هل نعيش عصر الروبوتات القاتلة قريباً؟

يرى أحد أبرز ناقدي الحداثة، زيغمونت باومان، بأن التكنولوجيا القتالية التي طورها الإنسان أوائل القرن الماضي، جعلت عملية القتل أسهل وأخف وطأة على الضمير، حين باعدت التماس المباشر ما بين القاتل والضحية.

تحليلات 17:00 01.10.2021
فقائد الطائرة الحربية التي تقصف الأحياء السكنية، بإمكانه أن يكون معزولاً شعورياً عن ضحاياه، حين ينظر إلى مهمّته القتالية من زاوية تقنية بحتة متعلقة بفنون الطيران والمناورة واللعب على لوحة مفاتيح لإطلاق الصواريخ عن بُعد. فماذا لو كانت هذه الطائرات القتالية لا يعتمرها طيّار أصلاً؟ ولا يوجهها فنّي في قاعدة عسكرية، بل تمت برمجتها مسبقاً لتعرف أهدافها وتقصفها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي؟!
 
لعل هذا السيناريو الذي يشبه كثيراً ما نطالعه من روبوتات قاتلة في الأفلام، هو أكثر ما يؤرق المنتقدين للتوسع في استخدام المسيّرات القتالية، لا سيما لأغراض تتجاوز أهداف الاستطلاع وجمع المعلومات نحو تنفيذ مهام قتالية مباشرة، والتحول الوشيك نحو الاستقلالية عن القيادة البشرية لهذه المسيّرات، لتتحول نحو الاعتماد الذاتي في عمليات التحليق ورصد الأهداف واكتشافها وتدميرها. مما يفرض أسئلة حول أخلاقية هذا النوع من القتال، وما يفرزه من نتائج على الأرض، تجعل من الأهمية القصوى تطوير تشريعات وبروتوكولات عالمية تنظمه، وتضع آليات رقابة ومحاسبة دولية ضابطة.
 
لا تقتصر دواعي القلق إزاء تشغيل المسيّرات عند حدود التوسّع في المهام القتالية، نظراً لقلة تكلفتها المالية والبشرية، إنما قد تسجّل تقنيات الذكاء الاصطناعي أخطاء جسيمة تقود إلى أن تضل المسيّرات هدفها أو تقصف أهدافاً مدنية، مثل هذه الأخطاء اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بارتكابها مراراً في سوريا وأفغانستان، أسوأُها خطأ تقني قاد إلى قصف مجموعة من المزارعين الأفغان عام 2019 ما أسفر عن مقتل 30 منهم على الأقل.
 
وقد صدر تقرير للأمم المتحدة مطلع 2021 يحذر بأنه جرى الاشتباه، لأول مرة، بتنفيذ مُسيّرات قتالية لضربات صاروخية في ليبيا بشكل مستقل بنسبة 100% عن الأوامر البشرية، أي بالاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي، الذي يعمل وفق بيانات مبرمجة مسبقاً على تمييز بصمات الوجه لتشخيص الأهداف المطلوبة (للتبسيط يمكن التأمل كيف يعمل الهاتف الذكي على تصنيف وجوه الأشخاص في معرض الصور) وقال التقرير إن هذه المُسيّرات نفذت عمليات مطاردات وقصف لمقاتلين على الأرض في ليبيا، محذراً من أن الثقة بمثل هذه التقنية التي تشبه ما نشاهده في الأفلام من روبوتات قاتلة تطارد أشخاصاً بعينهم وتفجّرهم، ما زالت هشة من حيث دقتها وابتعادها عن الأخطاء.
 
ومع تعدد الأطراف والدول التي انخرطت في الحرب الليبية وحوّلت سماءها إلى معرض للمُسيّرات، لم يستطع تقرير الأمم المتحدة تحميل أي طرف المسؤولية عن هذه الواقعة، وهذا وجه آخر من وجوه الخطر الكامن في استخدام المسيّرات، حيث القدرة على التنصل من المسؤولية السياسية والأخلاقية إزاء أي هجمات.
 
تصب الجهات المصنّعة للمُسيّرات جهودها لتطوير قدرات التسلل والتخفي وتضليل الرادارات والمضادات الجوية لمقاتلاتها، وكلها ميّزات قد تشجع الدول والكيانات على خوض الحروب مع التخفف من المسؤوليات المرتبطة بها.
 
ومع انخفاض التكلفة البشرية وكذلك المادية مقارنة بغيرها من الأسلحة، فإن الحروب عن بُعد باستخدام المُسيرات تصبح أكثر إغراءً، مما يشجع على نشوبها وعلى استمرار أمد المواجهات فيها، ويقلل من الميل للجلوس لطاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار.
 
ومقابل هذه المخاطر، يجب عدم إغفال جملة أخرى من الميزات التي توفرها المُسيّرات القتالية، فمن ناحية أخلاقية أيضاً، هي الأقدر على تقليل التكلفة البشرية ليس فقط على الطرف المشغّل إنما على جميع الأطراف في المعركة، فنظراً لكلفة الطيران المنخفضة مادياً وبشرياً، فإن المُسيّرات هي الأقدر على التحليق فوق مواقع الخطر لفترات أطول تمكّنها من رصد أهدافها بتأنِّ والتأكد من تحييد المدنيين وتقليل الخسائر البشرية والمادية قبل تنفيذ أي هجوم.
 
