يقول أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك محمد بازي إن الرئيس دونالد ترامب ورث سلاما نسبيا، لكن اغتيال إدارته للجنرال قاسم سليماني يوم الخميس قد يتبين أنه أفدح خطأ للسياسة الخارجية الأميركية، وقد يؤدي إلى حرب مع وكلاء إيران في كل أنحاء الشرق الأوسط، مما يبدد رغبة ترامب المفترضة في إخراج الولايات المتحدة من صراعاتها اللانهائية.
ولكن تأثيره الفوري الأكثر ترجيحا سيكون زيادة الضغط على الحكومة العراقية لطرد القوات الأميركية من العراق، وهذا يعني أن تمد إيران نفوذها الكبير -الممتد بالفعل- على الحكومة والمجتمع العراقي.
وذكر الكاتب أن سليماني لم يكن جنرالا أو زعيم جواسيس عاديا، وأنه ربما كان الرجل الثاني الأقوى في النظام بعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وكان يرعى "عبادة الشخصية" في الداخل والخارج كقائد بطولي ومخطط عسكري صمم توسع النفوذ الإيراني عبر الشرق الأوسط، حيث امتدت المليشيات الشيعية والعملاء من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن.
وينسب إلى سليماني الكثير من الإيرانيين والعراقيين، دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم الدولة. كما ساعد في تنسيق القوات الإيرانية لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، وسيكون هناك ضغط هائل على إيران وحلفائها للثأر لمقتله.
وأشار بازي إلى أن ترامب عندما تولى منصبه لم تكن هناك أزمة أميركية مع إيران، لكنه خلق واحدة، مدفوعا من مستشارين متشددين أيد الكثير منهم غزو العراق عام 2003، ورغبته في التراجع عن أحد أهم إنجازات سلفه باراك أوباما في السياسة الخارجية.
ففي مايو/أيار 2018 انسحب ترامب فرديا من الاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض العقوبات الأميركية التي شلت الاقتصاد الإيراني.
وكان ترامب يذكر دائما رغبته المفترضة في إنهاء تدخل الولايات المتحدة في الحروب الخارجية، في سوريا والعراق وأفغانستان، لكن منذ مايو/أيار 2019 حشدت وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 14 ألف جندي في الشرق الأوسط.
وفي المقابل، يرى بازي أن النظام الإيراني أخطأ أيضا في الحسابات وتجاوز، محاولا زعزعة استقرار المنطقة بإلحاق أضرار بالسعودية والإمارات على دعمهما حملة ترامب "أقصى ضغط". وعندما تردد ترامب في القيام بعمل عسكري في عدة مناسبات، أدلى القادة الإيرانيون بتصريحات متبجحة عن ضعف الولايات المتحدة.