أقلية الروهنغيا.. مأساة تتلاعب بها القوى الدولية

يغيب أي أفق لإنهاء مأساة لاجئ الروهنغيا في ظل غياب الرغبة الدولية واللاعبين الأساسيين الذي يكتفون بالتلاعب دون رغبة حقيقية في الحل

تحليلات 13:00 08.09.2019

تشير مواقف الأطراف المعنية في أزمة أقلية الروهنغيا المسلمة إلى أنه من المستبعد في وقت قريب حل أزمتهم وإعادتهم إلى وطنهم في ميانمار، في ظل غياب تحالف دولي يؤمن الشروط المطلوبة لتلك العودة.

مع مرور عامين على بدء المرحلة الراهنة من أزمة الروهنغيا، لا يبدي مواطنو ميانمار، الذين لجؤوا إلى مخيمات في منطقة كوكس بازار ببنغلاديش، رغبة بالعودة إلى بلدهم؛ بسب مخاوف أمنية تراودهم.

اللاعبون الدوليون، وخاصة المنظمات غير الحكومية، اعترضت على إعادة 235 عائلة روهنغية، الخميس الماضي، إلى ميانمار، في خطوة قيل إنها تمت بدعم من الصين، في ظل الخوف والشعور بعدم الثقة السائدين بين اللاجئين.

وللقبول بالعودة إلى بلدهم، يتمسك الروهنغيا بمطالب، أهمها الحصول على جنسية ميانمار (حيث تعتبرهم الحكومة لاجئين بنغاليين غير نظاميين)، وضمان أمنهم، والحصول على حق ملكية ممتلكاتهم.

وتعمل الحكومة البنغالية مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) بهدف بدء عملية إعادة هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم، وتم تسليم حكومة ميانمار لائحة تتضمن أسماء 55 ألفا من مواطنيها.

ولجأ أكثر من 730 ألف من الروهنغيا إلى بنغلاديش، بعد حملة عسكرية بدأها جيش ميانمار في إقليم أراكان (غرب)، في 25 أغسطس/ آب 2017، شهدت عمليات قتل واغتصاب وإحراق متعمد لمنازل الروهنغيا.

ووصل عدد اللاجئين الروهنغيا جنوب شرقي بنغلاديش إلى 1.1 مليونا.

وقال بروفسور العلاقات الدولية في جامعة دكا، محمد شهيد الزمان، إن "العائق الأساسي أمام تقدم المفاوضات بين بنغلاديش وميانمار هو عدم وجود شرط مسبق بانسحاب الجيش من أراكان، قبل عودة لاجئي الروهنغيا إلى أراضيهم".

وأضاف للأناضول أنه "تم السماح لهذه الفجوة الكبيرة بالظهور إلى العلن، كما لو أن الروهنغيا سيكونون معرضين للرمي بالرصاص مرة أخرى، حال السماح بعودتهم إلى ميانمار".

وطالبت منظمة "هيومان رايتس واتش" (حقوقية دولية مركزها في نيويورك)، في بيان، الحكومتين بتعليق خطط إعادة الروهنغيا إلى بلدهم، حتى يتم تأمين عودة آمنة طوعية تحفظ كرامتهم.

وتعارض معظم 200 منظمة إغاثة، تؤمن المساعدات الإنسانية لمخيمات الروهنغيا، إعادة الأقلية المسلمة إلى ميانمار ما دام الروهنغيا في تردد إزاء تلك الخطوة.

ومكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في "كوكس بازار"، هو أحد الجهات التي تتعرض لاتهامات بتعقيد الوضع.

في اقتباس نقلته عنه صحيفة بنغالية، تحدث "توشار كونا خان"، وهو مسؤول بنغالي سابق عمل على قضية الروهنغيا في التسعينيات، عن "صعوبة إنهاء أزمة الروهنغيا؛ بسبب عراقيل تضعها جهات مستفيدة من معاناتهم".

وأضاف: "مهمة إعادة الروهنغيا إلى بلدهم أصبحت اليوم أمرًا أكثر صعوبة؛ جراء المستفيدين الذين يستخدمون صور الروهنغيا لجمع تبرعات وأموال".

وبعد أن استقبلت بنغلاديش لاجئي الروهنغيا المشردين، الذين وصلوا أراضيها في حالة صدمة بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الميانمارية بحقهم، تداعى المجتمع الدولي لتحمل جزء من المسؤولية لدعمهم ومساعدتهم.

وعرقلت الصين وروسيا مساعي مجلس الأمن الدولي، التي لم تتعد إصدار بيان لحث ميانمار على معالجة الأزمة.

ومنعت الهند دخول الروهنغيا إلى أراضيها، ورحلت بعضًا ممن نجحوا بالوصول إليها.

ولا تعترف ميانمار بالروهنغيا كمواطنين، ولا تصنفهم بنغلاديش كلاجئين، وتسميهم وكالات التنمية "النازحين من ميانمار"، لتبني موقف وسطي في تسمية تلك العرقية.

وتعتبر ميانمار، الواقعة على ممر استراتيجي يربط جنوب آسيا بجنوبها الشرقي، اقتصادًا بكرًا، حيث تتمتع بثروات طبيعية كالمعادن والأخشاب وإمكانات سياحية.

وبينما تمتلك الصين النفوذ الأكبر في اقتصاد ميانمار، تنفذ الهند مشروعًا ضخمًا في مجال وسائل المواصلات في أراكان، وهو مشروع "كالادان للنقل متعدد الوسائط".

وتسعى اليابان أيضًا للحصول على استثمارات في الإقليم.

وحسب شهيد الزمان، فإن الولايات المتحدة، التي تمثل إرادة الغرب أيضًا، "تعارض احتمال مكافأة الإبادة الجماعية أو التطهير العرقي"، ولا تلعب دورًا في جهود إعادة الروهنغيا إلى بلدهم.

أمّا بكين، التي تخوض حربًا اقتصادية ضد واشنطن بعد مواجهات بين البلدين في بحر الصين الجنوبي، فليس لديها أسباب لتقدير أية خطوة أمريكية تتعدى على مجال نفوذها.

إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، والدولة التي تتعرض باستمرار لانتقادات أغلبية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي نتيجة احتلالها أراضٍ عربية، هي أحد أبرز الشركاء العسكريين لميانمار.

الجشع تجاه الموارد والمنافع التجارية من جهة و"الإسلاموفوبيا" من جهة أخرى، قد يكونا العاملين المشتركين، اللذين رسما سياسات بعض الدول تجاه قضية الروهنغيا،؛ حيث تدفع الهوية الدينية للروهنغيا الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى اتخاذ موقف حساس من قضيتهم.

وتحدث ألطاف بارفيز، كاتب وباحث في شؤون ميانمار وأزمة العرقيات بالمنطقة، عن الدوافع المحركة لمواقف الدول من قضية الروهنغيا.

وقال للأناضول إن "البعض مدفوع بالمصالح الاقتصادية.. والهوية المسلمة للروهنغيا ربما أدت إلى تعاطف أقل مع قضيتهم".

وأضاف بارفيز أن "الصين قد تكون توصلت إلى اتفاق بشأن إعادة جزئية للروهنغيا إلى بلدهم، أما الهند فتحاول الإبقاء على دور فعّال في القضية، عبر تصريحات مساندة لبنغلاديش".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي بعد أكثر من عام على بدء حملة ميانمار التي أودت بحياة حوالي 10 آلاف من الروهنغيا، تداولت وسائل إعلام أنباء عن بناء سلطات ميانمار مئات المنازل في القرى التي هجرت منها الروهنغيا، لتوطين بوذيين من خارج أراكان فيها.

واستبعد بارفيز احتمالية إعادة الروهنغيا إلى بلدهم في وقت قريب، في ظل "الوقائع على الأرض"، بعد اندلاع اشتباكات بين جيش ميانمار ومتمردي "جيش أراكان".

وتساءل: "أين ستضعهم السلطات (اللاجئين العائدين)، بعد أن اندلعت الحرب في كل مكان".

الأمم المتحدة، التي تدير 14 بعثة لقوات حفظ السلام في مناطق نزاع بأرجاء العالم، فشلت باتخاذ خطوة مشابهة لإنهاء معاناة الروهنغيا؛ بسبب موقف الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن (تمتلك حق النقض).

في هذه الأثناء يستمر معظم لاجئي الروهنغيا بالعيش في "كوتوبالونغ"، أكبر مخيم للاجئين في العالم.

ولا توجد حتى الآن إشارة تلوح في الأفق حول صدور موقف موحد لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل حصول الروهنغيا على السلام.

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار