بن سلمان وترامب يهددون علاقات امتدت 75 عاما

تحليلات 20:30 04.03.2020

كانت العلاقة القائمة منذ فترة طويلة بين السعودية والولايات المتحدة مبنية على المصالح المشتركة، ومع ذلك، فإن هذه العلاقات لم تجعل أبدًا دعم واشنطن للرياض غير مشروط بالقدر الذي نراه مع الإدارة الأمريكية الحالية.

يصادف 14 فبراير/شباط الذكرى الـ75 لاجتماع 1945 بين الملك السعودي "عبدالعزيز آل سعود" والرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" على متن حاملة الطائرات الأمريكية "كوينسي" في قناة السويس، وهو حدث يمثل بداية ما يُعرف اليوم بأطول علاقة أمريكية مع دولة عربية.

ليس سراً أن التحالف بين الرياض وواشنطن كان دائمًا قائمًا على المصالح والأهداف المشتركة بدلاً من القيم أو المبادئ المشتركة.

هيمنت هذه المنافع المتبادلة على العلاقة وسمحت لها بالبقاء خلال لحظات متوترة في تاريخها، بما في ذلك الحظر النفطي عام 1973 إبان الحرب التي خاضتها دول عربية ضد (إسرائيل)، وكذلك هجمات 11 سبتمبر/أيلول التي تسببت في توترات كبيرة لأن 15 من الرجال الـ19 الذين اختطفوا الطائرات كانوا مواطنين سعوديين.

لكن الأهداف الاستراتيجية المشتركة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين جعلت دعم واشنطن للرياض يبدو غير مشروط، لقد تم التأكيد على مدى هذا الدعم، بل تكثيفه، من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس "دونالد ترامب".

فمن ناحية، لم تتسبب أفعال أي مسؤول سعودي في إلحاق المزيد من الضرر بالعلاقات أكثر من أفعال ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الحاكم الفعلي للمملكة.

ومن ناحية أخرى، لم يغض أي رئيس أمريكي النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في المملكة أكثر من "ترامب".

على سبيل المثال، في عام 2011، بعد يومين من إرسال السعودية قواتها لمساعدة البحرين رداً على الثورة البحرينية ذُكر أن القوات البحرينية استخدمت الدبابات والمروحيات لطرد المحتجين من الشوارع في العاصمة، ولتطهير المعسكر في "دوار اللؤلؤة"، الذي أصبح رمزا للمظاهرات.

في ذلك الوقت، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" إن البحرين وحلفاءها، أي المملكة العربية السعودية دون تسميتها، كانوا على المسار الخطأ.

على النقيض من ذلك، في عهد الرئيس "ترامب"، أصبحت الولايات المتحدة غطاء لانتهاكات السعودية، وبالرغم من أن الولايات المتحدة تهدف إلى أن تكون رائدة لحقوق الإنسان، فإن الرئيس الأمريكي الحالي لم يتحدث أو يتخذ موقفًا حازمًا ضد سجن المملكة لناشطي حقوق الإنسان.

علاوة على ذلك، بالرغم من أن اليمن أصبحت موقعًا لأسوأ أزمة إنسانية في العالم ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تصرفات التحالف الذي تقوده السعودية، فإن دعم الرئيس "ترامب" للمملكة لم يتراجع.

حتى بعد القتل الوحشي للصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، لم يهاجم "ترامب" مباشرة الشخص الذي خلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أنه أمر بالقتل وهو "محمد بن سلمان".

علاوة على ذلك، استخدم "ترامب" حق النقض ضد القانون الذي صدر بدعم من الحزبين، وكان سينهي تورط واشنطن في حرب اليمن.

لو كانت إدارة "ترامب" حازمة في عدم السماح للسعودية باستخدام أسلحتها في قصف المدنيين، ولو لم تظهر سلوكها الحالي غير المفهوم في دعم ولي العهد، فربما لم تكن فترة الحرب اليمنية قد طالت لهذه المدة.

ومع ذلك، يبدو أن التغطية على اغتيال "خاشقجي" قد وحدت العديد من المؤسسات، بما في ذلك الكونجرس، لإدانة الأعمال التي شهدتها المملكة في عهد "بن سلمان"، وقد تجلى ذلك في الغضب الواسع النطاق من حرب اليمن، ومن مقتل "خاشقجي".

قال "نادر هاشمي"، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة "دنفر": "سعت إدارة ترامب للتغطية على مقتل خاشقجي ودعم جرائم الحرب السعودية في اليمن. لقد تحدى هذا السلوك الرأي العام العالمي الذي يعارض بشدة السياسة السعودية في كلتا الحالتين، وأدى ذلك إلى نظرة جديدة للعلاقة الأمريكية السعودية، بين المواطنين الأمريكيين. ويبدو مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية مظلمًا للغاية في الأيام المقبلة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى دعم ترامب لولي العهد وسياساته العنيفة".

لقد مر ما يزيد على نصف عقد من الزمان منذ تولي الملك "سلمان" العرش، وهي الفترة التي شهدت أيضًا ظهور "محمد بن سلمان". وقادت سياسات الأمير المملكة إلى التخلي عن نهج "الدبلوماسية الهادئة" الذي كان معروفًا عنها.

وقد أثر ذلك بوضوح على علاقة المملكة بالمؤسسات في واشنطن، ويبدو أن دعم "ترامب" المستمر زاد الموقف سوءًا لأنه ربما أعطى السعوديين انطباعًا بأن "ترامب" غير منزعج مما يفعلونه، وأنه يمكنهم الاستمرار.

هناك شيء استغرق السعوديون بعض الوقت ليدركوه، وهو أنه بالرغم من ظهور "ترامب" كحليف قوي، فمن غير المرجح أن يدخل نفسه في حرب مع دولة مثل إيران من أجلهم، على سبيل المثال، عندما قُصفت منشآت "أرامكو" في 14 سبتمبر/أيلول 2019 كان رد "ترامب" أقل حزماً مما أرادت الرياض.

عندما قال "ترامب" إنه لم يعد السعوديين بأنه سيحميهم، كان ينبغي أن يكون ذلك بمثابة رسالة إلى الرياض، وقال "ترامب": "لم أعد السعوديين بذلك. علينا أن نجلس مع السعوديين ونعمل شيئًا ما. يريد السعوديون الكثير بالنسبة لنا لحمايتهم، لكنني أقول، حسنًا، علينا أن نعمل.. لقد كان ذلك هجومًا على المملكة العربية السعودية، ولم يكن هذا هجومًا علينا".

في الواقع، من خلال هذا الرد، تخلى "ترامب" عن عقيدة "كارتر"، التي ألزمت الولايات المتحدة صراحة بالدفاع عن حقول النفط في الخليج ضد التهديدات الخارجية.

يبدو أنه مثال على التزام "ترامب" فقط بالعلاقات الاقتصادية مع المملكة الغنية بالنفط، بدلاً من الالتزام بسياسة أمريكية مستمرة منذ فترة طويلة.

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
جميع الأخبار