قمة الرياض الخليجية..غياب آفاق العمل المشترك تحليل

تعيش منظومة مجلس التعاون الخليجي، حاليا، أخطر حالة من عدم الانسجام بين الدول الأعضاء

تحليلات 09:00 16.12.2018

 يذهب المتفائلون بعيدا بالتعويل على الضغوط الأمريكية المفترضة على المملكة العربية السعودية بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في وضع نهاية للحرب في اليمن وأزمة قطع العلاقات مع دولة قطر.

ومنذ تأسيسها عام 1981، تعيش منظومة مجلس التعاون الخليجي، حاليا، أخطر حالة من عدم الانسجام بين الدول الستة الأعضاء، وطيلة عام ونصف العام، فشلت هذه المنظومة في التغلب على الخلافات البينية وحل أزمة داخلية تزداد تعقيدا مع تدخلات خارجية لأطراف إقليمية ودولية مستفيدة من استمرارها.

وتستضيف دول المجلس اجتماعات القمة السنوية بشكل دوري كل عام وفق التسلسل الأبجدي للدول.

وكان مقررا للقمة الخليجية أن تنعقد في سلطنة عمان التي اعتذرت عن استضافة الدورة 39، كما سبق لها أن اعتذرت عن استضافة القمة في دورتها 36 عام 2015.

وبموجب النظام الأساسي للمجلس الموقع من الدول الأعضاء في 25 أيار/ مايو 1981 في أبو ظبي، تتولى عاصمة دولة مقر مجلس التعاون الخليجي، الرياض، استضافة القمة في حال اعتذار الدولة المقرر عقد القمة فيها.

وستحتفظ سلطنة عمان برئاسة قمة مجلس التعاون الخليجي لغاية انعقاد الدورة 40 المقررة بعد عام.

برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز بصفته الدولة المستضيفة لمؤتمر القمة، ستنعقد قمة قادة الدول الخليجية في العاصمة الرياض، اليوم الأحد، وبحضور مؤكد رسميا لأمير دولة الكويت وملك البحرين، بينما من المرجح حضور محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، بعد تأكيد حضور فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس مجلس الوزراء في سلطنة عمان نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد لأسباب تتعلق بالحالة الصحية له.

بينما ينتظر أن يمثل دولة قطر "وزير دولة"، حسبما صرح، السبت، للأناضول مصدر قطري مسؤول، أكد عدم مشاركة الأمير تميم في القمة.

وبحسب تصريحات أدلى بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، سوف تركز قمة الرياض على "تعزيز مسيرة العمل الخليجي، وتعزيز الترابط والتكامل الخليجي، والقضايا المتعلقة بالحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، إضافة إلى ترسيخ علاقات الشراكة الإستراتيجية مع الدول والتكتلات الدولية".

لا يتوقع من قمة مجلس التعاون الخليجي بأن تكون مختلفة عن سابقتها التي استضافتها دولة الكويت في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وسعت خلالها للحفاظ على بنية وفعالية المجلس الذي تهدد وجوده استمرارية الأزمة بين ثلاث دول خليجية مع دولة قطر.

ومضى على هذه الأزمة أكثر من عام ونصف العام دون أية إشارات إلى قرب التوصل إلى تسوية بين طرفيها.

في القمة الثامنة والثلاثين التي استضافتها دولة الكويت في ديسمبر/ كانون الأول 2017، حاول أمير دولة الكويت، الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، استثمار أجواء القمة لمواصلة مسار الوساطة التي اضطلع بمسؤوليتها منذ بداية الأزمة بين قطر ودول المقاطعة الرباعية في 5 يونيو/ حزيران 2017، لكن دون إحراز أي تقدم، في ضوء "تعمّد" الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، خفض مستوى تمثيلها إلى أدنى مستوياته في تلك القمة. 

ليس ثمة أدنى شك في أن دولة قطر تضع في أولوياتها عودة علاقاتها مع الدول الخليجية إلى سابق عهدها، وإنهاء المقاطعة المفروضة عليها منذ يونيو/ حزيران 2017، لكن دون تقديم تنازلات تمس سيادة القرار القطري إنما بالجلوس إلى طاولة الحوار.

إلا أنه في ضوء تمسك الرياض وأبو ظبي والمنامة - أي نصف دول مجلس التعاون الخليجي - بالسياسة العقابية والمقاطعة لقطر، لا تبدو الدوحة مهتمة كثيرا بآليات العمل المشترك ضمن أطر المنظمات الدولية أو الإقليمية التي تتشارك عضويتها مع السعودية أو الإمارات، سواء في منظمة أوبك أو مجلس التعاون الخليجي.

وهذا ما يفسر منطقيا عدم مشاركة الأمير تميم في قمة اليوم مثلما يفسر إعلان قطر انسحابها من منظمة أوبك اعتبارا من يناير/ كانون الثاني 2019، بالتوازي مع خطوات إضافية في اتجاه تنمية علاقاتها مع دول أخرى، منها تركيا وإيران، وهما دولتان تحتفظان بعلاقات غير ودية مع كل من السعودية والإمارات والبحرين.

وترى الدوحة أن هذه الدول الثلاثة تشكل خطرا على أمنها، ما استدعى، العام الماضي، الاستعانة بقوات تركية، وتطوير التعاون العسكري مع الولايات المتحدة لأغراض تتعلق بحمايتها.

ويمكن القول أن انسحاب دولة قطر من منظمة الأوبك التي تقودها "اعتباريا" المملكة العربية السعودية يؤسس لإستراتيجية قطرية جديدة تنحى باتجاه تطوير سياساتها الخارجية وبناء تحالفات خارج نطاق النفوذ التقليدي للسعودية التي تهيمن سياساتها على قرارات مجلس التعاون الخليجي.

لذلك تتضاءل، يوما بعد يوم، مساحة الأرضية المشتركة التي تلتقي عليها دولة قطر مع المملكة العربية السعودية في القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يلقي بظلاله السلبية على مجلس التعاون الخليجي.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد٫ فإلى جانب الأزمة "المستعصية" مع دولة قطر، هناك الكثير من الخلافات الثنائية بين الدول الأعضاء في المجلس، وتبايُن في الرؤى حول قضايا مشتركة تتعلق بالتهديدات الخارجية التي مصدرها إيران والجماعات المتطرفة.

فعلي سبيل المثال، منذ زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدولة الكويت في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشير تقارير إعلامية إلى خلافات حادة "غير معلنة" بين البلدين حول المناطق النفطية المشتركة على الحدود بينهما.

كما أن لدى سلطنة عمان "بعض" المشاكل مع دولة الإمارات بسبب الدور الإماراتي في جنوب وشرق اليمن على الحدود مع السلطنة، وفي نطاق جغرافي أوسع يمتد إلى القرن الإفريقي والمحيط الهندي.

ولا تتشارك كل من الكويت وسلطنة عمان ، الحريصتان على روح العمل الجماعي في إطار منظومة المجلس، الموقف الذي تتبناه السعودية والإمارات والبحرين من مقاطعة دولة قطر أو الموقف من التهديدات الإيرانية وقضايا إقليمية ودولية أخرى.

من جانبها، تسعى الإدارة الأمريكية إلى تجاوز تداعيات مقتل جمال خاشقجي وعزلها عن مهمات إستراتيجية تتعلق بتعزيز وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة "التهديدات" الإيرانية في الخليج والمنطقة. 

وتعتقد الإدارة الأمريكية أن الأزمة مع قطر تؤثر سلبا على خطط واشنطن في مواجهة طهران بالتزامن مع مساعٍ سعودية لنزع فتيل الخلافات التي استجدت في علاقاتها مع الولايات المتحدة في أعقاب مقتل خاشقجي، بينما يكون التخفيف من حدة الخلافات مع قطر، وهي رغبة أمريكية، بوابة إعادة بناء الثقة بين الرياض وواشنطن التي من المقرر أن تستضيف في يناير/ كانون الأول المقبل قمة أمريكية خليجية، بمشاركة مصر والأردن، لتدارس تشكيل "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" (الناتو العربي).

ومن المتوقع أن يطرح مجلس التعاون الخليجي على طاولة مباحثات قادته نقاشا حول إنشاء "الناتو العربي" والتهيئة للقمة الأمريكية الخليجية التي تأجلت عدة مرات بسبب الأزمة مع قطر.

كل ما سبق من معطيات تشير إلى أنه ما لم تحل المشاكل البينية الخليجية، فسيصبح مجلس التعاون الخليجي بلا فعالية حقيقية.

