العالم العربي في 2020: هل يمكن الخروج من عنق الزجاجة؟

مختبرات ثورية وهواجس مستقبلية

تحليلات 18:00 05.01.2020

لا توجد حلول للحالة العربية. فمن سوريا للجزائر من إيران لفلسطين ومن السودان للبنان والعراق تستمر التفاعلات، لهذا لن تقدم سنة 2020 إعادة البناء في سوريا واليمن او إيقاف التدهور والحروب في المشهد العربي العام، أو نتائج واضحة للحراك العراقي اللبناني، فكل قضية تحمل في طياتها الكثير من التفاعلات.

الحراك، الذي برز في الجزائر كما وفي السودان في 2019 مستمر في 2020، إضافة لذلك الحراك الكبير في العراق ولبنان فتح الباب للأسئلة الصعبة حول التركيبة السياسية لكلا البلدين، لكن الحراك أو الثورة أو الانتفاضات ستضيف إلى المعاناة والتدهور قبل أن تطرح الحلول والأجوبة. والواضح أن الشعوب العربية لم تعد تتحمل محاصصة فاسدة ونهبا للخزينة العامة وسوء إدارة وسيطرة تؤدي لأسوأ النتائج الاقتصادية. كل الدول العربية تعيش حالة تغيير معلنة أو مكتومة في العام 2020.

 

لبنان - أزمات متلاحقة أشعلت احتجاجات واسعة قدحت شرارتها ضريبة الوتساب الواضح في العام 2020 أن ما يحرك العرب في كل مكان هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بمعظم المجتمعات العربية، إذ تنخر الواقع العربي أزمة بطالة خانقة، نتجت عن حالة فساد وسوء استخدام للسلطة. وحتى في المجتمعات التي لا تشعر بوقع الأزمة الاقتصادية، فالفساد بحد ذاته قادر على تدمير أعظم الاقتصاديات الاقليمية.

ربيع عربي ثان وثالث ورابع...كل الدول العربية تعيش حالة تغيير معلنة أو مكتومة في العام 2020.

إن المسألة الاقتصادية العربية لن تحل لوحدها بلا تعامل جاد مع المسألة السياسية المتعلقة بحقوق المواطن والشفافية في وسائل الحكم والرقابة والمساءلة وتدوير السلطة ضمن آليات انتخابية وقانونية واضحة وعادلة.

في العام 2020 سيستمر السعي لتهدئة الأزمة الخليجية وحصار قطر، دون أن يعني ذلك صدور إعلان واضح بانتهاء الأزمة، على الأغلب سيشهد الوضع القطري- السعودي رفعا تدريجيا للحصار، بينما تستمر قطر في سياساتها الاستقلالية. الواضح بنفس الوقت أن المملكة العربية السعودية تسعى للخروج من حرب اليمن، وهذا السعي قد ينجح في 2020، لكنه بنفس قد يشهد تعرجات مرتبطة بطبيعة التوترات القائمة مع إيران كما وبين إيران والولايات المتحدة.

يمكن القول بأنه لإيران كل المصلحة في استمرار تورط السعودية في اليمن. المشكلة اليمنية تتطلب حتما ايقاف الحرب، لكن السؤال في اليمن: ماذا بعد ذلك، وهل من خطة حقيقية للسلام وإعادة البناء، وماذا عن دور الإمارات في جنوب اليمن، ام أن اليمن سيدخل في نزاعات جديدة كالأفغنة والصوملة؟

"الواضح أن الشعوب لم تعد تتحمل محاصصة فاسدة ونهبا للخزينة العامة وسوء إدارة وسيطرة تؤدي لأسوأ النتائج الاقتصادية. كل الدول العربية تعيش حالة تغيير معلنة أو مكتومة في العام 2020"

 

لبنان - أزمات متلاحقة أشعلت احتجاجات واسعة قدحت شرارتها ضريبة الوتساب وتواجه مصر في 2020 المزيد من التساؤلات عن دور الجيش في الاقتصاد وفي الإدارة وفي الحياة السياسية. ففي مصر يسيطر الجيش على كل مناحي البلاد. 2020 ستشكل سنة هامة لطرح المزيد من الأسئلة حول دور الجيش في الاقتصاد والسياسة، بل إن ظاهرة المقاول «محمد علي» مستمرة، وقد تبرز شخصيات شبيهه في العام 2020.

هذا لا يعني أن مصر في 2020 مستعدة للتغيير الشامل، فالواضح أن خروج رئيس الأركان السابق سامي عنان من السجن قد يعني أن جزءا من الدولة لم يعد مقتنعا بالدور الراهن للجيش ولا بالمستوى الذي وصلت إليه حالة السجون المصرية بعد موت الرئيس السابق مرسي في السجن، يكفي أن شخصيات مميزة ومعروفة كعبد المنعم أبو الفتوح، إضافة لإعادة اعتقال علاء عبد الفتاح وماهينور المصري.

اليوم في السجون المصرية عشرات الألوف من المصريين ممن ينتمون لكل التيارات بما فيهم من أيد سابقا الحراك المضاد للإخوان المسلمين في 30 حزيران/يونيو 2013.  عندما يكون الجيش في الحكم و في السلطة و في قلب الاقتصاد سيحتك مع المواطنين في كل المسائل، وهذا ليس بالأمر الجيد لا للدولة المصرية ولا للجيش.

قد يشهد عام 2020 هزيمة أو انتصار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كل هذا متوقف على ظروف الانتخابات ومدى حجم الفضائح التي تلاحق الرئيس والوضع الاقتصادي الأمريكي إضافة لطبيعة المنافس من الحزب الديمقراطي. ولا يوجد ما يؤكد أن ترامب لو فاز بالرئاسة مرة ثانية سيستمر في صراع مفتوح مع إيران، بل قد يقدم على تفاهم متبادل مع إيران مما قد يعيد سياساته للمربع الأول. إن السياسة الأمريكية في حالة تراجع في الشرق الأوسط، وهذا يعني إمكانية عقد صفقة مع إيران تؤدي للتهدئة. سيكون هذا الأمر مزعجا لإسرائيل كما ولبعض دول الخليج التي ستضطر للتأقلم مع قيام ترامب بالتفاهم مع إيران.

لبنان - أزمات متلاحقة أشعلت احتجاجات واسعة قدح شرارتها مشروع ضريبة الوتساب

لكن إيران هي الأخرى اهتزت صورتها في الشرق الأوسط بسبب أحداث 2020، فقد وقع في إيران حراك سياسي مدني انتهى بمقتل 1500 مواطن إيراني، لكن بنفس الوقت الحراك اللبناني والعراقي فتح الباب على مصراعيه لتحالفات جديدة، لحكومات أكثر مساءلة. لقد أحيا حراك لبنان والعراق إمكانية التضامن بين قوى من طوائف مختلفة كما أنه حرك قواعد الطائفة الشيعية باتجاه الطوائف الاخرى. ورغم عمق هذه الحراكات لازالت إيران تحافظ على نفوذها في عدد من الدول العربية.

أما صفقة القرن، فبعد كل الضجيج الذي أثارته لم ينتج عنها اي جديد. فلا توجد صفقة، كل المطروح تأييد أمريكي للسياسات الاسرائيلية القائمة وسط ضعف رسمي وتآكل عربي. كل المطروح مزيد من الاستيطان إضافة للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل والمستوطنات بصفتها عملا مشروعا. لهذا يستمر الصراع في فلسطين بين الحقوق والعدالة من جهة وبين الاستيطان والاستعمار من جهة اخرى، بينما سقط في العام 2019 ما تبقى من فكرة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية إلا أن الحراك الشعبي الفلسطيني سيزداد زخما في قلب دولة إسرائيل.

إن الحراكات الشعبية في الإقليم العربي تترابط وتتقاطع المحاور المتصارعة في الاقليم. فهناك الدور الإيراني و التركي و الروسي و السعودي الإماراتي، وهناك الحالة الخليجية في ظل الاستقلالية القطرية ثم الكويتية ثم العمانية. صراع الأطراف والمحاور مستمر في الإقليم، لكن حراك الشعوب سيكون له الصوت والصدى الأكبر في 2020.

 

 


ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار