4 خيارات أمام بايدن في معضلة الاعتراف بطالبان

تحليلات 18:00 11.10.2021
وسط سيل الهجوم على الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب قراره استكمال الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري، حذر بعض الخبراء والمسؤولين السابقين من مغبة الإقدام على الاعتراف بتنظيم طالبان سلطة حاكمة في أفغانستان.
 
وكان بيان صدر أمس عن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، ومن ضمنها الولايات المتحدة، قد أشار إلى أنها ستؤجل الاعتراف بطالبان سلطة جديدة في أفغانستان إلى أن تظهر الحركة التزامها بحماية حقوق الإنسان وتوافق على عدم توفير مظلة للجماعات الإرهابية.
 
وأضاف البيان أن "الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش بكرامة وسلام وأمن، بما يعكس ما تحقق من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية، ولا سيما بالنسبة للنساء والفتيات. وأن شرعية أي حكومة في المستقبل ستعتمد على النهج الذي تتبعه للوفاء بالتزاماتها والتزاماتها الدولية لضمان استقرار أفغانستان".
 
وعقب سيطرة الحركة على كابل، جمدت الولايات المتحدة أرصدة الحكومة الأفغانية البالغة 9.6 مليارات دولار في مصارف أميركية، بانتظار حلّ معضلة وجود سلطة شرعية حاكمة داخل أفغانستان.
 
موقف أميركي ضبابي وصعب
لم تعترف الولايات المتحدة بحركة طالبان أثناء حكمها أفغانستان بين عامي 1996 و2001، واعترفت بها حينذاك 3 دول فقط، هي: السعودية والإمارات وباكستان.
 
وعلى مدى العقدين الأخيرين، لم تصنف الإدارات الأميركية الحركة جماعة إرهابية في قائمة وزارة الخارجية، إلا أن وزارة الخزانة فرضت من جانبها عدة عقوبات على عدد من زعماء الحركة خلال الأعوام الماضية.
 
وعلى الرغم من دعم واشنطن للحكومات الأفغانية المتعاقبة عقب إسقاطها حكم طالبان في بدايات عام 2020، أقدمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التفاوض مع الحركة، وتوصلتا معا لاتفاق الانسحاب الأميركي في محادثات الدوحة يوم 29 فبراير/شباط من العام الماضي.
 
ومنذ وصول بايدن للحكم، لم يتوقف التواصل مع حركة طالبان، وهو ما أدى لتمديد أمد إجلاء القوات الأميركية الذي كان مقررا له نهاية مايو/أيار الماضي، ليصبح نهاية أغسطس/آب الجاري.
 
والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز مع كبار مسؤولي الحركة بكابل أمس الأول، للبحث في قضية الإجلاء وتفاصيل استكمال الانسحاب.
 
ويتجنب بايدن -خلال أحاديثه المتكررة عن تطور الأوضاع في أفغانستان- توجيه إشارات سلبية إلى حركة طالبان.
 
ويعتبر بعض المعلقين أن هذه الاتفاقات والتواصل المستمر بين واشنطن وطالبان يعكس اعترافا أميركيا ضمنيا بالحركة، لكنه لا يعني اعتراف واشنطن بها سلطة حاكمة شرعية داخل أفغانستان بعد.
 
وصاحَب استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية كابل في 15 أغسطس/آب، فرار الرئيس السابق أشرف غني خارج البلاد، في وقت لم تعد فيه حكومة أفغانستان المعترف بها دوليا تعمل، وأكدت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي أن "أشرف غني لم يعد شخصية مؤثرة في أفغانستان".
 
أما وزير الخارجية أنتوني بلينكن، فقد قال لشبكة "سي إن إن" (CNN) إن "الحكومة الأفغانية المستقبلية التي تدعم الحقوق الأساسية لشعبها ولا تؤوي الإرهابيين، هي حكومة يمكننا العمل معها والاعتراف بها. وعلى العكس من ذلك، فإن الحكومة التي لا تفعل ذلك، ولا تدعم الحقوق الأساسية لشعبها، بما في ذلك النساء والفتيات، وتؤوي الجماعات الإرهابية التي لديها مخططات تستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءنا وشركاءنا، فبالتأكيد لن نعترف بها".
 
وتتهرب وزارة الخارجية من الإجابة عن سؤال الاعتراف بطالبان، وتبرر ذلك بعدم "حدوث انتقال رسمي للسلطة".
 
ويُعد اعتراف واشنطن بطالبان أداة ضاغطة تمتلكها الولايات المتحدة التي تمتلك مفاتيح التعامل مع المؤسسات المالية والإنمائية الدولية. كما أن اعتراف واشنطن بها سيدفع بالكثير من دول العالم للاعتراف بطالبان والتعامل معها.
 
تحذير وبدائل أربعة
وحذرت نيكي هيلي السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، من إقدام بايدن على الاعتراف بطالبان.
 
وغردت هيلي بمقالة نشرتها في صحيفة واشنطن بوست، قالت فيها إن "بايدن قد فشل فشلا ذريعا في الانسحاب من أفغانستان، وهو ما جعل أميركا أضعف وأقل أمانا، مع ترك العديد من الأميركيين والأفغان تحت رحمة طالبان. يجب على بايدن ألا يتخذ قرارا بالاعتراف بهؤلاء البرابرة".
 
