مئة يوم في قصر قرطاج.. سياسة سعيّد تحتاج وضوحا أكثر

محللان سياسيان تحدثا للأناضول عن المئة يوم الأولى للرئيس التونسي قيس سعيد في الحكم

تحليلات 21:00 01.02.2020

مرت 100 يوم على ظفر "أستاذ القانون الدستوري" قيس سعيّد، بكرسي قصر قرطاج، الذي تولاه رسميا في 23 أكتوبر 2019.

الأستاذ الذي أوصله إلى سدة الحكم نحو 3 ملايين ناخب، عقدوا عليه كل آمالهم، عله يكون عند حسن ظنهم، ويحدث "التغيير" المنتظر.

مسؤولية ليست بالهينة أمامه، رغم الصلاحيات المحدودة التي منحه إياها الدستور، فكيف ينظر إلى هذه الفترة من حكم سعيد؟

في حديث للأناضول، اعتبر المحلل السياسي كمال الشارني "سعيّد وفيا بوعده من حيث المبدأ، وقدم انطباعا إيجابيا، خاصة أنه كان وعد في المناظرة المتلفزة قبيل الانتخابات، بإجراء حوار بعد مرور 100 يوم من توليه منصب الرئاسة، وفي ذلك احترام لناخبيه".

من جانبه، قال المحلل السياسي بولبابة سالم، إن "الـ 100 يوم تعد فترة سماحة كما تسمى في عديد ديمقراطيات العالم، وهي التي تفسح المجال لأي مسؤول جديد حتى يتعرف على دواليب الدولة ويجري تقييما موضوعيا".

** رئاسة متعثرة وحكومة لم تولد بعد

واستدرك الشارني بالقول إن سعيد بدأ "رئاسة متعثرة، أولا لتزامنها مع انتخابات تشريعية، وفي نفس الوقت عدم القدرة وإلى غاية اليوم على تشكيل الحكومة".

وأضاف أنه "لا يمكن للرئيس ممارسة صلاحياته إلا في حالة وجود حكومة، فليس أمامه طرف مقابل، وحكومة يتعامل وينسق معها على المدى البعيد، وبالتالي هناك ارتباك دستوري".

** خلل في الاتصال

وتابع الشارني أن "الجانب السلبي أيضا، هو عدم قدرة سعيد، على التخلص من شخصيته وطريقة اتصاله الانطوائية، إذ بدأنا ننتظر تسريبات حتى نفهم ما يحصل في الرئاسة".

ورأى أنه "فشل على مستوى الاتصال، وأنه اتصال غير صناعي وغير مهني وغير مجدٍ".

وعن طريقة التواصل التي يتوخاها سعيد، سواء مع الصحفيين أو مع الشعب عموما، قال الشارني "يفترض أن تكون أكثر وضوحا".

ولفت إلى أن سعيد، "لم يحسن طريقة اختيار مساعديه، بل كان عليه إعداد فريق كامل من الخبراء والمستشارين.. في شتى المجالات حتى لا يخطئ، ويكون ملما بكل المسائل".

من جهته، اعتبر سالم أن "الأداء الاتصالي يتسم بضعف كبير، إذ كان من المفترض أن يعين (سعيد) شخصيات ذات خبرة وقدرة كبيرة في مجال التواصل".

وقال إن "المطلوب منه أن يكون عمليا أكثر، وأن يشكل فريقا متجانسا يعتمد أكثر على العنصر الشبابي، وينسجم مع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، ويساهم من موقعه في تشكيل الحكومة".

** ملفات خارجية

وانتقد الشارني تأخر الرئاسة في إصدار المواقف وردود الفعل إزاء القضايا الخارجية، قائلا "نعول على سعيد، حتى يتحرك باتجاه ارتداء شخصية الرئاسة، والإسراع في إصدار ردود فعل".

فيما قال سالم إن "سعيد، وجد نفسه أمام آلة سياسة خارجية في ظل عدم وجود وزير خارجية بعد يتم التنسيق معه".

وأضاف "رغم ذلك وجدنا تفاعلا مع الوضع الليبي، إذ استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما التقى مجلس القبائل (الليبي)، وكان هناك تنسيق مع الشقيقة الجزائر، التي سيزورها الأحد كما وعد في نفس الإطار".

** الشباب والثورة

وفي علاقته بجرحى الثورة، اعتبر الشارني أن "ظهور سعيد، كان من منطلق أخلاقي فلكوري، وأنه اعتمد في ذلك سياسة الحضن الدافئ.. واكتفى بزيارات أجراها لعائلات الجرحى، أو استقبال بعضهم، دون أن يتحقق لهم أي شيء على أرض الواقع".

وتابع "كان بإمكانه أن يقوم بدعوى قضائية للمطالبة بالإسراع بنشر القائمة الرسمية لجرحى وشهداء الثورة".

وبحسب الشارني، فإنه "من الصعب إحداث تغيير كبير".

وأضاف في هذا الصدد "نحن في حالة حيرة، لدينا تحديات في كافة الجهات، ونتمنى أن يوضح سعيد الحقيقة، خاصة في مستوى تشكيل الحكومة".

وطالب الشارني "بالتوضيح في صورة فشل حكومة (رئيس الوزراء المكلف إلياس) الفخفاخ، في الحصول على ثقة البرلمان، ومعرفة الخطوات التي قد تلي ذلك.. وكل الشعب في انتظار إجابات شافية".

وذكر سالم، أن "من الجوانب السلبية هو حديثه المطول عن الشباب ومشاغلهم، وفي المقابل لا تعكس تعييناته ذلك، إذ كانت أغلبها وجوها أكاديمية قديمة، وكان بإمكانه تعيين بعض الشباب ممن عمل معه في الحملة مثلا".

وشدد على أن "التونسيين ينتظرون منه وضوحا أكثر.. وحلحلة لعديد المسائل الاقتصادية والاجتماعية العالقة".

ولفت إلى "ضرورة أن يستعمل الرئيس تأثيره الأدبي مع الأحزاب التي دعمته، للإسراع في تشكيل الحكومة".

** مسائل مجتمعية في الأولوية

وأوضح سالم أن "انتقادات وجهت إلى سعيد، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، وهذا نابع من أن منتقديه لم يرغبوا في وصوله إلى الحكم، لأنه لا يمثل مراكز النفوذ، وبالتالي ليس وراءه مكنات إعلامية كبيره مثل غيره" على حد قوله.

وتابع أن "سعيد، حرص على إيجاد انسجام مع خطاب قدمه في الحملة الانتخابية، بالتركيز على مسائل الشباب والتفاعل معهم.. كما أنه كان منسجما في مواقفه مع القضية الفلسطينية".

وفيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بيّن سالم أنه "لما انتشرت ظاهرة السطو على المواطنين، فإنه استقبل وزير الداخلية مرتين، ولاحظنا تحسنا في الأداء الأمني".

وأضاف أن "الوضع الصحي أيضا كان محل اهتمام الرئيس سعيد، فهناك متابعة لهذا الشأن، وكلنا يعلم أنه يشتغل في ظل عدم وجودة حكومة جديدة، وبالتالي فإنه وجد نفسه أمام كم من المشاكل المتراكمة داخليا وخارجيا".

واعتبر سالم أن "سعيد، أعطى رسالة قوية للشعب، وأراد تشكيل حكومة مع الأحزاب المصطفة حول الثورة "هناك معركة يخوضها صد النظام البرلماني".

ومنتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2019، فاز سعيد برئاسة الجمهورية، بحصوله على 72.71 بالمئة من أصوات الناخبين، بعدما منحه 2.7 مليون ناخب أصواتهم، في حين حقق منافسه نبيل القروي (رئيس حزب "قلب تونس") 1.04 مليون صوت، أي بنسبة 27.29 بالمئة.

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
جميع الأخبار