أضواء على العَلاقات الأردنيّة الروسيّة

تحليلات 18:23 11.09.2021
شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
 
الأنباط الأردنية/
 
أضواء على العَلاقات الأردنيّة الروسيّة
 
بقلم: يَلينَا نِيدوغِينَا
 
 كثيرًا ما يَستفسر مني المواطنون الروس، من مختلف قوميات روسيا، عن جلالة الملك عبدالله الثاني المُعظم، ذلك أنني أُقيم في الأُردن، ولدي عائلة، وأعمل في المَملكة وإن صارت الأعمال والأشغال مؤخرًا متقطعة ونادرة جدًا كالشمس في ليل بَهيم، بسبب ظروف كورونا التي أدَّت إلى وقف الكثيرين أمثالي عن العمل الثابت في مهنتهم. 
 
 دواعي طرح الاسئلة المتلاحقة علي من المواطنين الروس في أحاديثهم التي لا نهاية لها، أن الكثير منهم يجهلون الأُردن، ولا يَعرفون سوى القليل عن المملكة تاريخًا وثقافةً وسياحةً، وفي غيرها من المناحي. أنا أتحدث هنا عن المواطنين الروس بالأعم وبالشمولية، فروسيا بلاد كبيرة المساحة وكثيرة السكان، وليس فيها منبر أردني واحد وثابت للترويج للسياحة والثقافة والوقائع الأُردنية، ويوميات الأُردن وشعبه.
 
 من جهة أخرى، صحيح أن جلالة الملك المُعظم يزور روسيا بين حين وآخر، ويلتقي فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، وتجري بينهما مباحثات ومحادثات واتفاقات لتطوير وتعزيز مطّرد للعلاقات الثنائية بين الدولتين، لكن هذا لا يَعني أن جميع الروس، أو حتى أكثريتهم، يتابعون الأنباء السياسية أو يهتمون بِكُليّتهم ببرامج الأخبار، فروسيا الحالية هي غير الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان يَفرض على مواطنيه ليس الاهتمام بالسياسة والأيديولوجيا فحسب، بل وأيضًا بممارستها النشطة فعليًا. هذا الأمر لم يَعد أولوية في روسيا المُعَاصِرة، إذ انتقل الاهتمام بالسياسة إلى “درجة متأخرة”. ولهذا، ولغيره من الأسباب التي منها عدم توافر برامج ثقافية أو سياحية متواصلة عن الأُردن في محطات التلفزة الروسية، يُوجّه الروس سَيلًا لا ينقطع من الأسئلة لمواطنة مثلي، كاتبة وإعلامية، ومُتخصِصة أكاديميًا بالتاريخ والسياحة الأُردنية، وبالهندسة والبِناء أيضًا، كوني أحمل شهادة جامعية سوفييتية في هذه الحقول.   
 
 في المِضمار الروسي، يبدو كذلك أن سَواد المواطنين الروس لم يتعرفوا على التاريخ والجغرافيا والسياحة والثقافة الأردنية بكليّتها، وبالأخص أجيال أواخر الثمانينيات وعقد التسعينيات من القرن الماضي، فمعلوماتهم عنّا هي مُجرّد “نُتَف”، إذ أنهم لا يَعرفون اللغة العربية، وفي الأُردن لا يوجد مراسل للتلفزيون الروسي، ولا تتوافر في روسيا أي حركة ترجمة كُبرى للأدب والثقافة والسياحة الأُردنية وهَلُمَّ جَرًّا، أو للتعريف بالعربية والتاريخ الأُردني، كما كان في سنوات الاتحاد السوفييتي المُنحل، وهذه الحقيقة هي اِنْشِغَالٌ يومي في علاقاتي وأعمالي مع الأُردنيين والروس مِمَّن ينتمون لشتى الشرائح الاجتماعية والمِهن. 
 
 في السابق، نشط المَركز الثقافي السوفييتي الذي أقيم في منطقة إستراتيجية في العاصمة عَمّان هي “جبل عَمّان”، فقد كان هذا المركز صاحب هِمَّة عالية، إذ تفوّق على غيره من المراكز الثقافية الأجنبية، وامتد عمله المُزدَحم منذ افتتاحه في عام 1970، إلى إغلاقه المأساوي في سنة 1992. آنذاك، حَفلت مكتبة المركز بعشرات الآلاف من الكتب الروسية والسوفييتية المترجمة للعربية بإتقان مذهل، وعُقدت في قاعاته المُحاضرات والنَّدوات، وأقِيمت الحفلات والاحتفاءات المتتالية يوميًا بكلِ ما في الكلمة من معنى، وعُرضت الأفلام بلا توقف، وشهد المركز كذلك لقاءات مُشرعَة أمام رواده أُقيمت مع مختلف المسؤولين السوفييت، والفنانين، والمُغنين، والعُلماء، والسيّاح، والأبطال السوفييت العَالميين للشطرنج، مِمَّن لعِبوا مع نظرائهم المحليين والهُواة الذين نالوا الميداليات، ورجالات الدين الإسلامي والمسيحي، وفعاليات أخرى كثيرة جدًا، ولا تنتهي، تحمل عناوين لا حدود لها. كذلك، أصدر المركز برنامجًا شهريًا ورقيًا جاذبًا عن فعالياته، لفت إليه بشدة أنظار المواطنين المحليين من جميع الأعمار والمِهن، وعلى كل ذلك يستطيع أن يَشهد المُدراء الأُردنيون السابقون للمركز الذين يَسكنون في عّمان وفلسطين، ضمنهم السادة والإخوة والأساتذة وليد مصطفى، ونِضال مَضية الذي يعمل في القنصلية الروسية، وعبد الهادي الدهيسات، عدا الأديب أديب النمري، الذي الذي توفي بمرض عضال قبل عقدين تقريبًا، رحمة الله عليه.
 
 في 16 شباط المُقبل، تحتفل الدولتان، الأُردن وروسيا، بالذكرى التاسعة والعشرين لاعتراف المملكة الأُردنية الهاشمية بروسيا كوريثة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. وبهذه المناسبة، وفي سياق هذه المقالة، أعتقد أن تأسيس مركز ثقافي أردني في موسكو، على مِثال المركز الثقافي الروسي الحالي الواقع في جبل عمّان أيضًا، ونشر فروع له في مدن رئيسية على مِثال، سانت بطرسبورغ، قازان، نيجني نوفغورود، ويكاتيرينبورغ، سيغدو نقلة نوعية من شأنها التعريف الأشمل بقيادتي وشعبي البلدين، ولتطوير أوسع للعلاقات الشعبية والاجتماعية والسياحية وغيرها من أوجه التبادلات بين الأُمتين والدولتين الصديقتين.
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار