على خلفية مقتل سائحتين.. هل تعوي "الذئاب المنفردة" بربوع المغرب؟ تحليل

نجحت الرباط على مدى نحو 8 سنوات في محاصرة الإرهاب، إلا أن مقتل سائحتين أجنبيتين وسط البلاد مؤخرا أثار المخاوف من "ذئاب منفردة تتحرك في الظل"

تحليلات 09:00 01.01.2019

حقق المغرب إنجازات كبيرة في مجال محاربة الإرهاب منذ حادث تفجير مقهي أركانة بمراكش (وسط) في أبريل/ نيسان 2011، والذي أسفر عن مقتل 17 قتيلا ونحو 20 جريحا.

إلا أن إعلان الرباط منذ ذلك الوقت تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية، بعضها مرتبط بتنظيم" داعش" الإرهابي، لم يحل دون ظهور ما بات يسمى بـ "الذئاب المنفردة".

وبحسب السلطات الأمنية في المغرب فإن عملية قتل سائحتين أجنبيتين في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2018، تحمل بصمات "ذئاب منفردة تتحرك في الظل".

وكانت السلطات المغربية أعلنت العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين تحملان آثار عنف بالعنق باستعمال السلاح الأبيض.

والسائحتان هما نرويجية ودنماركية، وتم العثور على جثتيهما قرب جبل توبقال (أعلى قمة في المملكة)، في إقليم الحوز (وسط).

و"الذئاب المنفردة" مصطلح يستخدم لوصف الأشخاص الذين ينفذون هجمات إرهابية ويتبعون منهج تنظيم "داعش"، ولكنهم لا يعملون بشكل منظم ضمن التنظيم.

وبعد نحو 8 سنوات استطاع المغرب خلالها الحفاظ على "صفحة بيضاء "، والتغلب على الجماعات الإرهابية حتى باتت دول غربية تطلب خدماته في مكافحة الإرهاب، مثل بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، عادت "الذئاب المنفردة"، لتشكل هاجسا جديدا ومخاوف من تنفيذ مزيد من الهجمات.

**موجة غضب

أثار مقتل السائحتين موجة غضب في الشارع المغربي ولدى الجمعيات والأحزاب، وتم تنظيم عدد من الوقفات بالعديد من المدن المغربية رفضا للحادث.

وفي حي العزوزية (حي شعبي على بعد 15 كيلومتر من مدينة مراكش) والذي يقطن فيه "عبد الرحيم خيالي"، أحد الموقوفين المشتبه في قتلهم السائحتين، أعرب عدد من السكان عن رفضهم لما أقدم عليه ابن حيهم.

"محمد" أحد أبناء الحي، قال للأناضول إنه فوجئ بما أقدم عليه عبد الرحيم، في حين قال آخر إن "الحي لا يعرف جرائم، وإن الحادث وقع في منطقة بعيدة عن الحي ".

ووصفت فاطمة خيالي عمة عبد الرحيم، ما وقع بـ"الفاجعة ".

وقالت للأناضول إن الأسرة ترفض وتستنكر بشدة ما أقدم عليه عبد الرحيم والموقوفون الآخرون، معتبرة أن الجريمة التي اقترفوها لا تمت للإسلام بصلة.

وقالت "لا أحد يقبل بهذه الجريمة، التي أعرب المجتمع بأسره عن رفضه لها وتنديده بها".

**فرضية "الذئاب المنفردة"

وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول وصف وزير الداخلية المغربي، "عبد الوافي لفتيت"، الواقفين وراء مقتل السائحيتين الأجنبيتين بـ"الذئاب المنفردة التي تتحرك في الظل".

وقال لفتيت، خلال رده على أسئلة أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن "الأفراد الواقفين وراء الحادث تشبعوا بأفكار فردية متطرفة".

ولفت إلى أن "عدد الموقوفين المشتبه بضلوعهم في قتل سائحتين أجنبيتين ارتفع إلى 17 شخصًا".

وبحسب لفتيت، فإن "توقيف هؤلاء الأشخاص ساهم في إحباط مخطط إرهابي"، لم يتحدث عن تفاصيله.

واعتبر أن طبيعة هذه الجريمة تؤكد "نجاح السلطات الأمنية في تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية، مما حد من قدراتها الإجرامية، ودفعها إلى البحث عن وسائل أخرى لتنفيذ أهدافها الخبيثة".

وقال عبد الحكيم أبو اللوز، الباحث المغربي في الشأن الديني والسلفية، إن" هناك ترجيح لفرضية الذئاب المنفردة لهذه العملية الارهابية، بالإضافة إلى احتمال أن تكون العملية نُفذت بدافع إجرامي".

وفي تصريح للأناضول قال أبو اللوز إن "بروفايلات الأشخاص الذين نفذوا العملية تبين أنهم متشبعون بالسلفية الجهادية التقليدية".

**فكر "داعش"

في المقابل، اعتبر إدريس القصوري، الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية أن "هذا الحادث منعزل، إلا أنه على مستوى الفكر هناك ارتباط واتصال مع داعش لأن أدوات التنفيذ داعشية".

وفي تصريح للأناضول لفت إلى أن "هذه الجريمة لا تندرج تحت ما يسمى الذئاب المنفردة، لأن عدد الموقوفين وصل إلى 17 شخصا، ولكن الأمر يرتبط بجماعة تحمل فكرا عنيفا، و متأثرة بداعش، وشروط التأثر واضحة ".

وأضاف "على المستوى المعرفي لأعضاء هذه الجماعة يتضح أن هناك تبني للفكر الجهادي، وعلى المستوى الاجتماعي أفراد الجماعة يعيشون في الهامش وبمناطق فقيرة، وعلى المستوى التعليمي يتميز أعضاء الجماعة بالجهل والأمية، وهو ما يوضح إمكانية تبني فكر داعش والانتقام من الآخر".

ولفت إلى أن "المقاربة الأمنية بالمغرب ركزت على المدن وعلى المناطق الحساسة، وكان هناك نوع من الإهمال للمناطق النائية والأرياف".

وأوضح أن هذه الجماعة لم تتواصل بـ "" تفاديا لرصد أجهزة الأمن، وعملت بصمت إلى غاية تنفيذ عمليتها.

وقال بوبكر سبيك عميد الشرطة الإقليمي، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن، في تصريحات إعلامية ان العودة المفترضة للمقاتلين المغاربة في صفوف "داعش" من ساحات القتال في سوريا والعراق يشكل تحديا بالنسبة للمصالح الأمنية، مشيرا إلى أن هناك ألفا و692 مقاتلا مغربيا ينتمون إلى التنظيم الإرهابي تم اعتراض 242 عائدا منهم.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار