أمام إصرار الحكومة والمحتجين..احتجاجات العراق إلى أين؟

سيكون لاي اضعاف للنفوذ الإيراني في العراق مصلحة أمريكية في تعزيز نفوذها على حساب النفوذ الإيراني في سياق التنافس بين الدولتين في عموم المنطقة.

تحليلات 11:00 24.11.2019

يرى مراقبون أن الاحتجاجات في العراق جزء من مشهد أشمل يضم لبنان والداخل الإيراني، وهو "ضربة قاسية" للنفوذ الإيراني في البلدين، العراق ولبنان.
تبدو الاحتجاجات في العراق ولبنان وإيران امتدادا لحملة "الضغط القصوى" الهادفة لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة عموما، وفي الخليج تحديدا.
وعلى الرغم من ان الاحتجاجات موجهة بالدرجة الأساس ضد النفوذ الإيراني في العراق لكن هذا لا يعني ان المحتجين يميلون إلى تأييد الولايات المتحدة وترجيح كفتها في التنافس على النفوذ في العراق على حساب إيران.
سيكون لاي اضعاف للنفوذ الإيراني في العراق مصلحة أمريكية في تعزيز نفوذها على حساب النفوذ الإيراني في سياق التنافس بين الدولتين في عموم المنطقة.
وحذرت المرجعية الشيعية عدة مرات من ان يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتنافسة على النفوذ والمصالح في المنطقة دون الإشارة إلى التنافس الأمريكي الإيراني.
لم تعلن أي دولة موقفا صريحا مؤيدا للاحتجاجات في العراق سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوربي أو الدول العربية، باستثناء مواقف بعض الدول والأمم المتحدة الداعية لوقف العنف ضد المحتجين.
وتتهم أوساط في الحكومة العراقية وبعض قيادات الحشد الشعبي الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بالوقوف خلف الاحتجاجات، وهي ذات الاتهامات الإيرانية التي اعلن عنها أكثر من مسؤول إيراني، بما فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
ويميل المحتجون إلى تحميل إيران الجزء الأكبر من مسؤولية ما آلت اليه أوضاع العراق بعد ستة عشر عاما من هيمنة الأحزاب السياسية القريبة منها أو الحليفة لها على السلطة، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للعراق.
تتمسك إيران بالحفاظ على النظام السياسي القائم ومنع اسقاطه أو اسقاط حكومة عادل عبد المهدي التي حققت الكثير من المكاسب لفصائل الحشد الشعبي الحليفة لها.
كما ان عادل عبد المهدي يرفض حتى الان تقديم استقالته الا وفق شروط تبدو "تعجيزية".
ومن ضمن استراتيجيات عادل عبد المهدي في التمسك برئاسة الحكومة قبوله بتقديم استقالته اذا نجحت كتلتا الإصلاح والفتح في التوافق على تكوين حكومة جديدة والاتفاق على مرشح توافقي بديل، وهو الامر الذي "قد" لا يتحقق الا بالتوافق بين الكتلتين بالتنسيق مع إيران المعنية أولا بمواجهة تصاعد مشاعر "السخط" ضدها في أوساط المحتجين الذين يشكل اتباع التيار الصدري من غير المنتمين للتيار تنظيميا غالبيتهم العظمى خلافا لقيادات التيار الذين هم جزء من بنية العملية السياسية التي يُراد الإطاحة بها.
وحتى الان نجح عادل عبد المهدي في التمسك بالسلطة وعدم التنازل عن شرطه "التعجيزي" الذي يدرك ان الواقع السياسي المتسم بالتنافس على السلطة والموارد بين أكبر كتلتين سياسيتين في مجلس النواب لا يسمح بارساء مثل هذه المقاربات.
لكن ذلك لا يعني ان بقاء عادل عبد المهدي في السلطة امرا حتميا طالما ان ذلك محكوم بالتوافقات الدولية بين الولايات المتحدة وإيران، وإصرار المحتجين على البقاء في الساحات وتعطيل الحياة العامة لاطول فترة ممكنة.
لذلك يراهن عادل عبد المهدي في تمسكه بالسلطة على شرطه "التعجيزي" بايجاد بديل توافقي وحكومة جديدة تسبق تقديم استقالته، وعلى عامل الوقت ومواصلة الاحتجاجات التي هي الأخرى رهنا باستمرار وصول الدعم المالي والمساعدات الغذائية والخيم والبطانيات مع قدوم فصل الشتاء، بالإضافة إلى قدرات المحتجين على تعويض خسائرهم جراء انقطاعهم عن ممارسة أعمالهم اليومية التي يتقاضون عنها في الغالب اجورا يومية لمعيشتهم واعالة أسرهم.

وتحاول قوى شريكة في العملية السياسية، مثل التيار الصدري، الذي هو جزء من السلطتين التنفيذية والتشريعية استثمار الاحتجاجات لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأطراف الأخرى في السلطة بتنبني مطالب المحتجين والدفاع عنهم في الساحات من خلال المئات من عناصر سرايا السلام، الجناح المسلح للتيار، الذين ينتشرون في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد.
وبعد نحو خمسين يوميا من الاحتجاجات لا يزال المحتجون متمسكون بمطالبهم باسقاط حكومة عادل عبد المهدي واجراء انتخابات مبكرة بعد اجراء تعديلات جوهرية على النظام الانتخابي المعمول به في العراق، وهو أيضا أحد اهم ما تدعو اليه المرجعية الشيعية للخروج من الازمة الراهنة وتجنيب العراق الدخول في فوضى امنية تعتقد المرجعية انها ستؤدي حتما إلى حرب داخلية.
كما ان حكومة عادل عبد المهدي لم تبد اية مرونة في ما يتعلق بقبول رئيسها تقديم استقالته استجابة لمطالب المحتجين، في ذات الوقت الذي تتمسك الأحزاب السياسية بعدم اقالة عبد المهدي من خلال حجب الثقة عن حكومته في مجلس النواب الذي تقوده كتلتي الإصلاح برئاسة مقتدى الصدر والفتح برئاسة هادي العامري، وهي الكتلة التي تمثل الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي الداعمة لحكومة عادل عبد المهدي.
ستكون عملية اقالة عادل عبد المهدي بحاجة إلى اغلبية أعضاء مجلس النواب اذا تمسك بعدم تقديم استقالته "طوعا" أو تحت ضغط الاحتجاجات أو في بعض الأحيان تحت تاثير ضغوطات دولية مصدرها في الغالب، الولايات المتحدة أو إيران التي لا تزال تعارض أي محاولة لاقالته.
للمحتجين مشاكل حقيقية معقدة مع النظام السياسي القائم والأحزاب السياسية المهيمنة على السلطة والموارد بما فيها من فساد مالي واداري وشيوع المحاصصة السياسية المبنية على الطائفية والعرقية، وتغليب الانتماء للمكون على الانتماء للعراق ومصالحه العليا، بالإضافة إلى تردي الخدمات وسوء إدارة مؤسسات الدولة وما يتعلق بالانفاق وهدر المال العام والبطالة وغيرها.
بعد انطلاق الموجة الجديدة من الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعد الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتنفيذ سلسلة من الإجراءات المتعلقة بإقالة الفاسدين وتقديمهم إلى القضاء العراقي وتوفير وحدات سكنية للمواطنين وفرص عمل للعاطلين مع إجراءات لاصلاح مجالس المحافظات التي هي جزء من منظومة الفساد، بالإضافة إلى مناقشة مجلس النواب تعديلات دستورية وتغييرات وزراية وقوانين انتخابات جديدة تتماشى مع مطالب المحتجين في اجراء انتخابات مبكرة.
لكن الحكومة المركزية ومجلس النواب حتى الان لم يتخذا ما يكفي من الخطوات الإجرائية لاعادة ثقة المحتجين بتنفيذ وعودهما.
وتواجه الحكومة المركزية جملة من التحديات التي تقف حائلا دون تنفيذ وعودها حيث تفتقر إلى الأموال اللازمة بسبب الفساد "المنظم" لاعادة تاهيل البنية التحتية الأساسية وتوفير فرص العمل وإعادة اعمار المدن التي دمرتها الحرب على تنظيم داعش.
وعلى الرغم من أهمية هذه الاحتجاجات وجسامة التحدي "الوجودي" الذي يواجه حكومة عادل عبد المهدي، لكن لا تزال الاحتجاجات في مراحل نموها الأولى وسوف لن تحقق الكثير طالما افتقرت إلى "قيادة" مخولة تتحدث باسمها وتتفاوض نيابة عن المحتجين لتحقيق مطالبهم باجراء إصلاحات جذرية بعيدة عن الحلول "الترقيعية" التي ستترك الباب مفتوحا لموجات جديدة من الاحتجاجات.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار