لماذا فاز آبي أحمد بنوبل للسلام؟

رئيسة الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم تعلن فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام

تحليلات 15:00 13.10.2019

فاز رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وهي الجائزة رقم مئة في هذه الفئة.

وأعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وهي الجهة المانحة للجائزة، أن اختيار أحمد جاء لجهوده في "تحقيق السلام والتعاون الدولي".

وانتُخب آبي أحمد رئيسا لوزراء إثيوبيا في مارس/آذار 2018. وخلال حوالي عام ونصف، أهله نشاطه في منصبه للحصول على جائزة نوبل للسلام.

ويعود الفضل في نيله هذه الجائزة تصديه لعدة ملفات على رأسها إفساح المجال للحريات السياسية داخل البلاد، وتهدئة الصراع الدائر مع إريتريا، ودوره في اتفاق انتقال السلطة في السودان.

إصلاحات داخلية

آبي أحمد أثناء القسم عند توليه رئاسة الوزراء

آبي أحمد تعهد بتنفيذ العديد من الإصلاحات السياسية الداخلية

واستهل أحمد عمله في منصبه باتخاذ عدد من الإجراءات، شملت إلغاء حالة الطوارئ، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والإقرار بوقائع التعذيب وإدانتها، والأفراج عن الصحفيين المعتقلين.

كما عقد حوارا مع قوى المعارضة والمجتمع المدني لبحث سبل الإصلاح السياسي ودعا المعارضين المقيمين في الخارج إلى العودة للبلاد.

وتشمل الإصلاحات التي يتبناها أحمد قطاعات الأمن والمخابرات والقضاء. وتعهد بالقيام بإصلاحات تضمن تحقيق العدالة وسيادة القانون، ووضع نظام محاسبة للمخالفين.

وفيما يخص المرأة، تبنت حكومة أحمد سياسة المناصفة بين الجنسين، فاختار نصف أعضائها من النساء. وتولت امرأة منصب وزيرة الدفاع لأول مرة في تاريخ البلاد.

كما خفض عدد الوزارات من 28 إلى 20 وزارة، واستحدث وزارة للسلام تولتها رئيسة البرلمان السابقة، موفوريات كامي.

وتبنى أحمد عددا من المبادرات التنموية والعالمية، أبرزها مبادرة لزراعة 350 مليون شجرة في يوم واحد في أغسطس/ آب الماضي، والتي أعلن أحمد نجاحها.

وساهمت هذه الإجراءات في تهدئة الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ عام 2015. كما راقت هذه الإصلاحات لدول الغرب والمنظمات الدولية.

لكن الجبهة الداخلية لم تهدأ بشكل تام، إذ واجهت البلاد محاولة انقلاب في يونيو/ حزيران الماضي.

وشملت هذه المحاولة هجومين منفصلين، في العاصمة أديس أبابا وفي ولاية أمهرة. قُتل رئيس الأركان في الهجوم الأول، ورئيس ولاية أمهرة ومستشاره في الثاني.

وتسبب ذلك في تشديد الإجراءات الأمنية، وإغلاق الطرق في العاصمة، وقطع الإنترنت عن البلاد لفترة.

السلام مع إريتريا

آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي

السلام مع إريتريا وضع نهاية لحرب بين البلدين استمرت على مدار عقدين

في التاسع من يوليو/تموز 2018، أعلن آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي انتهاء الصراع الذي استمر على مدار عشرين عاما.

ووقع أحمد وأفورقي في ذلك اليوم إعلانا مشتركا للصداقة والسلام، تمهيدا لاتفاق سلام أُقر في سبتمبر/أيلول من نفس العام.

واندلع النزاع عام 1998، بشأن السيادة على منطقة حدودية بين البلدين. وراح ضحيته حوالي 80 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من نصف مليون شخص من النازحين والمهجرين على الجانبين.

ووضع اتفاق السلام بين البلدين نهاية للصراع الذي أنهك السكان المحليين، الذين ينتمون لعرقيات وقبائل واحدة على جانبي الحدود.

وبفضل هذا الاتفاق، عادت شبكة الطرق والمواصلات للعمل بين البلدين. كما ازدهرت حركة التجارة بعد رفع القيود عن تبادل البضائع والأموال، وعودة شبكة الاتصالات للعمل.

وحقق هذا الاتفاق انفراجة لإريتريا، إذ وافق مجلس الأمن على رفع العقوبات عن البلاد، بجانب رفع حظر بيع الأسلحة.

كما أُفرج عن الممتلكات المجمدة، ورفع الحظر المفروض على سفر مواطنيها.

شعبية في السودان

أحمد أثناء التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة في السودان

أحمد كان له دور كبير في الوساطة لتطبيق تفاق تقاسم السلطة في السودان. واستُقبل بحفاوة في مراسم التوقيع

استقبل الحضور في مراسم توقيع اتفاق تقاسم السلطة في السودان كلمة آبي أحمد بحفاوة بالغة، ما يعكس حجم الشعبية التي يحظى بها رئيس في البلاد.

وكان لأحمد دور كبير في الوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير مما سمح بانتقال البلاد نحو الديمقراطية.

وعبر في أكثر من مناسبة عن دعمه للتهدئة بين جميع الأطراف، وتحقيق التحول الديمقراطي في السودان بشكل سريع.

ويعتبر البعض أن اتفاق تقاسم السلطة ما كان ليتم لولا تدخل أحمد لتقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير، خاصة بعد تأزم الموقف وإلغاء المجلس العسكري للاتفاقات السابقة مع المعارضة.

ولم ينتهي التعاون بين الحكومة الإثيوبية والحكومة الانتقالية السودانية عند توقيع الاتفاق، إذ يعمل الطرفان على توطيد العلاقات السياسة والاقتصادية بين البلدين.

واستضافت أديس أبابا الأسبوع الماضي الملتقي الاقتصادي السوداني الإثيوبي، برعاية مجلس الأعمال الإثيوبي السوداني المشترك.

خلفية متنوعة

ينحدر أحمد من عرقية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، والتي كانت تقود الاحتجاجات المناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات. وهو أول رئيس وزراء للبلاد من هذه العرقية.

ولد في 15 أغسطس/آب عام 1976، فى بلدة بيشاشا، بمنطقة أغارو، قرب مدينة جيما بإقليم الأورومو، لأب مسلم وأم مسيحية.

وحصل أحمد على عدد من الدرجات العلمية، هي شهادة الماجستير في القيادة التحولية، ودرجة ماجستير أخرى في إدارة الأعمال، ودرجة الدكتوراه من معهد دراسات الأمن والسلام في جامعة أديس أبابا.

آبي أحمد يتلقى حصانا هدية من ممثلي عرقية كافيتشو في 15 سبتمبر/أيلول 2019

I آبي أحمد يتلقى حصانا هدية من ممثلي عرقية كافيتشو في 15 سبتمبر/أيلول 2019

ولم تكن بدايات عمله السياسي على نفس النهج السلمي الذي يتبناه في سياساته، إذ التحق بالعمل المسلح عام 1990 مع رفاقه في "الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو"، إحدى جبهات الائتلاف ضد الحكم العسكري لنظام الرئيس "مانجستو هايلا ماريام" حتى سقط حكم الأخير.

كما التحق رسميا بقوات الدفاع الوطنى الإثيوبية (الجيش) عام 1991، فى وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل إلى رتبة عقيد عام 2007.

ورغم تجوله ما بين المؤسسة العسكرية وتطوير إمكاناته العلمية والأكاديمية، إلا أنه غادر وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية (إنسا) عام 2010، ليتفرغ للسياسة بصورة رسمية ومباشرة.

وبدأ أبى أحمد عمله السياسي التنظيمي عضوا في الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو، وتدرج إلى أن أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب، وعضوا في اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم في الفترة ما بين 2010 - 2012.

كما انتُخب عضوا بالبرلمان الإثيوبي عن دائرته في 2010. وخلال فترة خدمته البرلمانية، شهدت منطقة جيما بضع مواجهات دينية بين المسلمين والمسيحيين، وتحول بعضها إلى عنف، وأسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات.

ولعب أحمد دورا محوريا، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين، في إخماد الفتنة الناجمة عن تلك الأحداث وتحقيق مصالحة تاريخية في المنطقة.

ثلاث فتيات يحملن شتلات ضمن مبادرة زراعة الأشجار في أثيوبيا

 أحمد يتبنى مبادرات تروق للغرب، مثل مبادرة زراعة 350 شجرة في يوم واحد

وفي عام 2015، أعيد انتخابه في مجلس نواب الشعب الإثيوبي (البرلمان)، كما انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للجبهة الديمقراطية لشعب أورومو.

وفى الفترة من 2016 إلى 2017 تولى أحمد، وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، قبل أن يترك المنصب ويتولى منصب مسؤول مكتب التنمية والتخطيط العمراني بإقليم أوروميا، ثم نائب رئيس إقليم أوروميا في نهاية 2016.

ولاحقا، ترك أحمد كل هذه المناصب لتولى رئاسة الحزب.

وآبي أحمد متزوج من السيدة زيناش تاياتشو، ولديهما ثلاث بنات.

وفي فبراير/شباط الماضي، تبنت الأسرة طفلا يحمل اسم "مليون". وحضرت زوجة أحمد أمام المحكمة لتدعم الطلب الذي تقدما به وتتعهد بتقديم الرعاية التي يحتاجها الطفل، الذي لم يكن قد أكمل عامه الثاني آنذاك.

 
 

 

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

إيران إجراء الجولة الثانية من انتخابات البرلمان في 10 مايو
10:45 19.03.2024
المحكمة الدستورية في كرواتيا تمنع الرئيس ميلانوفيتش من الترشح لرئاسة الوزراء
10:30 19.03.2024
العراق يتجه إلى استخدام الطاقة النووية
10:15 19.03.2024
إسرائيل تمنع مدير أونروا من دخول غزة
10:00 19.03.2024
الصين تتهم الولايات المتحدة بتهديد الأمن العالمي
09:45 19.03.2024
إسرائيل تطلب من محكمة العدل الدولية عدم إصدار أوامر جديدة بشأن غزة
09:30 19.03.2024
إجراءات تركية ضد ميتا بسبب البيانات
09:15 19.03.2024
70% من سكان غزة قد يواجهون جوعاً كارثياً
09:00 19.03.2024
رحلة الجنيه المصري من الذهب إلى التعويم
18:00 18.03.2024
الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
17:35 18.03.2024
الجزائر تؤكد أهمية التعاون الإقليمى والدولى لمكافحة المخدرات
17:00 18.03.2024
شكري يؤكد رفض مصر لأي تدخلات خارجية فى الأزمة السودانية
16:00 18.03.2024
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
15:34 18.03.2024
وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية تستقبل السفير الأمريكي بتونس
15:30 18.03.2024
الدبيبة يرفض قرار عقيلة صالح فرض ضريبة على الدولار
15:00 18.03.2024
علييف يهنئ بوتين بفوزه في الإنتخابات الرئاسية
14:45 18.03.2024
من قراباغ... علييف يهنئ الشعب الأذربيجاني بعيد النوروز
14:42 18.03.2024
التيار الوطني الحر خسر الشراكة مع حزب الله
14:30 18.03.2024
المعارضة الروسية تنغص فوز بوتين بتحركات احتجاجية رمزية
14:16 18.03.2024
بأقل من أسبوع.. مقتل شاب يمني ثان في أميركا بسطو مسلح
14:00 18.03.2024
مقتل 11 وإصابة 82 في قصف أوكراني لمقاطعة بيلغورود
13:45 18.03.2024
اعتقال 9 أشخاص بعد مهاجمتهم مركزاً للشرطة في باريس
13:30 18.03.2024
هيومان رايتس ووتش تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
13:16 18.03.2024
مزارعون بولنديون يغلقون طريق سريع رئيسي بالقرب من الحدود الألمانية
13:00 18.03.2024
طهران مستعدة لاستخدام كافة قدراتها لتعزیز القوة الردعية لسوریا
12:45 18.03.2024
توقيع عقود نفطية بقيمة تزيد عن 13 مليار دولار لتعزيز إنتاج النفط بإيران
12:30 18.03.2024
ترتيب أمريكي للاستحواذ على تيك توك
12:15 18.03.2024
تحولات تاريخية لضبط مواقيت الصلاة في قبلة المسلمين
12:00 18.03.2024
بوتين يفوز بالرئاسة الروسية بنسبة 87 % من الأصوات
11:45 18.03.2024
إيجاس المصرية تخطط لبدء الإنتاج من 20 بئراً للغاز في السنة المالية المقبلة
11:30 18.03.2024
أول زعيم أسود لدولة أوروبية
11:15 18.03.2024
أوسيتيا الجنوبية تبحث الانضمام إلى روسيا
11:00 18.03.2024
الغرب يخسر قيادة الحرب على الإرهاب في الساحل
10:45 18.03.2024
الصومال: انتهاء هجوم الشباب على فندق في مقديشو ومقتل كل المسلحين
10:30 18.03.2024
باكو تدعو إلى تعزيز حوار الأديان
10:29 18.03.2024
السنغال تطلق سراح المعارضين سونكو وفاي وأنصارهما يحتفلون
10:16 18.03.2024
السعودية تقرر منع تكرار العمرة في رمضان لتخفيف الازدحام
10:00 18.03.2024
الحرب الإسرائيلية تخلف 23 مليون طن من الحطام بغزة
09:45 18.03.2024
الجزائر تدين بشدة مشروع مصادرة ممتلكات سفارتها بالمغرب
09:30 18.03.2024
أطباء بلا حدود: الوضع في غزة كارثي وتعجز الكلمات عن وصفه
09:15 18.03.2024
جميع الأخبار