الناتو يتفكك… فماذا سيفعل الأتراك؟

تحليلات 12:44 27.09.2021
 ناصر قنديل
 
– يعلم الأميركيون عندما يقولون أنهم انسحبوا من أفغانستان لأنهم يريدون التفرغ لمواجهة الصين أنهم يكذبون، فمن يريد مواجهة الصين لا ينسحب من موقع يتيح مواجهتها من مسافة صفر، كما يعلمون أنهم عندما يقولون بأن أهمية ما يسمونه بالشرق الأوسط تنخفض لأنهم يريدون التفرغ لمواجهة الصين أنهم يكذبون لأن من يخرج من الشرق الأوسط يخرج من الاقتصاد والسياسة الدوليين، ويعرف الأميركيون أنهم عندما يقولون أن حلفهم مع بريطانيا وأستراليا في المحيطين الهادئ والهندي يترجم عزمهم على مواجهة الصين يعرفون أنهم يكذبون لأن هذا الحلف أقرب للحلف الدفاعي في مواجهة خطر صيني وليس طريقاً لفرض حصار على الصين التي تتقدم في كل أسواق العالم وبحاره ومحيطاته.
 
– الأصدق في الكلام الأميركي هو ما اعترف به الرئيس جو بايدن بقوله إن الانسحاب من أفغانستان والانسحاب المحتمل من الشرق الأوسط، يترجمان فشل الاعتماد على القوة العسكرية لصناعة السياسة، وأن الحلف الثلاثي يقيم ميمنة بريطانية وميسرة أسترالية غرباً وشرقاً للأمن الأميركي، في خطة إعادة تموضع عنوانها أولوية الأمن القومي الأميركي، والتخلي عن مهمة شرطي العالم، أي عن الدور الإمبراطوري، ويعرف الأميركيون كما يعرف الأوروبيون أن سر الانتفاضة الأوروبية الكلامية بوجه الانسحاب من أفغانستان لم يكن طلب كرامة الشراكة بل الشعور بالقلق من هذا الاعتراف الأميركي بسقوط الرهان على القوة العسكرية، بالتالي طرح مصير حلف الناتو وجدوى الحفاظ عليه على بساط البحث، وهو ما بشرت به الخطوة العسكرية الأميركية في المحيطات البعيدة بإعلان الاستغناء عن أوروبا، من بوابة إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية لأستراليا.
 
– الاهتمام الأميركي باحتواء سريع لتداعيات خطوة سفن كسر الحصار التي أقدم عليها حزب الله يتجاوز معادلة الفشل في تكسير الحطام اللبناني على رأس المقاومة، كما يتجاوز الخشية من تحويل الحزب لهذا التحدي إلى فرصة، يصفها “الإسرائيلي” بسقوط لبنان في حضن حزب الله بدلاً من سقوطه على رأسه، فمركز الاهتمام الأميركي نابع من الحفاظ على صدقية ونقاء نظريته القائمة لتبرير الهزيمة في الحروب البرية بنظرية أولوية الإمساك بالبحار والممرات المائية، وقد نجح حزب الله بنقل معادلة الردع من البر إلى البحار متحدياً الأميركي في أهم الممرات المائية الممتدة من هرمز إلى باب المندب وقناة السويس، بصورة لا تتيح للأميركي فرصة الاشتباك وتعريض أمن “إسرائيل “ لخطر وجودي، ولا الانسحاب والقول بلا جدوى البحار والممرات المائية، فبدأ مسار التراجع أملاً ببلوغ نقطة يرضاها حزب الله لوقف التحدي، عارضاً الإفراج عن الحكومة ورفع الحظر عن التشبيك مع سورية كثمن، لإنقاذ النظرية التي يحتمي بها للانكفاء الاستراتيجي، وسيعرض المزيد.
 
– تفكك الناتو لم يعد توقعاً، إنه يتفكك، هذا معنى الأزمة التي تفجرت مع إعلان الحلف الثلاثي الأميركي- البريطاني- الأسترالي الذي يلبي متطلبات الأمن القومي الأميركي بصورة أفضل مما يفعل الناتو، المخصص لمعارك أوروبا وآسيا التي خرجت من دائرة الأولوية الأميركية، وأوروبا المعتمدة على القوة الأميركية، لن تستطيع في زمن التراجع الأميركي أن توفر فرص بناء حضور عسكري يتيح لها حفظ المصالح الاستعمارية وتنظيم تدخلات عسكرية تنقذ المصالح المتداعية أمام نمو نهضة شعوب آسيا ودولها، وفي طليعتها روسيا والصين وإيران، وفي قلبها محور المقاومة، فستلجأ إلى لعب دور سمسار التسويات، كما لعبت دور سمسار الحروب، محاولة تعديل نسبة العمولة تحت عنوان تحصيل شرفي وتعويض الإساءة المعنوية بالتفرد والتخلي عن الناتو من طرف واحد، وهذا ما يقوله الإسراع الفرنسي للتراجع عن الحرد، والإسراع بطلب حجز مقعد في لبنان وتسوية الملف النووي الإيراني، وقبلها مسارعة ألمانيا لحجز مقعد في المفاوضات الأميركية- الروسية بالحصول على رفع العقوبات الأميركية عن أنبوب السيل الشمالي، لتزويد أوروبا بالغاز الروسي.
 
– تفكك الناتو يطرح بقوة مصير تركيا، وموقعها في المشهد الجيواستراتيجي الجديد، وقد حاولت تركيا تشكيل مخلب الناتو المتقدم في الحرب على سورية، ولاحقاً في مواجهة التموضع الروسي فيها، وعندما بدت الكلفة عالية وظهر التخلي الأميركي والأوروبي عن المواجهة، تراجعت أنقرة خطوة إلى الوراء، وهي تتربص كل سانحة يبدو فيها الغرب جاهزاً لتبديل القرار أم بالتقدم خطوتين إلى الأمام، وروسيا التي فتح الباب للاحتواء المزدوج أمام تركيا بالعصا والجزرة، تدرك اليوم أن تفكك الناتو يتزامن مع عبث تركي ومحاولة فرض أدوار من خارج السياق، من ليبيا إلى أذربيجان وصولاً إلى أفغانستان، عدا عن التلاعب بروزنامة التفاهمات التي تم الوصول إليها عبر مسار أستانة بالنسبة لسورية، ما يعني توقيت تأديب جديد للسياسات التركية يقترب وأن إدلب ستكون على موعد طال انتظار توقيته الروسي، لينفتح بعد الحسم على طريقة حلب الباب مجدداً لتموضع تركي جديد، قد يكون الشرط الروسي فيه مغادرة تركيا للناتو لفتح الطريق أمامها لعضوية شانغهاي.
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

أسرار استهداف إيران لأذربيجان
17:16 19.04.2024
في يومها الأخير جلسات الاستماع في الدعوي الارمينية ضد أذربيجان
16:00 19.04.2024
كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
جميع الأخبار