قفزة حفتر على هزيمة غريان..حرب دعائية ضد الوفاق

فيما تواصل قوات الوفاق معركة قطع الإمدادات بعدما أصابت قوات حفتر في القلب وأسقطت جناحها الغربي

تحليلات 11:00 21.07.2019

بعد أكثر من 20 يوما على هزيمها في معركة غريان، وخسارتها جميع المحاور بالقوس الغربي للقتال، تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حرب دعائية وسياسية تتحدث عن انتصارات "وهمية" واستعدادات "ضخمة" لاقتحام العاصمة الليبية، بينما تقول قوات حكومة الوفاق إنها قطعت خطوط الإمداد عن القوات المهاجمة جنوبي طرابلس.

فمنذ سيطرة قوات الوفاق على مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، في 26 يوينو/حزيران الماضي، لم تحدث تغييرات جذرية على محاور القتال، إلا أنها شهدت تكثيف قوات حفتر قصفها الجوي على مناطق مختلفة في غريان وطرابلس، بينما سعت قوات الوفاق لخنق القوات المهاجمة، من خلال استهداف خطوط الإمداد المتبقية جوا وبرا.

وبعد مرور أكثر من 100 يوم على هجوم حفتر على طرابلس، وتعهده بدخول "عروس المتوسط" خلال أيام، مازالت نفس الجهات تتحدث عن اقتراب ساعة الحسم، رغم خسارتها لنصف المعركة، وفقدانها لنصف خطوط الإمداد الطويلة بمئات الكيلومترات، والإجهاد والاستنزاف الذي يعاني منه جنوده بعد مقتل وإصابة وأسر المئات منهم خلال المعارك، التي طالت أكثر مما كانوا يعتقدون.

وخلفت المعارك منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، مقتل نحو 1100 شخص، منهم أزيد من 100 مدني، فضلا عن أكثر من 5 آلاف و500 جريح، بينهم نحو 290 مدنيا، وأكثر من 100 ألف نازح.

** جنون طيران حفتر

لا شك أن خسارة قوات حفتر لغريان، مثلت صدمة قوية لطموحات اللواء المتقاعد، خاصة وأن هذه المدينة الجبلية كانت تحتضن غرفت العمليات الرئيسية لقواته في طرابلس، ومهبطا للطائرات المسيرة التي كانت تقصف العاصمة ومحيطها، لذلك كان رده عنيفا.

حيث كثف طيران حفتر، الغارات الجوية على معسكرات غريان ومخازن السلاح والذخيرة التي خلفها جنوده وراءهم، والتي بسببها انكشف تواجد عساكر فرنسيين بالمدينة وأسلحة أمريكية متطورة (صواريخ جافلين مضادة للمدرعات)، اعترفت باريس بأن ملكيتها تعود لها.

وحاول طيران تسيد سماء المعركة، وأعلن في 28 يونيو إسقاط طائرة مسيرة، وفي 4 يوليو/تموز إسقاط طائرة لقوات الوفاق ومقتل طايريها الاثنين.

ولم يكتف طيران حفتر، بقصف المعسكرات ومخازن الذخيرة، بل طال انتقامه المهاجرين غير النظاميين العرب منهم والأفارقة، بل وحتى المستشفيات الميدانية والمرافق المدنية.

ففي 3 يوليو، قصف طيران حفتر بشكل جنوني مركزا لإيواء المهاجرين غير النظاميين بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس، وتسبب في مجزرة مروعة، خلفت ما لا يقل عن 53 قتيلا و130 جريحا، وأعقبتها إدانات دولية.

كما استهدف طيران حفتر، الثلاثاء، مستشفى ميداني بحي السواني، الذي شهد إحدى هزائم قوات حفتر بطرابلس، وخلف القصف مقتل 3 جرحى من قوات الوفاق، وإصابة أفراد من الطواقم الطبية.

** معارك خطوط الإمداد

كانت خطة حفتر للسيطرة على طرابلس، مبنية على هجوم من ثلاثة محاور؛ قلب وجناحان، فأما القلب فينطلق من غريان، بينما تمثل مدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) الجناح الغربي، أما مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) فتمثل الجناح الشرقي.

في اليوم الأول من المعركة تمكنت كتائب مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) من القضاء على قوات الجناح الغربي لحفتر، وأسرت عدد كبير من رجاله وعتاده.

وبعد 84 يوما من القتال، تمكنت قوات الوفاق بشكل مفاجئ من طعن قوات حفتر في القلب، والسيطرة على غريان، وتجفيف قواته في جميع محاور القتال بالقوس الغربي (السواني والعزيزية والزهراء والساعدية الكريمية والهيرة والكسارات وأبوشيبة والقواسم).

ولم يبق لحفتر، سوى الجناح الشرقي، الذي تعد ترهونة مركزه الرئيسي، وحاولت قوات الوفاق قطع هذا الخط من خلال استهداف منطقة السبيعة (45 كلم جنوب طرابلس)، في 28 يونيو، لوقف الإمدادات عن قوات حفتر المتمركز في مطار طرابلس القديم، ومحور خلة الفرجان، جنوبي طرابلس، لكن قوات حفتر تمكنت من صد هذا الهجوم.

وفي 7 يوليو، شنت قوات الوفاق هجوما جديدا على المطار القديم من ثلاثة محاور: السبيعة (جنوب المطار)، والأحياء البرية (غرب)، وبوابة الكازيرما (شمال)، لطرد قوات حفتر منه، خاصة وأنه يقع على تلة مرتفعة، ومن خلاله يمكن اقتحام حي قصر بن غشير وقطع الإمدادات عن قوات حفتر، في خلة الفرجان، لكن الهجوم لم يحقق أهدافه لحد الآن.

ورغم حديث محللين ومصادر إعلامية موالية للوفاق، عن قطع جميع خطوط الإمداد عن قوات حفتر، إلا أن هذه الخطوط مازالت مفتوحة بين ترهونة ومحاور: الزطارنة، ووادي الربيع، وعين زارة، والمطار القديم، وخلة الفرجان.

لكن ترهونة نفسها أصبحت شبه محاصرة، خاصة وأنها لا تملك مطارا لإنزال الإمدادات ونقل الجرحى، إلا إذا استثنينا مطار مدينة بني وليد (90 كلم جنوب شرق ترهونة)، التي لعبت دورا في تخفيف الحصار عن ترهونة، من خلال نقل الوقود والسيولة المالية والمؤن وحتى استقبال جرحى قوات حفتر.

غير أن قوات الوفاق طلبت مؤخرا وقف حركة الملاحة بالمطار، وهددت بقصفه، بعد اتهامها لقوات حفتر بنقل الإمدادات وعشرات الجنود يوميا إلى محاور القتال عبر مطار بني وليد ومنه إلى ترهونة.

كما لم تكتف قوات الوفاق باستهداف خطوط الإمداد القريبة من طرابلس، بل أغار طيرانها أيضا على منطقة مزدة (نحو 200 كلم جنوب طرابلس)، والتي تقع جنوب غريان، ومن المتوقع أن تكون منطقة تجمع جديدة لقوات حفتر قبل الهجوم على غريان.

** فتح جبهة سياسية

في ظل المعطيات الحالية لا يبدو أن حفتر، سيحسم المعركة قريبا، رغم الصخب الإعلامي الذي يتحدث عن اقتراب ساعة الصفر، وانطلاق المرحلة الثالثة للسيطرة على طرابلس...

فالهدف من كل هذه الدعاية الإعلامية رفع معنويات قوات حفتر بعد "هزيمة غريان"، ويظهر ذلك من خلال الترويج لانتصارات وهمية، مثل إعادة السيطرة على غريان وعلى منطقتي صلاح الدين والزطارنة جنوبي طرابلس، وهو ما نفته قوات الوفاق.

لكن اللافت دخول السلطات المصرية على خط المعركة، بعدما استضافت نوابا من البرلمان الليبي (أغلبهم من الموالين لحفتر)، تبين أن الاجتماع هدفه الانقلاب على المجلس الرئيس وحكومة الوفاق، وحتى المجلس الأعلى للدولة (المعترف بهم دوليا).

لكن هذه الخطوة حتى وإن تمكنت من خلق كيان سياسي جديد، إلا أنها من المستبعد أن تحظى بالاعتراف الدولي.

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
جميع الأخبار