نجاح ونجاة..مكاسب "النهضة" التونسية من أزمة الحكومة

خبيران اعتبرا أن الحركة الإسلامية حققت نجاحا - وإن نسبيا - في مفاوضات تشكيل الحكومة وأفلتت من عزلة سياسية أرادتها لها بعض الأطراف

تحليلات 19:30 23.02.2020

 نجاح سياسي حققته حركة النهضة التونسية من أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، منحها أدوات الإفلات من عزلة أرادتها لها بعض الأطراف، لتخرج منتصرة في معركة معقدة كادت أن تعصف بالمشهد السياسي بالبلاد.

وحتى آخر لحظة من مساء الأربعاء، ظلت الساحة التونسية تنتظر موقف الحركة الإسلامية (54 نائبا من 217) من حكومة رئيس الوزراء المكلف حينها إلياس الفخفاخ، لمعرفة حظوظ التشكيلة في نيل ثقة البرلمان من عدمها.
ماراتون مفاوضات عسيرة جرى بين الفخفاخ والنهضة، بعد أن أجبر موقف مجلس شورى الحركة السبت الماضي برفض التصويت لحكومة معلنة في حينه، على فتح جولة جديدة من المفاوضات للوصول إلى حلّ يضمن تصويت النهضة، باعتبار امتلاكها لأكبر كتلة نيابية بالبرلمان.
** مسار تفاوضي "إيجابي"
الباحث التونسي في الفلسفة السياسية المعاصرة رياض الشعبي، اعتبر أن "النهضة حققت أهدافا جزئية من خلال زيادة نصيبها من الحقائب الوزارية بتشكيلة الفخفاخ (7 حقائب وزارية)" التي أعلنها ليل الأربعاء، مقابل 6 في التشكيلة المعلنة السبت الماضي.
واستدرك الشعيبي، في حديث للأناضول، قائلا إنه "من الواضح أن النهضة على مستوى الرؤية السياسية لم تستطع فرض قناعاتها، ولا أن تستعيد دورها المحدد والأساسي بتشكيل الحكومة".
وأوضح: "واضح من إعلان الحزام السياسي لحكومة الفخفاخ أن الأخير لم يقتنع بفكرة حكومة الوحدة التي دعت لها النهضة، وأصرّ على رفضه تشريك حزب 'قلب تونس' (لبيرالي/ 38 نائبا) ، وهو السبب الرئيسي الذي من أجله رفضت الحركة بالبداية التصويت لحكومة الفخفاخ".
وأكد أن "إصرار الفخفاخ على التمسك ببعض الوزراء رغم 'فيتو' النهضة يبيّن بوضوح محدودية تأثير الحركة على التشكيلة الحكومية".
من جانبه، بدا الباحث في العلوم الاجتماعية هشام الحاجي، أكثر قناعة بنجاح النهضة في مفاوضات تشكيل الحكومة.
وقال الحاجي، للأناضول إن "الأداء التفاوضي للحركة بمسار تشكيل الحكومة كان إيجابيا بمجمله".
ولفت إلى أنه "لا يجب أن ننسى أن هذه المفاوضات جرت بمناخ سياسي متشنج، ومناكفات وحسابات ذاتية لعديد الأطراف، ونشطت الكواليس بشكل جيّد" على حد قوله.
واعتبر أن "النهضة أحسنت التفاوض ومارست، حين يجب، الضغط وكذلك عندما فتحت الباب أمام التوافق".
وتابع: "في وقت من الأوقات، كان الهدف من العوائق التي وُضِعت أمام النهضة تعميق الخلافات الداخلية التي وقع امتصاصها مؤخرا".

** خيار "قلب تونس"
وبخصوص محاولات النهضة فرض حزب "قلب تونس" ضمن الائتلاف الحاكم باعتباره –إلى آخر لحظة- شرطا للتصويت لحكومة الفخفاخ، قال الشعيبي إن "النهضة اعتبرت أن الحزب هو الحليف الموثوق به، والذي تستطيع أن تشكل معه حكومة مستقرة، وتضمن استقرار عمل البرلمان".
موقف لفت إلى أن الحركة "توصلت إليه خصوصا بعد سقوط حكومة الحبيب الجملي، وحصول شرخ بينها وبين الكتلة الديمقراطية (مكونة بين حزب التيار الديمقراطي/ اجتماعي ديمقراطي/ 22 نائبا، وحركة الشعب/ قومي ناصري/ 15 نائبا) و4 نواب آخرين)".
واستبعد الشعيبي أن يكون طرح النهضة ورقة "قلب تونس" في مفاوضات تشكيل الحكومة تمّ لمجرد الضغط لتحصيل مزيد من الوزارات".
وبشأن ما إن كان موقف النهضة الأخير من "قلب تونس" خيار ظرفي أم توجه استراتيجي جديد للحركة يقطع مع ما ذهبت إليه منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة من اختيار صف "الثورة" لبناء التحالفات الحكومية، بدا الحاجي حذرا بالقول: "سيتضح في قادم الأيام، إن كان تحالف ظرفي أم استراتيجي جديد للنهضة بعد فشل العمل مع الأحزاب المحسوبة على الثورة".
وموضحا: "هذا ما سيتضح خلال الأيام القادمة، لان المقاربتان مختلفتان تماما، فالنهضة بالمفاوضات التي قادتها لتشكيل حكومة الجملي (أخفق في تشكيلها قبل الفخفاخ) كانت أقرب إلى ما يسمى بالخط الثوري".
ومستدركا: "ولكن في مفاوضات تشكيل حكومة الفخفاخ، لاحظنا من خلال حوارات قادة الحركة وخاصة رئيسها (راشد الغنوشي) وجود إصرار على مفهوم الوحدة الوطنية".
واعتبر الحاجي أن النهضة بذلك "عادت إلى مربع بعض القيم والمفاهيم (الوحدة) التي هي مدعوة لمزيد للدفاع عنها وبلورتها".

** التعويل على "خط الثورة"
عماد الخميري، الناطق باسم النهضة، أقر بأن من أسباب تمسك الحركة بحكومة حزام سياسي واسع، هو فشل تشكيل حكومة الجملي على أساس الخط الثوري والخط المناقض له.
وقال للأناضول: "انطلقنا من تجربة خضناها في تشكيل الحكومة في فصلها الأول المتعلق بتشكيل حكومة الحزب الفائز، ورأينا أن المنحى السياسي في تشكيل الحكومة فشل لعدم جدية بعض الأطراف السياسية (لم يذكرها)، ولأن الانتخابات لم تعطي للأحزاب أحجاما كبيرة تسمح لها بتشكيل حكومة على قاعدة مريحة".
وأضاف: "دعوتنا للفخفاخ لتشكيل حكومة وحدة وطنية مبنية أيضا على قراءة ترى أن الحزام السياسي الناجح هو الواسع الذي يشمل الأطراف والأحزاب التي لها تمثيلية كبيرة في البرلمان".
وأردف: "نرى في وعود الفخفاخ لنا بأن يعمل مستقبلا على هذا المعنى، وهو ما قرب بيننا وبينه وجعلنا نقبل بالمشاركة بالحكومة."

** تجنب العزلة
وحول ما ظهر من محاولات عزل النهضة سياسيا من خلال ما تمّ تداوله من محاولات أحزاب مساندة للفخفاخ التواصل مع "قلب تونس" لكسب مساندته وترك النهضة منفردة، لم يستبعد الخميري ذلك.
وقال: "لا نستبعد محاولات عزل النهضة خلال مفاوضات تشكيل الحكومة"، مشيرا أن "المحاولات تفشل بكل مرة".
وأشار إلى وجود "جهات وأطراف سياسية (لم يسمها) تبني مسارها في العمل السياسي على إبعاد النهضة، واعتبارها مكونا لا يُبْنى معه، وهناك محاولات بهذا الاتجاه، ولكن كل محاولة لا تقرأ في الواقع وفي الأحجام السياسية، وتحاول أن تتجاوز المكونات الأصيلة بالمسار السياسي، مآلها الفشل".
أما الحاجي، فأكد وقوع محاولة لعزل النهضة خلال مسار تشكيل الحكومة، و'في وقت من الأوقات، وجدت الحركة نفسها في ما يشبه عملية العزل التي أرادت بعض الأطراف توظيف الفخفاخ في تطبيقها عليها".
واعتبر أن "أحزابا رفعت السقف عاليا أثناء مفاوضات تشكيل حكومة الحبيب الجملي التي لم تنل الثقة، ثم تراجعت في شروطها مع الفخفاخ من باب التسهيل"، في إشارة إلى شروط حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب.
وتابع: "أعتقد أن النهضة وقلب تونس سيتقاربان أكثر (...) و"لقد تبيّن (رئيس الحزب الأحير نبيل) للقروي أن من مصلحته أن يبني علاقة توافق تبقي على الخلافات والخصوصيات، ولكن توافق بمضمون أعمق وأشمل من ذلك الذي كان بين نداء تونس والنهضة".

مصور حيدر علييف : حيدر علييف كان سببًا في احترافي التصوير

أحدث الأخبار

هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
طهران تترقب وصول فريق من الذرية الدولية لبحث التعاون بينهما
11:15 13.05.2024
قس أرمني: أريد العودة إلى قاراباغ
11:12 13.05.2024
بريطانيا: جاهزون للحرب
بريطانيا: جاهزون للحرب
11:05 13.05.2024
سلطان عُمان يبدأ الاثنين «زيارة دولة» إلى الكويت
11:00 13.05.2024
رئيس وزراء جورجيا يتعهد بتمرير قانون العميل الأجنبي خلال أيام
10:45 13.05.2024
حزب الله يدخل ثالث منظومات الصواريخ الثقيلة إلى المعركة ضد إسرائيل
10:30 13.05.2024
تساؤلات بشأن اهتمام طائفة البهرة بتطوير مساجد آل البيت في مصر
10:15 13.05.2024
برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن الغذاء
10:00 13.05.2024
القاهرة تصعد تدريجياً ضد تل أبيب
09:45 13.05.2024
الأونروا ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة
09:30 13.05.2024
الرئيس الروسي يقيل وزير الدفاع سيرجي شويجو
09:15 13.05.2024
أردوغان نتنياهو تخطى هتلر في أساليب الإبادة الجماعية
09:00 13.05.2024
روسيا تحرز تقدما جديدا في الاشتباكات الحدودية قرب خاركيف
16:00 12.05.2024
انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
15:00 12.05.2024
رئيس ليتوانيا يأمل في الفوز بولاية جديدة في انتخابات
14:00 12.05.2024
سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
13:00 12.05.2024
رئيس وزراء اليونان يزور تركيا
12:00 12.05.2024
اندلاع حريق في مصفاة نفط في روسيا
12:00 12.05.2024
يشبه المهاجرين بثعبان
11:00 12.05.2024
بايدن يضع شرطاً لوقف حرب غزة
10:00 12.05.2024
العراق يطيح بشبكتين دوليتين للإتجار بالبشر
09:00 12.05.2024
هايدي كون تجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي
17:29 11.05.2024
المصور الإسباني جيرفاسيو سانشيز يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
16:38 11.05.2024
الجيش الإسرائيلي: 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح
15:00 11.05.2024
رئيس جهاز المنظمات غير الحكومية في الأمم المتحدة يزور أذربيجان
13:53 11.05.2024
جميع الأخبار