أهداف مشتركة بين قطر و»سيكا» لإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان والمنطقة
لدينا يقين بمواصلة قطر دورها من أجل السلام والاستقرار للشعب الأفغاني
نثمن دور قطر وجهودها في تسهيل عملية السلام الأفغانية
قطر عضو مهم جدًا في عملية «سيكا»
نقدر علاقة قطر مع «سيكا» ودورها في مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون
الدوحة شريك نشط في الاقتصاد الرقمي وتنمية المشروعات
دور قطر مهم للسلام في منطقة الشرق الأوسط ككل
حاوره في كازاخستان – إبراهيم بدوي:
ثمّن سعادة السفير كايرات صاريباي، المُدير التنفيذي لمنظمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA/سيكا)، جهود دولة قطر من أجل إرساء السلام والاستقرار في أفغانستان.
وأشار سعادته في حوار خاص مع الراية على هامش تغطيتها اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA/ سيكا) في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، إلى أن قطر لا غنى عنها لسلام أفغانستان، قائلًا: إنه «من الصعب تخيل عدم وجود قطر بين المُسهلين لعملية السلام الأفغانية فلا غنى عنها بعد هذا الطريق الطويل». وأكد أن قطر و»سيكا» تجمعهما أهداف مُشتركة لإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان والمنطقة.
وأشاد سعادته بعلاقة قطر ومنظمة (سيكا)، مؤكدًا أن قطر عضو مهم جدًا في عملية «سيكا» رغم كونها أحد الأعضاء الجدد. وأشار إلى أن قطر تساهم بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون، فضلًا عن كونها شريكًا نشطًا في الاقتصاد الرقمي وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الجهود والأدوار التي وصفها بالمُهمة جدًا في أعمال منظمة سيكا.
وقال سعادة المُدير التنفيذي: إن دور قطر مهم للسلام في منطقة الشرق الأوسط ككل، مشيرًا إلى أن قوة سيكا تكمن في جمع مختلف الأطراف على طاولة الحوار، فضلًا عن إجراءاتها العملية لبناء الثقة وتوفير منصة لمناقشة قضايا مُشتركة ملحة مثل مكافحة الإرهاب ونمو الاقتصاد، ومواجهة تحديات الوباء وغيرها.
كما تحدّث عن التعاون القائم بين قطر ومنظمة سيكا وأهميته لإرساء الأمن والسلم الدوليين خاصة في القارة الآسيوية، مُعربًا عن تطلعه إلى مشاريع مشتركة مُستقبلية تعزز العلاقات وتدفعها إلى آفاق أرحب، وغيرها من التفاصيل في نص الحوار التالي:
عضو مهم
سعادة المدير التنفيذي.. كيف ترون التعاون القائم بين دولة قطر ومنظمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا) وأهميته للجانبين؟
– قطر عضو مهم جدًا في عملية «سيكا» رغم كونها أحد الأعضاء الجدد وتساهم بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون، وهو أمر مهم جدًا بالنسبة لنا. كما أن لدولة قطر مشاركة نشطة في الاقتصاد الرقمي وتنمية وتطوير قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وتحدثت مؤخرًا مع كبار المسؤولين في قطر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الماضي. وناقشنا كيفية تعزيز التعاون وزيادة أنشطة تقودها قطر مع «سيكا» ونحن ممتنون للغاية لمساهماتها الداعمة فهي من الدول الأعضاء الرائدة في دعم «سيكا».
جهود قطر
في رأيك ما الذي يمكن أن تقدّمه قطر و«سيكا» لقضايا الشرق الأوسط؟
كافة الدول الأعضاء في «سيكا» حريصة على استمرار عملية السلام في الشرق الأوسط وإحيائها بعد الجمود الذي لاحظناه في السنوات الأخيرة. ووضع قطر النشط في عملية السلام في الشرق الأوسط مهم للغاية ولا أتحدث هنا عن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط ولكن بصفة عامة، فالشرق الأوسط بحاجة إلى مثل هذه الجهود لأن وضعه معقد للغاية، ولذلك فإن هناك حاجة ماسة لـ «سيكا» في الشرق الأوسط لأن فلسفتها بسيطة للغاية فنحن نسهل الحوار.
قوة «سيكا»
وما الفارق بين منظمة «سيكا» وبقية المنظمات الدولية؟
– «سيكا» تجمع العديد من الأطراف في آسيا ممن يصعب اجتماعهم في منظمات إقليمية أخرى على طاولة واحدة. وتحاول الشعوب لعقود حل الأزمة في الشرق الأوسط ولا نقول إن لدى «سيكا» وصفة سحرية للحل، ولكن لديها تطبيق لتدابير مختلفة لبناء الثقة، وفي هذا الاجتماع نرى بالفعل أن دولًا مختلفة، بسياسات مختلفة يجلسون معًا، ويبحثون قضايا مشتركة مثل كيفية مكافحة الإرهاب وتعزيز نمو الاقتصاد ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومواجهة تحديات الوباء وغيرها، وهي قضايا مهمة وليست بالضرورة قضايا سياسية كبيرة ولكنها قضايا مهمة يتم مناقشتها في هذا الاجتماع، وهذه هي قوة «سيكا» أننا نجمع الكل على طاولة الحوار، ونطبق إجراءات عملية جدًا لبناء الثقة، ومنها تنظيم الموائد المُستديرة للحوار، وانخراط الدول بسياساتها المختلفة مع جلب الخبراء والمتخصصين للحديث وتبادل الآراء والأفكار.
سلام أفغانستان
لعبت قطر دورًا محوريًا ولا تزال في ملف أفغانستان.. فكيف ترون أهمية هذا الدور بالنسبة لدول سيكا والقارة الآسيوية ككل؟
لقد شاركت «سيكا» بالعديد من الفعاليات والمنصات في آسيا على مدار عدة سنوات، بهدف حل الأزمات طويلة الأمد في أفغانستان، ونرى حقًا أن القوات الأجنبية لا تجلب السلام إلى أفغانستان منذ عقود. ولقد أدرك المُجتمع الدولي مؤخرًا أنه يجب علينا أن نسهل عملية سلام يقودها ويملكها الأفغان أنفسهم، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في أفغانستان، ولذلك فإنني أثني على دور قطر في تسهيل هذه العملية، وأعلم أن هناك طرقًا وآراء مختلفة حول ما يجب فعله بسبب وجود عدة أطراف، ووجوب تضمين قرار مجلس الأمن في هذه العملية، ولكن يجب أن نكون براجماتيين وعمليين. وتراقب «سيكا» الوضع في أفغانستان من كثب لأن «سيكا» مشروع ضخم للتواصل، وأفغانستان تقع في مركز هذا المشروع فلا يمكن ربط جنوب آسيا ووسطها بدون دور أفغانستان في هذه العملية وغيرها العديد من القضايا الأخرى، فلدينا تحديات تتعلق بالجريمة وتهريب المخدّرات والاتجار بالبشر وحقوق الإنسان وغيرها، ولذلك فإننا نتعامل بدقة وخطوة بخطوة بطريقة براجماتية مع الوضع في أفغانستان، ولدينا يقين أن قطر تقوم بدورها وستواصل هذا الدور من أجل السلام والاستقرار للشعب الأفغاني والمنطقة.
أهداف مشتركة
ما مدى توافق رؤى الدوحة و»سيكا» فيما يتعلق بحل النزاعات سلميًا عبر الحوار والتفاوض؟
– ربما يكون هناك اختلاف في المنهج والأساليب ولكن في الأهداف النهائية فإن دور قطر ومساعيها لإرساء الأمن والسلام في أفغانستان هي ضمن أهدافنا المُشتركة.
قطر لا غنى عنها
قطر تُسهل حاليًا الحوار بين الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي من دول ومنظمات مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.. في رأيك.. لو لم تكن قطر حاضرة كيف كان سيكون الوضع في أفغانستان؟
– من الصعب أن نتخيل عدم وجود قطر بين المُسهلين لعملية السلام في أفغانستان، فلا غنى عنها بعد هذا الطريق الطويل، ومرة أخرى ربما تكون هناك طرق مختلفة في المنهجيات واختيار الأطراف التي يجب التحدث معها، ولكنني على يقين أن كافة الدول الأعضاء في «سيكا» لديها التزام عام بأن السلام في أفغانستان حاجة ملحة. وأننا إذا أردنا تطوير آسيا كمحرّك عالمي جديد للتنمية العالمية من الناحيتين السياسية أو الاقتصادية، فإننا بحاجة إلى أفغانستان مستقرة وآمنة ولا تشكل تهديدًا لأحد.
وما دواعي القلق والتهديد لديكم فيما يتعلق بأفغانستان حاليًا؟
– هناك الكثير من دواعي القلق ومنها ما اتفقت عليه الدول أعضاء «سيكا» بأن استعادة السلام والتنمية الاقتصادية في أفغانستان، القائمة على تسوية سياسية شاملة هي مفتاح الأمن والاستقرار في منطقة «سيكا» ككل. كما اتفقت على ضرورة دعم الأمم المتحدة للشعب الأفغاني وحقه في الحياة بسلام وأمان وكرامة، وضمان عدم وجود أي تهديدات بتسلل الإرهابيين أو أي عناصر تدميريّة من الأراضي الأفغانية إلى دول الجوار وغيرها وهو ما يتوافق مع قرارات الأمم المُتحدة ذات الصلة.
مشاريع تعاون
في النهاية سعادة المدير التنفيذي لمنظمة «سيكا».. ما توقعاتكم لمستقبل التعاون مع دولة قطر؟ وهل هناك أي برامج للعمل المُشترك في الفترة المقبلة؟
إننا نثمن علاقة قطر مع «سيكا» فقد حرص سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على المشاركة في أعمال هذا الاجتماع الوزاري في اللحظات الأخيرة، رغم ارتباطه بأعمال منتدى الأمن العالمي في الدوحة، وهي دلالة مهمة على اهتمام قطر بأعمال «سيكا». وتقدمت إلى سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر خلال لقائنا في نيويورك ببعض المشروعات المحدّدة، فلدينا أجندة شاملة في «سيكا» تشمل خمسة أبعاد مختلفة هي: الاقتصاد، والبيئة، والعمل الإنساني، والتحديات والتهديدات المستجدة، والبعد العسكري- السياسي. ونتطلع إلى مساهمة قطر النشطة في كل منها. كما أننا لدينا مشروع مميز يتعلق بالذكرى الثلاثين لتأسيس «سيكا» العام المُقبل. وبالتأكيد علاقة قطر مع منظمة «سيكا» تعكس المستوى المميّز للعلاقات الثنائيّة بين قطر وكازاخستان التي تترأس «سيكا» وهو ما يعود بالنفع على الجميع.