 

قناة "يورونيوز" التلفزيونية تبث تقريرًا عن  مخاطر الألغام  في أذربيجان

أحدث الأخبار

استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟
12:15 16.04.2024
فاسيليس ماراجوس : يجب أن تكون الحدود السوفيتية حدود رسمية
11:58 16.04.2024
مسؤولي الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع شارل ميشيل
11:34 16.04.2024
البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي
11:30 16.04.2024
إيران وروسيا توقعان اتفاقية اقتصادية جديدة
11:18 16.04.2024
زيلينسكي يطالب الغرب بمزيد من الدعم في مواجهة روسيا
11:15 16.04.2024
عام على الحرب في السودان.. كارثة إنسانية في طي النسيان
11:00 16.04.2024
جنوب أفريقيا تطعن على قيود الاتحاد الأوروبي على صادراتها من الحمضيات
10:30 16.04.2024
أمير قطر وأردوغان يبحثان هاتفيا آخر تطورات الأوضاع في غزة
10:17 16.04.2024
أمريكا طلبت وساطة تركيا قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل
10:00 16.04.2024
السعودية وأوزبكستان توقّعان اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرة
09:45 16.04.2024
التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية
09:30 16.04.2024
احتجاجات في عاصمة جورجيا ضد قانون خاص بتمويل المنظمات غير الحكومية
09:15 16.04.2024
ممثلي اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي يزورون أغدام
20:00 15.04.2024
احتلال قرباغ أحد أدلة الأيديولوجية العنصرية لأرمينيا”
17:43 15.04.2024
النور محمدوف : يجب رفض الاستئناف الذي قدمته أرمينيا إلى المحكمة الدولية
17:28 15.04.2024
دلفي برونك: الاتحاد الأوروبي هو أكبر حليف لأذربيجان في مجال الحماية من الألغام
16:56 15.04.2024
تورال إسماعيلوف : الاتفاق الأذربيجاني الأردني لا يضر إيران في شيء
16:21 15.04.2024
توكاييف : نرحب برغبة ارمينيا بإبرام اتفاقية سلام مع أذربيجان
13:30 15.04.2024
رئيس كازخستان يصل أرمينيا في زيارة رسمية
13:15 15.04.2024
دول آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي: تضافر الإمكانات
13:00 15.04.2024
لماذا تتركز الأعمال الإرهابية الأرمينية في ناخيتشيوان وزانجازور؟
12:45 15.04.2024
الدور الأمريكي لمنع اندلاع حرب إقليمية واسعة بين إيران وإسرائيل
12:30 15.04.2024
وزير الخارجية البريطاني يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني
12:15 15.04.2024
مصر تستأنف رحلاتها الجوية من وإلى الأردن والعراق ولبنان بعد هجوم إيران على إسرائيل
12:00 15.04.2024
شكرى ينقل رسائل هامة لنظيريه الإيراني والإسرائيلي بضرورة التهدئة
11:45 15.04.2024
حزب الله اللبناني يبارك الهجوم الإيراني على إسرائيل
11:30 15.04.2024
بيراموف يشارك في اجتماع الحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى
11:17 15.04.2024
بولندا تحد من إنتاج مزارع الرياح والطاقة الشمسية وسط زيادة المعروض
11:15 15.04.2024
العاهل الأردني يحذّر في اتصال مع بايدن من توسيع دائرة الصراع
11:00 15.04.2024
تداعيات الحرب الوشيكة بين إيران وإسرائيل علي أذربيجان
10:57 15.04.2024
مفاوضات بريطانية مع أربع دول بشأن المهاجرين
10:53 15.04.2024
الصين تدعو كافة الأطراف للتحلي بالهدوء وضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد
10:45 15.04.2024
التحولات التركية.. الشعب فى صلب دينامية التغيير
10:30 15.04.2024
الأسلحة التي استخدمتها إيران في الهجمات على إسرائيل
10:15 15.04.2024
إسرائيل عاشت إحدى أكثر الليالي دراماتيكية في تاريخها
10:00 15.04.2024
الأردن: سيتم التعامل مع أي خطر قادم من إسرائيل كما تم التعامل مع الخطر الإيراني
09:45 15.04.2024
اعتقال مسئولين بشركة بتروليوس دي فنزويلا للنفط على خلفية اتهامات بالفساد
09:30 15.04.2024
جميع الأخبار