التصعيد الإيراني الأمريكي.. قراءة في المشهد العراقي

تحليلات 12:00 26.05.2019

تنتهج حكومة عادل عبد المهدي سياسة معلنة وواضحة ترى ضرورة إبعاد العراق عن دائرة التوترات الأمريكية الإيرانية التي تمثل الساحة العراقية، أكثر من غيرها، ساحة لتصفية الحسابات بينهما، سواء مباشرة أو عن طريق حلفاء محليين للدولتين.

وتسعى حكومة بغداد إلى التوفيق بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران بنوع من التوازن وعدم الانحياز إلى أي منهما مداراة لمصالحها العليا بتجنيب العراق الدخول في صراعات الدول الأخرى بالوكالة.

ويرفض رئيس الوزراء العراقي دخول العراق في سياسة المحاور إلى جانب دولة ضد دولة أخرى مع حرص بلاده على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول بما يخدم مصالح العراق ومصالح الدول الأخرى في المنطقة والعالم. وانطلاقا من هذه التوجهات جاء عرضه بالتوسط بين واشنطن وطهران.

إلا أن توجهات الحكومة المركزية تصطدم بواقع وجود جهات متنفذة في مراكز القرار ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والتشريعية تصطف إلى جانب السياسات الإيرانية ضد الولايات المتحدة في العراق والمنطقة.

ونقلت وسائل إعلام حلية عن نائب الأمين العام لحركة النجباء قوله إن ما أسماها "فصائل المقاومة العراقية" جاهزة لاستهداف المصالح الأمريكية في الوقت الذي تراه مناسبا.

وفي نفس السياق تحدث أحد أبرز قيادات حركة عصائب أهل الحق الحليفة لإيران عن أن القوات الأمريكية المنتشرة في بعض المحافظات العراقية سوف لن تكون في مأمن "إذا تعرض محور المقاومة إلى ضربات أمريكية إسرائيلية".

ووفقا لما أورده رئيس الوزراء العراقي بمؤتمره الصحفي الأسبوعي، الثلاثاء 14 أيار/ مايو، فان العراق "يبذل جهودا كبيرة للتهدئة مع مؤشرات من كلا الطرفين على أن الأمور ستنتهي إلى خير".

يميل معظم المراقبين إلى أن العراق سيكون أول ساحة قتال محتملة لمواجهات لن تكون بين الولايات المتحدة وإيران اللتان تتجنبان الحرب وتعلنان حرصهما على عدم الدخول في دائرتها بينما تهدد الولايات المتحدة بالرد على إيران إذا هاجمت قواتها ومصالحها في العراق أو في المنطقة في مقابل تحذيرات إيرانية من ردود "قاسية" على الولايات المتحدة والدول الحليفة لها.

وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري لأكثر من 5200 جندي يتوزعون على ثمانية قواعد، من بينها قواعد في إقليم شمال العراق من المحتمل ألا تعترض حكومة الإقليم على استخدامها من قبل الأمريكيين ضد إيران.

وتتحسب إيران من استخدام الولايات المتحدة أراضي إقليم شمال العراق، قاعدة حرير العسكرية في أربيل، لشن هجمات على منشآت أو مدن إيرانية أو استهداف القوات الحليفة لها في العراق.

وفي تصريحات أدلى بها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي حذر فيها بان أراضي إقليم شمال العراق "ستكون تحت رحمة الصواريخ الإيرانية" حال تقديم أي مساعدات لوجستية أو حال استخدام أراضي الإقليم منطلقا لضرب إيران.

سبق لنائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط خلال زيارته لأربيل مؤخرا أن طلب بشكل صريح من حكومة الإقليم والقيادات السياسية في الحزبين الكرديين وقف التعامل مع إيران، كجزء من الحملة التي تقودها واشنطن ضد طهران ودورها المزعزع للاستقرار في المنطقة.

أعلن التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش، ليل الثلاثاء 14 أيار/ مايو، "حالة تأهب قصوى بسبب تهديد وشيك للقوات الأمريكية بالعراق" في ذات الوقت الذي أعلن التحالف في وقت سابق إن الحرب على إيران ليست من مهامه.

