غزة.. موعد مع "الهدوء" أم "المواجهة الشاملة"؟

شنّ الجيش الإسرائيلي صباح السبت الماضي وحتّى فجر الإثنين، غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على القطاع، فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق رشقات من الصواريخ تجاه جنوبي إسرائيل

تحليلات 12:00 19.05.2019

 خبيران في قراءات منفصلة للأناضول استشرافا للوضع في القطاع عقب التصعيد الأخير:

- الكاتب مصطفى إبراهيم: المواجهة العسكرية الأخيرة أثبتت أنه في كل لحظة تتوقف فيها جولة من التصعيد سيبدأ العد التنازلي لجولة لاحقة أشد قسوة.
- المحلل تيسير محيسن: لن يمر كثير من الوقت حتى تندلع المواجهة الشاملة بين الفصائل في غزة وإسرائيل لأن الأخيرة لن تلتزم بمتطلبات تفاهمات التهدئة.
- الكاتب فايز أبو شمالة في مقابلة تلفزيونية: القدرة العسكرية التي أظهرتها المقاومة ستجبر إسرائيل على تنفيذ تفاهمات التهدئة.
-  نتنياهو في اجتماع أمني: المواجهة في غزة لم تنته بعد وإسرائيل تواصل استعدادها لجولة مواجهة جديدة.

خمدت نيران التصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة، وساد "هدوء" يخشى مراقبون أنه لن يستمر في ظل مؤشرات تنذر بتصعيد جديد وربما بالحرب.

وشنّ الجيش الإسرائيلي صباح السبت الماضي وحتّى فجر الإثنين، غارات جوية وقصف مدفعي عنيف على القطاع، فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق رشقات من الصواريخ تجاه جنوبي إسرائيل.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 27 فلسطينيا (بينهم 4 سيدات، و2 أجنة، ورضيعتان وطفل)، وإصابة 154 مواطنا، بحسب وزارة الصحة بالقطاع.

ولكن، ولئن انطفأت نيران التصعيد بعد جهود بذلتها مصر وقطر والأمم المتحدة، فإن دخان مواجهة أشد عنفا، وربما حرب شاملة، بات يتصاعد.

فمنذ اللحظات الأولى لبدء سريان التهدئة، فجر الإثنين، لم تتوقف التحذيرات الفلسطينية والإسرائيلية من أن جميع المؤشرات تنبئ بعودة الاشتباكات من جديد بعد أيام أو أسابيع فقط.

أبرز تلك المؤشرات ترتبط بتمسك الحكومة الإسرائيلية بسياسة إدارة حصار غزة المتواصل منذ 2006، ومحاولة ربح الوقت من خلال المماطلة بتنفيذ تفاهمات التهدئة التي أبرمتها مع الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية وقطرية وأممية.

فرغم وقف إطلاق النار، إلا أن الجيش الإسرائيلي قرر الإبقاء على قواته المنتشرة في تخوم قطاع غزة تحسبا لأي تدهور أمني في الأيام المقبلة، وذلك بإيعاز من رئيس الوزراء وزير الدفاع بنيامين نتنياهو.

والثلاثاء، قال نتنياهو في مستهل اجتماع أمني مع قادة الجيش في المنطقة الجنوبية، إن "المواجهة لم تنته بعد، وإنها بحاجة إلى الصبر والتروي واتخاذ القرارات الحكيمة والصائبة. إسرائيل تواصل استعدادها لجولة مواجهة جديدة".

** جولة تصعيد جديدة

وتعقيبا عن الموضوع، قال الكاتب السياسي مصطفى إبراهيم، إن "المواجهة العسكرية الأخيرة بقطاع غزة أثبتت أنه في كل لحظة تتوقف فيها جولة من التصعيد، سيبدأ العد التنازلي لجولة لاحقة أشد قسوة".

وفي حديث للأناضول، اعتبر إبراهيم أن "استراتيجية إسرائيل تجاه غزة تتمثل بمواصلة حصارها والمماطلة والتسويف في تنفيذ أي إجراءات من شأنها أن تخفف من الحصار، أو ترفع الضغط عن حركة حماس".

ورأى أن حالة المماطلة في تنفيذ تفاهمات التهدئة ستزيد من حالة الاحتقان بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وهو ما سيقود لمواجهة عسكرية أخرى.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية ومختلف الأوساط السياسية في إسرائيل سبق وأن أكّدوا أن هذا الهدوء لن يستمر طويلا، لأن تل أبيب لن تلتزم بتنفيذ تفاهمات التهدئة المتعلقة بإدخال تحسينات جوهرية على ظروف حياة الفلسطينيين بالقطاع.

وحول احتمال اندلاع مواجهة واسعة، قال إبراهيم: "إسرائيل تحاول شراء الوقت وتأجيل المواجهة، عبر تقديم وعود بتخفيف الحصار عن غزة والمماطلة بتنفيذها، ولكن عندما تنفذ خيارتها، فإن الحرب بغزة ستكون حتمية".

وبالنسبة له، فإن "المواجهة الأخيرة ربما غيرت قواعد الاشتباك قليلا بين حماس وإسرائيل، بفعل القوة الصاروخية التي أظهرتها الأخيرة مع بقية الفصائل، وهو ما يدفع الحكومة الإسرائيلية لمزيد من التفكير قبل إطلاق مواجهة واسعة".

طرح أيدته صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، بتأكيدها أن "المواجهة العسكرية الجديدة مع حماس والجهاد الإسلامي، ستندلع قريبا".

ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري عاموس هرئيل، قوله إن "الجيش الإسرائيلي بدأ يتحدث عن إمكانية عملية عسكرية واسعة في القطاع، بحلول الأشهر المقبلة".

ولفت هرئيل إلى أنه "وفقا لكافة المؤشرات، تعهدت إسرائيل لحماس (بموجب وقف إطلاق النار) بما تعهدت بمنحها إياه في وقت سابق ولكنها لم تنفذه"، في إشارة إلى تفاهمات التهدئة التي تتعلق بتسريع تحويل أموال المنحة القطرية لغزة، وتسهيل الحركة في المعابر، وحل أزمة الكهرباء، وتوفير فرص عمل.

ورجح أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى "هدوء مؤقت، يدوم أياما وربما أسابيع قبل أن تندلع المواجهة من جديد".

** المواجهة الشاملة "قريبة"

بدوره، يرى المحلل السياسي، تيسير محيسن، أنه لن يمر الكثير من الوقت حتى تندلع المواجهة الشاملة بين الفصائل في غزة وإسرائيل، لأن حكومة نتنياهو لن تلتزم بمتطلبات تفاهمات التهدئة.

وقال محسين للأناضول: "لن ينصاع نتنياهو لمتطلبات التهدئة لأنه سيتم اعتبار ذلك بإسرائيل نوعا من الإهانة والرضوخ لشروط المقاومة".

وتابع: "ربما يسمح نتنياهو بتنفيذ بعض بنود تفاهمات التهدئة لتوفير هدوء مؤقت على جبهة غزة، من أجل إغلاق بعض الملفات الداخلية مثل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وتنظيم فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)".

و"بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة وتنظيم المهرجان الغنائي"، يقول، "سيتفرغ نتنياهو لجبهة غزة، وحينها يمكن أن تتصاعد المواجهة".

إلا أن محسين لا يتوقع أن تتخذ إسرائيل قرار المواجهة بالسهولة الممكنة، لأن القوة الصاروخية التي أظهرتها الفصائل الفلسطينية في غزة بالمواجهة الأخيرة، باتت مصدر خوف وقلق كبير للإسرائيليين.

وفي الإطار ذاته، قال الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، رام كوهين، الثلاثاء، إن "النتيجة الفورية لانتهاء كل جولة من المواجهات العسكرية مع حركة حماس في غزة، تتمثل فيما تسببه للطرفين من قتل وخراب".

وأعرب عن اعتقاده بأنه "لا يبدو أن الجولة في طريقها إلى النهاية، لأننا ندخل أنفسنا في دوامة ليس لها مخرج، فما إن تبدأ تهدئة أمنية بعد جولة نيران دامية حتى يبدأ العد التنازلي لانطلاق جولة أخرى أكثر دموية".

** "المقاومة" غيرت قواعد الاشتباك

الكاتب السياسي، فايز أبو شمالة، كان له وجهة نظر مختلفة قليلا، فهو يعتقد أن إسرائيل ستلتزم بتنفيذ تفاهمات التهدئة مع الفصائل بغزة، وذلك على ضوء ما جرى في الميدان خلال التصعيد العسكري الأخير.

وأوضح أبو شمالة في حديث للأناضول، أن "القدرة العسكرية التي أظهرتها المقاومة بغزة أجبرت إسرائيل على أن تطالب بالتهدئة، وقد تسربت أخبار كثيرة تتحدث عن أن جهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي) ورئاسة الأركان بالجيش، هما من أوصيا المستوى السياسي بتل أبيب بالموافقة على شروط التهدئة".

ولئن رجح المحلل السياسي التزام إسرائيل بالتهدئة، إلا أنه لا يستبعد أن تنقلب المعادلة وتندلع مواجهة جديدة، في حال حدثت تطورات من أبرز أمثلتها اعتداء القوات الإسرائيلية على المتظاهرين بمسيرات "العودة" قرب حدود غزة.

لكن هذه المواجهة لن تصل إلى حرب شاملة لأن إسرائيل، وفق ما يرى أبو شمالة، "لا تفكر بالدخول في حرب ستخرج منها فاقدة لهيبتها".

طرح يبدو متناقضا مع تصريحات للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، والتي توقع فيها اندلاع حرب كبيرة مع إسرائيل خلال صيف 2019.

وقال النخالة، في مقابلة مع قناة "الميادين": "ما حصل في غزة أخيرا مناورة بالذخيرة الحية استعدادا للمعركة الكبرى التي نراها قادمة".

وأضاف: "هناك محاولات لاحتواء المقاومة وتجريدها من السلاح وانا اعتقد اننا امام معركة كبيرة هذا الصيف".

وشدد على أن "المقاومة لديها الاستعدادات الكافية وقامت ببناء كل توقعاتها وبنيتها العسكرية" وهي جاهزة للدفاع عن شعبها". 

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
حزب الله يدخل ثالث منظومات الصواريخ الثقيلة إلى المعركة ضد إسرائيل
10:30 13.05.2024
تساؤلات بشأن اهتمام طائفة البهرة بتطوير مساجد آل البيت في مصر
10:15 13.05.2024
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن الغذاء
10:00 13.05.2024
القاهرة تصعد تدريجياً ضد تل أبيب
09:45 13.05.2024
الأونروا ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة
09:30 13.05.2024
الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرجي شويجو
09:15 13.05.2024
أردوغان نتنياهو تخطى هتلر في أساليب الإبادة الجماعية
09:00 13.05.2024
روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
جميع الأخبار