل علاجها بشكل عملي على كافة المستويات - سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا وثقافيا.
  • كل المعلومات الواردة محدثة حتى تاريخه، وموثقة من مصادر إندونيسية وأسيوية وأجنبية ومصرية.
  • أكرر شكري مرة أخرى للسيدة/ فوزية والسيد/ حكمة الله من شباب طاقم السفارة على حسن التنسيق.
  • يمكن بناء علاقات دولية قوية وشراكة ما بين الدول الحلفاء على هذه اللقاءات الفعالة، طالما المصارحة وحسن النوايا متوفر.

وهذا للعلم،،،،،،

أحمد مصطفى، رئيس معهد آسيا للدراسات والترجمة

وعضو المجلس الإفریقى لدراسات بحوث التنمیة (كودسريا)

ومبادرة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامى إعلاميون ضد التطرف

         

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار