اجتماع أفغانستان.. محاولة روسية لخطف الدور من الولايات المتحدة تحليل

موسكو استضافت اجتماعا لحكومة كابل وطالبان، بالتوازي مع تحركات أمريكية لإطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات السلام.

تحليلات 14:00 18.11.2018

مع اختلال التوازن في منطقة منظمة شانغهاي للتعاون إثر غزو الولايات المتحدة أفغانستان عام 2001، لم تسترد المنطقة عافيتها رغم مرور أكثر من 17 عاما على العملية، إذ تقع أفغانستان وسط دول المنظمة.

وتضم المنظمة التي تأسست 2001، الصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان إلى جانب روسيا.

وتسعى روسيا إلى تقوية ذراعها في المنطقة بالوقوف إلى جانب طالبان، حيث استضافت قبل أيام اجتماعا في موسكو حول أفغانستان بحضور الحركة وحكومة كابل.

ورغم أنها لم تحصد النتائج المرجوة منه، لكن الروس مع ذلك يدعون أنهم نالوا نتائج طيبة من الاجتماع، من خلال استخدامهم عبارة "إن اتخاذ الخطوة الأولى مهم دائما". 

فما معنى وقوف روسيا إلى جانب طالبان في مواجهة الولايات المتحدة، وهي التي بدأت باحتلال أفغانستان عام 1979، ولعبت دورًا أساسيا في تردي الأوضاع فيها . 


**تقارير أمريكية: مجبرون على التفاهم مع طالبان

وقدم جون سوبكو، المفتش الأمريكي العام المكلف بإعادة إعمار أفغانستان، تقريرا للكونغرس الأمريكي في الأيام الماضية، أعده بناء على متابعته لمشاريع إعادة البناء والتنمية وطلبات وشكاوي المواطنين في هذا الشأن. 

وجاء في التقرير، أن المناطق التي تسيطر عليها طالبان في أفغانستان تبلغ نحو نصف المساحة الإجمالية للبلاد، فضلا عن اعترافه بأن الطريق نحو إحلال السلام والأمن الدائمين في البلاد يمر من بوابة التفاوض والتفاهم السياسي مع الحركة.

وبعد فشل التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين أفغانستان والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، جرى التوقيع عليها في عهد الرئيس الحالي أشرف غني، إذ تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بإنشاء قواعد عسكرية في البلاد.

**وضع أفغانستان 

وجرى إنفاق مليارات الدولارات في سبيل إحلال الاستقرار في أفغانستان منذ الاحتلال الأمريكي عام 2001، وبلغت نسبة الفقر فيها، حسب إحصائيات عام 2017، نحو 55 بالمئة، وتسيطر فيها الحكومة المركزية على نصف أراضي البلاد. 

وحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن مساحة الأراضي الزراعية المستخدمة في إنتاج الأفيون، ازدادت بمعدل 4 أضعاف عما كانت عليه عام 2001، لتبلغ 328 ألف هكتار. 

وأضاف المكتب أن مبيعات الأفيون تشكل ما يتراوح بين (19-32) بالمئة من الناتج المحلي غير الصافي، بقيمة تبلغ نحو 5 مليارات دولار. 

ويبلغ عدد المناطق الإدارية الخاضعة لسيطرة الحكومة 226، من أصل 407 منطقة إدارية في عموم البلاد، وحسب بعثة الناتو في أفغانستان، فإن مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة انخفضت بمعدل 16 بالمئة، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. 

ومقابل انخفاض مناطق سيطرة الحكومة، سجلت المناطق الواقعة تحت سيطرة "طالبان" وغيرها من التنظيمات الأخرى، ارتفاعا بنحو 5.5 بالمئة، في حين يستمر الصراع بين القوات الحكومية والتنظيمات في 132 نقطة. 

ويبدو أن أصوات التساؤلات حول مدى تمثيل الولايات المتحدة لأفغانستان في مفاوضات السلام باتت ترتفع، مع تخلف الولايات المتحدة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه البلاد خلال 17 عاما الماضية. 


**خليل زاد أمل الحكومة الأفغانية 

تحت رعاية روسية، احتضنت العاصمة موسكو الجمعة (8 نوفمبر/تشرين الثاني)، الاجتماع المباشر الأول الرفيع المستوى بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان. 

ومن الممكن تفسير مشاركة ممثلي كل من الولايات المتحدة، والهند، وإيران، والصين، وباكستان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، في الاجتماع، على أنه محاولة لشرعنة مرحلة المفاوضات. 

المبعوث الأمريكي الجديد إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، لم يشارك في اجتماع موسكو الأخير، إذ كان قلقا من أن جهوده ستفضي إلى فراغ في حال نجاح الاجتماع الذي نظمته روسيا. 

وجاء خليل زاد إلى أفغانستان بعد يوم واحد من عقد الاجتماع، حيث أطلع رئيس البلاد غني على فحوى الجولة التي نظمها الشهر الماضي، وشملت كلا من باكستان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.

ودعا الحكومة الأفغانية وطالبان إلى تشكيل وفود بهدف إطلاق المفاوضات الرسمية بين الجانبين. 

فالحكومة الأفغانية، التي تعتقد بأن الضغط على طالبان سيفضي إلى السلام في البلاد، تعتبر متفائلة إزاء استمرار مساعي خليل زاد وإفضائها إلى نتائج ملموسة في هذا الشأن.

ويطلق خليل زاد المرحلة الثانية من مفاوضات السلام، من خلال جولته التي شملت كل من أفغانستان، وباكستان، والإمارات، وقطر في الفترة ما بين (8-20) من الشهر الجاري. 


**تفاؤل روسيا من محادثات السلام 

ويمكن وصف مبادرة روسيا من خلال اجتماع موسكو بأنها محاولة لخطف الدور من الولايات المتحدة، إذ تم الإعلان عن أن الأطراف اتفقت على استمرار المحادثات. 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال كلمته الافتتاحية للاجتماع، إنه لا يجب أن تكون أفغانستان مسرحًا لأداء ألعاب جيوسياسية، وأن المشاكل في البلاد لا تُحل إلا بالسبل السياسية.

وأكد أنهم يهدفون، من خلال الاجتماع، إلى البحث عن وسائل للحوار المشترك في سبيل إحلال السلام في أفغانستان. 

وحذر لافروف من أن تنظيم "داعش" يحاول - بدعم من أطراف خارجية (لم يحددها) - جعل أفغانستان منصة إنطلاق لنفسه.

وأكد أنه يجب "على بلداننا كافة والمنظمات الدولية العاملة في المنطقة مساعدة الأفغان في إحباط هذه المخططات واستئصال خطر الإرهاب". 

من جانبه، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، 12 من الشهر الجاري، أن اجتماع موسكو، يعتبر "خطوة أولى" لا مثيل لها في سبيل إجراء محادثات شاملة.

وأفاد كابولوف بأنهم فشلوا في جمع الأطراف على طاولة الحوار، في المرحلة الأولية من المفاوضات التي لم تلق دعما من الولايات المتحدة، مضيفًا أن إصرار طالبان في المشاركة الكاملة لن يزعج روسيا. 

وأعرب عن أمله في رؤية ممثلي الحكومة الأفغانية في الجولة الثانية من المحادثات، بدلا من هيئة مجلس السلام الأفغاني العالي. 

وتطالب طالبان بجملة من الشروط الأولية للجلوس على طاولة الحوار، أبرزها، وضع الحكومة الأفغانية جدولًا زمنيًا مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب الوحدات الأجنبية من البلاد، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وإلغاء العقوبات التي تطال الحركة منذ عام 1997. 

وتؤكد روسيا على أهمية أن يعلن الأطراف موافقتهم على مشروع تحديد خارطة طريق للمفاوضات. 

وبالرغم من إعلان هيئة الحكومة الأفغانية أن الاجتماع جرى في "جو ودي"، إلا أن طالبان أعلنت أنها لن تعقد مباحثات مباشرة مع الحكومة في حال عدم حل الأزمة بينها وبين الولايات المتحدة. 


**زيارة مفاجئة من الناتو قبيل الاجتماع 

وأجرى الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، زيارة مفاجئة إلى كابول، 7 من الشهر الجاري، قبيل إنطلاق الاجتماع الدولي في موسكو، حيث التقى بالرئيس الأفغاني أشرف غني.

وأكد ستولتنبرغ، خلال الاجتماع، أن الناتو سيواصل الوقوف إلى جانب أفغانستان، وأنه تم تشكيل أرضية قوية مناسبة للسلام، وأن محاربة طالبان للحكومة لن تعطي نتيجة، ولذلك فإنه يريد أن تشارك طالبان في محادثات السلام. 

وإذا تناولنا تصريحات خليل زاد، وستولتنبرغ بدقة، فإننا نرى أن الولايات المتحدة التي صنفت طالبان وداعش ضمن نفس اللائحة الإرهابية، تتجه نحو المسار الذي تتبعه روسيا بهدف إيجاد حل للأزمة في أفغانستان. 
 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار