بعد الإغارة على مصراتة..هل ستلقى قوات حفتر مصير "داعش"؟

كتائب مصراتة تعتبر أكبر قوة في الغرب الليبي، وتوزان لوحدها مليشيات حفتر، واستهدافها قد يؤدي بها إلى النزول بكامل ثقلها في معركة طرابلس ما سيوسع ميادين القتال إلى مناطق لم تطلها نيران الحرب من قبل

تحليلات 13:00 04.08.2019

لا شك أن قصف قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، لأول مرة، مدينة مصراتة، منذ بداية هجومه على العاصمة طرابلس قبل نحو أربعة أشهر، سيكون له تبعاته على سير المعارك، التي اتسعت لتشمل مناطق أبعد عن محاور القتال الرئيسية جنوبي طرابلس.

والسبت الماضي، أغارت طائرات لحفتر على الكلية الجوية في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، وزعمت أن هذه الغارات شملت أيضا تمركزات لإحدى كتائب مصراتة في مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، الأمر الذي نفته الأخيرة.

وفي مدينة القره بوللي (45 كلم شرق طرابلس)، تسللت قوة من اللواء التاسع ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، وسيطرت على جسر القره بوللي الاستراتيجي على الطريق الساحلي، الذي تعبر منه الإمدادات العسكرية من مصراتة إلى جبهات القتال جنوبي طرابلس، قبل أن تتدخل قوات الوفاق وتطرد هذه القوة التي وصفتها بـ"الخلايا النائمة".

وواضح أن الهجوم على مصراتة ومحاولة قطع طريق إمدادتها إلى طرابلس، يأتي ردا على الضربة الموجعة التي وجهتها قوات الوفاق لمركز القيادة والتحكم الجديد لقوات حفتر في قاعدة الجفرة الجوية (600 كلم جنوب شرق طرابلس).

وتمكنت غارات قوات الوفاق على قاعدة الجفرة، الجمعة، من تدمير حظيرة الطائرات المسيرة، وإعطاب طائرة شحن "يوشن 76"، ومنظومات الدفاع الجوي، ومخزن للذخيرة، بالإضافة إلى استهداف حاجز أمني بالقرب من مدينة هون، المجاورة لقاعدة الجفرة.

** القوة الرئيسية التي أنقذت طرابلس من السقوط

تمثل كتائب مصراتة مجتمعة الثقل الرئيسي لقوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، وتدخلها في معركة طرابلس كان حاسما في وقف اجتياح مليشيات حفتر للعاصمة، بعد أن سيطرت في الأيام الأولى للمعركة على أربعة مدن رئيسية بدون قتال (صبراتة، صرمان، غريان، وترهونة) وعلى بلدات منطقة ورشفانة (العزيزية، الكريمية، الساعدية، الزهراء)، وعلى بلدات النواحي الأربعة (السبيعة، سوق الخميس، سوق السبت، سوق الأحد)، ثم اكتسحت الضواحي الجنوبية للعاصمة، وبالأخص أحياء قصر بن غشير، وعين زارة، ووادي الربيع، والسواني.

والوصول السريع لكتائب مصراتة، وبالأخص كتيبتي 166 والحلبوص، إلى الجبهات المتقدمة للقتال أعاد للمعركة توازنها، ومنع قوات حفتر من دخول قلب العاصمة ومعقل حكومة الوفاق ومؤسسات الدولة السيادية.

وكمرحلة تالية تمكنت كتائب مصراتة، بالتنسيق مع كتائب الوفاق الأخرى خاصة القادمة من مدينتي الزنتان (140 كلم جنوب غرب طرابلس) والزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، من القيام بهجمات مضادة سمحت لاحقا باستعادة عدة مناطق على غرار السواني (30 كلم جنوب غربي طرابلس)، وورشفانة (جنوب غرب طرابلس)، وغريان (100 كلم جنوب طرابلس).

** كتائب مصراتة لم تدخل بعد معركة طرابلس بكامل ثقلها

وليس هناك إحصاء رسمي لقوة كتائب مصراتة، لكن في 2015، نقلت جريدة "الخبر" الجزائرية، عن قيادي ميداني في القوة الثالثة لمصراتة، لم تكشف عن اسمه، أن عددهم يصل إلى نحو 17 ألف مقاتل، يمثلون ثلثي قوات فجر ليبيا (تحالف سابق لكتائب من غرب ليبيا مشكل من 25 ألف من الثوار السابقين) ولديهم 5 آلاف عربة مسلحة منصوب عليها مدفع رشاش مضاد للطائرات.

بينما ذكرت "منظمة ضحايا لحقوق الإنسان" الليبية، في تقرير مفصل حول "القوة التسليحية لمدينة مصراتة بعد ثورة 17 فبراير"، نشرته على صفحتها الرسمية على الفايسبوك، في 19نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أن المدينة تحوي على 16 ألف مقاتل، بالإضافة إلى 20 ألف قوات احتياط، مما يرفع عددهم عند التعبئة إلى 36 ألف مقاتل (قوات حفتر بمن فيهم المرتزقة التشاديين والسودانيين يبلغ نحو 25 ألف مقاتل).

وبالنسبة لحجم الأسلحة، أوضحت المنظمة، أن كتائب مصراتة تملك 380 دبابة منها 50 دبابة من نوع "تي 90 إس" المتطورة، والبقية من نوع "تي62 إس" و"تي55 إس"، بالإضافة إلى 225 دبابة أخرى مخزنة (تحتاج لصيانة)، فضلا عن 300 عربة مدرعة، و500 شاحنة نقل ثقيل.

أما بالنسبة للسيارات المنصوب عليها مدافع رشاشة، فبلغت قبل 6 سنوات 1500 عربة، بحسب التقرير.

حيث يتم استيراد سيارات رباعية الدفع بسهولة من الخارج، ثم يجري تنصيب مدافع رشاشة مضادة للطائرات عليها، في ورشات حدادة محلية.

وأثبتت هذه العربات المسلحة فعاليتها في حرب المدن وحتى في الصحراء، وأيضا حرب العصابات التي تعتمد على الكر والفر، نظرا لسرعتها مقارنة بالدبابات والمدرعات، وصغر حجمها، وقدرتها على المناورة.

وأخذ الليبيون هذا التكتيك القتالي من التشاديين، بعد هزيمتهم في معركة "وادي الدوم"، التي أُسر فيها حفتر في 1987، بحسب مصادر عسكرية ليبية.

أما بالنسبة للقوات الجوية في مصراتة، فتضم 700 عنصر، و25 طائرة بين مقاتلة واستطلاع وتدريب، و5 طائرات نقل، و50 مروحية بحسب التقرير.

ويشير التقرير، إلى أن كتائب مصراتة، مقسمة إلى 35 كتيبة مشاة آلية، وكتيبتي دبابات، و10كتائب مدفعية، ومجموعتين من القوات الخاصة، في حين تشير تقارير إعلامية أخرى أن عدد كتائب مصراتة يقدر بـ280 كتيبة، أشهرها الكتيبة 166، ولواء الحلبوص (الكتيبة 301)، وكتيبة المحجوب، وكتيبة حطين، وكتيبة المرسى.

ورغم أن التقرير قديم نسبيا، إلا أنه يعطي صورة ولو عامة على قوة كتائب مصراتة، التي تعد أكبر قوة عسكرية في المنطقة الغربية ولديها تمركزات حاليا من سرت شرقا إلى طرابلس غربا وحتى غريان جنوبا.

وإلى جانب قوتها العسكرية، تعتبر مصراتة مركزا اقتصاديا، فهي ثالث أكبر مدينة ليبية بعد طرابلس وبنغازي (عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة)، وأهلها معروفون بالتجارة منذ القدم، حيث تحتوي المدينة على ميناء تجاري، ومطار دولي منتظم الرحلات،

ورغم أنه لا يوجد بها آبار نفط وغاز، إلا أن مصراتة تنتج الحديد والصلب، وصدرت منه آلاف الأطنان إلى الجزائر مؤخرا.

** مصراتة لوحدها توازن قوات حفتر

وقبل 2017، كانت كتائب مصراتة تسيطر على معظم إقليم فزان، بما فيه قواعده العسكرية الجوية الثلاث؛ الجفرة، ووادي الشاطئ (700 كلم جنوب طرابلس)، وتمنهنت (التابعة لمدينة سبها 750 كلم جنوب طرابلس)، ومنها تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى مصراتة، خاصة الصواريخ المتوسطة المدى، والأسلحة المضادة للدروع، و"صواريخ سام 7" المحمولة المضادة للطائرات، ومختلف أنواع الذخائر.

وتعتبر كتائب مصراتة أشبه بجيش صغير، وتوازن في قواتها مليشيات حفتر، رغم أنها لم تشارك سوى بنحو ثلث قوتها في معركة طرابلس، وهذا ما يفسر عجز حفتر عن دخول طرابلس منذ نحو أربعة أشهر من القتال، رغم الدعم العسكري واللوجيستي الذي تتلقاه قواته من عدة دول.

وسبق لكتائب مصراتة أن تمكنت من طرد قوات حفتر من العاصمة طرابلس ومطارها الدولي في 2014، وحسمت المعركة بعد يوم واحد من مقتل أكثر من 40 من مقاتليها في قصف جوي لطيران يعتقد أنه إماراتي.

كما تمكنت من صد هجوم كاسح لتنظيم "داعش" الإرهابي، من معاقله في سرت باتجاه مصراتة، في مايو/أيار 2016، بل استطاعت القيام بهجوم معاكس حررت المناطق التي سيطر عليها التنظيم، حينها، قبل أن تقضي عليه في معقله، وتنهي آخر سيطرة له على المدن الليبية، بمساعدة أمريكية وبريطانية، كما نصبت إيطاليا مستشفى ميداني بالمدينة يحرسه 300 جندي.

واستهداف طيران حفتر، لمصراتة، من شأنه أن يستنفر كافة مقاتليها، وحينها قد تدخل كتائب المدينة بكامل ثقلها العسكري والبشري، وقد لا تتوقف حدود المعركة عند تخوم طرابلس.

وقد تمتد نيران المعارك إلى قاعدة الوطية الجوية (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، التي أعلنت قوات حفتر أن الهجوم انطلق منها، كما يمكن أن تشمل أيضا قاعدة الجفرة الجوية والمدن الرئيسية لمحافظة الجفرة (هون، وودان، وسوكنة)، وحتى موانئ الهلال النفطي الاستراتيجية القريبة من سرت (السدرة، وراس لانوف، والبريقة، والزويتينة).

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار