لماذا ألغى دونالد ترامب محادثات السلام مع حركة طالبان الأفغانية؟

تحليلات 18:30 08.09.2019

في سلسلة تغريدات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات سلام مع حركة طالبان الأفغانية، وكشف أنه سبق أن وافق على عقد اجتماع سري مع قادة طالبان في كامب ديفيد بولاية ماريلاند الأحد، لكنه أُلغي بعد إقرار الحركة بمسؤوليتها عن هجوم في العاصمة الأفغانية كابول الإثنين الماضي.

وكان من المفترض أن يلتقي ترامب أيضا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.

واتهم ترامب الحركة بالسعي لاستخدام العنف لضمان مزيد من النفوذ لها. وقال: "للأسف من أجل الحصول على نفوذ زائف، أقرت طالبان بهجوم في كابول قتل فيه أحد جنودنا البواسل". وأضاف: "قررت على الفور إلغاء الاجتماع ووقف مفاوضات السلام".

 

بومبيو ينفي

وكان المبعوث الخاص لترامب زلماي خليل زاده قد أعلن الاثنين الماضي عن اتفاق سلام "من حيث المبدأ" مع طالبان.

وجاء ذلك بعد 9 جولات محادثات بين الولايات المتحدة وممثلي الحركة عقدت في العاصمة القطرية الدوحة.

وكانت مجلة تايم الأمريكية كشفت عن نفي وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، توقيعه ذلك الاتفاق، في مؤشر واضح على أن هذه الخطوة لن تتم.

وسبق أن أشار مسؤولون إلى أن المحادثات بين طالبان وحكومة كابول المدعومة من واشنطن ستبدأ في العاصمة النرويجية أوسلو فور توقيع الاتفاقية بين الولايات المتحدة وطالبان.

القوات الأمريكية في أفغانستان

Iالقوات الأمريكية في أفغانستان

وكان ذلك الاتفاق لو تم سيعد أولى خطوات السلام الملموسة في البلاد منذ انتشار القوات الأمريكية في أفغانستان في أعقاب هجمات سبتمبر 2001.

وتنشر الولايات المتحدة حاليا قرابة 14 ألف جندي في أفغانستان. وكان يفترض أن تسحب 5400 جندي من 5 قواعد خلال 20 أسبوعا بموجب اتفاق السلام المقترح.

تكلفة عالية

يمثل استمرار الحرب في أفغانستان تكلفة مالية مرهقة للخزينة الأمريكية فضلا عن التكلفة البشرية المتمثلة بالضحايا من العسكريين والمدنيين في هذه الحرب، فبحسب أرقام نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، يبلغ مجموع ما أنفقه الأمريكيون عسكريا في أفغانستان من تشرين الأول / أكتوبر 2001 إلى آذار / مارس 2019 نحو 760 مليار دولار.

مخطط

بيد أن دراسة مستقلة أجراها مشروع تكلفة الحرب في جامعة براون الأمريكية خلصت إلى أن الأرقام الرسمية التي نشرتها الحكومة الأمريكية لا تعكس الواقع إلى حد كبير، ورفعت التكلفة إلى أعلى من الرقم المعلن.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن الأرقام الرسمية لا تشمل تكاليف الانفاق على العناية بالجرحى من العسكريين الأمريكيين ولا الأموال التي أنفقتها وزارات الدولة الأمريكية الأخرى والمتعلقة بالحرب في أفغانستان ولا الفوائد التي تكبدتها الحكومة بسبب القروض التي اخذتها لسد نفقات الحرب.

وبتقدير هذه التكاليف، خلصت دراسة جامعة براون إلى تكلفة الحرب في أفغانستان قد تصل إلى تريليون دولار (ألف مليار دولار).

أما بالنسبة للتكلفة البشرية فتشير الإحصاءات الأمريكية الرسمية إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأمريكية ضد حركة طالبان في عام 2001، تكبدت القوات الأمريكية 3200 قتيلا ونحو 20,500 جريحا.

مخطط

وحسب الأرقام الرسمية، كان عدد العسكريين الأمريكيين الذين يخدمون في أفغانستان في حزيران / يونيو 2018 يبلغ نحو 14 ألف عسكري، ولكن كان هناك في البلاد أيضا أكثر من 11 ألف من المدنيين الأمريكيين يعملون كمقاولين.

ولكن هذه الخسائر الأمريكية لا تقارن بالخسائر التي تكبدها المدنيون والعسكريون الأفغان.

وكان الرئيس الأفغاني قد قال في وقت سابق من العام الحالي إن أكثر من 45 ألف من العسكريين الأفغان قتلوا منذ توليه منصبه في عام 2014.

وحسب بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، قتل أكثر من 32 ألف مدني أفغاني وأصيب أكثر من 60 ألف بجروح منذ بدئها في تسجيل الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان في عام 2009.

لا توجد ثقة

ويقول منتقدون للاتفاق المقترح إنه لم يعالج قضايا أخرى مهمة، فهو لم يضمن استمرار وجود قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية لقتال القاعدة، ولا يضمن استمرار الحكومة المدعومة من أمريكا في كابول، أو حتى نهاية القتال في أفغانستان.

المولوي هيبة الله أخوند زاده زعيم حركة طالبان

تولى المولوي هيبة الله أخوند زاده زعامة حركة طالبان في أعقاب مقتل أختر محمد منصور

وعقب أحد المسؤولين الأفغان على ذلك الاتفاق قائلا: "لا أحد يتحدث عنه بشكل يقيني أبدا، فالجميع يتحدث عن الأمل ولكن لا توجد ثقة، لا يوجد تاريخ من الثقة وليس هناك دليل على الأمانة والإخلاص من قبل طالبان فهم يعتقدون أنهم يخدعون الأمريكيين، بينما يعتقد الأمريكيون أنه لو مارست طالبان الخداع فسوف تدفع الثمن غاليا".

وكانت طالبان دعت بومبيو إلى توقيع الاتفاق مع إمارة أفغانستان الإسلامية، وهو الاسم الرسمي الذي أطلقته حكومة طالبان على أفغانستان عام 1996، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين وأفغان وأوروبيين على صلة بالمحادثات.

ولو كان بومبيو قد أقدم على ذلك لاعتبرت وثيقة الاتفاق اعترافا بطالبان ككيان سياسي، لذلك رفض وزير الخارجية الأمريكية التوقيع بحسب مسؤول أفغاني.

"لا توجد اتفاقية"

وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكي في رسالة إلكترونية لمجلة تايم :"لا توجد اتفاقية بعد لتوقيعها، فإذا وجدت ووافق عليها كل الأطراف ومن ضمنهم الرئيس دونالد ترامب، فسوف يوقعها وزير الخارجية حينئذ".

وأشارت مصادر أمريكية وأفغانية، لم تكشف عن هويتها، إلى أن ذلك الاتفاق ينص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول نوفمبر/تشرين ثاني 2020 إذا أقدمت طالبان على ثلاثة أمور: فتح مفاوضات مع حكومة كابول المدعومة من الولايات المتحدة، وكبح العنف قرب القواعد التي تسيطر عليها قوات أمريكية، وإبقاء المقاتلين الأجانب خارج المناطق التي تسيطر عليها طالبان.

الحكومة الأفغانية تريد التأكد من التزام طالبان بالسلاممصدر الصورةREUTERS

Image captionالحكومة الأفغانية تريد التأكد من التزام طالبان بالسلام

وقد أعرب مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون واستخباراتيون عن انزعاجهم من أن ثمن السلام قد يكون باهظا، ويشمل التراجع عن الخطوات التي أنجزت في أفغانستان على صعيد حقوق الإنسان والمرأة والحقوق المدنية، وضعف الحكومة المركزية وإدارات الأقاليم، وتدهور الحملة العسكرية ضد طالبان، وانتشار الفساد فضلا عن أن انسحاب القوات الأمريكية سيكون خطوة يصعب النكوص عنها.

وكان 9 مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قد حذروا في رسالة من أنه ليس من الواضح إمكانية إقرار السلام، فضلا عن أن "الثمن قد يكون أسوأ من الأمر الواقع وأقله عودة الحرب الأهلية الشاملة التي استنزفت أفغانستان".

وقد ظهر ذلك بشكل واضح عقب هجوم كابول الاثنين الماضي والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا من بينهم جندي أمريكي. فقد لفت الهجوم إلى أن الاتفاقية لا تلزم طالبان بنبذ الإرهاب أو التوقف عن مهاجمة القوات الأفغانية.

الاستعداد للنصر

وكان مسؤولون أفغان على صلة بالمحادثات قالوا لمجلة تايم إن الحركة أبلغت مقاتليها بأن واشنطن ستسحب قواتها في غضون عام، وأن الاتفاق لا يوجد به شروط تسمح بتجميد الانسحاب الأمريكي أو النكوص عنه.

وأضافوا قائلين إن قادة طالبان دعوا أنصارهم للاستعداد للنصر بالترحيب بالأفغان الذين انحازوا للجانب الأمريكي بدلا من الانتقام، مشيرين إلى أن الانتصار لن يتطلب سوى عدم الاستسلام وفي النهاية سوف يوقف الأمريكيون القتال.

وقال بيل روغيو، من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها : "إن أهداف طالبان في أفغانستان لم تتغير، فهي تريد طرد أمريكا، وإعادة فرض إمارة أفغانستان الإسلامية".

غني وخليل زاده

وبالنسبة للمسؤولين الأفغان فإن هذه الاتفاقية بمثابة نقطة تحول سوداء في العلاقات مع واشنطن بل وإهانة. وقد نقلت مجلة التايم الأمريكية عن مصادر لم تسمها أنه قد سمع صياح متبادل خلال اجتماعات الرئيس أشرف غني والمبعوث الأمريكي خليل زاده الذي أبلغ غني أنه يقبل الاتفاق لأن أفغانستان تخسر الحرب.

وقالت مصادر مطلعة أن الخلافات بين الطرفين وصلت حد رفض خليل زاده تقديم نسخة من الاتفاق لغني، الرئيس الأفغاني المنتخب، الذي لا يميل إلى تأجيل الانتخابات المقررة أواخر الشهر الجاري والذي من المتوقع أن يفوز فيها بفترة رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات.

ولكن بالنسبة للجانب الأمريكي ربما بدت تلك الاتفاقية أفضل تسوية للولايات المتحدة وحلفائها للخروج من أفغانستان قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020 بعد 18 عاما من حرب مازال الرأي العام الأمريكي لا يفهم: لماذا مازالت قواتهم هناك؟

طالبان

 
 
 

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار