بعد خسارة حفتر لمعركة طرابلس..هل يولد "هلال الربيع العربي"؟

زيمة حفتر في طرابلس قد تقود نحو تشكل "هلال الربيع العربي" الممتد من الجزائر إلى السودان عبر تونس وليبيا

تحليلات 10:00 28.07.2019

دقت ساعة الصفر، وبدأ الهجوم الموعود، وتقدمت قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر من عدة محاور، لكن "الهجوم" الأخير على العاصمة طرابلس، الذي سبقه صخب إعلامي كبير، فشل مرة أخرى في اختراق حائط صد شكلته قوات حكومة الوفاق حول وسط العاصمة.

 
وبعد مرور أكثر من 110 يوما من بداية هجومه، لم تعد إخفاقات حفتر في إحداث اختراق حقيقي نحو وسط طرابلس الحدث الأبرز، لكن السؤال المطروح يظل: متى تتوقف هذه المعركة العبثية في حصد مزيد من الأرواح، بعد أن بلغ عدد القتلى نحو ألف و100، ناهيك عن أكثر من 5 آلاف و500 جريح، وأكثر من 100 ألف نازح. 
هجوم قوات حفتر، الإثنين الماضي، حقق، مع بدايته، بعض التقدم في عدة محاور، خاصة بخلة الفرجان (جنوبي طرابلس)، حيث أعلنت هذه القوات سيطرتها على معسكر اليرموك، قبل أن تؤكد قوات الوفاق استعادة المعسكر الذي يعد الأكبر في العاصمة. 
ورغم أن الهجوم الأخير يُعد الأعنف لقوات حفتر منذ أسابيع، لكنه لم يحقق تقدما يستحق الذكر، ليضاف إلى جملة الهجمات المتكررة التي تكسرت على أسوار طرابلس. 
وإجمالا، فإن متتبّع سير المعارك منذ نحو ثلاثة أشهر ونصف، سيدرك حتما أن حفتر خسر الجناح الغربي للمعركة الممتد من قاعدة الوطية الجوية (170 كلم جنوب غرب طرابلس) إلى مدينتي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) وصرمان (60 كلم غرب العاصمة). 
كما خسر قلب الجيش في مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، الذي تصله الإمدادات من بنغازي (شرق) إلى قاعدة الجفرة الجوية ومنه إلى غريان، وعبرها تتوزع المؤن عبر محاور القتال في منطقة ورشفانة وجنوبي طرابلس، وغالبية القوات في هذه المنطقة من شرق ليبيا ومن المرتزقة التشاديين والسودانيين. 
ولم يبق لقوات حفتر سوى الجناح الشرقي، الممتد من ترهونة مرورا ببلدة السبيعة إلى غاية محاور القتال جنوبي طرابلس، وغالبية هذه القوات تنتمي إلى اللواء التاسع ترهونة (غرب) بالإضافة إلى قوات من الشرق، والإمداد يأتيها من بلدة بني وليد عبر مطارها المدني، أو من خلال طريق بري طويل يربطها بقاعدة الجفرة الجوية مرورا ببلدة الشويرف (450 كلم جنوب طرابلس). 
وحاليا، تتركز قوات حفتر بمنطقة قصر بن غشير (الضاحية الجنوبية لطرابلس)، وتتقاسم السيطرة مع قوات الوفاق على مناطق مطار طرابلس القديم (خرج من الخدمة في 2014)، وعين زارة، وخلة الفرجان، ووادي الربيع، والزطارنة، جنوبي طرابلس. 
** حفتر لا يثق في ترهونة 
بعد سيطرة قوات الوفاق على غرفة عمليات قوات حفتر في مدينة غريان، كان من المتوقع أن تنقل الأخيرة غرفة القيادة والتحكم إلى مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، باعتبارها مركز الإمداد الرئيسي لمحاور القتال جنوبي طرابلس بعد سقوط غريان، لكن حفتر نقل غرفة العمليات إلى قاعدة الجفرة الجوية، البعيدة عن مركز المعارك بنحو 600 كلم باتجاه الجنوب الشرقي. 
وعيّن حفتر، مبروك الغزوي قائدا لغرفة عمليات طرابلس، خلفا لـ"عبد السلام الحاسي"، بعد هزيمته في غريان، أما صالح اعبودة، فيقود غرفة العمليات المتقدمة، والتي لم يعلن بعد عن مركزها. 
وعدم نقل غرفة العمليات إلى ترهونة، يؤكد ما هو متداول إعلاميا عن خلافات بين اللواء التاسع ترهونة وقوات حفتر القادمة من الشرق، ويعكس عدم ثقة بين الطرفين، وخشية الأخيرة من تعرضها لطعنة في الظهر مثلما حدث لها في غريان. 
وأشار إلى هذا الأمر قائد غرفة عمليات قوات الوفاق في طرابلس أحمد بوشحمة، في تصريحات إعلامية، قائلا: "هناك خلافات حادة بين قوات حفتر القادمة من الشرق ومليشيات الكاني (اللواء التاسع ترهونة)، ما أدى لانسحاب إحدى كتائب حفتر"، من أحد محاور القتال جنوبي طرابلس، الاثنين الماضي. 
** معركة حياة أو موت 
قوات حفتر إجمالا خسرت معركة طرابلس، ولم يبق سوى اللواء التاسع ترهونة يقاتل في عناد، رغم خلافاته العميقة مع قوات حفتر القادمة من الشرق، إلا أن انسحابه من المعركة حاليا، يعني أن قوات الوفاق ستتفرغ له بعد القضاء على حلفائه في الشرق، ولذلك فإن مواصلة القتال مسألة حياة أو بموت بالنسبة للواء التاسع. 
كما أن حفتر، المعروف بعناده، من المستبعد أن يقرر الانسحاب من تخوم طرابلس، رغم تكبد قواته مئات القتلى، وربما آلاف الجرحى ومئات الأسرى، لأن ذلك سيمس بكبريائه واعتداده بنفسه، ويهز بصورته أمام أنصاره في الداخل وحلفائه في الخارج. 
ولن يقف الأمر عند هذا الحد، فقد يؤدي إلى حدوث انشقاقات وتمرد بصفوف قواته، وقد تبحث الدول الداعمة له عن بديل لخلافته على رأس القوات، وعارف النايض، سفير ليبيا في الإمارات، أحد هذه الخيارات التي يتم الترويج لها حاليا "خليفة" لحفتر، لذلك فمعركة طرابلس باتت قضية حياة أو موت للأخير. 
** قلق من اكتمال "هلال الربيع العربي" 
الإمارات ومصر وفرنسا، أكبر الداعمين لحفتر، ينظرون لمعركة طرابلس بنظرة أكثر شمولية، فهزيمة حفتر تعني لهم انتصارا للربيع العربي الذي كاد يأفل نجمه، قبل انبعاث الموجة الجديدة في الجزائر والسودان، وأي تعثر لقوات حفتر في ليبيا، سيشكل دعما إضافيا للإسلاميين في تونس (على رأسهم حركة النهضة)، المقبلة على انتخابات تشريعية ورئاسية الخريف المقبل. 
فهناك مخاوف كبيرة لدى الإمارات ومصر، من اكتمال "هلال الربيع العربي"، الممتد من الجزائر إلى السودان عبر تونس وليبيا، والذي قد يصل إلى بقية البلدان العربية. 
أما باريس فرهانها على معركة طرابلس، مرتبط برهانها على حفتر في قتال الجماعات "الإرهابية" والمتشددة، والتي لها امتدادات خاصة في شمالي مالي والنيجر وتشاد، التي تتواجد بها قوات فرنسية. 
وخسارة معركة طرابلس يعني انهيار مشروع حفتر الذي استثمرت باريس فيه الكثير، مما قد يحوّل ليبيا مجددا إلى "غابة من المليشيات"، والجماعات الإرهابية على غرار "داعش" و"القاعدة"، تجيد الاستثمار في الفوضى. 
وبناء على ذلك، يستبعد أن تنسحب قوات حفتر، في القريب العاجل، بالنظر إلى مصيرية معركة طرابلس، خاصة وأن قوات حفتر لديها تمركزات قوية في مدينة ترهونة وفي قاعدة الوطية، فضلا عن حاضنة شعبية بمنطقة ورشفانة، وشطر من مدينة الزنتان (140 كلم جنوب طرابلس)، وبالتالي فإن قوات حفتر من المنطقة الغربية ستقاتل بشراسة أكثر من القوات القادمة من الشرق، ما سيطيل عمر المعركة. 
لكن يمكن لأعيان مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس) أن يلعبوا دورا في تحقيق المصالحة بين ترهونة وطرابلس، حيث سبق لهم في سبتمبر/ أيلول 2018، أن أقنعوا اللواء السابع ترهونة (اللواء التاسع حاليا) بتوقيع اتفاق مع "قوة حماية طرابلس" (تحالف كتائب داعمة لحكومة الوفاق). 
ويبدو أن زيارة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إلى بني وليد، التي حافظت طيلة 8 سنوات على حيادها، يأتي في إطار قيامها بلعب دور في المصالحة بين اللواء التاسع ترهونة وقوات الوفاق. 
وفي حال انسحاب الأول من المعركة، فلا يمكن لقوات حفتر الصمود طويلا جنوبي طرابلس، كما أن تكثيف الضغوط الأممية والدولية على الدول الداعمة لحفتر من شأنه دفعها إلى التراجع خطوات إلى الوراء في مشروع تدمير ليبيا. 

 

 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار