الإعلام السعودي.. المتحدث باسم "بي كا كا" الإرهابي (تحليل)

ـ من يتابع تصريحات الإدارة السعودية أو ما تنشره وسائل إعلامها المرئية والمقروءة بخصوص عملية "نبع السلام" يظن أن تركيا أعلنت الحرب على الرياض

تحليلات 13:00 27.10.2019

ـ من يتابع تصريحات الإدارة السعودية أو ما تنشره وسائل إعلامها المرئية والمقروءة بخصوص عملية "نبع السلام" يظن أن تركيا أعلنت الحرب على الرياض
ـ لم يصدر عن الإدارة السعودية أو إعلامها ردة فعل شديدة لهذه الدرجة حتى عقب الهجوم الأخير الذي طال شركة أرامكو النفطية
ـ قناتا "العربية" و"الحدث" وصحيفة "عكاظ" التي تأتي في مقدمة الصحف المعادية لتركيا يبدو وكأنها وسيلة إعلامية لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وتحاول تشويه صورة العملية وأهدافها عبر استخدام وسائل الدعاية السوداء وتزييف الحقائق
ـ لا يمكن أن تفسر حملات التشوية والدعاية السوداء التي تشنها الإدارة السعودية على العملية، إلا في إطار محاولات إضعاف تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا

يبدو أن عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا على طول الشريط الحدودي مع سوريا، قد أزعجت عش الدبابير، وغيرت التوازنات في الساحة، فإنها أسقطت أيضا أقنعة الفاعلين الدوليين واحدا تلو آخر.

وكان من المتوقع قيام الدول الحلفاء في "الناتو" والشركاء الاستراتيجيين والدول التي تتعاون منذ سنوات مع التنظيمات الإرهابية ضد تركيا، باتخاذ موقف معادٍ للعملية.

إلا أن إدانة العملية من السعودية والإمارات، وجامعة الدول العربية التي تدور في فلكهما، إضافة إلى البحرين ومصر، وقيام إعلامها المقروء والمرئي بإعلان الحرب عليها عبر عناوين الصحف والبث الحي على مدار 24 ساعة، يبدو وكأنه نوع من الكوميديا السوداء.

وأصدرت الجامعة العربية التي لا تحظى بتقدير الشعوب واحترامها ـ ولا حتى الحكومات ـ بيانا يدين عملية "نبع السلام" ويصفها بـ "الاحتلال"، لكنه لم يلق اهتماما حتى من الدول الأعضاء.

ولأنه معروف عن الجامعة افتقارها إلى آلية التنفيذ والتطبيق، فقد امتنعت بعض الدول الأعضاء عن توقيع البيان، فيما أعلنت أخرى عبر وزارات خارجيتها أنها لا تتفق مع القرار المتخذ.

حديث الجامعة التي التزمت الصمت إزاء تدمير وتخريب دول عربية على يد الولايات المتحدة وروسيا وإيران، عن السيادة السورية التي انتهكتها تماما جيوش تلك البلدان، لا يمكن تقييمه إلا في إطار الكوميديا.

علاوة على ذلك، فإن تباكي الأنظمة العربية وإعلامها اليوم على التنظيم الإرهابي، الذي هجّر السكان العرب شمال سوريا أراضيهم، وأطلق على المنطقة اسم "روج آفا"، يعد أمرا غير أخلاقي.

ولم تعقد الجامعة العربية اجتماعا طارئا ضد إيران التي تتحكم في أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء)، ولم ترفع تلك الأنظمة صوتها إزاء انتهاك إسرائيل السيادة السورية وضرب أهداف تراها مهمة.

كما تم تنظيم استقبال مهيب في السعودية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد، الذي ارتكب المجازر في سوريا دون تمييز بين نساء وأطفال وشيوخ.

ومن يتابع تصريحات الإدارة السعودية، أو ما تنشره وسائل إعلامها المرئية والمقروءة بخصوص عملية "نبع السلام"، يظن أن تركيا أعلنت الحرب على الرياض، أو أنها قصفت منشآتها النفطية مثل شركة أرامكو، أو قدمت أسلحة لجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في اليمن، الذي تحول إلى مستنقع غاصت فيه الإدارة السعودية.

ولم يصدر عن الرياض أو إعلامها ردة فعل قاسية لهذه الدرجة، حتى عقب الهجوم الأخير الذي استهدف شركة أرامكو، بل إن موقفها من العملية كان أشد بكثير من رد فعل نظام الأسد.

وسائل الإعلام السعودية وعلى رأسها قناتا "العربية" و"الحدث "، إضافة إلى صحيفة "عكاظ" التي تأتي في مقدمة الصحف المعادية لتركيا، تبدو وكأنها وسائل إعلامية ناطقة باسم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، وتحاول تشويه صورة العملية وأهدافها عبر استخدام أساليب الدعاية السوداء وتزييف الحقائق.

فمراسلة "العربية" مثلا، جعلت طفلين يرقدان وسط الشارع بالمنطقة التي تنفذ فيها تركيا العملية، في مشهد تمثيلي رخيص.

كما نشر مسؤولون سعوديون عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، منشورات عن تركيا والعملية لا يمكن أن يستوعبها العقل، وقامت حسابات المتصيدين على "تويتر" بحملات التشويه والتزييف كما يفعلون دائما.

وأما "عكاظ" فخرجت بعنوان "العالم ضد أردوغان"، وكأنها تقوم بدور وسائل إعلام "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي.

وحاولت الصحيفة تضليل قرائها وإيجاد وعي مزيف لديهم، عبر نشر شائعات أن تركيا استهدفت السجن المحتجز فيه عناصر تنظيم "داعش"، وأنه تم تحرير الإرهابيين.

كما نشرت صحف "الجزيرة" و"الوطن" و"الشرق الأوسط" و"الحياة" و"العرب" أخبارا كاذبة وملفقة أيضا حول العملية.

وبينما كان الإعلام السعودي يجري مقابلات مع قيادات منظمة "غولن" الإرهابية، ويتعامى عن الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي على المناطق الحدودية وعلى المدنيين، اتفقت وسائله جميعا على الحديث عن هروب عائلات عناصر "داعش"، وعن تهجير 130 ألف مدني.

حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كذب هذه الادعاءات عبر تويتر قائلا، "ربما يكون الأكراد (ي ب ك/ بي كا كا) يطلقون سراح بعضهم (عناصر داعش) من أجل إقحامنا في الحرب".

ولجأ أحمد عوض، الكاتب في صحيفة "عكاظ" إلى أسلوب متدنٍ جدا، مدعيا أن الجيش التركي يحارب أحفاد صلاح الدين الأيوبي، فيما هاجم كاتب صحيفة "الجزيرة" محمد الشيخ، الدوحة لدعمها العملية، قائلا إن "قطر لم تعد دولة عربية بل تتركت".

وسبق أن قال فهيم الحامد، الكاتب في "عكاظ" ومستشار وزير الإعلام سابقا، إن سياسة بلاده تجاه دمشق لم تتغير أبدا، وإن الرياض تتحرك في إطار القانون الدولي، إلا أن السياسة التي اتبعتها الإدارة السعودية بشأن سوريا وقت اندلاع الأحداث فيها مارس/ آذار 2011، على النقيض تماما من سياستها الحالية.

وقبل ثلاثة أعوام، قال وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير، إن مقاتلات جيش بلاده ستحارب إلى جوار تركيا ضد "داعش" الإرهابي في سوريا، وإن الرياض تدعم جهود أنقرة في هذا الإطار. وكانت الإمارات والإدارة الانقلابية في مصر، أصلا في تحالف سري مع نظام الأسد.

نفذت السعودية ومصر والإمارات عمليات عسكرية دموية في عدة دول عربية تصفها بالشقيقة.

وارتكبت الرياض وأبوظبي جرائم حرب في اليمن، كما تقدم دعما عسكريا ولوجستيا لقوات اللواء المتقاعد الانقلابي خليفة حفتر، ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا.

تذكرت الرياض مؤخرا السيادة السورية، وأن سوريا دولة عربية، فيما تتغاضى عن ظلم نظام الأسد ومجازره منذ مارس 2011 وحتى اليوم.

بل على العكس، قامت بتوفير الدعم المادي واللوجستي لتنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي تحت حجة محاربة "داعش"، موجهة بذلك طعنة من الخلف إلى العرب الذين يعيشون في تلك المناطق.

ولم تكتفِ بذلك، بل أجرى إعلامها مقابلات صحفية مع قياديين في "بي كا كا" الإرهابية ونشروا مقالات لهم وكأنهم رجال دولة.

وقام ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، بزيارة الرقة ودير الزور شمال شرقي سوريا عامي 2017 و2019، والتقى قياديي التنظيم الإرهابي واعدا إياهم بتقديم الدعم.

ملايين العرب السوريين تُرك مصيرهم تحت تصرف إرهابيي "ب ي د"، ولم يكن هذا الأمر يشكل تهديدا لتركيا فقط، بل لسوريا أيضا.

حسنا، لماذا تهاجم السعودية العملية بهذه الشدة، رغم علمها أن الأراضي السورية أصبحت مستباحة من قبل القوى الدولية، وأن هناك استهدافا للهوية العربية لسوريا؟

من المؤكد أن العلاقات بين أنقرة والرياض توترت إلى أقصى حد خلال السنوات الأخيرة.

ومع تدهور العلاقات السياسية بسبب الموقف التركي من الانقلاب في مصر، والحصار على قطر، ومع تدهورها أكثر العام الماضي بسبب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول، زادت الإدارة السعودية وإعلامها من عدائها لتركيا في كل فرصة تسنح لها.

ولا يمكن أن تفسر حملات التشوية والدعاية السوداء التي تشنها الإدارة السعودية على العملية، إلا في إطار محاولات إضعاف تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
جميع الأخبار