انتظرنا الحرب في مضيق هرمز فنقلها بومبيو فجأة إلى العراق..

تحليلات 21:00 17.05.2019
بات من الصّعب علينا، وربّما الكثير من المُراقبين مِثلنا، أن نُلاحق جبهات التوتّر المُحتملة في ظِل التّحشيد العسكريّ المُتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، فبعد إرسال حامِلة الطّائرات لينكولين، وتخريب أربع ناقلات نِفط عملاقة في ميناء الفُجيرة الإماراتي، وهُجوم بسبع طائرات حوثيّة “مُسيّرة” على مضخّات نفط سعوديّة قُرب الرياض، دخلت الجبهة العِراقيّة على الخط، وطار مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكيّ، وأحد الصّقور التي تقرع طُبول الحرب ضِد طِهران إلى بغداد حامِلًا “سيديهات” تتضمّن صُورًا تُؤكّد أنّ قوُات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران نصَبت شبكة صواريخ قُرب القواعد الأمريكيّة على الحُدود السوريّة استعدادًا لضربها.
 
انتظرنا المُواجهة المُفترضة في مضيق هرمز، ليَأتي بومبيو ويقول لنا، وللسيّد عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي، بأنّ الخطر على الولايات المتحدة ومصالحها وقوّاتها يكمُن في العِراق (6 ألاف جندي)، ويحمِل رسالتين في الوقت نفسه، الأُولى تهديد بأنّ بلاده، أيّ أمريكا، سترُد على أيّ هُجوم على قوّاتها بقوّةٍ ودون الرّجوع للحُكومة العِراقيّة، والثّانية عرض على إيران بالتّفاوض.
 
الإدارة الأمريكيُة سحبت مُعظم طاقم سفارتها في بغداد تحسّبًا لحُدوث هجَمات، وطلبت من رعاياها عدم السّفر إلى العاصِمة العِراقيّة، وتُؤكّد أنّها تلقّت معلومات بأنّ هُناك مخاطر مَبعثها إيران تُهدّد مصالحها، تمامًا مثلما فعلت الشّيء نفسه عندما تعرّضت سفارتها في المِنطقة الخضراء الأضخم في العالم، وقنصليّتها في البصرة لهُجومٍ بالصُواريخ في أيلول (سبتمبر) الماضي، فقلّصت الأُولى، وأغلقت الثّانية خوفًا ورُعبًا.
 
أمريكا أرسلت أكثر من 300 ألف جندي إلى العِراق لاحتلاله، وخسِرت 7 تريليونات دولار وثلاثة آلاف جندي من جرّاء هذا العُدوان الذي استند إلى أكاذيب ومعلومات مُزوّرة، ومع ذلك لم يعد في مقدور وزير خارجيّتها، أو رئيسها، زيارة هذا البَلد في وضَح النّهار، ويتسلّلان إليه مِثل القِطط المذعورة، ترى كيف سيكون الحال إذا هاجمت إيران القارة بعدد سكّان يزيد عن 80 مليونًا، وغابات من الصّواريخ ليس لها سقفًا، وربّما قنابل نوويّة بِدائيّة؟.
 
لا نعرف مدى صحّة هذه المعلومات الأمريكيّة الخطيرة التي حملها بومبيو للقِيادة العِراقيّة، ولكن ما نعرفه أمران، الأوّل، أنّ السيد عبد المهدي لا يستطيع حماية القوّات الأمريكيّة، أو “لجم” أيّ عمل يُمكن أن تُقدم عليه فصائل الحشد الشعبي ضدّها، لأنّه لا يملُك السّلطة، أو القُدرة في هذا المِضمار، وبومبيو ذهب إلى العنوان الخطأ، فهذه الفصائل التي يبلُغ تِعداد قوّاتها 150 ألفًا، ومُجهّزة بمَعدّات ثقيلة، تُعتبر أقوى من الجيش العراقي نفسه، والأمر الثّاني، أنّ معلومات بومبيو عن خطر هذه الفصائل على المصالح الأمريكيّة لم تُقنِع أحدًا بِما في ذلك الحُلفاء في أوروبا، فقد أكّد أمس الجِنرال كريس غيكا البريطاني، المُتحدّث باسم التّحالف الدولي في العِراق وسورية “أنّ مُستوى التّهديد الذي تُشكّله هذه الفصائل المُوالية لإيران ضَد القوّات الأمريكيّة لم يتصاعد” أيّ أنّه يقول وباختصارٍ شديدٍ لبومبيو: “أنت كاذب”.
 
الرئيس ترامب الذي أرسل حاملات الطّائرات والسّفن والقاذفات العِملاقة إلى الخليج (الفارسي) لإرهاب الإيرانيين بات حتّى الآن هو المذعور الذي لا يعرِف من أين سيأتيه ولقُوّاته الخطر، والأهم من ذلك أنّه لم يعُد يتحدّث مُطلقًا عن المرحلة الثّانية من العُقوبات التي فرضها على طِهران، أيّ صفر صادرات نفطيّة، وبات يُرسل الوسطاء لاستِجداء حلٍّ تفاوضيّ.
 
ترامب قال إنّه سيرُد بقوّةٍ على أيّ عدوان تتعرّض له أمريكا ومصالح حُلفائها في المِنطقة، وها هُم الحُلفاء يتعرّضون لهُجومين في غُضون يومين، الأوّل في الفُجيرة الإماراتيّة، والثّانية، في مُحافظتيّ الداوودية وعفيف السعوديّتين، ولكنّه لم يرُد ويُرسل وزير خارجيّته إلى العِراق لتأمين أرواح قوّاته، وفُرصه الانتخابيّة لدورةٍ رئاسيّةٍ ثانية، لأنّ مقتل جنديّ أمريكيّ واحد في العِراق يعني انهيار طُموحاته في هذا المِضمار.
 
جميع الدول الأوروبيّة نأت بنفسِها عن هذا التّحشيد الأمريكيّ للحرب ضِد إيران، ولم ينجح الرئيس ترامب في إقناع دولة واحدة للانسِحاب من الاتّفاق النووي الإيراني، وإذا قرّر الذّهاب إلى الحرب فِعلًا، فلن يجِد إلى جانبه إلا دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعرب النّاتو السني، أو من تبقّى منهم.
 
ترامب، وبمُتابعة سريعة لتطوّرات الأزَمَة، يخرُج من هذه المُواجهة مهزومًا وفاقِد المصداقيّة، ودون أن يُطلق رصاصةً واحدةً، فالحُشود العسكريّة لم تُرهِب إيران، الأمر الذي سيُضعف مواقفه وحُلفاءه، خاصّةً إذا انتهت الأزَمَة بالمُفاوضات.
 
لا أحد يُريد الحرب في الشّرق الأوسط، باستِثناء الثّلاثي بومبيو وبولتون ونِتنياهو الذين يُحرّضون عليها، وأيّ خطأ أمريكي سيجعل إدارة ترامب، وأمريكا عامّةً، تدفع ثمنًا باهِظًا، ماديًّا وبشريًّا، ونجزِم بأنّ جُنديًّا أمريكيًّا واحِدًا من تِلك الموجودة في العِراق وسورية لن يعود حيًّا إلى بلاده.. ناهيك عن أولئك الذين يُرابطون فوق السّفن وحامِلات الطّائرات، ونحن لا نتحدّث هُنا عن الحُلفاء الخليجيين الذين سيُشاركون في هذه الحرب، أو سيكونوا ميدانها، فهذا تحصيلٌ حاصِلٌ، وسيُترَك أمرهم للحوثيين.. والأيّام بيننا.
 
عبد الباري عطوان - رأي اليوم
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار