على الرغم من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان ، فإن حركة المقاومة تنمو. معقل المقاومة ضد طالبان هو وادي بنجشير ، الذي لم يهزمه العدو أبدًا. كان وادي بنجشير هو المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن السوفييت من الاستيلاء عليها أثناء غزو أفغانستان. لم تتمكن طالبان من دخول إقليم بنجشير عندما استولت على أفغانستان لأول مرة.وهي المقاطعة الوحيدة في شمال البلاد التي يعيش فيها الطاجيك والأوزبك والخزار وكيزيلباش التركمان ومجموعات عرقية أخرى بشكل مضغوط والتي لم تسيطر عليها طالبان بعد.الاتحاد الشمالي الجديد - أبناء على خطى آبائهم
اسم حركة المقاومة الجديدة التي تشكلت ضد طالبان في أفغانستان هو تحالف الشمال. تحالف الشمال الجديد هو ثاني تحالف مناهض لطالبان في التاريخ. تم تشكيل تحالف الشمال الأول بين الرئيس برهان الدين رباني ووزير الدفاع السابق أحمد شاه مسعود ضد نظام طالبان الذي استولى على السلطة في أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 ، وانضم إليه المشير رشيد دوستم منذ عام 2000.كان رشيد وشاه مسعود قائدين أفغانيين بارزين قاتلوا في الحرب الأهلية. ومع ذلك ، فإن سيطرة طالبان على البلاد في عام 2000 وحدهم ضد عدو مشترك.اليوم يعيد التاريخ نفسه في أفغانستان. بعد عشرين عامًا ، استعادت طالبان السلطة ، ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن تحالف الشمال الجديد الذي تشكل ضده بقيادة أحمد مسعود ، نجل شاه مسعود ، ويار دوستم ، نجل رشيد دستم. على خطى والدهما ، يقوم القائدان الشابان حاليًا بجمع قوات جديدة في بنجشير ويقاتلان طالبان.أحمد مسعود ، نجل شاه مسعود البالغ من العمر 32 عامًا ، الملقب بـ "بنجشير الساني" من أصل طاجيكي ، حصل على درجة الماجستير من لندن ، غرب. شارك بنشاط في العملية السياسية في أفغانستان منذ عام 2019. وهو حاليًا مؤسس تحالف الشمال وأول سياسي يطلق حركة مقاومة ضد طالبان. إنه يريد بناء أفغانستان ديمقراطية تعترف بحقوق متساوية لجميع الجماعات العرقية والدينية.نجل المشير راشد يار محمد دوستمسة رجل عسكري. لا يُعرف سوى القليل عن هذا القائد الشاب ، الذي تخرج من مدرسة الجيش الأسود في تركيا عام 2014. اليوم ، شكل كلا الشابين ، مثل آبائهم ، تحالف شمالي مقره بنجشير وحشدوا القوات لمحاربة طالبان.يشار إلى أن أحد أنصار اتحاد الشمال هو نائب رئيس الدولة أمر الله صالح. أعلن صالح أنه تولى منصبه بموجب الدستور بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد. غادر أمر الله صالح العاصمة كابول في 15 أغسطس ، ووصل إلى محافظة بنجشير الشمالية ، معقل أحمد مسعود والمناهضين لطالبان ، وبدأ في حشد القوات هناك.الاشتباك الأول وأول هزيمة لطالبان
في الوقت الحاضر ، جمع قادة التحالف الشمالي أكثر من 10000 جندي لمحاربة طالبان. ووقعت واحدة من أكثر الاشتباكات دموية بين قوات التحالف الشمالي وطالبان في 20 أغسطس / آب في إقليم باروان بالقرب من بنجشير. وتكبد التحالف الشمالي ، الذي يستخدم أسلحة مخلفة من الجيش الأفغاني ، أول هزيمة له أمام طالبان منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. وبحسب قناة التواصل الاجتماعي بانجشير ، قتل أكثر من 100 من عناصر طالبان في القتال.بعد أول انتصار كبير للتحالف على طالبان ، ورد أن القوات بقيادة نجل المارشال دوستم ، يار محمد دستم ، دخلت المنطقة أيضًا. وفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية ، يوجد حاليًا 3000 مقاتل بقيادة نجل المشير رشيد دوستم ، يار محمد دستم ، في أوزبكستان حاليًا. وتوضح مصادر أخرى أن عدد القوات التي قادها تجاوز عشرة آلاف جندي. بعد انضمام صديقي ، حقق الحلف انتصارًا آخر على طالبان. في الأيام الأخيرة ، تم صد قوات طالبان في بلدة بول حصار الشمالية بالقرب من مقاطعة بغلان الشمالية.بعد هاتين الهزيمتين ، بدأت طالبان مفاوضات مع تحالف الشمال. وبحسب تقارير إعلامية روسية ، وعدت طالبان بالحصانة مقابل وقف مقاومة نائبي الرئيس أمر الله صالح وأحمد مسعود وتسليم ولاية بنجشير إلى طالبان. لكن زعماء اتحاد الشمال رفضوا الاقتراح. دعا قادة الاتحاد جميع الدول ، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا ، إلى إرسال أسلحة وليس جنودًا.
هل سيكون هناك دعم خارجي لاتحاد الشمال؟
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة سحبت جميع قواتها من أفغانستان وسلمت نوعًا من البلاد إلى طالبان. لذلك ، في الوقت الحالي ، لا يبدو من الواقعي أن تدعم واشنطن علنًا تحالف الشمال.قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "يجب قبول واقع طالبان في أفغانستان والتخلي عن الخطوات التي ستؤدي إلى تفكك البلاد" ، مضيفًا أن سياسة أفغانستان تهدف إلى المصالحة والتعاون مع طالبان.
ومع ذلك ، يمكن تقديم الدعم الإقليمي لتحالف الشمال بدون الولايات المتحدة وروسيا. يمكن دعم الاتحاد الشمالي من قبل الدول الناطقة بالتركية لأنه يحمي حقوق وأمن بحر قزوين والطاجيك وكيزيلباش والتركمان والأوزبك والأقليات العرقية الأخرى في شمال البلاد. على وجه الخصوص ، من المحتمل أن تتفاوض أوزبكستان وتركيا مع طالبان لحماية مواطنيهما في المنطقة ، وإذا فشلت المحادثات ، فسيكون بمقدورهما حمل التحالف الشمالي كورقة. ومع ذلك ، لم يتم حتى الآن الإدلاء بأي بيان رسمي من قبل البلدين بشأن اتحاد الشمال. على الرغم من أن صديقي المشير رشيد ، الذي يقود ابنه التحالف الشمالي ، موجود حاليًا في أوزبكستان ، إلا أنه يتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع كل من أنقرة وطشقند.بالمناسبة ، نظرًا لأن إيران على خلاف أيديولوجي مع طالبان ، ووالد أحمد مسعود ، شاه مسعود ، حارب طالبان لسنوات عديدة بمساعدة طهران ، فإن أكبر دعم للتحالف الشمالي يمكن أن يأتي من إيران.