وأضافت هيلي أنه لا "توجد كلمات تصف مدى سوء القرار، إذا كافأ بايدن العدو الذي أفنى الآلاف من الأميركيين حياتهم من أجل هزيمته، من خلال الاعتراف بطالبان حكومة شرعية في أفغانستان".
 
وعرضت الدكتورة تيس بريدجمان المسؤولة السابقة في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس باراك أوباما، الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة نيويورك، لبدائل أربعة لن يخرج عنها موقف إدارة بايدن فيما يختص معضلة الاعتراف الأميركي بتنظيم طالبان.
 
أولا: الاعتراف بطالبان، أو الاعتراف بأي حكومة قد تسعى طالبان إلى تشكيلها وتضمن ممثلي قوى أخرى.
 
ثانيا: وضع شروط للاعتراف بطالبان، حيث يمكن لإدارة بايدن الاعترافبها حال اتخاذها إجراءات معينة. وفي حين استخدام الاعتراف أداة دبلوماسية ضاغطة، يبدو أن واشنطن والعديد من حلفائها يتركون الباب مفتوحا أمام هذا الخيار، وقد تطلب تلك الدول تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقتصر على حركة طالبان، إضافة لقضيتي حقوق النساء، ومكافحة الإرهاب.
 
ثالثا: اعتراف غير كامل، ويمثل مسارا متوسطا، وإذا بقيت طالبان تسيطر بقوة على مؤسسات الدولة وحدودها، يتم التعامل معها على مستوى دبلوماسي منخفض، دون أن يتم العمل بعلاقات دبلوماسية شاملة، ويحاول هذا البديل كسب بعض الوقت وعدم منح حركة طالبان فائدة الاعتراف المبكر بها.
 
رابعا: عدم الاعتراف بحكم طالبان، ويمثل ذلك وسيلة تسمح لواشنطن بالإبقاء على تجميد الودائع المالية الأفغانية الحكومية في الولايات المتحدة، وربما كوسيلة ضغط قصوى لتغيير مواقف وسياسات تتخذها حركة طالبان. ولا يمنح هذا البديل حكومة حركة طالبان أي حقوق أو التزامات دبلوماسية وقنصلية.
 
ومن المرجح ألا يتسرع بايدن في اتخاذ قرار سريع بشأن الاعتراف القانوني بطالبان، وستطفو خلال الأيام والأسابيع القادمة -عقب استكمال الانسحاب العسكري الأميركي- قضية الاعتراف بحكومة طالبان، وهل سيتم تأسيس علاقات ثنائية مباشرة أم ستتخذ واشنطن موقفا عدائيا من الحركة، وتحاول عزلها وإبعادها عن الجماعة والمنظمات الدولية كما كان الوضع في تسعينيات القرن الماضي.

 

الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

رسالة للناتو أم بداية معركة جديدة.. ماذا يعني إعلان روسيا الحرب بأوكرانيا بدلاً من العملية الخاصة؟
17:15 29.03.2024
مهمة الإتحاد الاوروبي في جنوب القوقاز من وجهة نظر أرمينية
16:42 29.03.2024
كيف ستؤثر زيارة وفد الإتحاد الأوروبي علي عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
15:58 29.03.2024
ميرزايف: زيارة وفد الإتحاد الأوروبي للمنطقة يهدف إلي الهيمنة عليها
15:00 29.03.2024
الولايات المتحدة الأمريكية تنشئ تحالفًا جديدًا... - تحليلات
14:00 29.03.2024
لماذا تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتسليح أرمينيا؟
13:00 29.03.2024
هولوكوست بدون يهود
12:00 29.03.2024
من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبنان؟
11:45 29.03.2024
أناتولي أنتونوف : العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتحسن
11:40 29.03.2024
مصر تسجل أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال نصف قرن
11:30 29.03.2024
ما لم يقال عن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى جنوب القوقاز
11:25 29.03.2024
حكمت حاجييف: أذربيجان هي حلقة الوصل بين آسيا الوسطى وأوروبا
11:20 29.03.2024
محكمة العدل الدولية تمهل إسرائيل شهرا لإرسال تقريرها حول مجازر غزة
11:15 29.03.2024
روسيا تمنع التجديد لمراقبي العقوبات على كوريا الشمالية
11:00 29.03.2024
أرمينيا توقف بث برنامج سولوفيوف
10:57 29.03.2024
انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
10:45 29.03.2024
أرمينيا : سيتم إعادة هذه القري إلي أذربيجان
10:44 29.03.2024
العدل الدولية تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة
10:30 29.03.2024
السجن 25 عاماً لملك العملات المشفرة بتهمة سرقة 8 مليارات دولار
10:15 29.03.2024
الأمين العام لأوبك حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود
10:00 29.03.2024
إعصار في مدغشقر يودي بـ11 شخصاً
09:45 29.03.2024
إسرائيل تتخذ خطوات فعلية لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم التحذيرات الدولية
09:30 29.03.2024
إثيوبيا تتوقع الانتهاء من مشروع سد النهضة العام المقبل
09:15 29.03.2024
إبراهيم تراوري يمدد حربه على الإرهاب في بوركينا فاسو
09:00 29.03.2024
تدشين اتحاد عمال مستقل في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
18:30 28.03.2024
هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
جميع الأخبار