السياسات الأمريكية الجديدة تتضمن تحميل إيران المسؤولية المباشرة عن أي هجمات تشنها جماعات أو منظمات أو قوات حليفة لها ضد مصالح الولايات المتحدة، وهو ما يثير قلق حكومات بعض الدول، مثل لبنان والعراق الذي تنشط فيه مجموعات مسلحة طالما هددت الولايات المتحدة، مثل عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي وحركة النجباء وفصائل أخرى حليفة لإيران.

وترى الولايات المتحدة أن "عصر تجاهل الاعتداءات الإيرانية قد انتهى"، وان واشنطن ستحاسب طهران على "هجمات وكلائها دون تفريق بين الحكومة الإيرانية ووكلائها".

وتتبنى إيران سياسة خوض حروبها الخارجية عبر قوات "محلية" حليفة لها في عدد من دول المنطقة، العراق وسوريا ولبنان واليمن، من منطلق إدراكها بان المواجهة المباشرة من خلال القوات النظامية أو الحرس الثوري مع الولايات المتحدة أو الدول الحليفة لها ستكون ذات أكلاف مرتفعة تثقل كاهل المؤسسات العسكرية والاقتصاد الإيراني والبنية التحتية للبرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية متوسطة المدى. 

تصاعدت حدة التوترات الأمريكية الإيرانية بعد تلقي الإدارة الأمريكية معلومات استخبارية إسرائيلية عن مخطط إيراني لاستهداف جنود أمريكيين في العراق أو في قاعدة التنف العسكرية في سوريا على المثلث الحدودي العراقي السوري الأردني بواسطة مجموعات مسلحة عراقية حليفة لإيران قالت وسائل إعلام أمريكية أنها لمقاتلين من حركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق.

وتنتشر وحدات عسكرية تابعة لمقاتلي الحشد الشعبي في غرب محافظة الأنبار وتسيطر على مسافات طويلة من الحدود العراقية السورية.

وتتخوف الولايات المتحدة من تزويد إيران لبعض المجموعات العراقية المسلحة بصواريخ متوسطة أو بعيدة المدى لاستهداف القوات الأمريكية ومصالحها في العراق، وفي سوريا أيضا.

ووفقا لتقارير إعلامية وتصريحات لمسؤولين أمريكيين فان إيران سبق أن زودت فصائل مثل عصائب أهل الحق وحركة النجباء وحزب الله العراق بصواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومترا، وأخرى بمديات 150 كيلومترا و210 كيلومترا يمكن أن تصل إلى الأهداف الأمريكية في العراق وسوريا.

يسود اعتقاد في الأوساط السياسية العراقية بأن أي تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران ستكون الأراضي العراقية المسرح الأهم له، إلى جانب الاعتقاد بأن أي مواجهة بين البلدين ستكون بدايتها من العراق الذي تفرض إيران نفوذها الواسع عبر مجموعات شيعية مسلحة حليفة لها.

ولا تبدو إيران بحاجة للدخول في مواجهات عسكرية "مباشرة" مفتوحة على كل الاحتمالات مع الولايات المتحدة طالما أن هناك قوات "محلية" حليفة لها في أكثر من دولة من دول المنطقة قادرة على استهداف المصالح والأفراد الأمريكيين، ومصالح الدول الحليفة لها في المنطقة.

كما أن الولايات المتحدة لا ترغب هي الأخرى في ضرب إيران أو الدخول في حرب معها غير مضمونة النتائج حتى مع واقع غياب أي معيار من معايير التوازن في القوة العسكرية للبلدين.

قد تجد إيران نفسها أمام خيار تحريك القوى الحليفة لها لاستهداف مصالح أمريكية في العراق والمنطقة مع تصاعد حدة الآثار المترتبة على "حملة الضغط القصوى" الأمريكية لتفجير الأوضاع في المنطقة ودفع المجتمع الدولي للضغط على الولايات المتحدة للقبول بالجلوس إلى طاولة الحوار مع إيران بعيدا عن الشروط "التعجيزية" التي وضعها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار