المشهد العراقي الجديد..ما بعد احتجاجات أكتوبر

الاحتجاجات الراهنة بالعراق تميزت بغياب القيادة وعدم تبعيتها لأي جهة سياسية أو دينية خلافا لسابقاتها التي تبنى التيار الصدري تنظيمها

تحليلات 10:00 20.10.2019

- نجحت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في عدم انزلاق البلاد إلى الفوضى الأمنية على إثر الاحتجاجات
- الاحتجاجات الأخيرة "قد" تكون امتدادا لاحتجاجات أوسع شهدتها دول عربية عدة منذ أواخر العام الماضي 2018 في السودان والجزائر
- الاحتجاجات العراقية لم تركز على تغيير النظام السياسي أو اسقاط الحكومة والاكتفاء بالتركيز على الإصلاحات الاقتصادية والخدمية مع هامش صغير من الإصلاحات السياسية
- أعادت الاحتجاجات الأخيرة الشعور بـ "العراقية" والانتماء للعراق لدى قطاعات واسعة من عامة الشيعة غير المسيسين مع رفض واضح للتدخلات الإيرانية 
- لا تبدو الحكومة المركزية قادرة على تقديم حزمة إصلاحات جدية تلبي مطالب المحتجين
- من المحتمل أن تلجأ الحكومة المركزية تجنبا لتجدد الاحتجاجات إلى اتخاذ قرارات حازمة للحد من نفوذ وسيطرة الفصائل المسلحة، الحليفة لإيران بالدرجة الأولى
- لم تتغير منظومة الحكم بعد غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين تغيرا جذريا
- للأحزاب والكتل السياسية مصلحة حقيقية في استجابة "محدودة" من قبل الحكومة لمطالب المحتجين بعيدا عن مطلب مكافحة الفساد
- أكدت الاحتجاجات الأخيرة حقيقة انعدام الثقة بالقيادات السياسية في الحكومة ومجلس النواب، وأيضا بقيادات المجتمع الدينية والعشائرية، والأحزاب السياسية

ظلت دوافع الاحتجاجات ذاتها في الموجات الأربع السابقة التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظات وسط وجنوبي العراق، إلا أن الاحتجاجات الراهنة تميزت بغياب القيادة وعدم تبعيتها لأي جهة سياسية أو دينية خلافا لسابقاتها التي تبنى التيار الصدري تنظيمها وتوقيتاتها سواء بدايتها أو نهايتها.

في الاحتجاجات السابقة كان للمرجعيات الدينية والكتل السياسية دور ما في توجيهها ورسم سياساتها وتنسيقها مع الحكومة المركزية وقواتها الأمنية التي تعاملت مع الاحتجاجات دون ممارسة أساليب القمع التي استخدمتها ضد المحتجين الذين خرجوا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول احتجاجا على سوء الخدمات والبطالة وفشل الحكومة في مكافحة الفساد.

إلى حد ما، نجحت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في عدم انزلاق البلاد إلى الفوضى الأمنية التي توقعها سياسيون وخبراء بعد سقوط أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى الذين تضاربت الأنباء حول الجهة المسؤولة سواء القوات الأمنية التي اعترفت وزارة الدفاع العراقية بأنها استخدمت "القوة المفرطة" ضد محتجين في مدينة الصدر معقل التيار الصدري، أو اتهامات وجهها ناشطون لبعض فصائل الحشد الشعبي وفصائل أخرى مسلحة.

أعلن عادل عبد المهدي عن حزمة قرارات في محاولة من الحكومة المركزية لاحتواء الاحتجاجات بمنح تعويضات لذوي الضحايا ودعم العاطلين وتقديم منح مالية لنحو 150 ألفا منهم مع وعود بتقديم مساعدات لهم للبدء في تنفيذ مشاريع صغيرة خاصة بغير القادرين على العمل، بالإضافة إلى فتح باب التطوع للانتساب إلى وزارتي الدفاع والداخلية وتسهيل قروض الإسكان وتوزيع الأراضي وبناء وحدات سكنية في المحافظات الأكثر فقرا.

تشير آخر التقارير إلى أن هناك أكثر من 60 في المئة من العراقيين هم دون سن 24 عاما النسبة الأعظم منهم عاطلون عن العمل، بمن فيهم حملة الشهادات الجامعية الذين نظموا سلسلة من التظاهرات قبيل اندلاع احتجاجات الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وأن 22.5 بالمئة من السكان فقراء كما يشير تقرير البنك الدولي الصادر في مارس/ آذار 2019.

لكن قرارات رئيس الوزراء التي تضمنت سبعة عشر بندا خلت تماما من أي ما يشير إلى عزم الحكومة اتخاذ إجراءات عملية لمكافحة الفساد المطلب الأول الشامل للمحتجين طيلة السنوات 2015 إلى 2019.

لم تتغير منظومة الحكم بعد غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين تغيرا جذريا على الرغم من الانتقال من حكم الفرد إلى الحكم وفق النظم الديمقراطية. ظلت الأحزاب والكتل السياسية التي تشكلت بعد الاحتلال هي ذاتها تقريبا المهيمنة على السلطة والثروات بعد ستة عشر عاما مع تغيرات على مستوى بعض القيادات السياسية لا ترقى إلى التغيير الحقيقي في منظومة الحكم التي قامت على أسس المحاصصات السياسية.

هناك ثمة أصوات ظهرت في الاحتجاجات الأخيرة تدعو لاسقاط الحكومة وتغيير مجمل العملية السياسية، لكنها تظل أصوات خافتة لا تعبر عن تيار واسع.

في كل الموجات السابقة من الاحتجاجات يتراجع المحتجون عن مواصلة احتجاجاتهم بتحقيق بعض، وليس كل المطالب، لكن الاحتجاجات الراهنة لا يخضع قرارها لاحزاب سياسية أو كتل نيابية أو مرجعيات دينية، وهو ما يعطيها استقلالية أكبر في اتخاذ قرار استئناف الاحتجاجات بزخم اقوى.

للأحزاب والكتل السياسية مصلحة حقيقية في استجابة "محدودة" من قبل الحكومة المركزية لمطالب المحتجين بعيدا عن مطلب مكافحة الفساد الذي تتصدر مشهده قيادات تلك الأحزاب والكتل السياسية، وهو ما يفسر غياب الإشارة إلى ملف الفساد في خطاب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في 6 أكتوبر/تشرين الأول الذي أعلن فيه تنفيذ بعض مطالب المحتجين على الرغم من أن عبد المهدي هو المعني الأول بمكافحة الفساد من خلال موقعه كرئيس للجنة العليا لمكافحة الفساد.

قد تكون المرة الأولى التي يوجه فيها المحتجون انتقادات صريحة للمرجعية الدينية. لم تدعم المرجعية الدينية الاحتجاجات بشكل واضح على الرغم من إصدارها دعوات "خجولة" للاستجابة لمطالبهم وعدم استخدام العنف ضد المحتجين.

هذا الموقف لاقى انتقادات حادة من قبل المحتجين دفع المرجعية لتبني موقفا أكثر وضوحا في الجمعة التالية، 11 أكتوبر/تشرين الأول، دعا لتشكيل لجنة تحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن قمع المحتجين وقتلهم ومحاسبتهم.

أكدت الاحتجاجات الأخيرة حقيقة انعدام الثقة بالقيادات السياسية في الحكومة ومجلس النواب، وأيضا بقيادات المجتمع الدينية والعشائرية، والأحزاب السياسية "المتورطة" أكثر من غيرها بالفساد المالي والإداري.

وتميزت الموجة الأخيرة من الاحتجاجات عن سابقاتها بالتركيز على المطالب الأساسية المتمثلة في تحسين الخدمات الأساسية ومكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين، وتجاوز البعد الطائفي في الشعارات المرفوعة والمشاركة من مكونات مختلفة على الرغم من أن قيادات الاحتجاج في عمومها من المكون الشيعي.

يمكن الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات لم تلتفت للمرجعيات الدينية أو قيادات الكتل النيابية وقيادات الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة، وكذلك القيادات العشائرية، وهي بمجموعها تشكل القوى التقليدية التي لعبت الدور الأساسي في قيادة الدولة والمجتمع بعد غزو العراق 2003.

الاحتجاجات الأخيرة "قد" تكون امتدادا لاحتجاجات أوسع شهدتها دول عربية عدة منذ أواخر العام الماضي 2018 في السودان والتي أطاحت برئيسها عمر البشير، وفي الجزائر ربيع هذا العام والتي أجبرت رئيسها عبد العزيز بوتفليقة على تقديم استقالته، لكن الاحتجاجات العراقية لم تركز على تغيير النظام السياسي أو اسقاط الحكومة والاكتفاء بالتركيز على الإصلاحات الاقتصادية والخدمية مع هامش صغير من الإصلاحات السياسية.

أعادت الاحتجاجات الأخيرة الشعور بـ "العراقية" والانتماء للعراق لدى قطاعات واسعة من عامة الشيعة غير المسيسين مع رفض واضح للتدخلات الإيرانية وارتباط كتل سياسية أو فصائل مسلحة بإيران، وهو تطور لافت باتساع مساحته على الرغم من أن بوادر ذلك كانت واضحة منذ احتجاجات البصرة في يوليو/تموز 2018.

ولا تبدو الحكومة المركزية قادرة على تقديم حزمة إصلاحات جدية تلبي مطالب المحتجين، أو أنها قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة بعيدا عن مجموعات الفساد التي تعرقل أي مساع للإصلاح. لذلك، فمن المحتمل أن تلجأ الحكومة المركزية تجنبا لتجدد الاحتجاجات إلى اتخاذ قرارات حازمة للحد من نفوذ وسيطرة الفصائل المسلحة، الحليفة لإيران بالدرجة الأولى، لحماية مؤسسات الدولة وآليات عملها لتنفيذ الإصلاحات المنتظرة، ومع هذا الاحتمال، فإنه يمكن أن يسفر عن نتائج أكثر خطورة تتمثل في الصدام بين الدولة والفصائل التي ستجد نفسها أمام خيار الدفاع عن وجودها ومصالحها.

يتوقف فرض التغيير السياسي في المقام الأول على استجابة الحكومة المركزية استجابة مقنعة للمحتجين وتلبية مطالبهم الأساسية. خلاف ذلك، من المتوقع أن تتجدد الاحتجاجات ويرتفع سقفها إلى الإصرار على إسقاط الحكومة وتغيير العملية السياسية من منطلق قناعة المحتجين بتسويف الحكومة ومماطلتها في تلبية مطالبهم التي هي في حقيقتها امتدادا لمطالب المحتجين منذ سنوات.

تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي  التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر

أحدث الأخبار

شنجن للخليجيين لمدة 5 سنوات من أول طلب
17:00 23.04.2024
مسجد باريس يعرب عن قلقه بشأن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي حول التسلل الإسلامي
16:00 23.04.2024
مصر تؤكد السيطرة على حدودها مع غزة
15:30 23.04.2024
وصول المعتمرين الإيرانيين المدينة المنورة بعد توقف 9 سنوات
15:00 23.04.2024
ميرزاييف: "السياسات الأرمينية العدائية قادتها إلى الهاوية"
14:00 23.04.2024
تورال إسماعيلوف : إيران تري أن أذربيجان تمثل تهديدًا لها
13:00 23.04.2024
تواصل جلسات الاستماع بشأن الدعوي التي رفعتها أرمينيا ضد أذربيجان" في محكمة العدل الدولية - مباشر
12:15 23.04.2024
وفد من البنتاجون يزور النيجر لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية
12:00 23.04.2024
بدأ عملية تحديد إحداثيات الحدود الأذربيجانية الأرمينية
11:50 23.04.2024
سلطان عُمان يزور الإمارات ويبحث مع محمد بن زايد التعاون والعمل المشترك
11:45 23.04.2024
زيارة أردوغان للعراق. دلالات على مرحلة جديدة من التعاون
11:30 23.04.2024
إيران وباكستان تبحثان إصلاح العلاقات بعد توترات حدودية
11:16 23.04.2024
أمير قطر يبدأ اليوم زيارة لبنجلاديش لتعزيز التعاون الاقتصادي
11:00 23.04.2024
القمة الثلاثية في تونس تناقش تحديات أمنية واقتصادية مشتركة
10:46 23.04.2024
الشيخ مشعل الأحمد يبدأ زيارة دولة للأردن
10:30 23.04.2024
الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلوجراماً من الشاورما
10:16 23.04.2024
الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً
10:00 23.04.2024
إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي بسوريا
09:45 23.04.2024
استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية
09:17 23.04.2024
بغداد وأنقرة تتجهان لطيّ صفحة الخلافات السياسية
09:00 23.04.2024
سيول تحتج على إرسال الزعماء اليابانيين قرابين لضريح ياسوكوني
18:00 22.04.2024
مشاهد قاسية لجثامين انتُشلت من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي
17:30 22.04.2024
هل حان وقت احلال السلام في القوقاز؟
17:00 22.04.2024
مشتريات الصين من الذهب تعزز ارتفاع أسعاره وتحطيمه أرقاماً قياسية
16:30 22.04.2024
منتدى خليجي- أوروبي يبحث الأمن والتعاون الإقليمي
16:00 22.04.2024
باسل الحاج جاسم : ترسيم الحدود بين اذربيجان وأرمينيا خطوة لتجاوز عقبات السلام الدائم في القوقاز
15:09 22.04.2024
هنية إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية
15:00 22.04.2024
فكرت صادقوف: " جنوب القوقاز اقترب من السلام الدائم
13:51 22.04.2024
شابنام حسنوفا : زيارة الرئيس إلهام علييف إلي روسيا ليست صدفة
13:00 22.04.2024
تحديد 29 يونيو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
12:00 22.04.2024
انتخابات تشريعية في المالديف على خلفية منافسة بين الهند والصين
11:00 22.04.2024
أمير الكويت يعين الشيخ أحمد العبد الله نائباً للأمير
10:30 22.04.2024
أمير قطر يصل إلى الفلبين في مستهل جولة آسيوية تشمل بنجلاديش ونيبال
10:15 22.04.2024
الغارات الإسرائيلية تقتل 48 شخصاً في غزة خلال 24 ساعة
10:00 22.04.2024
العراق يتباحث مع أردوغان بشأن حصة عادلة من المياه لنهري دجلة والفرات
09:45 22.04.2024
الرئيس الإيراني يزور باكستان
09:30 22.04.2024
الأردن: نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لمواجهة مع إيران
09:15 22.04.2024
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي لـ 34 ألفا و79 شهيدًا
09:00 22.04.2024
إيران تتسلم أول شحنة من الطائرات المقاتلة الروسية سو-35
19:00 21.04.2024
حكومة باربادوس تعترف بدولة فلسطين
18:00 21.04.2024
جميع الأخبار