بعد 3 أشهر.. تحديات على طريق "الانسجام السياسي" بالسودان

رغم مرور نحو 3 أشهر على تولي عبدالله حمدوك رئاسة الحكومة إلا أن التعقيدات لا تزال تشوب المشهد السياسي

تحليلات 14:00 24.11.2019

محللون:
- لقاء حميدتي ومدير المخابرات دمبلاب يشير إلى وجود صراع مبطن بين العسكر والمدنيين بمجلس السيادة رغم الانسجام الظاهر
- تباين المواقف أحيانا يعود إلى قلة الخبرة لدى الأطراف العسكرية والمدنية بالمجلس
- رغم النجاحات التي حققتها الحكومة بقضيتيْ السلام ومساعي رفع السودان من قائمة الإرهاب إلا أنها لم تحقق اختراقا بعد على المستوى الاقتصادي 
- مطلوب من حكومة حمدوك خطة واضحة للأزمات الاقتصادية الحالية
- عناصر النظام السابق تسعى لعرقلة نجاح الحكومة الانتقالية

رغم مرور نحو 3 أشهر على تولي عبدالله حمدوك رئاسة الحكومة السودانية، إلا أن التعقيدات لا تزال تشوب المشهد السياسي المحلي، وتطرح تحديات جمة على طريق الانسجام بين العسكر والمدنيين، في بلد بدأ لتوه رحلته نحو الاستقرار السياسي.

تحديات يفرضها وضع سياسي واقتصادي غير مستقر، عقب توقيع المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير اتفاقا تشكلت على ضوئه سلطة انتقالية في مستواها السيادي والتنفيذي، فيما لا يزال المجلس التشريعي بعيدا عن التكوين في الوقت الحالي.

** انسجام مفقود 

قضية "لجان المقاومة"، التي تشكلت خلال الثورة على نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير، أعادت باليومين الماضيين إلى الواجهة شكل العلاقة بين الأعضاء المدنيين والعسكريين في مجلس السيادة، ومدى تناسقهم في عملهم.

وسلط لقاء عضو مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" ومدير المخابرات أبوبكر دمبلاب، الضوء على مسار هذه العلاقة بين المدنيين والعسكر.

وأثار اللقاء جدلا واسعا عقب إعلان لجان مقاومة بالعاصمة الخرطوم تضم عدد من لجان أحياء بالمدينة، تعرضها لحملة منظمة بغرض إضعافها وتشويه صورتها وتحييد دورها المقاوم تمهيدا لتصفيتها.

ولجان المقاومة؛ تشكلت في الأحياء والقرى والمدن بالبلاد، عقب اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكان لها الدور الأكبر في إدارة التظاهرات بالأحياء والمدن وحتى في عزل الرئيس السابق البشير لاحقا.

الكاتب عبد الحميد عوض الكريم، اعتبر أن أعضاء مجلس السيادة بمكوّنهم العسكري والمدني بدوا "منسجمين وهم يتعاملون حول ملف السلام".

ومستدركا في حديث للأناضول: "لكن لقاء حميدتي ودمبلاب أشار إلى أن هناك خفايا حول هذه العلاقات الجيدة، لأن سعي هؤلاء المنسوبون للمكون العسكري للقاء لجان المقاومة يشير إلى أنهم يسعون إلى نزع أحد أذرع القوة لدى قوى الحرية والتغيير والمدنيين في مجلس السيادة".

وأضاف: "هذا اللقاء بالتأكيد يشير إلى وجود صراع مبطن بين العسكر والمدنيين في مجلس السيادة".

إلا أن المحلل السياسي عبدالله رزق يرى أن "مجلس السيادة الانتقالي مكون واحد لا مجال فيه للتمييز بين العسكري والمدني، عقب توقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس/ آب الماضي".

ويعزى رزق، في حديث للأناضول، تباين المواقف أحيانا إلى قلة الخبرة لدى الأطراف العسكرية والمدنية في مجلس السيادة.

وتابع: "بمرور الوقت، ستنتفي مثل هذه المسائل والتداخلات بين العسكر والمدنيين باعتبار أن ضعف الخبرة والتجربة أسباب هذا الاختلاف".

وبدأت في السودان، يوم 21 أغسطس الماضي، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرًا، وتنتهي بإجراء انتخابات.

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية اضطرابات يشهدها بلدهم منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وتتبلور التعقيدات على مستوى السلطة السيادة، حيث أن مجلس السيادة مكون من 6 مدنيين رشحتهم قوى الحرية والتغيير، و5 عسكر يمثّلون عماد اللجنة الأمنية للعهد السابق التي عزلت البشير.

وعلاوة على ذلك، تبرز تحديات أخرى في علاقة بالسياق الاقتصادي الصعب الذي تولت فيه حكومة حمدوك السلطة، إضافة إلى الحرب التي تشهدها بعض مناطق البلاد، واستمرار تحكم عناصر حزب البشير في مفاصل الدولة.

