لهذه الأسباب يشن اليمين الأميركي حملة على عُمان

استفادت سلطنة عُمان من علاقاتها الإيجابية مع طهران للتوسط في أزمات عدة

تحليلات 04:00 27.05.2019

محمد المنشاوي-واشنطن

لا يبعد مركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن إلا 150 مترا عن البيت الأبيض، ويعكس المركز الصورة التي تتمتع بها سلطنة عُمان من خصوصية العلاقات التي تجمعها بالولايات المتحدة، وتميزها عن غيرها من الدول الخليجية والعربية.

يركز المركز على الشؤون الثقافية وعلى نشر اللغة العربية والثقافة والتاريخ العماني بين دوائر واشنطن الأكاديمية والتعليمية الثقافية، ويبتعد عما تركز عليه معظم مراكز واشنطن وهو الشأن السياسي. فلم تكن مسقط بحاجة يوما لتحسين صورتها داخل واشنطن على غرار ما تقوم به أغلب العواصم العربية.

 

وبسبب ما لعبته عُمان من دور حيادي جعلها مقرا مثاليا للمفاوضات السرية التي أدت للتوصل للاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، إضافة للدول الخمس الكبرى، وجدت السلطنة نفسها هدفا لحملات تشويه وتشكيك، لم تتوقف خلال السنوات القليلة الماضية وزادت وتيرتها خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، من دوائر أميركية يمينية متطرفة.

ويقوم عدد من المراكز البحثية التي تدفع باتجاه مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، أو لا تمانع في حدوث مثل تلك المواجهة، بجهود حثيثة ومنتظمة لدعم أجندتها، وفي بعض الحالات أجندة الجهات الممولة لها. 


ترتبط مسقط بعلاقات تاريخية وإستراتيجية مع واشنطن تسمح لأميركا باستخدام أجوائها البحرية والبرية لأغراض عسكرية (رويترز)

ترتبط مسقط بعلاقات تاريخية وإستراتيجية مع واشنطن تسمح لأميركا باستخدام أجوائها البحرية والبرية لأغراض عسكرية 

هجوم على طبيعة الدور العماني

يجمع عمان بالولايات المتحدة تاريخ طويل، بدأ في العام 1790 بزيارة القطعة البحرية "بوسطن رامبلر" لميناء مسقط، وتبعها توقيع "معاهدة الصداقة والتجارة" بين الدولتين عام 1833، ثم فتحت واشنطن أول قنصلية لها في عمان عام 1838.

وعلى الرغم من متانة العلاقات بين الدولتين، لا يروق لبعض دوائر واشنطن أن تبقى السلطنة على حيادها.

فعقب اندلاع أزمة الخليج قبل عامين وبدء حصار قطر، تعرضت عُمان لانتقادات وهجمات بسبب تبني مسقط لموقف حيادي بين الطرفين القطري من جانب والسعودي الإماراتي البحريني من جانب آخر.

وكان لمضاعفة عمان حجم تجارتها مع قطر وسماحها باستخدام مجالها الجوي بكل حرية عقب غلق الدول الثلاث مجالاتها الجوية أمام الطيران القطري، تأثير سيئ على دول الحصار، وظهرت مقالات تندد بالموقف العماني الرمادي.

وسبق ذلك اتخاذ عمان موقفا حياديا من الصراع في اليمن بين جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا والحكومة المدعومة من الرياض وأبو ظبي، وتسبب ذلك في تركيز جماعات ضغط تابعة لدول عربية عدة بواشنطن على التشكيك في الدور العماني، واتهامها بالانحياز للجانب الإيراني.

بل تتهم بعض الأطراف الأميركية سلطنة عُمان بتجاهل تهريب إيران أسلحة للحوثيين في اليمن من الأراضي العمانية. فقد شكك تقرير صدر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (أي دي دي) بواشنطن يوم 9 مايو/أيار الجاري عنوانه "عُمان في المنتصف.. توازن مسقط بين إيران والولايات المتحدة"، في "التزام عمان باستقرار المنطقة في ضوء تقارير عن تهريب إيران أسلحة للحوثيين عن طريق الأراضي العمانية".

وطبقا للتقرير فقد عبر مسؤولون إسرائيليون وسعوديون وإماراتيون ويمنيون عن قلقهم من تلك التقارير. وحذر التقرير الحكومة العُمانية من أن تقوية علاقاتها مع إيران قد تنتج عنها خسارة واشنطن لحليف إستراتيجي هام في الخليج العربي.


حفاظ مسقط على علاقات سياسية واقتصادية جيدة بالدوحة في ظل الحصار أثار سخط اليمين الأميركي (الجزيرة)

حفاظ مسقط على علاقات سياسية واقتصادية جيدة بالدوحة في ظل الحصار أثار سخط اليمين الأميركي

عُمان وأزمة إيران.. من التفاوض إلى الأزمة

تذكر السفيرة العمانية في واشنطن السيدة حنينة بنت سلطان المغيرية أن بلدها استضاف مفاوضات الاتفاق النووي بدءا من 2013 كونها "من الدول القليلة التي تجمعها صداقة بطهران وواشنطن".

وقالت في حديث لموقع المونيتور "نحن نؤمن بالتفاوض، ومن دون التفاوض لا يمكن حل ومواجهة المشكلات". وأضافت أن إيران دولة من الإقليم، وبفضل صداقتنا معها استطعنا إنهاء احتجاز عدد من الأميركيين داخل إيران في الماضي.

وتنكر السفيرة أن بلادها قد طُلب منها القيام بوساطة بين واشنطن وطهران في الأزمة المتصاعدة بين الدولتين خلال الأسابيع الماضية.

من ناحية أخرى، فتحت بعض المراكز البحثية المحافظة النار على عُمان بسبب استضافتها المحادثات التي أدت لتوقيع الاتفاق النووي عام 2015 بين إدارة أوباما وإيران. وبعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي، نُشر مقال في صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان "لعبة عمان المزدوجة الخطيرة" لجونثان شانزير ونيكول سالتر.

واعترف الكاتبان بأن إدارة ترامب غيرت بصورة كبيرة الموقف من الاتفاق النووي، لذا فهما "يتفهمان إحباط عُمان، إلا أنهما طالبا ترامب بالتدخل إذا استمر تغاضي مسقط عن تهريب إيران أسلحة للحوثيين من الأراضي العُمانية".

ومؤخرا وبسبب تزايد الزخم الدبلوماسي الذي سافر من أجله وزير الخارجية العماني لطهران عقب اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأميركية بقادة عُمانيين، تصور البعض أن مسقط تحاول فتح دائرة تفاوض خلفية بين واشنطن وطهران كما فعلت عام 2013. وتحدثت تقارير مؤخرا عن وصول المسؤول عن ملف إيران بالخارجية الأميركية براين هوك لمسقط لمتابعة التشاور حول ملف إيران.

ويرد دبلوماسي أميركي سابق تحدث للجزيرة نت بأن "القناة العمانية المحايدة للتفاوض بين واشنطن وطهران لا تمثل أي أهمية لدى إدارة ترامب حتى الآن". إلا أن هذه التقارير كانت كفيلة بأن يشير تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى مخاطر الدور العُماني.

وتبع صدور التقرير نشر مقالات عدة مناوئة للدور العُماني في صحف هامة، منها وول ستريت جورنال وواشنطن تايمز. ولم ينكر التقرير أهمية الحليف العُماني لواشنطن. وأشار إلى أنه على "واشنطن أن تستمر في الحفاظ على علاقتها بعُمان، وعليها أن تطالب السلطنة بأن تبقى طرفا محايدا فيما يتعلق بإيران".

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار