الشاهد وانتخابات تونس.. الحكومة تغتال حلم الرئاسة

خبراء أرجعوا هزيمة المرشح الرئاسي إلى 4 أسباب: محصلة حكومته، والتجاذبات داخل حزبه و"تذبذبه" السياسي، إضافة إلى نفور الناخبين من الأحزاب والمنظومة الحاكمة بشكل عام، والاستياء الشعبي الذي خلفه توقيف المرشح نبيل القروي

تحليلات 15:00 22.09.2019

لم يكن أكثر المتشائمين من الأوساط المقربة من يوسف الشاهد، المرشح الرئاسي لحزب "تحيا تونس"، يتوقع سقوطه المدوي وخروجه من حلبة السباق مبكرا، في مسار يرى محللون أنه كان نتيجة آلية لتعامل الناخب معه بصفته الحكومية وليست الحزبية.

هزيمة صادمة لرئيس الوزراء التونسي الذي خاض حملة انتخابية ضخمة، مفعما بآمال تفنيد استطلاعات الرأي التي وضعته في المرتبة الرابعة، والصعود إلى المركز الثاني أو الأول، بما يمكنه من الحصول على تأشيرة العبور إلى الجولة الثانية للاقتراع.

ووفق نتائج أولية رسمية، تصدّر المرشح المستقل قيس سعيّد، السباق بـ18.4 بالمئة من الأصوات، يليه نبيل القروي، مرشح حزب "قلب تونس" (ليبرالي)، بـ15.58 بالمائة من الأصوات، فيما حل مرشح حركة النّهضة، عبد الفتاح مورو، ثالثا بنسبة 12.88 بالمائة من الأصوات.

أما الشاهد، فحل خامسا بـ7.38 بالمئة من الأصوات.

** لماذا خسر الشاهد؟

يجمع مراقبون على أن التركيز على الشاهد لا ينبع من موقعه الحزبي، باعتباره رئيسا لحزب "تحيا تونس" (ليبرالي)، وإنما من صفته رئيسا للحكومة، وهي الصفة الطاغية له في أذهان الرأي العام المحلي، وهذا ما يعتبر أحد الأسباب الجوهرية في هزيمته، لأن الناخبين "عاقبوه" على أداء حكومته، بدل تقييمه على أساس برنامجه الانتخابي.

خبراء استطلعت الأناضول أراءهم، أجمعوا على أن سقوط الشاهد يعود إلى عدة أسباب، أبرزها محصلة حكومته على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والتجاذبات داخل حزبه وتذبذبه السياسي.

الخبراء أرجعوا هزيمته أيضا إلى نفور الناخبين من الأحزاب والمنظومة الحاكمة بشكل عام، يضاف إليه "الصدمة" والاستياء الشعبي الذي خلفه توقيف رجل الأعمال والمرشح الرئاسي نبيل القروي قبل أسابيع قليلة من الاقتراع.

1)- المحصلة الحكومية

من أهم الأسباب التي أطاحت بالشاهد، المحصلة الهزيلة لحكومته التي يقودها منذ 27 أغسطس/ آب 2016، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

ففي الأشهر الثمانية الأول من 2018، ارتفع العجز التجاري لتونس (الفرق بين الصادرات والواردات) 5.7 بالمئة على أساس سنوي، وفق أرقام رسمية صادرة عن المعهد التونسي للإحصاء (حكومي).

وبذلك، يرتفع العجز التجاري إلى نحو 12.864 مليار دينار (4.497 مليار دولار) في الفترة بين يناير- أغسطس من العام الجاري، مقارنة بـ12.160 مليار دينار (4.251 مليار دولار) بالفترة نفسها من 2018.

عجز تجاري رافقته قرارات حكومية متواترة، بزيادة أسعار البنزين وبعض السلع الأساسية، والترفيع في الضرائب على السيارات والاتصالات الهاتفية والإنترنت والإقامة في الفنادق وبعض المواد الأخرى، في إطار إجراءات تقشف اتفقت عليها الحكومة مع المانحين الأجانب، لكنها فاقمت، في الجانب الأخر، من معاناة التونسيين.

تقشف أصاب الطبقة الوسطى والفقيرة بالإحباط، خصوصا في ظل ارتفاع معدل التضخم (أسعار المستهلك)، والذي بلغ في أغسطس/ آب الماضي 6.7 بالمئة، مقابل 6.5 بالمئة في يوليو/ تموز السابق له، بحسب بيانات رسمية.

تقشف واحتقان شعبي تضاف إليه ملفات عالقة متوارثة عن نظام ما قبل ثورة 2011، كان لابد أن يقود نحو إشكالات هيكلية حادة تعصف بالاقتصاد، وتدفع بمؤشراته الكلية نحو الهبوط، وسط ضغوطات متزايدة من المقرضين الدوليين لفرض إصلاحات لخفض العجز في الميزانية وإصلاح المالية العمومية.

أعلية العلاني، الأكاديمي والباحث التونسي في القضايا الاستراتيجية، اعتبر أن الجانب الاقتصادي والاجتماعي كان محوريا في هزيمة الشاهد.

وقال العلاني، في حديث للأناضول، إن الناخبين عاقبوا الشاهد رئيس الحكومة، وليس الشاهد المرشح الرئاسي، "لأنه لم يوفر للطبقة الوسطى إمكانية تدارك ما خسرته من طاقة شرائية منذ 2011 إلى اليوم".

وأضاف: "رغم أن الشاهد لم يكن مسؤولا عن الفترة السابقة لرئاسته للحكومة، لكن في الانتخابات يحمل الناخب المسؤولية لمن يباشر الحكم في ذلك الحين".

2)- التذبذب السياسي

المحلل السياسي التونسي، يوسف الوسلاتي، رأى من جانبه، أن التجاذبات الداخلية التي يشهدها "تحيا تونس"، حزب الشاهد، جعلته عاجزا عن استقطاب شخصيات ذات ثقل أكاديمي أو سياسي، يمكنه من التأثير على القواعد الشعبية والناخبين بشكل عام.

وفي حديث للأناضول، تطرق الوسلاتي أيضا إلى "تذبذب الشاهد الذي انضم إلى حزب نداء تونس، قبل أن يغادره في وقت قصير، ويؤسس حزب تحيا تونس الذي ترشح عنه للرئاسية، ما صدر رسالة فيها الكثير من عدم الاستقرار في أعين الناخبين، وأثر بالتالي على نتائج الصندوق".

حزب الشاهد الذي أراده زعيمه أن يفتك القواعد الانتخابية لحزب "نداء تونس"، فشل حتى في طرح نفسه بديلا مقنعا، وهذا ما جعل هزيمته حتمية، وفق الخبير.

3)- النفور من الأحزاب

عماد الدين الحمروني، أستاذ الجغرافيا السياسية بأكاديمية العلوم السياسية بالعاصمة الفرنسية باريس، اعتبر أن نتائج الاقتراع تضمن رسالة حملها الشعب التونسي رسالة فحواها أنه "لم تعد لديه ثقة في الفاعل السياسي، وفي الطبقة السياسية الحاكمة".

وأضاف الخبير التونسي، في حديث للأناضول، أن "من قاطعوا الاقتراع بعثوا أيضا بنفس الرسالة: لماذا نصوت طالما أننا سنمنح أصواتنا لنفس الأشخاص والبرامج أي استمرار ذات الإشكالات".

من جهته، عاد العلاني ليؤكد أن التونسيين ملوا الأحزاب والمنظومة الحزبية السائدة بأكملها، سواء الحاكمة أو المعارضة.

كما أن الشباب خاب أمله في الأحزاب وفي حكومة الشاهد، ولذلك أسقطه، مؤكدا أن رئيس الوزراء "لم يكن الوحيد الذي سقط بل سقطت منظومة حكم بأكملها".

وتابع: "نحن اليوم أمام انتفاضة جديدة في تونس لا تقل أهمية عما حصل في 2011، انتفاضة دستورية ترنو إلى تفعيل أحكام دستور 2014 التي لم يطبقها الحكام".

4)- توقيف القروي

من أبرز الملفات التي أثرت بشكل كبير على نوايا التصويت، ولئن تصدر القروي استطلاعات الرأي حتى قبل توقيفه، إلا أن الزج به وراء القضبان قبل فترة قصيرة من الاقتراع، فجر استياء عارما، ومخاوف من الالتفاف على نتائج الانتخابات، وهو ما أثر بشكل واضح على التصويت.

الوسلاتي قال إن قسما واسعا من التونسيين يرون في توقيف القروي "محاولة غير بريئة" من الشاهد لقطع الطريق عليه في الانتخابات، في ضوء تصدر مرشح حزب "قلب تونس" لاستطلاعات الرأي.

فبغض النظر عن الحيثيات القانونية، إلا أن توقيت التوقيف لم يكن مناسبا بالمرة، وفق المحلل السياسي، وفُهم على أن الشاهد يوظف حملته التي أطلقها على الفساد بشكل انتقائي، لتصفية كل من يهدد مروره إلى قصر قرطاج، وهذا ما التقطه الشعب وعاقبه عليه بالتصويت لصالح القروي. 

علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار