'إسرائيل' ومسلّحو الجنوب: قصة فشل مَهمّة

تحليلات 22:00 01.06.2019
تتوالى التقارير الكاشفة عن مزيد من الحقائق حول التعاون الذي كان قائماً بين 'إسرائيل' وبعض الجماعات المسلحة الجنوبية. وعلى رغم تراكم الروايات، لا يزال هناك الكثير مما لم يُروَ على لسان العدو، ولا على لسان المتعاونين معه، حول المستوى العالي من التعاون والتنسيق، إلا أن الشواهد والدلائل عليه كثيرة وملموسة وموثّقة.
 
على مدى سنوات الحرب في سوريا، كانت تظهر، من حين إلى آخر، علامات التعاون بين جيش العدو الإسرائيلي في الجولان المحتل، والفصائل المسلحة التي كانت تسيطر على طول الشريط الحدودي، باستثناء جيب صغير في الجزء الشمالي. لم يَخْفَ يوماً على مَن عملوا في المنطقة الجنوبية، عسكريين وأمنيين، الدور الإسرائيلي الواضح وشبه العلني في دعم الفصائل المسلحة منذ الأشهر الأولى لاشتعال المعارك هناك.
 
في حديث مع 'الأخبار'، يروي أحد الضباط الميدانيين في الجيش السوري، مِمَّن شاركوا في معارك المنطقة الجنوبية في السنوات الماضية، أنه في الفترة الأولى من المعارك، وفي أكثر من مرّة، كنا نجد معدّات ومواد طبية إسرائيلية مع المسلحين الذين كانوا يسقطون في الكمائن والاشتباكات، ونتمكّن من الوصول إلى جثثهم. ويضيف: في المرحلة الثانية، وتحديداً في عام 2017، بدأت العلاقة تأخذ منحىً أكثر وضوحاً بين المسلحين والعدو، إذ بدا كأن تنسيقاً عسكرياً ميدانياً يجري بين الطرفين، وكانت من أبرز الشواهد على ذلك العملية الشهيرة التي قام بها العدو لنقل مسلحين نحو بلدة بيت جن المحاصرة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، في محاولة للسيطرة عليها في أواخر عام 2017.
 
بالحديث عن معركة استعادة السيطرة على بلدة بيت جن، من المفيد التذكير بما حدث حينها، حيث عملت الجماعات المسلحة بمساعدة العدو على استقدام مسلحين من درعا ومحيطها، قبل أن يُنقلوا من بلدة جباتا الخشب الحدودية بآليات عسكرية إسرائيلية عبر أراضي الجولان المحتل، ليعاد إدخالهم إلى منطقة بيت جن، من المنطقة التي يحتلها الإسرائيليون في جبل الشيخ، وذلك لتجاوز العزل الذي كان قد ثبّته الجيش السوري في بلدة حضر. ويمكن هنا الاستشهاد أيضاً بتقرير القوات الدولية المنتشرة في الجنوب السوري (UNDOF)/ (بتاريخ 20 آذار 2018)، حيث يرد أنه في '30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، رصدت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فكّ الاشتباك أشخاصاً يُسلَّمون على نقالات إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي'. وكانت هذه التحركات، بحسب التقرير، في الشهرين الأخيرين من العام الماضي، أي تحديداً في الأيام التي شهدت فيها المنطقة الحدودية معارك استعادة السيطرة على بيت جن ومحيطها في ريف القنيطرة.
 
'رجل إسرائيل' في منطقة بيت جن 'لا يزال حرّاً طليقاً حتى اليوم'
 
لم ينقطع التواصل بين الجنود والضباط الإسرائيليين وقادة الفصائل المسلحة، حتى بعد سقوط أغلب المنطقة الحدودية من أيدي المسلحين إثر معارك استعادة السيطرة على الجنوب منذ سنة تقريباً، وما تبع ذلك من اتفاقات وتسويات. ولكن في الأشهر الأخيرة قبل سقوط المنطقة الجنوبية بغالبيتها بيد الجيش السوري، أي في النصف الأول من العام الفائت، لوحظت حركة كبيرة لعناصر من المسلحين في المنطقة الفاصلة بين خطَّي 'برافو' (على الجهة السورية) و'ألفا' (على جهة الجولان المحتل). هنا، يَذكر تقرير القوات الدولية أنه 'لوحظت جماعات من الأشخاص من الجانب برافو (السوري)، تراوح أعدادهم بين 20 و58 شخصاً يعبرون يومياً خط وقف إطلاق النار مشياً على الأقدام، ويدخلون مبنىً يوجد على الجانب ألفا (الإسرائيلي). وكان الجيش الإسرائيلي قد أبلغ القوة في وقت سابق أن مستشفى يقع بالقرب من موقعه يقدّم المساعدة الإنسانية للمدنيين المحليين. وقد لوحظ هؤلاء الأشخاص وهم يغادرون المبنى، فيعبرون خطّ وقف إطلاق النار، ويعودون باتجاه الجانب برافو'. وتشير القوة، في التقرير نفسه، إلى أنه 'في 17 نيسان/ أبريل، لاحظت القوة (…) صناديق يشتبه في احتوائها على ذخيرة حيّة متناثرة على الأرض بالقرب من أحد مراكز المراقبة المؤقتة، على مسافة نحو 2 كم جنوب شرق موقع جبل الشيخ الجنوبي التابع للأمم المتحدة'. ومع أن حديث القوات الدولية في هذا الإطار بدا باهتاً، إلا أنه وجّه مبطناً أصابع الاتهام إلى الجيش الإسرائيلي؛ لكون هذه المنطقة تقع على مقربة من مواقعه في المنطقة الحدودية، ويدخلها المسلحون بشكل شبه يومي، بحسب القوات نفسها، التي تقول في تقرير آخر إن المسلحين استخدموا بغالاً لنقل صناديق 'مجهولة' من الأراضي المحتلة عبر السياج التقني الإسرائيلي.
 
اللافت اليوم، أن 'رجل إسرائيل' في منطقة بيت جن، السوري إياد كمال، المعروف بـ'مورو'، الذي كان يقود المسلحين في المنطقة، ودعمته 'إسرائيل' بأشكال عدة، لا يزال حرّاً طليقاً حتى اليوم في المنطقة الحدودية بحسب ما تذكره مصادر أمنية مطلعة لـ'الأخبار'. وتضيف هذه المصادر أن 'شخصيات جنوبية معروفة كانت تقابل الضباط الإسرائيليين، وتعمل لحسابهم في مشروع الحزام الأمني، كالقائد في صفوف المسلحين، الملقب بالدكتور، وآخر اسمه عبد العظيم، لا تزال موجودة في المنطقة الحدودية أيضاً، وتمارس نشاطها في التعاون مع العدو، ولم تنخرط ضمن أي تسوية واتفاق، وهي تحظى بحماية الشرطة العسكرية الروسية بشكل غير مباشر، ضمن تفاهمات مع إسرائيل'.
 
* حسين الأمين ـ الأخبار
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
مطار دبي الثاني عالمياً بقائمة أكثر المطارات ازدحاماً في 2023
18:00 16.04.2024
توفيق عباسوف : هكذا تتعامل القوي العالمية مع قضايا المنطقة
16:00 16.04.2024
خبير إسرائيلي : إذا اندلعت حرب فإن إيران ستكون الخاسر الأكبر
14:21 16.04.2024
استمرار جلسات الاستماع في القضية التي رفعت ضد أذربيجان في محكمة العدل
13:34 16.04.2024
مركز ترتر الإقليمي للتدريب المهني يعقد دورة تدريبية لفريق إزالة الألغام النسائي
12:41 16.04.2024
لماذا شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل؟
12:15 16.04.2024
جميع الأخبار