كما تعد تكلفة تصنيع المسيّرات هي الأقل من ضمن منظومة السلاح الجوي، وكذلك تكلفة صيانتها وتشغيلها، كما سجلت نجاحات ملحوظة في محاصرة الجماعات الإرهابية والانفصالية ومجموعات الجريمة المنظمة التي تتخذ من الجغرافيا الوعرة منطلقاً لحرب العصابات وعمليات التهريب.
 
وأخيراً فإن المسيّرات القتالية كغيرها من أنواع الأسلحة، تحتاج إلى الاحتكام لجملة من التشريعات والقوانين المحلية والدولية تضبط استخداماتها، وتعزز من وسائل الرقابة والمحاسبة، وفي حال الالتزام بمثل هذه التشريعات، فإن أهم إيجابياتها تتمثل بكسر احتكار الغرب لتصنيع تكنولوجيا السلاح، وفرض القيود والاشتراطات السياسية المشددة في وجه تصديرها لدول العالم.
 
ومع وجود قوى صاعدة كتركيا حفرت مكانتها في مقاعد المصنّعين والمصدّرين لهذه التقنية، أصبح كسر هذا الاحتكار ممكناً جداً، مما يفسح المجال لإعادة ترتيب التوازنات الأمنية في منطقة مثل الشرق الأوسط، كانت محسومة على الدوام لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة، نظراً إلى الفجوة الهائلة في القدرات العسكرية والأمنية واستحالة تضييقها دون العبور من بوابة امتلاك تكنولوجيا السلاح.

 


علييف يتحدث عن حرب غزة

أحدث الأخبار

حزب الله ينفي مقتل نصف قادته
17:00 25.04.2024
ماكرون يحذّر: "أوروبا تموت
16:20 25.04.2024
انفجار وتصاعد للدخان جرّاء هجوم على سفينة قرب عدن
16:00 25.04.2024
أرمينيا تتهم أذربيجان بزرع ألغام في قراباغ
15:46 25.04.2024
السعودية والكويت ترحبان بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن الأونروا
15:30 25.04.2024
الجيش الأمريكي يتصدى لهجوم حوثي في البحر الأحمر
15:15 25.04.2024
الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة
15:00 25.04.2024
دافكوفا تتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمقدونيا الشمالية
14:45 25.04.2024
بين أفول نظام دولى وميلاد آخر.. سنوات صعبة
14:19 25.04.2024
وصول سفينة عسكرية تركية إلى ميناء مقديشو
14:00 25.04.2024
مركز تركي- عراقي ضد العمال الكردستاني
13:45 25.04.2024
استمرار الاكاذيب الأرمينية ضد أذربيجان في محكمة العدل الدولية
13:25 25.04.2024
علييف وجباروف يزوران مدينة أغدام
13:00 25.04.2024
غضب وعمليات توقيف في جامعات أمريكية باحتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين
12:45 25.04.2024
علييف وجباروف يطلعان علي الخطة الرئيسية لمدينة فضولي المحررة من الإحتلال الأرميني
12:20 25.04.2024
جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة
12:15 25.04.2024
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم في 2023 بسبب النزاعات
12:00 25.04.2024
رئيس قيرغيزستان يصل فضولي
11:46 25.04.2024
زيارة رئيس قيرغيزستان إلي أذربيجان
11:18 25.04.2024
حول زيارة رئيس طاجيكستان إلى إيطاليا والفاتيكان
11:00 25.04.2024
أردوغان لا ينبغي السماح لإسرائيل بإخفاء المجازر في غزة
10:45 25.04.2024
أمير الكويت يتلقى رسالة من رئيس وزراء باكستان حول العلاقات الثنائية
10:30 25.04.2024
السيسي يحذر من التداعيات الكارثية لأي عملية عسكرية في رفح
10:16 25.04.2024
الأردن يحدد 10 سبتمبر موعداً لإجراء انتخابات مجلس النواب
10:00 25.04.2024
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن مقابر جماعية بمستشفيين بغزة
09:45 25.04.2024
أردوغان يعلن وقف العلاقات التجارية المكثفة مع إسرائيل
09:30 25.04.2024
ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و262
09:15 25.04.2024
الصحفيين الأوزباك يزورون مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
09:00 25.04.2024
الملك سلمان يدخل المستشفى لإجراء "فحوصات روتينية"
17:00 24.04.2024
بلينكن يزور الصين للمرة الثانية في أقل من عام
16:30 24.04.2024
علييف يتحدث عن حرب غزة
16:00 24.04.2024
قري قازاخ الأذربيجانية الأربع في الإعلام العالمي
15:00 24.04.2024
مصر ترحب بالقرار الأذربيجاني الأرميني
13:45 24.04.2024
الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
13:30 24.04.2024
تزايد الدين العام يهدد التصنيف الائتماني لفرنسا
13:00 24.04.2024
جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين
12:30 24.04.2024
ذعر أممي من المقابر الجماعية في غزة... ومطالبات بتحقيق
12:00 24.04.2024
في زيارة علنية نادرة... مسؤولون من كوريا الشمالية يصلون إلى إيران
11:00 24.04.2024
موسكو: تدريبات الناتو في فنلندا "عمل استفزازي"
10:30 24.04.2024
ميرزايف يتحدث عن حرق العلم الأذربيجاني والتركي في أرمينيا
10:00 24.04.2024
جميع الأخبار