داوود الإيراني يكسب الجوَلات التمهيديّة للحرب ضِد جالوت الأمريكيّ

تحليلات 19:30 21.05.2019
لم يعُد أحد في منطقة الشرق الأوسط والعالم يأخذ تهديدات ترامب “التويتريّة” على محمل الجد، لأنّه ليس “رجل حرب” وإنّما سمسار صفقات تجاريّة، وهذا التّوصيف ينطبق على آخِر تغريداته التي أطلقها أمس وحذّر فيها إيران “من خوض حربٍ لأنّها ستكون النّهاية الرسميّة لها”، فالحُروب تُخاض في ميادينها وليس على صفَحات وسائل التواصل الاجتماعي، وبطريقةٍ استعراضيّةٍ مكشوفة.
العالم - مقالات
 
من قال إنّ إيران تُريد الحرب؟ إيران تُريد تصدير نفطها إلى الأسواق العالميّة عبر مضيق هرمز، وهِي تفعل ذلك بكُل يُسرٍ حاليًّا، ولم تقُم بإرسال حاملات الطائرات، أو القاذفات العملاقة بـ 52 إلى منطقة الخليج ( الفارسي) التي هي عُضوًا أصيل فيها، في استعراضٍ مكشوفٍ للقُوّة لم يُعطِ ثماره، ومن فعل ذلك الرئيس ترامب، ومُني بالفشل، والأخطر من ذلك أنّ حُشوداته هذه أعطت نتائج عكسيّة، من حيث توحيد الشعب الإيراني حول قيادته، وخُسرانه، أيّ ترامب، مُعظم حُلفائه الأوروبيين الذين لم يتحمّسوا مُطلقًا للانضمام إلى أيّ تحالف لخوض الحرب التي يُريدها ضِد إيران على غِرار الحُروب الأمريكيّة في العِراق وأفغانستان، وأخيرًا ضِد “داعش”.
 
ترامب لا يُريد الحرب فعلًا، لأنّه بات يُدرك أنّ نتائجها ستكون مُكلفةً جدًّا بشريًّا وماديًّا له ولدولته، فإذا كان حُلفاؤه الخليجيّون يُمكن أن يغطّوا التّكاليف الماليّة، فإنّ التّكاليف البشريّة، ونقصد هُنا الجُنود الأمريكان، سواء على ظهر السّفن وحامِلات الطائرات، أو في القواعد العسكريّة في العِراق وسورية وقطر (العديد)، والإمارات (قُرب الفُجيرة على خليج عُمان)، أو في المنامة (قاعدة الأسطول الخامس البحريّة)، أو تطويق نتائج عودتهم في الحقائب البلاستيكيّة السّوداء إلى الوطن الأم.
 
نعم.. ترامب خسِر الجولة الأولى التمهيديُة من هذه الحرب، عندما تعرّض وحُلفاؤه إلى ثلاث استِفزازات مُهينة، ولم يجرؤ على الرّد على أيٍّ منها:
 
الأولى: عندما أغارت طائرات يمنيّة حوثيّة مُسيّرة ومُلغّمة على ثلاث مضخّات للنّفط تابعة لخط أنابيب شرق غرب السعوديّة العِملاق، واشتعلت النّيران فيها، وهدّد محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثوريّة، بأنّ هُناك 300 هدف أخر، إماراتيّة ويمنيّة وسعوديّة ضِمن بُنوك الأهداف على رادارات حركته يُمكن ضربها في أيّ لحظة آذا لم تتوقّف حرب التّحالف على بلاده.
 
الثّانية: الهُجوم “الغامض” على أربع ناقِلات نفط قُبالة سواحل الفُجيرة وإعطابها جميعًا، وحتّى هذه اللّحظة لم تنتهِ التّحقيقات لمعرفة الجِهة التي تقف خلفها رغم مُرور أكثر من أسبوع، ويبدو أنّها لن تنتهي.
 
الثّالثة: إطلاق صاروخ على السّفارة الأمريكيّة في المِنطقة الخضراء في العاصمة العِراقيّة، وهي منطقة من المُفترض أن تكون الأكثر أمانًا في العالم، ومحميّة أمريكيّة مُعزّزة بقُدرات دفاعيّة مُتقدّمة جدًّا.
 
القاسم المُشترك لهذه الهجمات الثّلاث أنّها كانت بالونات اختبار لقِياس جديّة النّوايا الأمريكيّة لشن حرب، يبدو أنّ الإدارة الأمريكيّة سقطت في هذا الاختِبار حتّى كتابة هذه السّطور بعدم تنفيذ تهديداتها بالرّد، وحماية حُلفائها ومصالحها، وسواء برد محدود مِثلما تنبّأ الجنرال أبو زيد، سفير أمريكا في الرياض، أو مُوسّع مثلما لوّح جون بولتون.
 
المُعادلة الجديّة كما لخّصها لي صديق على درايةٍ كبيرةٍ بطريقة تفكير محور المُقاومة، والضّلع الإيرانيّ منه على وجه الخُصوص، تقول إنّها “مُنازلة” بين جالوت العِملاق وداوود الصّغير، حيث نجَح الأخير بشجّ رأس العِملاق والقضاء عليه بحجرٍ صغيرٍ وقاتلٍ، فانتِصار غُرور القوّة ليس مضمونًا دائمًا.
 
ثلاثة أحجار وجُهها داوود الإيراني أدمت رأس حُلفاء جالوت، ودفعته إلى البحث عن مخرجٍ آمنٍ من خِلال بوّابة المُفاوضات، وربّما هذا ما يُفسّر وصول السيد يوسف بن علوي، وزير الخارجيّة العُماني إلى طِهران امس، كأحد الوسطاء المُرشّحين الذين تزدحم بهم وطائِراتهم أجواء المِنطقة هذه الأيّام.
 
إيران لن تختفي عن الخريطة “رسميًّا” مثلَما هدّد ترامب، فهل اختفى العِراق منها عندما هدّده بوش الأب والابن بالمصير نفسه؟ وهل اختفت أفغانستان من الخريطة بعد الغزو الأمريكيّ عام 2001؟ وهل اختفت سورية بعد ثماني سنوات من عُمر مُؤامرة اشترك في تنفيذها 65 دولة بقيادة الولايات المتحدة وبُنوك مركزيّة عِملاقة طافَحة بمِئات المِليارات من الدولارات؟ وهل اختفت اليابان رغم قصفِها بقُنبلتين نوويتين؟ أو المانيا التي اجتاحتها قوّات الحُلفاء؟
 
ما لا يُدركه ترامب أنّ إيران وحُلفاءها استعدّت لهذه الحرب مُنذ اليوم الأوّل الذي غزت فيه بلاده جارها العراقيّ واحتلّته عام 2003، واستِعداداتها تمثّلت في تطوير ترسانة أسلحة مُتقدّمة ذاتيّة الصّنع في مُختلف القِطاعات، وتزويد حُلفائها بمنظومةٍ صاروخيّةٍ جبّارةٍ سواء في اليمن، أو لبنان، أو العِراق، أو قِطاع غزّة، ولا نكشف سرًّا عندما نقول إنّ “حزب الله” حصل على صواريخ بحريّة أسرع من الصّوت، تتواضع أمامها صواريخ “لاخونت” السوريّة التي دمّرت البارجة الإسرائيليّة أمام سواحل بيروت عام 2006، وسيكون هدفًا لهذه الصّواريخ الجديدة منصّات النّفط والغاز الإسرائيليّة في البحر المتوسط في أيّ حربٍ قادمة، مُضافًا إلى ذلك أنّ هُناك جبلين في جنوب لبنان يطلّان على ميناء حيفا مُباشرةً ويُمكن تعطيله بإلقاء الصّخور والحجارة، ناهيك عن الصّواريخ.
 
لا نكشِف سرًّا آخر وهو أنّ الهُجوم على ناقلات النّفط السعوديّة والإماراتيّة والنرويجيّة العَملاقة قُبالة ميناء الفُجيرة قبل أسبوع استهدف “مُتعمّدًا” ناقلات نفط “فارغة” وغير مُحمّلة، وفي المياه الإقليميّة لدولة الإمارات، ليس الدوليّة، لإيصال رسالة تقول بأنّ من وقف خلف هذا الهُجوم ونفّذه لا يُريد خلق أزمة تلوّث البيئة، ولكن إذا اندلعت الحرب لن تكون هُناك مُحرّمات، ولا بُد أن القادة العسكريّون الأمريكيّون وغيرهم يفهمون جيّدًا مضمون هذه الرّسالة، وربّما هذا ما يُفسّر التّغيير في اللّهجة الإماراتيّة حاليًّا، وميلها نحو التّهدئة، والبُعد عن التّصعيد.
 
دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لعقد ثلاث قمم إسلاميّة وعربيّة وخليجيّة في الأيّام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان في مكّة المكرّمة، تعني أنّ الحرب لن تقوم قبل هذا التّاريخ أوّلًا، وأنّ المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات باتا يُدركان جدّيًّا أنّهما بحاجة إلى حُلفاء وتغطية عربيّة وإسلاميّة وخليجيّة، بعد أن تناقصت هذه التّغطية إلى حُدودها الدّنيا لأسبابٍ عديدةٍ أبرزها وضع البيض كلّه في سلّة ترامب “المخروقة” والابتزازيّة، وتجاهُل ذوي القُربَى واستعدائهم، والتّرفّع عليهم.
 
مرّةً أُخرى نُؤكّد أنّ المحور الإيرانيّ كسِب الجولات التمهيديّة من هذه الحرب، وبات من المُستبعَد أن يتم الانتقال إلى الجولات النّهائيّة في الوقت الرّاهن على الأقل للأسباب التي ذكرناها آنِفًا، فمن يُريد الحرب لا يخوضها على “التّويتر” والقصف “التّغريدي”… واللُه أعلم.
 
عبد الباري عطوان / راي اليوم
علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
7 قتلى و15 جريحاً في حادث سير بالجزائر
09:30 24.04.2024
الصليب الأحمر: إجلاء مليون مدني من رفح "غير ممكن"
09:00 24.04.2024
تفعيل نظام مير الروسي في مصر.. انعكاسات مهمة على السياحة والتبادل التجاري
18:00 23.04.2024
مشروع مسام ينتزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع
17:30 23.04.2024
علي موسي إبراهيموف: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
17:07 23.04.2024
شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
جميع الأخبار