** البحث عن موطئ قدم

المتتبع لأداء حكومة حمدوك سيقف على أنها تسعى لتحقيق نجاح في أمرين محددين؛ أولهما تحقيق السلام ما من شأنه خلق استقرار سياسي في البلاد يساهم في تحقيق نمو اقتصادي، وهذا ما أكده رئيس الوزراء بأكثر من مناسبة.

وجند حمدوك كل علاقات الحكومة الخارجية في حشد جهود دولية لدعم هذا الاتجاه، من خلال لقاءاته في واشنطن الأمريكية وجوبا عاصمة الجارة الجنوبية وأديس أبابا الإثيوبية والقاهرة المصرية، وحتى لدى لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أواخر سبتمبر الماضي.

وصاحب هذا الحراك السياسي نحو السلام من قبل الحكومة الانتقالية تركيز باتجاه آخر وهو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، الملف الشائك الذي لم يمكّن التغيير الحاصل في السودان من تيسيره.

ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرًا تجاريًا كان مفروضا على السودان منذ 1997.

لكن واشنطن لم ترفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج عليها منذ عام 1993، لاستضافته الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

** نجاح سياسي وبطء اقتصادي

مراقبون يرون أن انشغال الحكومة بقضيتيْ السلام وقائمة الإرهاب ينبغي أن لا يؤثر على قضايا أخرى تعتبر أساسية؛ مثل استبعاد رموز النظام السابق، ومحاسبتهم على جرائم انتهاكات حقوق الإنسان والفساد.

وتؤكد قوى "إعلان الحرية والتغيير" أن هذه القضايا هي التي حركت الجماهير في الشارع، وهي مطالب شعبية واجبة النفاذ، وعلى رأسها حل حزب البشير واستبعاد عناصر النظام السابق من سدة الخدمة المدنية.

وأقالت حكومة حمدوك معظم قيادات الصف الأول في الوزارات والمؤسسات والهيئات والشركات الحكومية، إلا أن الكثيرين يرون أنها لازالت بعيدة عن تحقيق مطالب الجماهير.

ويرى الكاتب الصحفي عبد الحميد عوض الكريم، أن حكومة حمدوك نجحت سياسيا، ويحسب لها أنها حتى الآن حفاظها على "الحرية" وهي أحد شعارات الثورة ، وسعيها لبناء دولة ديمقراطية.

وأضاف في حديث للأناضول أن "الحكومة الانتقالية أجرت تغيرات واسعة في الخدمة المدنية، وتسعى لتغيير مؤسسي عبر القانون".

لكنه يعود مستدركا: "رغم النجاحات التي حققتها الحكومة على هذه المستويات، إلا أنها لم تفعل شيئا على المستوى الاقتصادي بهذه الفترة القصيرة".

وأردف: "ولكن مطلوب منها خطة واضحة للأزمات الاقتصادية الحالية لأنه حتى الآن، لا يبدو أن لديها خططا اقتصادية للتعامل مع هذه الأزمات".

من جانبهم، يعتبر مراقبون أن الأزمات المستمرة اقتصاديا تشكل سبب وجود عناصر موالية لحزب البشير، وتعيق انسياب خدمات الوقود والمواصلات والخبز وغيرها للجماهير، بغرض خلق حالة بلبلة بالبلاد.

لكن حزب البشير ينأى بنفسه عن ذلك، وبحسب رئيسه المكلف إبراهيم غندور، فإن هذه الحكومة بعيدة عن تحقيق مصالح الشعب، وإن حزبهم لا يسعى لخلق أي بلبلة.

** نحو التغيير

الكاتب والمحلل السياسي عبدالله رزق، رأى أن الحكومة الانتقالية هي "حالة بين النظامين السابق والجديد، ونشأت بناء على مساومة سياسة وتفاوض، ولذلك فهي تتلمس الطرق القانوني في التغيير وليس النهج الثوري".

وأوضح للأناضول أنه "من الطبيعي أن يلازم عمل حكومة حمدوك البطء، لأن الإجراءات القانونية تأخذ وقتا، بالإضافة إلى أن عناصر النظام السابق تحاول عرقلة عمل حمودك".

ويشير إلى أن ذلك يجعل مراقبين يرون أن الحكومة بطيئة أو ضعيفة الاستجابة للأزمات، رغم أنه منوط بها وضع أسس للنظام القادم عقب انتهاء الفترة الانتقالية التي تستمر لثلاثة سنوات".

ويرى رزق أن "مجهود حكومة حمودك بفك عزلة السودان عمل سياسي ناجح، وهو ما تحقق في الأيام الماضية، وأخيرا مشاركته في اجتماع الاتحاد الأوروبي ببروكسل (العاصمة البلجيكية)". 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
جميع الأخبار