قبل زيارته الرسمية لجورجيا في 8 سبتمبر، أدلى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعدد من البيانات المهمة حول المنطقة، حيث تطرق باشينيان في خطابه بشكل أساسي إلى آفاق تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا وأذربيجان، وكان من بين القضايا الهامة التي تم تسليط الضوء عليها في بيان رئيس الوزراء فتح باب الاتصالات الإقليمية.
اعتبر باشينيان أن هذه الإتصالات هامة لمصالح وأهداف أرمينيا والدول الإقليمية، وأشار باشينيان إلى أن أرمينيا تجري محادثات في إطار الصيغة الثلاثية بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا لفتح اتصالات إقليمية، وأضاف " أنه من المهم جداً بالنسبة لأرمينيا اقامة خط سكة حديد مع روسيا وايران، وأننا نتفاوض على اتفاقية ثلاثية بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا لحل هذه القضية، حيث تهدف أذربيجان أيضا إلى إقامة اتصالات بين مناطقها الغربية وناخيتشيوان، ونظراً لأن باكو تريد أيضا إقامة اتصالات مع ناخيتشيوان، فإننا مصممون ومستعدون لبذل جهود لتحقيق نتائج ملموسة.
يتضح من بيان باشينيان أن أرمينيا تعترف بالفعل بالأراضي المحررة كأراضي أذربيجانية وهي مهتمة بضمان السلام والاستقرار في المنطقة، وتعليقًا على هذا الأمر، قال أورخان باغيروف، الخبير في مركز تحليل العلاقات الدولية، إن حكومة باشينيان تتفهم بالفعل أهمية الاتصالات الإقليمية للتنمية الاقتصادية لأرمينيا، وأن فتح الإتصالات هو السبيل الوحيد للخروج من الحصار الإقتصادي لأرمينيا، ومن ثم يمكننا أن نقبل بيان باشينيان حول هذا الموضوع بما يتوافق مع الواقع، لأن أرمينيا نفسها كانت تحت الحصار الاقتصادي لفترة طويلة، حيث دمر الحصار الاقتصادي عليها كل آفاق التنمية الاقتصادية، ولهذا السبب، يعد فتح الاتصالات الإقليمية قضية هامة لإنقاذ أرمينيا الاقتصادي.
تدرك حكومة باشينيان أنه لن تكون هناك تنمية اقتصادية في البلاد دون فتح الاتصالات في المنطقة، وأن المشاكل القائمة ستتعمق قبل الانتخابات، فلم يكن باشينيان يستطيع التعبير علانية عن موقفه الإيجابي بشأن الاتصالات قبل الانتخابات، خاصة وأن هذا الموضوع قوبل باحتجاجات شديدة في البلاد، فقد نظر إليه غالبية الأرمن من منظور القومية، لكن في الواقع، قد يكون فتح ممر زانجازور أفضل لأرمينيا من أي دولة أخرى في المنطقة.
أشار أورخان باغيروف إلى أن تعبير أذربيجان عن اهتمامها بناخيتشيوان وتفهمها كان انتصاراً للدبلوماسية الأذربيجانية، فلا شك في أن موقف باشينيان الايجابي من هذه القضية هو انتصار للدبلوماسية الاذربيجانية، فخلال حرب الـ 44 يوماً، عانى الأرمن من هزيمة ثقيلة لدرجة أنه من غير المرجح أن يختلفوا مع العديد من القضايا التي تفرض عليهم. فقد قال الرئيس إلهام علييف في العديد من المناسبات أنه إذا لم يكن هناك موافقة أرمينية علي فتح ممر زانجازور، فإننا سنفتحه بطرق أخرى، لذلك، فإن الحكومة الأرمنية نفسها تدرك جيداً أنه ليس لديها خيار آخر، وقد تم بالفعل التوقيع على البيان الثلاثي، وفي الوضع الحالي، ستحاول حكومة باشينيان الاستفادة من فتح هذا الممر لصالح أرمينيا، بالإضافة إلى ذلك، فقد شدد باشينيان على أهمية تهيئة الظروف الملائمة لعملية ترسيم الحدود وترسيمها بين أذربيجان وأرمينيا، ولذلك فمن المهم للجميع الاتفاق علي ترسيم الحدود بين البلدين.
يونس عبد اللاييف