حضر الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف حفل وضع حجر الأساس لبناء مطار دولي في منطقة لاتشين. سيكون مطار لاتشين ثالث مطار تشيده أذربيجان في كاراباخ بعد فضولي وزنكيلان.لكن لماذا يتم بناء هذه المطارات في كاراباخ؟ على وجه الخصوص ، ما هي أهمية مطار لاتشين؟ هل يمكن لأذربيجان استخدام هذه المطارات لأغراض عسكرية؟سنحاول في هذا المقال الإجابة على الأسئلة أعلاه وشرح الخطوط الرئيسية لـ "سياسة المطارات" الأذربيجانية في كاراباخ.لنبدأ بحقيقة أن المطارات مبنية بشكل أساسي في المدن ذات الإمكانات السياحية الكبيرة. تستخدم المطارات على نطاق واسع لنقل الركاب والبضائع. من وجهة النظر هذه ، من المثير للاهتمام أن أذربيجان قد بنت ثلاثة مطارات في كاراباخ.وتجدر الإشارة إلى أن المطارات تستخدم ليس فقط للأغراض الاقتصادية ، ولكن أيضًا للأغراض اللوجستية والعسكرية ، إذا لزم الأمر.على سبيل المثال ، مطار كابول في أفغانستان ، الذي يجذب انتباه المجتمع الدولي حاليًا ، قد استخدم بنشاط من قبل الناتو والقوات الجوية الأمريكية ضد طالبان لسنوات عديدة. من بين 53 مطارًا في جمهورية تركيا الشقيقة ، يتم استخدام 18 مطارًا حصريًا للأغراض العسكرية ، بينما يُستخدم مطار ماناس في جمهورية قيرغيزستان للأغراض العسكرية والمدنية على حد سواء.كما تمت مناقشة إمكانية استخدام المطارات التي سيتم بناؤها في كاراباخ لأغراض عسكرية على نطاق واسع في الجمهور في البلاد. وبالتالي ، يدعي بعض الخبراء أن أذربيجان ستستخدم هذه المطارات لنشر قواتها بشكل مكثف في ظروف عسكرية محتملة ، وكذلك لاستخدام الطائرات العسكرية مثل Bayraktar و Su-25 و MiG-29 بطريقة أكثر راحة وربحية.ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ هل المطارات المزمع إنشاؤها في كاراباخ يمكن تشغيلها من قبل القوات الجوية في حالة اندلاع حرب محتملة؟ أم أن هذه المطارات مبنية بالفعل لأغراض عسكرية؟ وجهنا هذه الأسئلة إلى مشفيك مالكوف ، خبير عسكري ، مقدم متقاعد خدم في القوات الجوية الأذربيجانية لسنوات عديدة:"بادئ ذي بدء ، دعني أخبرك أن نشر المطارات العسكرية هو بشكل عام نشاط سري. لأنها تعتبر هدفا استراتيجيا عسكريا. أيضا ، المطارات ليست مجرد مدارج. هناك العديد من المرافق لتوفير الرحلات الجوية. بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن تكون هناك حظائر للطائرات. أي أن كل هذا يشكل مطارًا عسكريًا بطريقة معقدة. الجانب الأول من هذه القضية.

من ناحية أخرى ، إذا تم بالفعل مناقشة هذه المسألة في وسائل الإعلام ، فهذا يعني أن المطارات في كاراباخ ليست مدرجة في أي خطة استراتيجية عسكرية. على سبيل المثال ، زيارة القائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف إلى لاتشين ومشاركته في حفل وضع حجر الأساس للمطار ، والتقارير الأخيرة حول بناء المطار في فيزولي ، وإشراك متخصصين من آزال هناك تخبرنا أن هذه المطارات هي مدني بحت.بالطبع ، في الظروف العسكرية القاسية ، يمكن استخدام هذه المطارات لأغراض عسكرية ، لكن يجب أن تتمتع بالقدرات الفنية لتلبية المعايير العسكرية. وبالتالي ، مع الأخذ في الاعتبار الحالة القصوى في نظام الطيران العسكري ، يتم بناء المطارات الاحتياطية.يمنع بدء الرحلات بدون مطار احتياطي. تمت مناقشة خطة عسكرية قبل الرحلات القتالية. تم تعيين المهمة في الخطة ، وعلى الفور ، في المقام الثاني ، يتم تحديد مطار احتياطي. اتجاه الرحلة ، والموقع الجغرافي للرحلة ، وظروف الطقس ، وارتفاع الرحلة ، واتجاه الرياح ، وما إلى ذلك. يتم تحديد. بالنظر إلى كل هذا ، من المستحيل بدء الرحلة بدون مطار احتياطي.لأنه إذا ضرب العدو مطارًا عسكريًا أو لم يسمح الطقس له بالتحليق ، يتم تنفيذ المهمة القتالية من المطار الاحتياطي. لاحظ أن المطار الاحتياطي يجب أن يكون بعيدًا جدًا.كما تختلف المطارات العسكرية اختلافًا كبيرًا عن المطارات من حيث الغرض منها. وبالتالي ، يجب وضع معدات الدعم الأرضي للطائرة العسكرية هنا. في نفس الوقت ، المطارات العسكرية محمية على أساس نظام أمني دائري. بمعنى ، يتم وضع أنظمة الدفاع الجوي في دائرة لحماية المطار ، ويتم تثبيت أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات ، وحتى يتم حفر الخنادق. أنا شخصياً لم أصادف مثل هذه الحماية لمطار دولي في الممارسة العملية.المدرج في المطار العسكري ليس هو نفسه في المطار. هنا ، المدرج مصنوع من أكوام سمكها 16-18 سم وطولها 6 أمتار وعرضها 2 متر. لذلك فإن الاختلاف في الوجهة بين المطار العسكري والمطار كبير جدًا. من وجهة النظر هذه ، يمكننا القول إن المطارات لا تُبنى على أساس المعايير العسكرية ومن الصعب للغاية استخدامها لأغراض عسكرية. بالإضافة إلى ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن المعدات والمطارات العسكرية الموجودة حاليًا في ترسانة سلاح الجو كافية لمنع أي تهديد من الجزء المأهول بالسكان الأرمن في كاراباخ ، وكذلك من حدود الدولة مع أرمينيا ، والتي تقع على بعد حوالي ألف كيلومتر.كما أنني كخبير لا أرى ضرورة لبناء مطار عسكري في كاراباخ بشكل عام حيث يتم انتهاك وقف إطلاق النار المكثف. لدينا بالفعل ما يكفي من المطارات.

 

في المستقبل ، ليست هناك حاجة لبناء مطار عسكري جديد حتى بعد مغادرة قوات حفظ السلام للمنطقة. لأنه يوجد بالفعل مطار خوجالي ومن الممكن بناء مطار عسكري على قاعدته الهيكلية. أعتقد أنه بالتوازي مع المطارات المنشأة حديثًا في كاراباخ ، سيصبح مطار خوجالي في المستقبل مطارًا عسكريًا ، وسيتم تشكيل مطاره الاحتياطي في كاراباخ ، بالقرب من المطارات الحديثة. بشكل عام ، فإن بناء المطارات من قبل أذربيجان في كاراباخ ، وخاصة في لاتشين ، للأغراض العسكرية والمدنية على حد سواء ، سيسمح لنا بالسيطرة على المجال الجوي لغرب زنغازور وجميع أنحاء أرمينيا.