آلية انتقال الحكم في السلطنة لا تحتمل الفراغ بعد السلطان قابوس

تحليلات 09:00 30.12.2019

حين يتم الحديث عن سلطنة عُمان اليوم، فإن السؤال الذي يقفز إلى الواجهة هو: أي مستقبل ينتظر عُمان بعد السلطان قابوس بن سعيد الذي اعتلى العرش عام 1970؟ فالأنباء المتعلقة بالوضع الصحي للسلطان تجعل السؤال مشروعاً، وإنْ كان العُمانيون يرون أن ثمة حملة مبرمجة تُطلق الشائعات من جهات في “البيت الخليجي”.

يحرص متابعون للشأن العُماني على التأكيد أن النظام الأساسي للدولة يُحدّد بوضوح لا لبس فيه آلية انتقال الحكم في السلطنة، بما لا يؤدي إلى وقوع البلاد في فراغ أو الدخول في نزاعات من شتى الأنواع. فالنظام الأساسي ينص على أن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان، ويُشترط فيمن يتمّ اختياره لولاية الحُكم من بينهم، أن يكون مسلماً رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين عُمانيين مسلمين”. وترسم المادة السادسة منه الآلية، إذ تشير إلى أن “مجلس العائلة المالكة يقوم، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، فإذا لم يتفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطان للبلاد، قام مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان في رسالته إلى مجلس العائلة”.

المراقبون يرون أن غياب منصب ولي العهد الذي كان من شأنه أن يرسم طريق الخلف قبل حصول فراغ في سدَّة الحكم، تعوّضه الآلية التي تُحتّم على كبار أركان الدولة المُحَدَّدين في النظام الأساسي تثبيت من اختاره السلطان في رسالته، في حال ظهر أن مجلس العائلة غير قادر على اختيار الخلف. ويعزو هؤلاء حال القلق التي تسود بعض الأوساط العُمانية إلى شعورهم بأن غياب السلطان قابوس الذي ينظرون إليه على أنه أب الجميع سيترك فراغاً حقيقياً في نفوس العُمانيين، الذين يُقدّرون له ما أنجزه للبلاد خلال نصف قرن جعل خلالها عُمان في مصاف الدول الحديثة، عبر خطط التنمية والنهوض التي تتواصل بخطى حثيثة. كما نجح بعد توليه الحكم بإعادة توحيد العُمانيين بعد نزاع داخلي في السبعينيات عُرف بـ”ثورة ظفار”، وتوفير مظلة آمنة لهم، فيما المنطقة تغلي بالاضطرابات والحروب والقلاقل والأحداث المتقلبة.

وقد خطت سلطنة عُمان سياسة خارجية اعتمدت على سياسة الأبواب المفتوحة. تقول إحدى الشخصيات النافذة إنه من الحكمة أن “نبقي على نافذة إذا أوصد الآخرون الأبواب”. هذا ينطبق على العلاقة مع إيران. ففي خضم احتدام المواجهة الأمريكية-السعودية مع طهران، تحوَّلت مسقط إلى دور وصل لا قطع. هذه السياسة أملتها اعتبارات معادلة “الحياد الإيجابي” ودبلوماسية الوساطة، وانتهاج الحلول السلمية في حل الصراعات، وعدم التدخل في شؤون الغير ورفض الغير التدخل في شؤونها.

 أرادت القيادة العمانية خلال العقود المنصرمة الالتفات للداخل العماني الذي كان يتطلب بناء دولة مؤسسات والدخول في عصر الحداثة من دون الانقلاب على التقاليد، وتعزيز مفهوم المواطنة والمسؤولية المشتركة للفرد. ويذهب البعض ممن رافق مسيرة قابوس إلى الجزم بأن الرجل كان ليسير بخطى أسرع بكثير، لكنه آثر عدم الذهاب إلى تحوّلات جذرية في المجتمع كان يمكن أن تؤدي إلى ردَّة فعل سلبية، واتخذ منحى الخطوات المدروسة التي تتلاءم مع المزاج العام ومستوى تقبّل النسيج العُماني للتحوّلات. وقد بدا ذلك واضحاً في كيفية مساندته بشكل دائم لدور المرأة، وتعبيد الطريق أمامها لتكون عنصراً فاعلاً ومساهماً في نهضة عُمان، كما لعب دوراً أساسياً في تغيير الكثير من المفاهيم المجتمعية لجهة “أن لا عيبَ في أي عمل ولا انتقاص”، وفي الدفع باتجاه إرساء ثقافة التعايش واحترام الأديان الأخرى، حيث جرى تأمين دُور عبادة لمختلف الطوائف والإثنيات التي تعيش في السلطنة وتُسهم في اقتصادها وعمرانها.

والسلطنة التي تعتمد على النفط كمصدر دخل أساسي، تضع في خططها تطوير القطاعات الإنتاجية التي تؤمِّن تنويعاً في مصادر الدخل. ويتركز الاهتمام، اقتصاديا، على التسويق لمشروع “الدقم” جنوب مسقط الذي رصدت له الحكومة العُمانية مليارات الدولارات لتحويلها من منطقة نائية إلى موقع اقتصادي ضخم يشمل مناطق صناعية ولوجستية وسكنية، مدعومة ببنية تحتية ومطار دولي لجذب الاستثمارات الكبيرة في رهان على ميناء مؤهل ليصبح واحداً من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط على المدى الطويل، كونه يقع جغرافياً على خطوط الملاحة الدولية، رابطاً بين الشرق والغرب، ومشرفاً على أهم مناطق في آسيا وأفريقيا. بينما يتم إيلاء السياحة أهمية قصوى، حيث أن استراتيجية وزارة السياحة تهدف إلى تأمين أكثر من خمسمئة ألف فرصة عمل حتى عام 204، وتنمية القطاع بنحو خمسين مليار دولار من الاستثمارات.

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

وزير الخارجية المصري يبحث الملفات الإقليمية والدولية مع نظيرته الجنوب أفريقية
14:00 20.04.2024
مباحثات تركية- مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة
13:30 20.04.2024
دولة فلسطين نحو اعترافات إضافية غداة الحجب الأمريكي لعضويتها الأممية
13:00 20.04.2024
ثوران جديد لبركان روانغ في إندونيسيا. وخطر تسونامي لا يزال قائماً
12:30 20.04.2024
انفجارات أصفهان.. القصة الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران
12:00 20.04.2024
انطلاق الانتخابات العامة في الهند... وحزب مودي الأوفر حظاً
11:30 20.04.2024
الأمم المتحدة تستنكر التحطيم المتعمد للأجهزة الطبية بمستشفيات غزة
11:00 20.04.2024
أسطول الحرية مستعد للإبحار من تركيا لغزة. وتحذير لإسرائيل من أي هجوم
10:30 20.04.2024
إسرائيل تسعى إلى منع صدور أمر اعتقال بحق نتنياهو
10:00 20.04.2024
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و12 شهيدا
09:30 20.04.2024
ميرزايف : نشهد أحداثًا تاريخية
09:00 20.04.2024
أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
جميع الأخبار